
(لقد بايَعنا اللهَ على أن نقول الحقّ حيثُما كنّا لا نخاف في الله لومة لائم)
أبو محمد العدناني-المتحدث الرسمي للدولة (الإسلامية)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فمن منطلق إظهار الحق ، وتجلية الأمور ، لا من منطلق الحقد والحسد، كما يفعل الكثيرون ، أردنا بيان حقيقة إدعاء (الدولة الإسلامية) بإنحراف قيادة القاعدة كما صرح بذلك متحدثها الرسمي وكما أصبح يتكلم بذلك جنودها وشرعيوها فنقول وبالله التوفيق:
من المعروف أن تكفير المشركين والبراءة منهم هو لب عقيدة التوحيد التي من زاغ عنها هلك ، وادعى العدناني أن قيادة القاعدة قد انحرفت بتركها هذا الأمر ، بل وأصبحت تصد الناس عنه ، ولا شك عندنا في ذلك ،ولكن ألم يكن هذا منهج القاعدة الدائم منذ تأسيسها وعلى طول أيام تحركها وفعاليتها .
قال أبو محمد العدناني : ((لقد انحرفت قيادة تنظيم القاعدة عن منهج الصواب))
فاعلم أنك إما تلبس على الناس وإما انك لا تعرف ما القاعدة ، ومن خلال معرفتنا بمكانتك وفطنتك فلا أظنها الثانية .
فتلوم الظواهري لعدم تكفيره بعض الطواغيت وتقصد بذلك هبنقة الإخوان مرسي وطواغيت تونس وتعد ذلك انحرافا منه ولكن الظواهري يقول في اللقاء المفتوح : ((لا أوافق من يساوي بين حماسٍ وفتحٍ، فحماس حركةٌ تؤكد على انتمائها للإسلام، بينما فتح حركةٌ علمانيةٌ، ولا أوافق على تكفير قادة حماسٍ، فتكفير الأعيان مسألةٌ خطيرةٌ، لا بد فيها من استيفاء الشروط وانتفاء الموانع، وأنصح إخواني بترك هذه المسألة، والتركيز على تأييد حماسٍ إن أصابت، ونقدها إن أخطأت بأسلوبٍ علميٍ دعويٍ منصفٍ.)) اللقاء المفتوح مع الشيخ أيمن الظواهري
فهاهو لا يكفر بطواغيت الإخوان في غزة ويصد الشباب عن ذلك وهم لا فرق بينهم وبين طواغيت الإخوان في مصر ، فكلاهما مطبق لقوانين الكفر محارب لمن سعى لتحكيم الشرع.
وهذا اللقاء مؤرخ في 2008 أي في حياة بن لادن الذي تدعون أن خليفته إنحرف عن نهجه ، فهل كان يعلم بن لادن بهذا الكلام عن من ولاه الأمر من بعده ، وإن كان لا يعلم فهل كنتم أنتم لا تعلمون عنه مثل هذا الإعتقاد الفاسد ، ولماذا سكتم عنه طول هذه المدة؟!
ثم هل هو وحده في تنظيم القاعدة من يصد الناس عن مسائل التكفير التي هو جناح التوحيد حتى تظهروه بمنظر المبدل المغير؟
فاستمع اذا لشيخ القاعدة أسامة بن لادن حيث يقول : ((اما الاخرون-أي عوام الناس- فان ارتكبوا نواقض الاسلام فالمسألة حساسة ودقيقة.... فاتقوا الله وأمسكوا عن هذا الأمر واشغلوا أنفسكم بكثرة الذكر والدعاء)) إصدار لمؤسسة السحاب.
هاهو من تسمونه بالمجدد يصد الناس عن التكفير الذي لا يصح التوحيد إلا به كما قال المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب : (( الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له ، والتحريض على ذلك ، والموالاة فيه ، وتكفير من تركه ))
وكذلك نجد غيره من أعلام القاعدة يقول كلاما قريبا من كلامه ، فهذا عطية الله الليبي يقول : ((ولذلك نكرر ونوصي بأن تترك مسائل التكفير للعلماء، وعلى الشباب أن يعلموا أنها –أكثرها- مسائل اجتهادٍيحتمل فيها الاختلاف، فلا يتعصّب أحدٌ لقولٍ ولا لشيخٍ ولا لجماعةٍ، ولا ينصبوا العداء من بعضهم لبعضٍب سبب الاختلاف في تكفير شخصٍ أو أناسٍ أو طائفة، ممن السبيل لتكفيرهم الاجتهاد، بل من بانَ له الحق بنفسه وبحثه ونظره من طلبة العلم فاطمأن له فليعمل به، ومن لم يتبيّن له فليحتطْ، وليعذر كل أحدٍ مَن خالفه في شيءٍ من ذلك))ما ليس عنه انفكاك
فهو يوصي بترك التكفير للرهبان و الأحبار ، بل وينكر على من تعصب للتوحيد وأنكر على من لم يكفر المشركين ، كما تنكرون أنتم على الظواهري تركه تكفير عوام الروافض وتركه تكفير الطواغيت، فلماذا لم تبينوا انحراف القاعدة في ذلك الوقت حتى لا ينخدع الشباب بها .
وكذلك فمن مبادئ القاعدة المعروفة أن التأويل مانع معتبر من موانع التكفير ، وهذا أمر قديم معروف عن منظريها ، كما قال بذلك عطية الله الليبي وهو يدفع الكفر
عن المنتخبين : ((مع علمهم أن جَيع أولئك المرشحين كفارٌ ولن يحكموا بما أنزل الله وأنهم لا يرضونهم ولا يقبلونهم للحكم، وإنما صوّتوا للَأخف ضرراً دفعاً للضرر الأكبر.؟
والذي نراه أقوى وأقرب للصواب : أنه لا يَجوز لهم التصويت، لكن بكل حالٍ لا يكفّر من تلبّس بهذا التأويل وهذه الشبهة، وهذا هو المقصود من ذكر هذه المسألة فعلى الشباب المجاهدين أن يحذروا من تكفير مثل هذا، فإنهم إن فعلوا ارتكبوا إثماً وأفسدوا وفشلوا وصدّوا عن سبيل الله.)) ماليس عنه انفكاك
فعنده أن من إختار مشرعا مع الله عالما بذلك ، متوهما دفع طاغوت بآخر أنه لا يكفر بل من كفره فهو آثم مفسد صاد عن سبيل الله ، فإن كان هذا حال القاعدة قبل الإنحراف فليت شعري كيف هو بعد الإنحراف إذا ؟!!!
وكيف يكون مفسدا من حقق ملة إبراهيم وكفر المشركين المختارين أربابا من دون الله فما هو التوحيد الذي تؤمن به القاعدة، ولماذا لم تنكروا على الليبي مثل هذا الكلام وتبينوا انحرافه مع أنه يقول بنفس ما تنقمون على الظواهري؟!
ثم هو يقول (والذي نراه أقوى وأقرب للصواب) فهو يجعل التوحيد مثل المسائل الفقهية العادية ورأيه(أقرب للصواب) ولا يجزم فهل المؤمن الموحد لايستطيع أن يجزم أنه على حق وسواه على الباطل؟!
مسألة جنود الطواغيت
ومما ينقمونه على الظواهري أنه لا يكفر جنود الطواغيت ويعتبرون هذا انحرافا، فقد قال الظواهري : (( تكفير الجيوش وأجهزة الأمن فيه تفصيلٌ، فالذي أراه أن ضباط مباحث أمن الدولة فرع مكافحة النشاط الديني وأمثالهم الذين يحققون مع المسلمين ويعذبونهم كفارٌ على التعيين، وحاصل الخلاف في المسألة قليلٌ جداً، وينحصر في الأحكام الشخصية كالزواج والميراث، أما من الناحية العملية فليس هناك فرقٌ بين القولين في قتالهم، والخلاف في المسألة فيه سعةٌ)) اللقاء المفتوح مع الشيخ أيمن الظواهري
وكأن الظواهري وقاعدة أسامة كان هذا الأمر مستتبا عندها حتى جاء الظواهري فانحرف بالقاعدة عنه ، وهذا كلام باطل لا حقيقة له.
قال أبو يحيى الليبي : ((فإن مسألة حكم أنصار الحكام المرتدين المعاصرين ، وهل هم كفار على التعيين أم لا ؟ ، تبقى في دائرة الاجتهاد الذي تختلف فيه الأنظار شريطة أن تكون مبنية على أدلة صحيحة واستدلال قويم ، فالقدر المتفق عليه في حقهم ، أو الذي ينبغي أن يتفق عليه ولا يختلف فيه ابتداءً ، هو أن هؤلاء المناصرين للحكام المرتدين قد تلبسوا بمكفرات متعددة ، وامتنعوا عليها ، كمظاهرة الكفار على المسلمين ، واستحلال دماء وأموال المعصومين ، وحمايتهم لقوانين ودساتير الكافرين ، وغير ذلك مما هو معلوم من حالهم ، فبعد هذا القدر المتفق عليه في حقهم ، مَن تبين له أن طائفة من هذه الطوائف الممتنعة في مكان من الأمكنة ، أو زمان من الأزمنة ، قد شاع بين أفرادها شيء من موانع التكفير المعتبرة ، فلا يجوز له والحالة هذه الإقدام على تكفير أعيانهم وذلك لوجود المانع في حقهم ، بل يبقى مستمسكاً بأصل إسلامهم إلا من عُلِمَ حاله منهم ، كما أن من علم أن بعض هذه الطوائف لم يعد عندها شيء من الموانع المعتبرة لا يحل له أن يتوقف عن تكفير أعيانها)) نظرات في الاجماع
وهذا ممن أثنى عليه العدناني وعلى منهجه في خطابه (عذرا أمير القاعدة)
يعتبر التوقف في تكفير جنود الطواغيت المحاربين لله ولدينه الحامين للقوانين الوضعية مما يستساغ بل وينهى عن تكفيرهم في بعض الحالات لموانع اخترعها في حقهم ، ويكفي عنده الإجمال في معرفة أن مناصرة الطواغيت والدخول في طاعتهم كفر وقد لا يعمم هذا الحكم عنده على الجميع .
وكذلك يقول عطية الله الليبي : ((وأما دخول الجيش في تركيا وما شابهها من دول الكفر والردة، فلا يَجوز، لأنه جيش الدولة المرتدة، فمن شارك في هذا الجيش وكان جندياً فيه فهو جنديّ من جنود الكفا ر معَدٌّ لهم مكثرٌ لسوادهم محضَرٌ لنصرَة
وحماية دولتهم ونظامهم ودستورهم، لكن هل نكفّر كل من دخل الجيش؟
الجواب : أما في حال العافية والسعة فلا، بل حتّى ننظر في حاله،لأنه يتصَوّر أن يكون للناس أعذارٌ تمنع تكفيرهم في دخولهم الجيش، كالتأول وظن أنه جيش البلد بغض النظر عن الدولة والسلطة الحاكمة، مع زعم الداخل أنه يحفظ دينه ولا يشارك في الكفر ولا في المعصية.(( ما ليس عنه إنفكاك
فالجندي قد يعذر بتأويل ولو كان محاربا لدين الله مدافعا عن القانون الوضعي ، والكفر في حال السعة مختلف عندهم عن حال العافية ، وهذا والله دين جديد في التفريق بين الكفر في حالة السعة والعافية.
بعض مسائل أخرى
يقول عطية الله الليبي واصفا الشعب التركي على فرض أن أغلبه كفار : ((على أن عبارة "الشعب المسلم"حتّى في أسوأ الاحتمالات يمكن حملها على "اعتبار ما كان"، فلا يعتَرَض في "الأدب"والسياسة عليها)).
فعليه إذا أن يخاطب الشعب اليهودي والنصراني ب(الشعب المسلم) على إعتبار ماكان ، فلا خلاف أن أجدادهم كانوا مسلمين !!!!!
ويقول أيضا : ((ولا يكتفى بمجرد الزعم بأن فلانا أو فلانا قد أقيمت عليه الحجة، وصار مصرا مستكبرا كأن لم يسمعها، ثم يبادَر إلى تكفيره فإن هذا مجازفة واندفاع لا سيما في مثل هذه المسألة الدقيقة والتي يفتي كثيرٌ من العلماء بجواز أو وجوب انتخاب "الأصلح"كما هو معلوم مشهورٌ والحمد لله))
فهل إفتاء العلماء بجواز دعاء الأموات أو إيجابها عند بعضهم يرفع حكم الشرك عن من يتبعهم ، وهل هي حجة لمن اتبعهم أم زيادة في الإثم و الكفر لأنه اتبع علماءه بدون مرجع للشرع.
ثم قوله في الحجة وقيامها الذي يشبه كلام الجهمية والقبورية يرد عليه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب : ((أما أصول الدين التي وضحها الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة، ولكن أصل الإشكال أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة وفهم الحجة، فإن أكثر الكفار والمنافقين لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم كما قال تعالى : (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا))تكفير المعين
قال العدناني : (هذه قاعدةُ الجهاد التي عرفناها، وهذا منهجُها)
نعم هذا منهجها منذ نشأتها لم تغير ولم تبدل ، وتتلخص ضلالات عقيدة القاعدة الواضحة فيما يلي :
أولا : تنفير الشباب عن تكفير المشركين وصدهم عن ذلك وهذا ظاهر في خطابات أسامة بن لادن والظواهري والليبيين.
ثانيا : دعوتهم لتقديم القتال على العلم الشرعي وتعلم التوحيد.
ثالثا : الاختلاف في تكفير جنود الطاغوت وجعل هذا الأمر مما يستساغ الخلاف فيه.
رابعا : تخطئة من أقدم على تكفير المشركين وتبرء منهم.
فتى إذا انحرفت القاعدة ، وهذه عقيدة زعمائها تبين أنها لم تنحرف ، وجل كلام الظواهري الذي تدعون انحرافه كان في حياة بن لادن ، بل ومنذ نشأة حركة الجهاد في مصر ومتواتر من عقيدتها أنها لا تكفر طواغيت الإخوان كحسن البنا المترشح للإنتخابات مرتين ، العبد الذليل عند طاغوت عصره فاروق حاكم مصر.
ولنا تساؤلات عدة أيضا :
لماذا سكتم عن انحراف الظواهري طول هذه المدة؟
لماذا سكتم عن الظواهري حتى ظهر الخلاف بينكم في سوريا؟
ما نتيجة انحراف القاعدة أهو انحراف كفر أم انحراف بدعة وضلال؟
ما حكم فروع القاعدة التي مازالت لها بيعة لقيادتها مع علمها بحالها؟
ما حكم فروع القاعدة اذا تمسكت ببيعتها رصا للصفوف ودرءا للتفرقة؟
لماذا أصدرتم بيان في نفي تكفير الظواهري وقلتم عنه حفظه الله ؟
ما الفرق عندكم بين دولة الطالبان وأي دولة وطنية أخرى مع تشابه خطاباتهم مع الدول الوطنية؟
لماذا بدء بعض أنصاركم وأتباعكم بالتعريض بمنهج الطالبان بعد ما أثير حول أن الملا عمر هو الخليفة وليس البغدادي ؟
لماذا تسكتون عن بيان ضلال الطالبان ذات الدستور الوضعي؟
قلتم في بيانكم حول حكم قيادة الجبهة الإسلامية أنهم يجب أن يبينوا موقفهم من الديمقراطية وحكم الداخلين فيها كونهم كانوا جزءا من هيئة الأركان فسؤالنا لماذا لا تطلبوا من طالبان تبيين موقفها من الأمم المتحدة وحكم الداخلين فيه كونهم طلب الانضمام لهذا المجلس الشركي؟
وأخيرا لماذا لا تصدرون بيانا عاما واضحا يبين عقيدتكم أم أن المسألة عندكم غير مهمة كثيرا؟
فإن قال قائل :لماذا اذن حصل الشقاق في الشام مع أن الأمر مماثل لما حصل في العراق؟فإن هذا يدل على حصول انحراف في منهج القاعدة ؟
قلت لأن أسامة بن لادن كان ذكيا يعلم كيف يجمع ولا يفرق ,بينما خليفته (حكيم الأمة) كان عكس اسمه تماما.
ثم ربما هناك تغير في منهج الحركة أما في العقيدة فلم تتغير أبدا ، فالظواهري أيام حرب العراق كان ينكر على الزرقاوي قتله لعوام الروافض لأنهم مسلمون!!!!!
فعذرا أيها الصارم العدناني ، لم نجد لقولك بانحراف القاعدة أصلا ، إلا في انحرافها في معاملتكم فقط، فربما أنتم من انحرفتم نحو الإتجاه الصحيح، ولكن لم تزالوا في بداية الطريق نحو الحق.
فلا تلبسوا على الناس دينهم واتقوا الله في الشباب الفتي المتعطش لنصرة الحق ، ولا تضيعوه كما أضاعه سلفكم تنظيم القاعدة.
والحمد لله رب العالمين
أبو العباس الشمالي