Quantcast
Channel: الخلافة الاسلامة على منهج المهدي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

مصلــحة الدعـــوة

$
0
0

مصلحة الدعوة الحقيقية؛

هي في استقامتها على النهج دون انحراف قليل أو كثير، أما النتائج ودخول الناس في الدين ، فهو غيب لا يعلمه إلا اللّه تبارك وتعالى.

إن المسلم بعد دخوله في الإسلام ، يكون أحب شيء إلى نفسه أن يجتمع الناس على الإسلام ، وأن يدركوا الخير الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، من عند اللّه فيتبعوه و يدخلوا فيه أفواجا.. ولكن العقبات في طريق الدعوات كثيرة.
والمسلم بشر محدود الأجل. وهو يحس هذا ويعلمه، فيتمنى لو يجذب الناس إلى الإسلام بأسرع طريق .. يود مثلا لو هادن الناس فيما يعز على الناس أن يتركوه من عادات وتقاليد وموروثات فيسكت عنها مؤقتا لعل الناس أن يفيئوا إلى الهدى ، ظنا منه أنه إذا دخلوا فيه أمكن صرفهم عن تلك الموروثات العزيزة! ويود مثلا لو جاراهم في شيء يسير من رغبات نفوسهم رجاء استدراجهم إلى العقيدة ، على أمل أن تتم فيما بعد تربيتهم الصحيحة التي تطرد هذه الرغبات المألوفة! ويود... ويود... من مثل هذه الأماني والرغبات البشرية المتعلقة بنشر الإسلام وانتصاره... ذلك على حين يريد اللّه أن تمضي الدعوة على أصولها الكاملة ، وفق موازينها الدقيقة ، ثم من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. فالكسب الحقيقي للدعوة في التقدير الإلهي الكامل غير المشوب بضعف البشر وتقديرهم .. هو أن تمضي على تلك الأصول وفق تلك الموازين ، ولو خسرت الأشخاص في أول الطريق، فالاستقامة الدقيقة الصارمة على أصول الدعوة ومقاييسها كفيل أن يثني هؤلاء الأشخاص أو من هم خير منهم إلى الإسلام في نهاية المطاف ، وتبقى مثل الدعوة سليمة لا تخدش ، مستقيمة لا عوج فيها ولا انحناء ..

ولقد تدفع الحماسة والحرارة أصحاب الدعوات - بعد الرسل - والرغبة الملحة في انتشار الدعوات وانتصارها .. تدفعهم إلى استمالة بعض الأشخاص أو بعض العناصر بالإغضاء في أول الأمر عن شيء من مقتضيات الدعوة يحسبونه هم ليس أصيلا فيها ، ومجاراتهم في بعض أمرهم كي لا ينفروا من الدعوة ويخاصموها! ولقد تدفعهم كذلك إلى اتخاذ وسائل وأساليب لا تستقيم مع موازين الدعوة الدقيقة ، ولا مع منهج الدعوة المستقيم. وذلك حرصا على سرعة انتشار الإسلام، وانتصاره.. واجتهادا في تحقيق «مصلحة الدعوة» ومصلحة الدعوة الحقيقية في استقامتها على النهج دون انحراف قليل أو كثير. أما النتائج فهي غيب لا يعلمه إلا اللّه.
فلا يجوز أن يحسب حملة الدعوة حساب هذه النتائج إنما يجب أن يمضوا على نهج الدعوة الواضح الصريح الدقيق الذي سار عيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسل الله أجمعين، وأن يدعوا نتائج هذه الاستقامة للّه. ولن تكون إلا خيرا في نهاية المطاف.

والله تعالى ينبههم في القرآن الكريم، إلى أن الشيطان يتربص بأمانيهم تلك لينفذ منها إلى صميم الدعوة. وإذا كان اللّه قد عصم أنبياءه ورسله فلم يمكن للشيطان أن ينفذ من خلال رغباتهم الفطرية إلى دعوتهم. فغير المعصومين في حاجة إلى الحذر الشديد من هذه الناحية ، والتحرج البالغ ، خيفة أن يدخل عليهم الشيطان من ثغرة الرغبة في نصرة الدعوة وجذب الناس إليها، والحرص على ما يسمونه «مصلحة الدعوة» .. إن كلمة «مصلحة الدعوة» يجب أن ترتفع من قاموس أصحاب الدعوات ، لأنها مزلة ، ومدخل للشيطان يأتيهم منه ، حين يعز عليه أن يأتيهم من ناحية مصلحة الأشخاص! ولقد تتحول «مصلحة الدعوة» إلى صنم يتعبده أصحاب الدعوة وينسون معه منهج الدعوة الأصيل! .. إن على أصحاب الدعوة أن يستقيموا على نهجها ويتحروا هذا النهج دون التفات إلى ما يعقبه هذا التحري من نتائج قد يلوح لهم أن فيها خطرا على الدعوة وأصحابها! فالخطر الوحيد الذي يجب أن يتقوه هو خطر الانحراف عن النهج لسبب من الأسباب ، سواء كان هذا الانحراف كثيرا أو قليلا. واللّه أعرف منهم بالمصلحة وهم ليسوا بها مكلفين. إنما هم مكلفون بأمر واحد. ألا ينحرفوا عن المنهج ، وألا يحيدوا عن الطريق ..
ولقد بين اللّه لنا في سورة عبس، أن استقامة الدعوة على أصولها الدقيقة أهم من إسلام الصناديد، حتى لو كانت الغاية هي الرغبة في إسلام من وراء الصناديد وهم كثيرون...، وأبطل كيد الشيطان من الدخول إلى العقيدة من هذه الثغرة ، وأحكم اللّه آياته، والحمد لله رب العالمين.

_______________
شُــــــــــــبهات وردود

Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

Latest Images

Trending Articles



Latest Images

<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>