ملحوظة: هذه الفتوي في من يدخل الأبناء المدارس دون ان يهتم بالأقوال الكفرية التي تصدر من المعلمين او يرضي بذلك, وليس في من له الامكانية والإستطاعة في تجنب كل الكفريات التي تتعلق بالمدارس....
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
إن من البديهي والمتعارف عليه أن مناهج التعليم في مدارس الطاغوت هي مناهج كفرية شركية تقتل الإسلام في نفوس الأطفال وتخرج أجيالا من الكفرة يتنكرون لمبادئ الدين وتصبح سمتهم المميزة هو الانسلاخ منه، والتنكر له ويصبحون الأداة الفعالة التي يستخدمها أعداء الدين ويتسترون وراءها من أجل الإجهاز عليه
ويقومون بفعل هذا عن طريق بناء قلاع الكفر التى من خلالها يدرسون المناهج الكفرية في مراحل متقدمة من عمر الأطفال ..
فإن الطفل يتشرب كل ما يتلقاه في صغره ،ففترة الطفولة فترة تلقي وأتباع وتقليد ،فاستغل هؤلاء الطواغيت تلك النقطه فأقامو تلك القلاع الكفرية التى ترسخ للكفر وتهدم أى شيء يمت للدين بصله ، فبدل أن ينشاء الأطفال على حب الدين والتفاني من أجله ينشاء على حب الوطن وروح المواطنة وبدل تلقين الأطفال مبادئ الشريعة الإسلامية يلقنونهم مبادئ الديمقراطية العفنة ويزرعون فيهم العلمانية والرأسمالية والأشتراكية وغيرها من المناهج الكفريه، والله المستعان وإليه المشتكى
أما عن تمجيد الطواغيت فحدث ولا حرج فمنذ المرحلة الابتدائيه يحضونهم على حب الطاغوت والإخلاص له ،كما ينزعون من قلوبهم عقيدة الولاء والبراء بحضهم على حب الآخر وان جميع أبناء البشر سواسية لا فرق بين بوذي ولا صليبي ولا مسلم
كذلك يلزمونهم على اللهج بالكفر الصريح من خلال أدائهم للسلام الوثني وألتزامهم ببعض الطقوس الكفرية التى يمارسونها كالأحتفال بالأعياد القومية والوطنية وغيرها من مظاهر الكفر والشرك بالله
ولو تناولنا كل مادة من المواد التى تدرس داخل هذه القلاع في السنين الأولى للمرحلة الأبتدائية على سبيل المثال ،لوجدنا أن هذه المرحلة خاصةً هى اكثر المراحل التى تمتلىء فيها كل مواد المنهج بالكفر فوالله لا يكاد كل درس في كل مادة أن يخلو من ترسيخ مبداء كفرى أو نظرية كفرية أو شعار كفرى ،سواء كان هذا بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة كوضع صور لها إحاء معين له مدلول ومضمون يتأثر به الطفل كوضع الصور التى تحس على الأختلاط والتبرج والسفور وتعظيم الأصنام وتعظيم بعض شخصيات الكفر والزندقة وهذا معلوم لكل من أطلع على هذه المناهج
فبعد هذه الصورة الموجزة الملخصة والنظرة السريعه على ما يتم داخل قلاع الكفر ومعابد التعليم الطاغوتى، وجب علينا أن ننبه على عدة أمور يقع فيها بعض الأخوة الذين يقولون أنهم موحدين وأنهم من الداعين للحق الساعيين لنصرة دين الله ممن يُلقون بأبناهم في مهلكة الطاغوت بحجة تعلم القراءة والكتابه والحساب وغيرها من الحجج الفارغه التى لا يعذر صاحبها بها ،ومن عرف حقيقة قلاع الكفر هذه التى لا أظن أن حالها يخفي على أحد فأغلبنا قد نشاء وتربي فيها ،أقول من علم حقيقة قلاع الكفر هذه وأدخل أولاده إليها بالرغم من علمه بما فيها من كفر فهذه إعانه ظاهرة منه ولا ينفع معها أن يقول نيتي كذا أوكذا فهذا كفر بالله لا ينفع معه عذر ،نسأل الله السلامة والعافيه
قال الله تعالى:
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}
ويقول جل شأنه:
{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
قال ابن كثير رحمه الله:
"وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا “أي بالتكذيب والاستهزاء” فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره “أي حتى يأخذوا في كلام آخر غير ما كانوا فيه من التكذيب"، وإما ينسينك الشيطان “والمراد بذلك كل فرد من آحاد الأمة أن لا يجلس مع المكذبين الذين يحرفون آيات الله ويضعونها على غير مواضعها، فإن جلس أحد معهم ناسيا” فلا تقعد بعد الذكرى “بعد التذكر” مع القوم الظالمين “
ولهذا ورد في الحديث “رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه”
وقال السدي عن أبي مالك وسعيد بن جبير في قوله “وإما ينسينك الشيطان” قال: إن نسيت فذكرت “فلا تقعد” معهم، وكذا قال مقاتل بن حيان. وهذه الآية هي المشار إليها في قوله “وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم” الآية. أي إنكم إذا جلستم معهم وأقررتموهم على ذلك فقد ساويتموهم فيما هم فيه.
قال القرطبي عند تفسيره لقوله تعالى :
((فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره))
"أي غير الكفر . إنكم إذا مثلهم فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر ؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ، والرضا بالكفر كفر ؛ قال الله عز وجل : إنكم إذا مثلهم . فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء ، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها ؛ فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية"
قال الطبري في تفسيره عند قوله تعالى :
((إنكم إذا مثلهم ))
"يعني : وقد نزل عليكم أنكم إن جالستم من يكفر بآيات الله ويستهزئ بها وأنتم تسمعون ، فأنتم مثله يعني : فأنتم إن لم تقوموا عنهم في تلك الحال ، مثلهم في فعلهم ، لأنكم قد عصيتم الله بجلوسكم معهم وأنتم تسمعون آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها ، كما عصوه باستهزائهم بآيات الله . فقد أتيتم من معصية الله نحو الذي أتوه منها ، فأنتم إذا مثلهم في ركوبكم معصية الله ، وإتيانكم ما نهاكم الله عنه"
يقول الشيخ حمد بن عتيق في رسالة "سبيل النجاة و الفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك " :
"إنّ الرجل إذا سمع آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فجلس عند الكافرين المستهزئين بآيات الله من غير إكراه و لا إنكار و لاقيام عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره فهو كافر مثلهم و إن لم يفعل فعلهم لأن ذلك يتضمن الرضى بالكفر و الرضى بالكفر كفر، و بهذه الآية و نحوها استدل العلماءعلى أنّ الراضي بالذنب كفاعله ، فإن ادعى أنّه يكره ذلك بقلبه لم يقبل منه لأن الحكم بالظاهر و هو قد أظهر الكفر فيكون كافراً "
ويقول الشيخ سليمان بن عبد الله :
"{ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ }فذكر الله تعالى أنه نزّل على المؤمنين في الكتاب أنهم إذا سمعوا آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها ، فلا يقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ، وأن من جلس مع الكافرين بآيات الله ، المستهزئين بها في حال كفرهم واستهزائهم ، فهو مثلهم ، ولم يفرّق بين الخائف وغيره ، إلا المكره "
فلابد علينا أيها الأخوة الكرام أن نتنبه ونحذر من هذا الأمر فهو أمر يتساهل فيه الكثير ،فإن التمسنا عذر لبعض أخواننا لأنهم يجهلو حال هذه القلاع الكفرية ،فلا عذر لمن يعلم ما بها من كفر !!
فإن من يعلم حال هذه القلاع الكفرية ورغم ذلك يذهب ويطلب أن يمضي أوراق ألتحاق لأبنه في هذه القلاع الكفرية هذا وحده مناط مكفر لأنه عالم بحال هذه القلاع الكفرية ورغم ذلك ذهب بإرادته وبكامل عقله وألقي بأبنه فيها ،فبالله عليكم أليست هذه دلالة ظاهرة على كفر صاحبها ولا ينفع معها أى عذر ،ثم يخرج علينا بعد ذلك بعض الجاهلين بأحكام رب العالمين يقولون طالما أنه يجنب أبنه الكفر فهذا لا يكفر ومثل هذه الترهات الفارغه !!
فنقول لمثل هذا أيها الجهول ،أنت نفسك يا كبير السن يا ناقص العقل والدين تخشي على نفسك من الفتنه في دينك وسط هذه المجتمعات الكفرية ،فكيف تأمن على طفل صغير أن تضعه في منبع هذا الكفر ليتَشرب منه قلبه وتُلقي به وسط مناهج كلها كفر وبيئة كلها كفار (مدرسيين ومديرين وأبناء مشركين ووو) فهل تأمن على أبنك لحظة واحدة داخل هذه القلعه الكفرية ؟!!
هل تأمن عليه أن يتأثر بعقيدة كفرية من العقائد التى يدرسونها في قلاع الكفر هذه؟!!
هل تستطيع أن تمنع من يدرسون له الكفر وهو بينهم أن يأصلو لكفرهم ويملئونه بالشبهات؟!!
فنقول له إن الله قال على من جلس مع الكفار وهو يسمع آيات الله يُكفر بها ويُستهزيء بها كافر ،فكيف بمن أدخل أبنائه لأماكن هو يعلم علم اليقين أنها تدعو للكفر بآيات الله وتدعو لهدمها وتحارب دين الله بكل الصور ،ورغم ذلك يُقحم أولاده في هذه القلاع الكفرية المحاربة للدين والملة الحنيفية ،فمثل هذا يكون مسلم موحد؟!!
نسأل الله أن يعافينا من المنافحة عن الشرك والمشركين ويهدينا إلى الطريق القويم ،ويصرف عنا شياطين الأنس والجن الذين يصدون عن السبيل
هذه كلمات موجزة حتى أكون بينت ما أدين لله به في هذه المسألة ،وليرضي من رضي وليسخط من سخط
والحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمداً الهادى الأمين
بواسطة حمادة الطلياني