بسم الله الرحمن الرحيم
________________
يعلم من يقف عليه أني وقفت على أوراق بخط ولد ابن سحيم صنفها يربد أن يصد بها الناس عن دين الإسلام، وشهادة أن لا إله إلا الله فأردت أن أنبه على ما فيها من الكفر الصريح وسب دين الإسلام، وما فيها من الجهالة التي يعرفها العامة، فأما تناقض كلامه فمن وجوه :
الأول : أنه صنف الأوراق يسبنا ويرد علينا في تكفير كل من قال لا إله إلا الله، وهذا عمدة ما يشبه به على الجهال وعقولها، فصار في أوراقه يقول : أما من قال لا إله إلا الله لا يكفر، ومن ؟أم القبلة لا يكفر، فإذا ذكرنا لهم الآيات التي فيها كفره، وكفر أبيه، وكفر الطواغيت يقول نزلت في النصارى نزلت في الفلاني ثم رجع في أوراقه يكذب نفسه ويوافقنا ويقول : من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم أملس الكف كفر ومن قال كذا كفر تارة يقول ما يوجد الكفر فينا، وتارة يقرر الكفر أعجب لبانيه يخربه.
الثاني : أنه ذكر في أوراقه أنه لا يجوز الخروج عن كلام العلماء وصادق في ذلك.
ثم ذكر فيها كفر القدرية، والعلماء لا يكفرونه فكفر ناساً لم يكفروا وأنكر علينا تكفير أهل الشرك.
الثالث : أنه ذكر معنى التوحيد أن تصرف جميع العبادات من الأقوال والأفعال لله وحده لا يجعل فيها شيء لا لملك مقرب ولا نبي مرسل، وهذا حق، ثم يرجع يكذب نفسه ويقول : إن دعاء شمسان وأمثاله في الشدائد والنذر لهم ليبرئوا المريض، ويفرجوا عن المكروب الذي لم يصل إليه عبدة الأوثان بل يخلصون في الشدائد لله، ويجعل هذا ليس من الشرك، ويستدل على كفره الباطل بالحديث الذي فيه أن الشيطان يئس أن يعبد في جزيرة العرب.
الرابع : أنه قسم التوحيد إلى نوعين توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية ويقول إن الشيخ بين ذلك، ثم يرجع يرد علينا في تكفير طالب الحمضي وأمثاله الذين يشركون بالله في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، ويزعمون أن حسيناً وإدريس ينفعون ويضرون، وهذه الربوبية، ويزعم أنهم ينخون ويندبون وهذا توحيد الألوهية.
الخامس : أنه ذكر في (( قل هو الله أحد )) أنها كافية في التوحيد فوحد نفسه الأفعال فلا خالق فلا خالق إلا الله، وفي الألوهية فلا يعبد إلا إياه، وبالأمر والنهي فلا حكم إلا لله، فيقرر هذه الأنواع الثلاثة، ثم يكفر بها كلها ويرد علينا ؛ فإذا كفرنا من قال إن عبد القادر والأولياء ينفعون ويضرون قال : كفرتم أهل الإسلام، وإذا كفرنا من يدعو شمسان وتاجا وحطاباً قال كفرتم أهل الإسلام، والعجب أنه يقول إن من التوحيد توحيد الله بالأمر والنهي فلا حكم إلا لله، ثم يرد علينا إذا عملنا بحكم الله ويقول من عمل بالقرآن كفر والقرآن ما يفسر.
السادس : أنه ينهي عن تفسير القرآن ويقول ما يعرف، ثم يرجع يفسره في تصنيفه، ويقول قل هو الله أحد فيها كفاية، فلما فسرها كفر بها.
السابع : أنه ذكر أن التوحيد له تعلق بالصفات وتعلق بالذات، وقبل ذلك قد كتب إلينا أن التوحيد في ثلاث كلمات أن الله ليس على شيء وليس في ولا من شيء، فتارة يذكر أن التوحيد إثبات الصفات، وتارة ينكر ذلك ويقول التوحيد نفي الصفات.
الثامن : أنه ذكر آيات في الأمر بالتوحيد، وآيات في الأمر بالتوحيد، وآيات في النهي عن الشرك ثم قال المراد بهذا الشرك في هذه الآيات والأحاديث الشرك الجلي كشرك عباد الشمس لا على العموم كما يتوهمه بعض الجهال فصرح بأن مراد الله، ومراد النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل فيه إلا عبادة الأوثان وأن الشرك الأصغر لا يدخل فيه، ويسمى الذين أدخلوه فيه الجهال ثم في آخر الصفح بعينه قال : وقد يطلق الشرك بعبارات أخر وكل ذلك في قوله : (( وما أنا من المشركين )) فرد علينا في أول الصفح وكذب على الله ورسوله في أن معنى ذلك بعض الشرك، ثم رجع يقرر ما أنكره ويقول إن الشرك الأكبر والأصغر داخل في قوله : (( وما أنا من المشركين ))
التاسع : أنه ذكر أن الشرك أربعة أنواع : شرك الألوهية، وشرك الربوبية وشرك العبادة، وشرك الملك، وهذا كلام من لا يفهم ما يقول فإن شرك العبادة هو شرك الالهية وشرك الربوبية هو شرك الملك.
العاشر : أنه قال في مسألة الذبح والنذر، ومن قال إن النذر والذبح عبادة فهو منه دليل على الجهل لأن العبادة ما أمر به شرعاً من غير اطراد عرفي ولا اقتضاء عقلي لكن البهيم لا يفهم معنى العبادة فاستدل على النقي بدليل الإثبات.
الحادي عشر : بعد أربعة أسطر كذب نفسه في كلامه هذا فقال من ذبح لمخلوق يقصد به التقرب، أو لرجاء نفع، أو دفع ضر من دون الله فهذا كفر، فتارة يرد علينا إذا قلنا إنه عبادة وتارة يكفر من فعله.
الثاني عشر : أنه قرر أن من ذبح لمخلوق لدفع ضر أنه يكفر، ثم قرر أن الذبح للجن ليس بكفر.
الثالث عشر : أنه رد علينا في الاستدلال بقوله : (( فصل لربك وانحر )) ثم رجع يقرر ما قلنا بكلام البغوي كان ناس يذبحون لغير الله فنزلت فيهم الآية فيا سبحان الله ما من عقول تفهم أنم هذا الرجل من البقر التي لا تميز بين التين والعنب والحمد لله رب العالمين.ش