Quantcast
Channel: الخلافة الاسلامة على منهج المهدي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

الاختلاف بين الأمه علي ضربين !!!

$
0
0

يقول الإمام السمعاني في قواطع الأدلة :
___________________________

إن الاختلاف بين الأمة على ضربين اختلاف يوجب البراءة ويوقع الفرقة ويرفع الألفة
واختلاف لا يوجب البراءة ولا يرفع الألفة فالأول كالاختلاف فى التوحيد.

قال من خالف أصله كان كافرا وعلى المسلمين مفارقته والتبرؤ منه وذلك لأن أدلة التوحيد كثيرة ظاهرة متواترة قد طبقت العالم وعم وجودها فى كل مصنوع فلم يعذر أحد بالذهاب عنها وكذلك الأمر فى النبوة لقوة براهينها وكثرة الأدلة الباهرة الدالة عليها وكذلك كل ما كان من أصول الدين فالأدلة عليها ظاهرة باهرة والمخالف فيه معاند مكابر والقول بتضليله واجب والبراءة منه شرع.

ولهذا قال ابن عمر حين قيل له إن قوما يقولون لا قدر فقال بلغوهم أن ابن عمر منهم برئ وأنهم منى براء وقد استجار مثل هذا التعنيف فى الفروع

وقال ابن عباس من شاء باهلته أن الله تعالى لم يجعل فى المال نصفا ونصفا وثلثا

وقالت عائشة رضى الله عنها أبلغوا زيد بن أرقم أن جهاده مع رسول - صلى الله عليه وسلم - قد بطل

ونحو هذا من الآثار إلا أن هذا النوع من الوعيد ليس هو على المذهب الأول إنما هو تعنيف على التقصير فى النظر وتحريض على الاجتهاد وتحريض على التأمل

والضرب الآخر من الاختلاف لا يزيل الألفة ولا يوجب الوحشة ولا يوجب البراءة ولا يقطع موافقة الإسلام وهو الاختلاف الواقع فى النوازل التى عدمت فيها النصوص فى الفروع وغمضت فيها الأدلة فيرجع فى معرفة أحكامها إلى الاجتهاد ويشبه أن يكون إنما غمضت أدلتها وصعب الوصول إلى عين المراد منها امتحانا من الله سبحانه وتعالى لعباده لتفاضل في درجات العلم ومراتب الكرامة كما قال تعالى يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات وقال وفوق كل ذي علم عليم)
_____________________

Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>