Quantcast
Channel: الخلافة الاسلامة على منهج المهدي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

◄ ▂▃▅▇█▓▒“ براءة الأنبياء من الكفر قبل البعثة . ”▒▓█▇▅▃▂ ►

$
0
0


الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:

فقد وقفت على كلام لبعضهم ذهبوا فيه إلى تكفير نبي الله شعيب قبل البعثة بحجة أنه كان على دين قومه، مستدلين على ذلك بقوله تعالى :

"قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ"

← وحجتهم في هذه الآية أن القوم قالوا لنبي الله شعيب :"أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا "، وطلبهم العودة إلى ملتهم دليل على أنه كان عليه السلام في ملة قومه ثم تركها، لذا يطالبه قومه بالعودة إليها كما كان، ويستشهدون أيضاً برد سيدنا شعيب عليهم لما قال لهم :"قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا "
فقد قال عليه السلام لهم أنه لن يعود إلى ملتهم بعد أن نجاه الله منها، وفي هذا دليل على أنه كان في ملة قومه ولن يعود إليها بعد أن نجّاه الله منها ..هكذا استشهد من يكفر نبي الله شعيب قبل البعثة !،

◄ولن أسترسل في الرد على هذا الكلام مكتفياًً بنقل تفسير الآية عن عشرين تفسيراً من كبار التفاسير عن كبار الأئمة، لننظر سوياً كيف كان فهم الأئمة لهذه الآية وكيف حملوها،
◄مُذكراً قبل النقل من يكفر سيدنا شعيب أنه لا فائدة من الحديث في هذه الموضوع أصلاً، ولا من طرح المسألة بالكلية !!،

◄ وعلى فرض أن هناك من شذّ من العلماء وذهب إلى نفس قولكم، فلا يجب اقتفاء مذهبه في هذا ، فالأولى تنزيه الأنبياء عن القبائح والرذائل والشرك قبل وبعد البعثة..فنعم قوم عظّموا قدر أنبيائهم .. والله أعلى وأعلم ..

1- يقول الإمام البيضاوى :" { قَالَ الملأ الذين استكبروا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ ياشعيب والذين ءامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا } أي ليكونن أحد الأمرين إما إخراجكم من القرية أو عودكم في الكفر ، وشعيب عليه الصلاة والسلام لم يكن في ملتهم قط لأن الأنبياء لا يجوز عليهم الكفر مطلقاً ، لكن غلبوا الجماعة على الواحد فخوطب هو وقومه بخطابهم ، وعلى ذلك أجرى الجواب في قوله . { قَالَ أُوَلَوْ كُنَّا كارهين } أي كيف نعود فيها ونحن كارهون لها".اهـ أنوار التنزيل

2- يقول بن تمام بن عطية :"وقولهم أو { لتعودون في ملتنا } معناه أو لتصيرن ، وعاد : تجيء في كلام العرب على وجهين . أحدهما عاد الشيء إلى حال قد كان فيها قبل ذلك ومنه قوله تعالى : { ولو ردوا لعادوا لما نهوا }
والوجه الثاني أن تكون بمعنى صار وعاملة عملها ولا تتضمن أن الحال قد كانت متقدمة.
ومنه قوله تعالى : { حتى عاد كالعرجون القديم } على أن هذه محتملة ، فقوله في الآية أو { لتعودن } و { شعيب } عليه السلام لم يكن قط كافراً يقتضي أنها بمعنى صار".اهـ المحرر الوجيز

3- يقول الإمام الرازي :"والإشكال فيه أن يقال : إن قولهم : { أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا } يدل على أنه عليه السلام كان على ملتهم التي هي الكفر ، فهذا يقتضي أنه عليه السلام كان كافراً قبل ذلك ، وذلك في غاية الفساد ".اهـ مفاتح الغيب .

4- يقول الزمخشري :"فإن قلت : كيف خاطبوا شعيباً عليه السلام بالعود في الكفر في قولهم : { أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا } وكيف أجابهم بقوله : { إِنْ عُدْنَا فِى مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا الله مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا } والأنبياء عليهم السلام لا يجوز عليهم من الصغائر إلاّ ما ليس فيه تنفير ، فضلاً عن الكبائر ، فضلاً عن الكفر؟ قلت : لما قالوا : { لَنُخْرِجَنَّكَ ياشعيب والذين ءامَنُواْ مَعَكَ } فعطفوا على ضميره الذين دخلوا في الإيمان منهم بعد كفرهم قالوا : { لَتَعُودُنَّ } فغلبوا الجماعة على الواحد ، فجعلوهم عائدين جميعاً ، إجراءً للكلام على حكم التغليب . وعلى ذلك أجرى شعيب عليه السلام جوابه فقال : { إِنْ عُدْنَا فِى مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا الله مِنْهَا } وهو يريد عود قومه ، إلاّ أنه نظم نفسه في جملتهم وإن كان بريئاً من ذلك إجراء لكلامه على حكم التغليب".اهـ الكشاف

5- يقول الإمام الماوردي :"فإن قيل : فالعود إلى الشيء الرجوع إليه بعد الخروج منه فهل كان شعيب على ملة قومه من الكفر حتى يقول : { إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم } .
في الجواب عنه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن هذه حكاية عمن اتبع شعيباً من قومه الذين كانوا قبل اتباعه على ملة الكفر.
الثاني : أنه قال ذلك على التوهم أنه لو كان عليها لم يعد إليها .
والثالث : أنه يطلق ذكر العَود على المبتدىء بالفعل وإن لم يسبق منه فعل مثله سن قولهم : قد عاد عليّ من فلان مكروه وإن لم يسبقه بمثله كقول الشاعر :
لَئِن كَانَت الأَيَّامُ أَحْسَنَّ مَرَّةً ... إِلَيَّ فَقَدْ عَادَتْ لَهُنَّ ذُنُوبُ
أَتَى دَونَ حُلْوِ الْعَيْشِ شَيْءٌ أُمِرُّهُ ... كُرُوبٌ عَلَى آثَارِهِنّ كُرُوبُ".اهـ النكت والعيون.

6- يقول سلطان العلماء العز بن عبدالسلام :" { نَّعُودَ فِيهَآ } حكاية عن أتباع شعيب الذين كانوا قبل اتباعه على الكفر ، أو قاله تنزُّلاً لو كان عليها لم يعد إليها ، أو يطلق لفظ العود على منشىء الفعل وإن لم يسبق منه فعل مثله { فِيهَآ } في القرية".اهـ تفسيره.

7- يقول الإمام بن كثير :"وهذا خطاب مع الرسول والمراد أتباعه الذين كانوا معه على الملة".اهـ تفسير القرآن العظيم.

8- يقول الالوسي :"العود الرجوع إلى الحالة الأولى وهذا مما لا يمكن في حق شعيب عليه السلام لأن الأنبياء عليهم السلام معصومون عما دون الكفر بمراتب . نعم هو ممكن في حق من آمن به فإسناده إليه عليه السلام من باب التغليب ، قيل : وقد غلب عليه المؤمنون هنا كما غلب هو عليهم في الخطاب فيكون في الآية حينئذ تغليبان ".اهـ روح المعاني

9- يقول الإمام البغوى :"فإن قيل: ما معنى قوله: "أو لتعودن في ملتنا"، "وما يكون لنا أن نعود فيها"، ولم يكن شعيب قط على ملتهم حتى يصح قولهم ترجع إلى ملتنا؟ قيل: معناه: أو لتدخلن في ملتنا، فقال: وما كان لنا أن ندخل فيها.
وقيل: معناه إن صرنا في ملتكم. ومعنى عاد صار.
وقيل: أراد به قوم شعيب لأنهم كانوا كفارا فآمنوا فأجاب شعيب عنهم.".اهـ معالم التنزيل.

10- يقول بن عجيبة :" { لنُخرجنّك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتُعودنَّ في ملتنا } أي : ليكونن أحد الأمرين؛ إما إخراجكم من القرية أو عودكم في الكفر ، وشعيب عليه السلام لم يكن في ملتهم قط؛ لأن الأنبياء عليهم السلام لا يجوز عليهم الكفر مطلقًا ، لكنهم غلّبوا الجماعة على الواحد؛ فخُوطب هو وقومه بخطابهم ، وعلى ذلك أجرى الجواب في قوله : { قال أوَ لو كنا كارهين }".اهـ البحر المديد

11- يقول الخلوتي :" { او لتعودن فى ملتنا } العود هو الرجوع الى الحالة الاولى ومن المعلوم ان شعيبا لم يكن على دينهم وملتهم قد لان الانبياء لا يجوز عليهم من الصغائر الا ماليس فيه تنفير فضلا عن الكبائر فضلا عن الكفر الا انه اسند العود اليه والى من معه من المؤمنين تغليبا لهم عليه لان العود متصور فى حقهم".اهـ روح البيان

12- يقول الإمام القرطبى :"ومعنى {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} أي لتصيرن إلى ملتنا وقيل : كان أتباع شعيب قبل الإيمان به على الكفر 0 أي لتعودن إلينا كما كنتم من قبل. قال الزجاج : يجوز أن يكون العود بمعنى الابتداء ؛ يقال : عاد إلي من فلان مكروه ، أي صار ، وإن لم يكن سبقه مكروه قبل ذلك".اهـ الجامع لأحكام القرآن .

13- يقول الخطيب الشربينى :"فإن قيل : قد يفهم هذا بظاهره أنهم كانوا على ملتهم قبل ذلك ؟
أجيب : بأنّ العود هنا بمعنى الصيرورة وهو كثير في كلام العرب".اهـ السراج المنير.

14- يقول الإمام السمعاني :"إن قيل كيف يصح لفظ العود من شعيب ولم يكن على ملتهم قط قيل معناه إن صرنا في ملتكم وعاد بمعنى صار".اهـ تفسيره.

15- يقول بن النجاس :"أو لتعودن في ملتنا يقال كيف قالوا هذا لشعيب وهو نبي فعلى هذا جوابان
أحدهما أن يكون معنى لتعودن لتصيرن كما تقول عاد علي من فلان مكروه
والجواب الاخر أنهم لما خلطوا معه من آمن منهم جاز أن يقولوا أو لتعودن في ملتنا يعنون من آمن".اهـ معانى القرآن .

16- يقول الإمام السيوطي :"لتعودن في ملتنا أدخل شعيب في لتعودن بحكم التغليب إذ لم يكن في ملتهم أصلا حتى يعود فيها".اهـ الاتقان

17- يقول الإمام الزركشي :"أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} أدخل شعيب عليه السلام في قوله :{لَتَعُودُنَّ} بحكم التغليب، إذ لم يكن في ملتهم أصلا حتى يعود إليها ومثله قوله :{إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ}".اهـ البرهان

18- يقول الإمام بن جزي :"فإن قيل إن العود إلى الشيء يقتضي أنه قد كان فعل قبل ذلك فيقتضي قولهم لتعودن في ملتنا أن شعيبا ومن كان معه كانوا أولا على ملة قومهم ثم خرجوا منها فطلب قومهم أن يعودوا اليها وذلك محال فإن الأنبياء معصومون من الكفر قبل النبوة وبعدها فالجواب من وجهين أحدهما قاله ابن عطية وهو أن عاد قد تكون بمعنى صار فلا يقتضي تقدم ذلك الحال الذي صار اليه والثاني قاله الزمخشري وهو أن المراد بذلك الذين آمنوا بشعيب دون شعيب وإنما أدخلوه في الخطاب معهم بذلك كما أدخلوه في الخطاب معهم في قولهم لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك فغلبوا في الخطاب بالعود الجماعة على الواحد".اهـ تفسير التسهيل

19- يقول بدر الدين العيني :"قوله تعالى أو لتعودن في ملتنا أي تصيرن إلى ملتنا".اهـ

20- يقول الإمام النسفي :" { أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا } أي ليكونن أحد الأمرين إخراجكم أو عودكم وحلفوا على ذلك والعود بمعنى الصيرورة وهو كثير في كلام العرب أو خاطبوا به كل رسول ومن آمن معه فغلبوا في الخطاب الجماعة على الواحد".اهـ مدارك التنزيل

وصلِّ اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم .

أبو أسلم الكناني .
.

Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

Latest Images

Trending Articles



Latest Images

<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>