Quantcast
Channel: الخلافة الاسلامة على منهج المهدي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ

$
0
0

ــــــــــــــــــــ

{ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ } سورة الأنبياء الآية (24).

فقد ذكر الله سبحانه في هذه الآية أن سبب إعراض الكفار عن الحق هو جهلهم وعدم معرفتهم به .

يقول الإمام ابن جرير الطبري ـ رحمه الله ـ :
-------------------------------------------
(يقول: بل أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون الصواب فيما يقولون ولا فيما يأتون ويذرون، فهم معرضون عن الحق جهلا منهم به، وقلَّة فهم ) .اهـ [ تفسير ابن جرير الطبري ج 16 / 249 ].

ويقول أبو حيان في البحر المحيط :
-----------------------------------
( فلا يعلمون أي أصل شرهم وفسادهم هو الجهل وعدم التمييز بين الحق والباطل ومن ثم جاء الإعراض عنه.

قال الزمخشري :
----------------
ويجوز أن يكون المنصوب أيضا على معني التوكيد لمضمون الجملة السابقة . كما تقول : هذا عبد الله الحق لا الباطل فأكد نسبة انتفاء العلم عنهم والظاهر أن الإعراض متسبب عن انتفاء العلم لما فقدوا التمييز بين الحق والباطل وأعرضوا عن الحق ) اهـ [ البحر المحيط ج 6 / 375 ].

ويقول الشيخ عبد الرحمن السعدي:
-------------------------------------
(وقوله: { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ } أي: وإنما أقاموا على ما هم عليه، تقليدا لأسلافهم يجادلون بغير علم ولا هدى، وليس عدم علمهم بالحق لخفائه وغموضه، وإنما ذلك، لإعراضهم عنه، وإلا فلو التفتوا إليه أدنى التفات، لتبين لهم الحق من الباطل تبينا واضحا جليا ولهذا قال: { فَهُمْ مُعْرِضُونَ })
[ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان(1/521) ].

ـ عن عدي بن حاتم قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال : يا عدي اطرح عنك هذا الوثن وسمعته يقرأ في سورة براءة { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } قال أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه ) .

رواه الترمذي (3115 ) وقال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب وغطيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث، والطبراني (13673) واللفظ له، وقد نقل ابن تيمية عن الترمذي أنه صححه ( الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ج 1 / 185 ) .
ونقل الحافظ في تخريجه لأحاديث الكشاف أنه حسنه ( الصحيحة 3293 ).
وصححه ابن تيمية ( منهاج السنة ج 1 / 21 ) .

فعدي كان يجهل أن ما يفعله من طاعته للأحبار والرهبان عبادة وذلك في قوله ( ولسنا نعبدهم ) ومع ذلك لم يعذرهم الله سبحانه بل سماهم مشركين كما في قوله { سبحانه عما يشركون } .

قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين رحمه الله تعالى تعليقا على هذا الحديث:
( فذمهم الله سبحانه وسماهم مشركين مع كونهم لم يعلموا أن فعلهم معهم هذا عبادة لهم فلم يعذروا بالجهل )
[ فتاوى الأئمة النجدية ج 3 / 185 ].

Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>