قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء) [رواه مسلم]
فالاسلام كلما مر عليه الزمان كلما اشتدت غربته وصعب على الناس طريق الحق , ولكن كثير من الناس تستوحش الغربة ويفتنها فى طريق الباطل كثرة الهالكين و يصدها عن طريق الحق قلة السالكين , فاعرضوا عن الحق و اعتنقوا الشبهات وأصبحت دينهم وديدنهم واتوا ببدع ما انزل الله بها من سلطان
فاذا نظرت الي حال الناس اليوم وجدت أكثرهم فى ضلال ولايعرفوا معني التوحيد ولا يفرقوا بين الايمان والشرك , يركنون الى الدنيا يتمتعون كما تتمتع الانعام وقال الله سبحانه وتعالي "وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"
فقال حسن البصري رحمه الله "فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضي وهم أقل الناس فيما بقي , الذين لم يذهبوا مع اهل الاتراف فى اترافهم و لا مع اهل البدع فى بدعهم وصبروا على سنتهم حتي لقوا ربهم فكذلك فكونوا"
فاذا عرف أحدهم الحق لم يصبر عليه فكيف يعتقد ان كل هؤلاء الناس على ضلال وشرك ويتعجب من ذلك ويرفضه , وينسي قول الله سبحانه وتعالي "وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ"فيستقر فى ذهنه انه من فعل الشرك الأكبر جاهلا فهو مسلم موحد اسلامه صحيح لانه جاهل وناقضوا بذلك كلام الأئمة الذين يدعون انهم يتبعونهم , والسلف منهم براء
فهؤلاء من قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية : "كثير من المتأخرين لا يميزون بين مذاهب السلف وأقوال المرجئة والجهمية، لاختلاط هذا بهذا في كلام كثير منهم، ممن هو في باطنه يرى رأي الجهمية والمرجئة في الإيمان، وهو معظم للسلف وأهل الحديث فيظن أنه يجمع بينهما، أو يجمع بين كلام أمثاله وكلام السلف."اهـ.
فهؤلاء الجهمية المعظمين زورآ لائمة السلف فانهم يعكفون على كتب الأئمة لا ليستخلصوا منها الحق المجرد ليتبعوه, ولكن ليبحثوا بين ثنايا الكتب عن المتشابه من اقوال الائمة ليثبتون بها شبهاتهم ,فهم لا يتبعون الحق وانما يتبعون اهوائهم , فاذا وجد من كلام الائمة ما يخالف اعتقاده تركه واذا وجد ما يوافق أهوائه أخذه وقد قال الله سبحنه وتعالي "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ"
وهؤلاء اذا وجدوا من يدعوا الى التوحيد الخالص وينهي الناس عن الشرك ويوالي المؤمنين و يعادي المشركين ويتأسي بملة إبراهيم عليه السلام قالوا عنه خارجي او مبتدع وقد صدق قول الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله: (فصار من هؤلاء المشركين من يُكفر أهل التوحيد، بمحض الإخلاص والتجريد، وإنكارهم على أهل الشرك والتنديد، فلهذا قالوا: أنتم خوارج، أنتم مبتدعة ، فإذا قُلنا: لا يُعبد إلاَّ الله ولا يُدعى إلاَّ هو، ولا يُرجى سواه ولا يُتوكل إلاَّ عليه، ونحو ذلك من أنواع العبادة التي لا تصلُح إلاَّ لله، وأن من توجه بها لغير الله فهو كافر مشرك، قال ابتدعتم وكفرتم أمة مُحمد، أنتم خوارج، أنتم مبتدعه) الدرر السنية 448/11 , 449.
فهم يقولون ان الانسان الذي يفعل الشرك الأكبر جاهلا فهو مسلم موحد اسلامه صحيح وينسبون هذا القول والافتراء الي أئمة التوحيد بينما هم يناقضون كل ما أتي به السلف اعتقادآ وقولآ وعملآ.
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمهما الله تعالى: (وقد غلط كثيرٌ من المُشركين في هذه الأعصار، وظنوا أن من كفَّر من تلفظ بالشهادتين، فهو من الخوارج، وليس كذلك، بل التلفظ بالشهادتين لا يكون مانعاً من التكفير إلاَّ لمن عرف معناهما، وعمل بِمقتضاهما، وأخلص العبادة لله، ولم يشرك به سواه، فهذا تنفعه الشهادتان) الدرر السنية 12/263.
فالعلماء المحققون استقرؤوا نصوص الكتاب والسنة، فوجدوا أن كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"قيدت في الكتاب والسنة بقيود واركان ثقال،
اركان لا إله إلا الله :
ــــــــــــــــــــــــ
الأول : العلم بمعناها نفياً وإثباتا المنافي للجهلً.
الثاني : اليقين ، وهو : كمال العلم بها ، المنافي للشك والريب .
الثالث : الإخلاص المنافي للشرك.
الرابع : الصدق المنافي للكذب .
الخامس : المحبة لهذه الكلمة ، ولما دلت عليه ، والسرور بذلك .
السادس : الانقياد لحقوقها ، وهي : الأعمال الواجبة ، إخلاصاً لله ، وطلباً لمرضاته .
السابع : القبول المنافي للرد.
الثامن ؛الكفر بالطاغوت وهو النفي والاثبات في الشهاده
التاسع ؛الموت عليها
ف/ الأول وهو ما نتحدث عنه الآن : العلم بمعناها نفياً وإثباتاً بحيث يعلم القلب ما ينطق به اللسان فإذا علم العبد أن الله عز وجل هو المعبود وحده، وأن عبادة غيره باطلة وتبرء من الشرك واهله، وعمل بمقتضى ذلك العلم فهو عالم بمعناها
وضد العلم الجهل؛ وهو الذي أوقع الضلال من هذه الأمة في مخالفة معناها، حيث جهلوا معنى الإله وبالتالي أجازوا عبادة غير الله مع الله ، فمن جهل معنى لا إله إلا الله لابد أنه سينقضها إما باعتقاد أو قول أو عمل.فالاعتقاد بالشئ فرع عن تصوره
والدليل على صحة هذا قوله تعالى : "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ"محمد:19
قال الإمام البخاري: باب العلم قبل القول والعمل ؛ لقوله تعالى : "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ"فبدأ بالعلم
وفي الحديث فقد صح عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة " [رواه مسلم]
وبمبدء المخالفه في علم الحديث أن من مات وهو لا يعلم التوحيد لا يدخل الجنة، ومن لا يدخل الجنة لا يكون مسلماً؛ لأن المسلم يدخل الجنة، كما مر معنا في الحديث المتفق عليه:"لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة"
ومن كلام الطبري في التبصير (ص 180-181):" ... وأن تعلم أن كل ما يجب معرفته في أصول الاعتقاد يجب على كل بالغ عاقل أن يعرفه في حق نفسه معرفة صحيحة صادرة عن دلالة عقلية، لا يجوز له أن يقلد فيه، ولا أن يتكل فيه الأب على الإبن، ولا الإبن على الأب، ولا الزوجة على الزوج، بل يستوي فيه جميع العقلاء من الرجال والنساء"
- قال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله تعالى: (قوله: ((من شهد أن لا إله إلاَّ الله))، أي: من تكلم بهذه الكلمة عارفاً لمعناها، عاملاً بمقتضاها باطناً وظاهراً، كما دل عليه قوله: {فاعلم أنه لا إله إلاَّ الله} [محمد: 19]، وقوله:{إلاَّ من شهد بالحق وهم يعلمون} [الزخرف: 86] أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا عمل بمقتضاها، فإن ذلك غير نافع بالإجماع... فتباً لمن كان أبو جهل ورأس الكفر من قريش وغيرهم أعلم منه بـ"لا إله إلاَّ الله") تيسير العزيز الحميد ص 72 _ 77
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: (فإذا عرفت أن جُهال الكُفار يعرفون ذلك، فالعجب ممن يدعي الإسلام، وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جُهال الكفار، بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها، من غير اعتقاد القلب، بشيء من المعاني؛ والحاذق منهم، يظن: أن معناها لا يخلق، ولا يرزق، ولا يُحيي، ولا يُميت، ولا يُدبر الأمر إلاَّ الله، فلا خير في رجل جُهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلاَّ الله) الدرر السنية 1/70.
وقال رحمه الله: (لا خلاف بين الأمة أن التوحيد لابُد أن يكون بالقلب الذي هو: العلم، واللسان الذي هو: القول، والعمل الذي هو: تنفيذ الأوامر والنواهي؛ فإن أخل بشيء من هذا لم يكن الرجل مسلماً فإن أقرَّ بالتوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون، وإبليس، وأن عمل بالتوحيد ظاهراً وهو لا يعتقده باطناً فهو منافق خالصاً، أشر من الكافر) الدرر السنية 2/124 , 125.
فالأدلة من القرآن والسنة ونقولات العلماء تثبت ان العلم ركن أساسي لكلمة التوحيد "لا اله الا الله"فالعمل بها بدون علم لا يعتد به ولا يعتبر توحيدا وانه ان كان يقلد فى العقيدة عن جهل فان هذا لا يعد توحيدا بينما نجد هؤلاء الملاحدة الملاعين يقولون ان من يقلد فى الشرك جاهلا فهو مسلم؟!!
يقول الإمام الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمهما الله "فإن من فعل الشرك فقد ترك التوحيد, فإنهما ضدان لا يجتمعان، فمتى وجد الشرك انتفى التوحيد."
[ الدرر السنية 2/204]
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله: (والمُخالف لهذا الأصل - أي التوحيد - من هذه الأمّة أقسام: إما طاغوت ينازع الله في ربوبيته وإلهيته؛ ويدعوا الناس إلى عبادة الأوثان، أو مشرك يدعوا غير الله ويتقرب إليه بأنواع العبادة أو بعضها، أو شاك في التوحيد: أهو حق أم يجوز أن يجعل لله شريكاً في عبادته؟ أو جاهل يعتقد أن الشرك دين يُقرب إلى الله. وهذا هو الغالب على أكثر العوام لجهلهم وتقليدهم من قبلهم؛ لمّا اشتدت غُربة الدين، ونُسي العلم بدين المُرسلين) فتح المجيد ص 370.
فهؤلاء الجهال المقلدين لغيرهم هم مشركون ولا يعذرون بجهلهم فى ذلك لأن كلمة التوحيد لا تصح بغير علم وعمل لماتتضمنه وتقتضيه
قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين: (فنقول: كل من فعل اليوم ذلك عند هذه المشاهد، فهو مشرك كافر بلا شك، بدلالة الكتاب والسُنّة والإجماع، ونحن نعلم: أن من فعل ذلك ممن ينتسب إلى الإسلام أنه لم يوقعهم في ذلك إلاَّ الجهل، فلو علموا: أن ذلك يبعد عن الله غاية الإبعاد، وأنه من الشرك الذي حرمه الله، لم يُقدِموا عليه، فكفرهم جميع العلماء، ولم يعذروهم بالجهل، كما يقول بعض الضالين: إن هؤلاء معذورون لأنهم جُهال، وهذا قول على الله بغير علم) الدرر السنية 10/404 , 405.
بل أن عدم إعذار أهل الفترة الفاقدة للحجة والبرهان، دليل على عدم الإعذار في وجود القرآن والسُنّة من باب أولى فيقول الله سبحانه وتعالي "لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ"فسماهم كفار ومشركين من قبل أن يرسل اليهم الرسل قال ابن تيمية: "اسم الشرك يثبت قبل الرسالة لأنه يشرك بربه ويعدل به" (الفتاوى20/38)
وقال تعالى (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) التوبة 6، فسماه مشركا قبل سماع الحجة وقال تعالى عن مشركي العرب (فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل) هود 109، فسمى آباءهم عابدين لغير الله قبل قيام الحجة عليهم. وكل الرسل الذين أرسلهم الله إلى أقوامهم كانوا يخاطبون أقوامهم على أنهم مشركون قبل بعثتهم، وطلبوا منهم ترك الشرك وإفراد الله بالعبادة، وهذا بدلالة القرآن ودلالة السنة والإجماع.
قال الشيخ أبا بطين (الدرر10/393): ذمهم الله وسماهم مشركين مع كونهم لم يعلموا أن فعلهم هذا عبادة لهم فلم يُعذروا بالجهل. وقد أجمع العلماء والمفسرون وأهل اللغة والتاريخ على تسمية العرب قبل البعثة بمشركي العرب.
وقال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن رحمه الله: (بل أهل الفترة الذين لم تبلغهم الرسالة والقرآن وماتوا على الجاهلية لا يُسمون مسلمين بالإجماع، ولا يُستغفر لهم، وإنما اختلف أهل العلم في تعذيبهم في الآخرة) عقيدة الموحدين، رسالة: (حكم تكفير المعين والفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة) ص 171.
فأقوال أهلم العلم وائمة السلف على انه لا تصح كلمة "لا إله إلا الله"بدون علم فمن عمل بأركانها وهو جاهل بمعناها فهو مشرك جاهل فكيف بمن فعل الشرك وهو جاهل بكل ماتتضمنه ولم يعمل باركانها ؟
ويتعذرون بحجة أخري أن هذا الجاهل لم تقم عليه الحجة!؟
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :"فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحُجة"الدرر السنية 10/93 _ 95.
- وقال الشيخ سليمان بن سحمان: (قال شيخنا الشيخ عبد اللطيف رحمه الله: وينبغي أن يُعلم الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة، فإن من بلغته دعوة الرسل فقد قامت عليه الحجة) كشف الشبهتين ص 91.
وقال عبد الله وإبراهيم أبناء الشيخ عبد اللطيف وسليمان بن سحمان: (وأما قوله: - أي أحد المجادلين عن المشركين - وهؤلاء ما فهموا الحجة؛ فهذا مما يدل على جهله، وأنه لم يُفرق بين فهم الحجة، وبلوغ الحجة، ففهمها نوع وبلوغها نوع آخر، فقد تقوم الحجة على من لم يفهمها) الدرر السنية 10/433
وقال الشيخ عبد الله أبا بطين معلقاً على قول ابن تيميه في معرض ردّه على الذي يدعي أن شيخ الإسلام أبن تيميه وأبن القيم يقولان أن من فعل هذه الأشياء - أي الشرك - لا يطلق عليه أنه كافر مُشرك حتى تقوم عليه الحجة، قال: (إن من فعل شيئاً من هذه الأمور الشركية لا يطلق عليه أنه كافر مشرك حتى تقوم عليه الحجة الإسلامية فهو لم يقل ذلك في الشرك الأكبر وعبادة غير الله، ونحوه من الكفر، وإنما قال هذا في المقالات الخفية كما قدمنا من قوله (وهذا إذا كان في المقالات الخفية، فقد يُقال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها) فلم يجزم بعدم كفره وإنما قد يُقال، وقوله: (قد يقع ذلك في طوائف منهم يعلم العامة والخاصة بل اليهود والنصارى يعلمون أن محمداً بُعِث بها وكفَّر من خالفها من عبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة غيره، فإن هذا أظهر شعائر الإسلام) يعني فهذا لا يمكن أن يُقال لم تقم عليه الحُجة التي يكفر تاركها) مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ج 4 القسم الثاني ص 474 , 475.
وقال شيخ الإسلام أبن تيميه رحمه الله: (فكل من بلغه القرآن من إنسي وجني، فقد أنذره الرسول به) مجموع الفتاوى 16/149.
وخلاصة القول :
ـــــــــــــــــــ
لا يُعذر أحد بالجهل في مسائل أصول الدين .
وبعد التوضيح والتبيين بالأدلة الشرعية وكلام أهل العلم ، هل هُناك تردُد في تكفير المشركين ؟؟
وإذا عرفت هذا، فاعلم؛ انك في زمن غربة الإسلام، وأى غربة يعيش الدين فيها اليوم؟! والمتكلم بالباطل منصور، وصاحب الحق مخذول، والوحى مهجور، والسنة قد زهد الناس فيها، وأكبر من ذلك أن الداعى إلى الله على بصيرة وصاحب الحق يضرب على يده ويسكت، وصاحب الباطل يترك له الميدان يفعل ما يشاء
واخر ما نوصيك به؛ ان تفقه نصوص الكتاب والسنة على مراد الله، وتعرض واقعك على ما أنزل الله، لا أن تعرض شرع الله على ما عليه الناس فتخضعه لهم، نعوذ بالله من ذلك.
هذا؛ ونستغفر الله من الزلل، ونسأله ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وان يبصرنا في ديننا، ويرزقنا الدعوة اليه على بصيرة وعلم، والصدع بالحق والصبر على ذلك، فعسى الله ان يأتى بالفتح أو امر من عنده.ش