Quantcast
Channel: الخلافة الاسلامة على منهج المهدي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

(نُصرة الطاغوت) وكفــر الولاء

$
0
0
Photo: ‎(نُصرة الطاغوت) وكفــر الولاء  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  -كفـــر الولاء  -الأدلة علي كفر أنصار الطاغوت  -الفرق بين الولاء المكفر والولاء المحرم  ___________________________  إن قضية الولاء والبراء من أكبر قضايا العقيدة بل إن العقيدة كلها والدين كله ماهو إلا ولاء وبراء وفيما يلى تأصيل للقضية بإيجاز .  أولا:ارتباط الولاء بتوحيد الربوبية ____________________  انفرد سبحانه بالولاية على خلقه وأنكر أن يكون لهم وليا غيره يقول تعالى(أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ينكر تعالى فى أول الآية اتخاذ المشركين أولياء غيره (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) ثم يبين أنه وحده المتصف بالولاية(فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ) لأنه سبحانه (وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتَى) (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فمن اختص بإحياء الموتى والقدرة على كل شيئ هو المختص بالولاية وحده  ويقول تعالى {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14)} يأمر تعالى نبيه أن يعلن للناس إنكار أن يكون له ولى غير الله (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا) ويبين علة ذلك بأنه سبحانه (فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ)   ثانيا ارتباط الولاء بتوحيد الألوهية : ______________________  إن توحيد الألوهية فى حقيقته ولاء وبراء ،فهو قائم على ركنين أحدهما ولاء والآخر براء  مثال ذلك(لا إله إلا الله) شقان الأول (لا إله) براءة من كل المعبودات (إلا الله) موالاة للإله الحق سبحانه بعبادته قوله تعالى{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} أيضا شقان  الأول (يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ) براءة من كل المعبودات الثانى(وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ) ولاء للإله الحق بالإيمان به،وهكذا فى سائر النصوص التى بينت حقيقة توحيد الألوهية ومن ثم كان اتخاذ الله وليا توحيد وإسلام ،واتخاذ غيره وليا شرك قال تعالى {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } يأمر تعالى نبيه أن يعلن للناس إنكار أن يكون له ولى غير الله ثم يبين أن اتخاذ الله وليا هو الإسلام (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) واتخاذ غيره وليا شرك (وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)  ثالثا ارتباط الولاء بتوحيد الأسماء والصفات : ____________________________  من أسمائه سبحانه (الولى) (المولى) (النصير) والأسماء الثلاثة متضمنة لمعنى الولاء قال تعالى (فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ) (وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)(وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ )  (وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)  الولى :ولاية عامة للخلق بتدبير أمورهم ورعايتهم جميعا ،أوولاية عامة لفئة منهم بتدبير أمرها كله لما فيه صلاحها المولى :ولاية خاصة لفئة خاصة بعونها فى الرخاء والشدة (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ )  ،أما النصير :فهو المعين على العدو (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً)   وللولاء معانى كثيرة لغة وشرعا كالنصرة والمتابعة والمحبة والعبادة والرعاية والكفالة والميراث وسيقتصر البحث هنا على ثلاث وهى أشهر وأكبر مسائل الولاء وهى(النصرة والمتابعة والمحبة) أما باقى المعانى فلها موضع آخر فى (الكلمة السواء)إن شاء الله ومن الدلالة اللغوية لكلمة الولاء والاستعمال القرآنى يمكن تعريفه كالآتى  الولاء شرعا : هو النصرة والمتابعة والمحبة لله ولرسوله وللمؤمنين أى أن صور الولاء الرئيسة ثلاث (النصرة ـ المتابعة ـ المحبة ) الدليل على أن النصرة ولاء {أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }  والدليل على أن المتابعة ولاء{اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} والدليل على أن المحبة ولاء{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}  وهذه الصور الثلاث واجبة لله ولرسوله وللمؤمنين  أولا النصرة دليل نصرة الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ)  دليل نصرة الرسول {فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 157] دليل نصرة المؤمنين قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ ) (رواه البخارى)  ثانيا المتابعة دليل متابعة ما أنزل الله {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}  دليل متابعة الرسول { فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158] دليل متابعة سبيل المؤمنين {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } [النساء: 115] واتباع ما أنزل الله يكون باتباع القرآن ، واتباع الرسول يكون باتباع سنته ، واتباع المؤمنين يكون باتباع منهج أهل السنة والجماعة فى معتقدهم وفى منهجهم فى الاستدلال ،وفيما أجمعوا عليه   ثالثا المحبة دليل محبة الله (وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) دليل محبة الرسول قال رسول الله (لا يؤمن أحدُكُم حتّى أكونَ أحبَّ إليه من نفسه وولده وأهله والنّاس أجمعين)(رواه الشيخان)  دليل محبة المؤمنين قال رسول الله (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) (متفق عليه )  وكما أوجب الله موالاته وموالاة رسوله والمؤمنين ، أوجب نفى ما يضادها وهى البراءة من الطاغوت ومن عابديه ومن عبادته (فلا تصلح الموالاة إلاّ بالمعاداة كما قال تعالي: عن إمام الحنفاء المحبين انه قال لقومه {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ فإنهمْ عَدُوٌّ لِي إِلا رَبَّ الْعَالَمِينَ} فلم يصح لخليل الله هذه الموالاة والخلة إلاّ بتحقيق هذه المعاداة فإنه لا ولاء إلاّ لله ولا ولاء إلاّ بالبراءة من كل معبود سواه قال تعالي: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} وقال تعالي: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فإنه سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الجواب الكافي لابن القيم] والبراءة من عبادة الطاغوت تكون ذلك بعدم نصرته وعدم متابعته وعدم محبته ، لأن نصرة الطاغوت لدينه أو متابعة قانونه أو محبته لباطله كل ذلك ولاء مكفر   دليل محبة الطاغوت {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ } [البقرة: 165]  دليل متابعته قال تعالى(اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ) وهذه من أبرز صور الولاء المكفر فى الواقع ولاء المتابعة ويتمثل فى متابعة قوانين البشر باتخاذ أولياء مشرعين ونبذ شريعة الله وولايته (وقد سبق الكلام عنه فى كفر الحاكمية)   ومن أبرز صور الولاء المكفر فى الواقع كذلك ولاء النصرة وهو نصرة الطاغوت على كفره بأداء الخدمة العسكرية أو ما فى معناها من المشاركة فى أحد السلطات الثلاث (التشريعية – القضائية – التنفيذية)  الأدلة من القرآن على كفر أنصار الطاغوت ____________________________  1- قوله تعالى(الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ ) حكم الله عليهم بالكفر بسبب قتالهم فى سبيل الطاغوت،فالقتال فى سبيل الطاغوت هو من صفات الكفار وأفعالهم   2-قوله تعالى (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ) يقرر سبحانه ويبين أن كل من كان جنديا للطاغوت كان مثله فى الجرم ،أى كان الجميع فى الإثم سواء القادة والجنود (كَانُوا خَاطِئِينَ ) وإثم الطاغوت هو الكفر فيكون إثم جنوده وأنصاره هو الكفر أيضا   3-قوله تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } فى الآية الكريمة يحكم تعالى على من تولى الكفار بأنه منهم(وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) أى أنه كافر مثلهم ونصرة الطاغوت من أبرز أنواع الولاء المكفر  _____________________________  الدليل من السنة علي كفر أنصار الطاغوت هو حكم الرسول على عمه العباس بالكفر وأخذه الفداء منه لانضمامه لصفوف المشركين وخروجه معهم يوم بدر لقتال المسلمين مع أنه كان قد تكلم بالإسلام بمكة ،ولكن لما نصر المشركين على شركهم عومل معاملتهم وأخذ حكمهم (والقصة فى البخارى)  ________________________________  الدليل من الإجماع على كفر أنصار الطاغوت :هو إجماع الصحابة على كفر جنود مسيلمة والأسود العنسى وقتالهم قتال مرتدين وحين جاء فريق منهم لأبى بكر يريدون التوبة كان أحد شروط قبول توبتهم أن يقروا بأن قتلاهم فى النار ،ومعلوم أن أهل السنة لا يقطعون بالنار إلا لمن مات على الكفر ،أما عصاة المسلمين فيمكن أن تلحقهم الشفاعة أو المغفرة بعد مماتهم ،فيكون الحكم على قتلى أنصار الطاغوت حكما بالكفر لا بالمعصية  (والقصة فى البخارى)  _______________  الدليل من القواعد الفقهية قاعدة (الردء له حكم المباشر)  الردء :هو العون والنصير والمساعد ،وفى القرآن دعا موسى ربه أن يرسل معه أخاه هارون ليكون ردءا له قال تعالى{وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} وجنود الطاغوت هم ردء له سواء أحاربوا أم لا ، وبعضهم ردء لبعض عند القتال فالجميع فى الحكم سواء  يقول ابن تيمية (فإن الردء والمباشرة سواء )(السياسة الشرعية) (لأن المباشر إنما تمكن بمعاونه الردء له) (مجموع الفتاوى)  (وكذلك فى العقوبة يقتل الردء و المباشر من المحاربين عند جماهير الفقهاء) (مجموع الفتاوى)  (مذهب الجمهور إن قطاع الطريق يقتل منهم الردء والمباشر وعمر بن الخطاب رضى الله عنه قتل ربيئة المحاربين وهو الناظر الذى ينظر لهم الطريق فالمتعاونون على الظلم والعدوان تجب عليهم العقوبة ) (مجموع الفتاوى) (والجمهور على أن الجميع يقتلون ولو كانوا مائة وأن الردء والمباشر سواء وهذا هو المأثور عن الخلفاء الراشدين فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل ربيئة المحاربين والربيئة هو الناظر الذي يجلس على مكان عال ينظر منه لهم من يجيء ولأن المباشر إنما يمكن من قتله بقوة الردء ومعونته والطائفة إذا انتصر بعضها ببعض حتى صاروا ممتنعين فهم مشتركون في الثواب والعقاب) (السياسة الشرعية ) وقد يعبر عن هذه القاعدة بأن (الفرد فى الطائفة الممتنعة له حكمها) يقول ابن تيمية (فأعوان الطائفة الممتنعة وأنصارها منها فيما لهم وعليهم ) (مجموع الفتاوى) وأشهر أدلة هذه القاعدة والتى قبلها من القرآن قوله تعالى (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ) ومن السنة معاملة الرسول لعمه العباس معاملة الكفار فى غزوة بدر مع تكلمه بالإسلام   أقوال العلماء فى كفر أنصار الطاغوت _________________________  يقول ابن حزم (وَلَوْ أَنَّ كَافِرًا مُجَاهِدًا غَلَبَ عَلَى دَارٍ مِنْ دُورِ الإِسْلاَمِ , وَأَقَرَّ الْمُسْلِمِينَ بِهَا عَلَى حَالِهِمْ , إِلاَّ أَنَّهُ هُوَ الْمَالِكُ لَهَا , الْمُنْفَرِدُ بِنَفْسِهِ فِي ضَبْطِهَا , وَهُوَ مُعْلِنٌ بِدِينٍ غَيْرِ الإِسْلاَمِ لَكَفَرَ بِالْبَقَاءِ مَعَهُ كُلُّ مَنْ عَاوَنَهُ , وَأَقَامَ مَعَهُ وَإِنْ ادَّعَى أَنَّهُ مُسْلِمٌ ) (المحلى)   يقول شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب فى الناقض الثامن من نواقض الإسلام (مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى:{ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}   أما كون نصرة الطاغوت كفرا فلأن الطاغوت لا وزن لشخصه ولا نفاذ لأمره ولا استقرار لملكه ولا استمرار لقانونه وكفره إلا بالجنود والنصراء قال تعالى (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ) الأوتاد أى الجنود والأتباع والنصراء الذين يثبتون ملكه كما تثبت الجبال الأرض لتستقيم حياة الناس عليها وتستمر قال تعالى (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) كذلك يثبت الجنود مملكة فرعون ليستقيم سلطانه وينفذ أمره ويستمر كفره ،فأوتاد الأرض هى الجبال وأوتاد فرعون هى الجنود  صور النصرة تكون بالقول والعمل والمعاونة ____________________________  يقول ابن حزم (مَنْ سَكَنَ بِأَرْضِ الْهِنْدِ، وَالسِّنْدِ، وَالصِّينِ، وَالتُّرْكِ، وَالسُّودَانِ وَالرُّومِ، مِنْ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ كَانَ لا يَقْدِرُ عَلَى الْخُرُوجِ مِنْ هُنَالِكَ لِثِقَلِ ظَهْرٍ، أَوْ لِقِلَّةِ مَالٍ، أَوْ لِضَعْفِ جِسْمٍ، أَوْ لامْتِنَاعِ طَرِيقٍ، فَهُوَ مَعْذُورٌ.فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ مُحَارِبًا لِلْمُسْلِمِينَ مُعِينًا لِلْكُفَّارِ بِخِدْمَةٍ، أَوْ كِتَابَةٍ فَهُوَ كَافِرٌ) (المحلي)  ويقول ابن تيمية (من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى والزمن ونحوهم فلا يقتل عند جمهور العلماء إلا ان يقاتل بقوله او فعله )(مجموع الفتاوى)  ويقول أيضا (المحاربة نوعان: محاربة باليد ومحاربة باللسان والمحاربة باللسان في باب الدين قد تكون أنكى من المحاربة باليد كما تقدم تقريره في المسألة الأولى ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقتل من كان يحاربه باللسان مع استبقائه بعض من حاربه باليد خصوصا محاربة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته فإنها إنما تمكن باللسان وكذلك الإفساد قد يكون باليد وقد يكون باللسان وما يفسده اللسان من الأديان أضعاف ما تفسده اليد كما أن ما يصلحه اللسان من الأديان أضعاف ما تصلحه اليد فثبت أن محاربة الله ورسوله باللسان أشد والسعي في الأرض لفساد الدين باللسان أوكد) (الصارم المسلول)   الفرق بين الولاء المكفر والولاء المحرم  _________________________  ليس كل ولاء للكفار كفر ، فمولاة الكفار منها ما هو كفر ومنها ما هو حرام   أولا :الولاء المكفر مثل نصرتهم على دينهم كالقتال فى سبيل الطاغوت ،كذلك متابعتهم على دينهم وشرائعهم مثل اتخاذ قوانينهم الوضعية والحكم بها أو التحاكم إليها وقد سبق الكلام عن هذين النوعين ،كذلك محبتهم لدينهم أو حب دينهم كل ذلك ولاء مكفر  ثانيا:الولاء المحرم مثل اتخاذهم أصدقاء من غير محبة ولا مودة ،ومثل البشاشة لهم وطلاقة الوجه لهم ،ومثل التشبه بهم في أعيانهم لا في كفرياتهم ،ومثل مداهنتهم ومجاراتهم في غير المكفرات ، ومثل حضور أعيادهم الدنيوية لا الدينية ،ومثل إكرامهم، وتصديرهم المجالس وتقريبهم ،ومثل اتخاذهم بطانة، واستشارتهم من غير تولي ولا مظاهرة،ومثل اتخاذهم عمالة من غير ضرورة، وتكثير سوادهم في غير الصور المكفرة  فائدة :لم يطلق القرآن على الولاء المحرم ولاء أو موالاة وإنما سماها ركون أو نحوها ،لذا فصيغة ولاء الكفار فى القرآن كلها كفر والله أعلم   المعاملة بالبر والإحسان  ________________  يجوز معاملة الكفار غير المحاربين بالحسنى ولا يعد هذا ولاء أو حراما ودليله قوله تعالى( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)  وفى الحديث عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ (قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي قَالَ نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ ) (متفق عليه ) (وصلة الرحم واجبة وإن كانت لكافر فله دينه وللواصل دينه)(أحكام أهل الذمة)  المعاملة المباحة  ___________  معاملة الكفار جائزة كالبيع والشراء والإجارة ونحوها فيما ليس منهيا عنه ففى الحديث عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ (كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعًا أَمْ عَطِيَّةً أَوْ قَالَ أَمْ هِبَةً قَالَ لَا بَلْ بَيْعٌ فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً) (متفق عليه) وفى الحديث الآخر (عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرَى مِنْ يَهُودِيٍّ طَعَامًا إِلَى أَجَلٍ وَرَهَنَهُ دِرْعَهُ) متفق عليه ـــــــــــــــــــــــــ‎
شُــــــــــــبهات وردود


-كفـــر الولاء
-الأدلة علي كفر أنصار الطاغوت
-الفرق بين الولاء المكفر والولاء المحرم
___________________________

إن قضية الولاء والبراء من أكبر قضايا العقيدة بل إن العقيدة كلها والدين كله ماهو إلا ولاء وبراء وفيما يلى تأصيل للقضية بإيجاز .

أولا:ارتباط الولاء بتوحيد الربوبية
____________________

انفرد سبحانه بالولاية على خلقه وأنكر أن يكون لهم وليا غيره يقول تعالى(أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ينكر تعالى فى أول الآية اتخاذ المشركين أولياء غيره (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) ثم يبين أنه وحده المتصف بالولاية(فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ) لأنه سبحانه (وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتَى) (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فمن اختص بإحياء الموتى والقدرة على كل شيئ هو المختص بالولاية وحده
ويقول تعالى {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14)} يأمر تعالى نبيه أن يعلن للناس إنكار أن يكون له ولى غير الله (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا) ويبين علة ذلك بأنه سبحانه (فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ)

ثانيا ارتباط الولاء بتوحيد الألوهية :
______________________

إن توحيد الألوهية فى حقيقته ولاء وبراء ،فهو قائم على ركنين أحدهما ولاء والآخر براء
مثال ذلك(لا إله إلا الله) شقان الأول (لا إله) براءة من كل المعبودات (إلا الله) موالاة للإله الحق سبحانه بعبادته
قوله تعالى{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} أيضا شقان
الأول (يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ) براءة من كل المعبودات الثانى(وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ) ولاء للإله الحق بالإيمان به،وهكذا فى سائر النصوص التى بينت حقيقة توحيد الألوهية ومن ثم كان اتخاذ الله وليا توحيد وإسلام ،واتخاذ غيره وليا شرك قال تعالى {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } يأمر تعالى نبيه أن يعلن للناس إنكار أن يكون له ولى غير الله ثم يبين أن اتخاذ الله وليا هو الإسلام (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) واتخاذ غيره وليا شرك (وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)

ثالثا ارتباط الولاء بتوحيد الأسماء والصفات :
____________________________

من أسمائه سبحانه (الولى) (المولى) (النصير) والأسماء الثلاثة متضمنة لمعنى الولاء قال تعالى (فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ) (وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)(وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ )
(وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)
الولى :ولاية عامة للخلق بتدبير أمورهم ورعايتهم جميعا ،أوولاية عامة لفئة منهم بتدبير أمرها كله لما فيه صلاحها
المولى :ولاية خاصة لفئة خاصة بعونها فى الرخاء والشدة (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ )
،أما النصير :فهو المعين على العدو (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً)

وللولاء معانى كثيرة لغة وشرعا كالنصرة والمتابعة والمحبة والعبادة والرعاية والكفالة والميراث وسيقتصر البحث هنا على ثلاث وهى أشهر وأكبر مسائل الولاء وهى(النصرة والمتابعة والمحبة) أما باقى المعانى فلها موضع آخر فى (الكلمة السواء)إن شاء الله
ومن الدلالة اللغوية لكلمة الولاء والاستعمال القرآنى يمكن تعريفه كالآتى
الولاء شرعا : هو النصرة والمتابعة والمحبة لله ولرسوله وللمؤمنين أى أن صور الولاء الرئيسة ثلاث (النصرة ـ المتابعة ـ المحبة ) الدليل على أن النصرة ولاء {أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
والدليل على أن المتابعة ولاء{اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}
والدليل على أن المحبة ولاء{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}

وهذه الصور الثلاث واجبة لله ولرسوله وللمؤمنين

أولا النصرة دليل نصرة الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ)
دليل نصرة الرسول {فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 157]
دليل نصرة المؤمنين قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ ) (رواه البخارى)

ثانيا المتابعة دليل متابعة ما أنزل الله {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}
دليل متابعة الرسول { فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158]
دليل متابعة سبيل المؤمنين {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } [النساء: 115] واتباع ما أنزل الله يكون باتباع القرآن ، واتباع الرسول يكون باتباع سنته ، واتباع المؤمنين يكون باتباع منهج أهل السنة والجماعة فى معتقدهم وفى منهجهم فى الاستدلال ،وفيما أجمعوا عليه

ثالثا المحبة دليل محبة الله (وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)
دليل محبة الرسول قال رسول الله (لا يؤمن أحدُكُم حتّى أكونَ أحبَّ إليه من نفسه وولده وأهله والنّاس أجمعين)(رواه الشيخان)
دليل محبة المؤمنين قال رسول الله (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) (متفق عليه )

وكما أوجب الله موالاته وموالاة رسوله والمؤمنين ، أوجب نفى ما يضادها وهى البراءة من الطاغوت ومن عابديه ومن عبادته
(فلا تصلح الموالاة إلاّ بالمعاداة كما قال تعالي: عن إمام الحنفاء المحبين انه قال لقومه {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ فإنهمْ عَدُوٌّ لِي إِلا رَبَّ الْعَالَمِينَ} فلم يصح لخليل الله هذه الموالاة والخلة إلاّ بتحقيق هذه المعاداة فإنه لا ولاء إلاّ لله ولا ولاء إلاّ بالبراءة من كل معبود سواه قال تعالي: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} وقال تعالي: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فإنه سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الجواب الكافي لابن القيم]
والبراءة من عبادة الطاغوت تكون ذلك بعدم نصرته وعدم متابعته وعدم محبته ، لأن نصرة الطاغوت لدينه أو متابعة قانونه أو محبته لباطله كل ذلك ولاء مكفر

دليل محبة الطاغوت {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ } [البقرة: 165]

دليل متابعته قال تعالى(اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ) وهذه من أبرز صور الولاء المكفر فى الواقع ولاء المتابعة ويتمثل فى متابعة قوانين البشر باتخاذ أولياء مشرعين ونبذ شريعة الله وولايته (وقد سبق الكلام عنه فى كفر الحاكمية)

ومن أبرز صور الولاء المكفر فى الواقع كذلك ولاء النصرة وهو نصرة الطاغوت على كفره بأداء الخدمة العسكرية أو ما فى معناها من المشاركة فى أحد السلطات الثلاث (التشريعية – القضائية – التنفيذية)

الأدلة من القرآن على كفر أنصار الطاغوت
____________________________

1- قوله تعالى(الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ ) حكم الله عليهم بالكفر بسبب قتالهم فى سبيل الطاغوت،فالقتال فى سبيل الطاغوت هو من صفات الكفار وأفعالهم

2-قوله تعالى (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ) يقرر سبحانه ويبين أن كل من كان جنديا للطاغوت كان مثله فى الجرم ،أى كان الجميع فى الإثم سواء القادة والجنود (كَانُوا خَاطِئِينَ ) وإثم الطاغوت هو الكفر فيكون إثم جنوده وأنصاره هو الكفر أيضا

3-قوله تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } فى الآية الكريمة يحكم تعالى على من تولى الكفار بأنه منهم(وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) أى أنه كافر مثلهم ونصرة الطاغوت من أبرز أنواع الولاء المكفر
_____________________________

الدليل من السنة علي كفر أنصار الطاغوت هو حكم الرسول على عمه العباس بالكفر وأخذه الفداء منه لانضمامه لصفوف المشركين وخروجه معهم يوم بدر لقتال المسلمين مع أنه كان قد تكلم بالإسلام بمكة ،ولكن لما نصر المشركين على شركهم عومل معاملتهم وأخذ حكمهم (والقصة فى البخارى)
________________________________

الدليل من الإجماع على كفر أنصار الطاغوت :هو إجماع الصحابة على كفر جنود مسيلمة والأسود العنسى وقتالهم قتال مرتدين وحين جاء فريق منهم لأبى بكر يريدون التوبة كان أحد شروط قبول توبتهم أن يقروا بأن قتلاهم فى النار ،ومعلوم أن أهل السنة لا يقطعون بالنار إلا لمن مات على الكفر ،أما عصاة المسلمين فيمكن أن تلحقهم الشفاعة أو المغفرة بعد مماتهم ،فيكون الحكم على قتلى أنصار الطاغوت حكما بالكفر لا بالمعصية
(والقصة فى البخارى)
_______________

الدليل من القواعد الفقهية قاعدة (الردء له حكم المباشر)
الردء :هو العون والنصير والمساعد ،وفى القرآن دعا موسى ربه أن يرسل معه أخاه هارون ليكون ردءا له قال تعالى{وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} وجنود الطاغوت هم ردء له سواء أحاربوا أم لا ، وبعضهم ردء لبعض عند القتال فالجميع فى الحكم سواء
يقول ابن تيمية (فإن الردء والمباشرة سواء )(السياسة الشرعية) (لأن المباشر إنما تمكن بمعاونه الردء له) (مجموع الفتاوى)
(وكذلك فى العقوبة يقتل الردء و المباشر من المحاربين عند جماهير الفقهاء) (مجموع الفتاوى)
(مذهب الجمهور إن قطاع الطريق يقتل منهم الردء والمباشر وعمر بن الخطاب رضى الله عنه قتل ربيئة المحاربين وهو الناظر الذى ينظر لهم الطريق فالمتعاونون على الظلم والعدوان تجب عليهم العقوبة ) (مجموع الفتاوى)
(والجمهور على أن الجميع يقتلون ولو كانوا مائة وأن الردء والمباشر سواء وهذا هو المأثور عن الخلفاء الراشدين فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل ربيئة المحاربين والربيئة هو الناظر الذي يجلس على مكان عال ينظر منه لهم من يجيء ولأن المباشر إنما يمكن من قتله بقوة الردء ومعونته والطائفة إذا انتصر بعضها ببعض حتى صاروا ممتنعين فهم مشتركون في الثواب والعقاب) (السياسة الشرعية )
وقد يعبر عن هذه القاعدة بأن (الفرد فى الطائفة الممتنعة له حكمها) يقول ابن تيمية (فأعوان الطائفة الممتنعة وأنصارها منها فيما لهم وعليهم ) (مجموع الفتاوى) وأشهر أدلة هذه القاعدة والتى قبلها من القرآن قوله تعالى (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ) ومن السنة معاملة الرسول لعمه العباس معاملة الكفار فى غزوة بدر مع تكلمه بالإسلام

أقوال العلماء فى كفر أنصار الطاغوت
_________________________

يقول ابن حزم (وَلَوْ أَنَّ كَافِرًا مُجَاهِدًا غَلَبَ عَلَى دَارٍ مِنْ دُورِ الإِسْلاَمِ , وَأَقَرَّ الْمُسْلِمِينَ بِهَا عَلَى حَالِهِمْ , إِلاَّ أَنَّهُ هُوَ الْمَالِكُ لَهَا , الْمُنْفَرِدُ بِنَفْسِهِ فِي ضَبْطِهَا , وَهُوَ مُعْلِنٌ بِدِينٍ غَيْرِ الإِسْلاَمِ لَكَفَرَ بِالْبَقَاءِ مَعَهُ كُلُّ مَنْ عَاوَنَهُ , وَأَقَامَ مَعَهُ وَإِنْ ادَّعَى أَنَّهُ مُسْلِمٌ ) (المحلى)

يقول شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب فى الناقض الثامن من نواقض الإسلام (مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى:{ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}

أما كون نصرة الطاغوت كفرا فلأن الطاغوت لا وزن لشخصه ولا نفاذ لأمره ولا استقرار لملكه ولا استمرار لقانونه وكفره إلا بالجنود والنصراء قال تعالى (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ) الأوتاد أى الجنود والأتباع والنصراء الذين يثبتون ملكه كما تثبت الجبال الأرض لتستقيم حياة الناس عليها وتستمر قال تعالى (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) كذلك يثبت الجنود مملكة فرعون ليستقيم سلطانه وينفذ أمره ويستمر كفره ،فأوتاد الأرض هى الجبال وأوتاد فرعون هى الجنود

صور النصرة تكون بالقول والعمل والمعاونة
____________________________

يقول ابن حزم (مَنْ سَكَنَ بِأَرْضِ الْهِنْدِ، وَالسِّنْدِ، وَالصِّينِ، وَالتُّرْكِ، وَالسُّودَانِ وَالرُّومِ، مِنْ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ كَانَ لا يَقْدِرُ عَلَى الْخُرُوجِ مِنْ هُنَالِكَ لِثِقَلِ ظَهْرٍ، أَوْ لِقِلَّةِ مَالٍ، أَوْ لِضَعْفِ جِسْمٍ، أَوْ لامْتِنَاعِ طَرِيقٍ، فَهُوَ مَعْذُورٌ.فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ مُحَارِبًا لِلْمُسْلِمِينَ مُعِينًا لِلْكُفَّارِ بِخِدْمَةٍ، أَوْ كِتَابَةٍ فَهُوَ كَافِرٌ) (المحلي)

ويقول ابن تيمية (من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى والزمن ونحوهم فلا يقتل عند جمهور العلماء إلا ان يقاتل بقوله او فعله )(مجموع الفتاوى)

ويقول أيضا (المحاربة نوعان: محاربة باليد ومحاربة باللسان والمحاربة باللسان في باب الدين قد تكون أنكى من المحاربة باليد كما تقدم تقريره في المسألة الأولى ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقتل من كان يحاربه باللسان مع استبقائه بعض من حاربه باليد خصوصا محاربة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته فإنها إنما تمكن باللسان وكذلك الإفساد قد يكون باليد وقد يكون باللسان وما يفسده اللسان من الأديان أضعاف ما تفسده اليد كما أن ما يصلحه اللسان من الأديان أضعاف ما تصلحه اليد فثبت أن محاربة الله ورسوله باللسان أشد والسعي في الأرض لفساد الدين باللسان أوكد) (الصارم المسلول)

الفرق بين الولاء المكفر والولاء المحرم
_________________________

ليس كل ولاء للكفار كفر ، فمولاة الكفار منها ما هو كفر ومنها ما هو حرام

أولا :الولاء المكفر مثل نصرتهم على دينهم كالقتال فى سبيل الطاغوت ،كذلك متابعتهم على دينهم وشرائعهم مثل اتخاذ قوانينهم الوضعية والحكم بها أو التحاكم إليها وقد سبق الكلام عن هذين النوعين ،كذلك محبتهم لدينهم أو حب دينهم كل ذلك ولاء مكفر

ثانيا:الولاء المحرم مثل اتخاذهم أصدقاء من غير محبة ولا مودة ،ومثل البشاشة لهم وطلاقة الوجه لهم ،ومثل التشبه بهم في أعيانهم لا في كفرياتهم ،ومثل مداهنتهم ومجاراتهم في غير المكفرات ، ومثل حضور أعيادهم الدنيوية لا الدينية ،ومثل إكرامهم، وتصديرهم المجالس وتقريبهم ،ومثل اتخاذهم بطانة، واستشارتهم من غير تولي ولا مظاهرة،ومثل اتخاذهم عمالة من غير ضرورة، وتكثير سوادهم في غير الصور المكفرة

فائدة :لم يطلق القرآن على الولاء المحرم ولاء أو موالاة وإنما سماها ركون أو نحوها ،لذا فصيغة ولاء الكفار فى القرآن كلها كفر والله أعلم

المعاملة بالبر والإحسان
________________

يجوز معاملة الكفار غير المحاربين بالحسنى ولا يعد هذا ولاء أو حراما ودليله قوله تعالى( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)

وفى الحديث عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ (قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي قَالَ نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ ) (متفق عليه ) (وصلة الرحم واجبة وإن كانت لكافر فله دينه وللواصل دينه)(أحكام أهل الذمة)

المعاملة المباحة
___________

معاملة الكفار جائزة كالبيع والشراء والإجارة ونحوها فيما ليس منهيا عنه ففى الحديث عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ (كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعًا أَمْ عَطِيَّةً أَوْ قَالَ أَمْ هِبَةً قَالَ لَا بَلْ بَيْعٌ فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً) (متفق عليه) وفى الحديث الآخر (عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرَى مِنْ يَهُودِيٍّ طَعَامًا إِلَى أَجَلٍ وَرَهَنَهُ دِرْعَهُ) متفق عليه

Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>