=================قال تعالى:((قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين))"
الرّجال أربعة ؛ رجلٌ يدري ويدري أنَّه يدري فذلك عالمٌ فاتَّبعوه ،
ورجل يدري ولا يدري بأنَّه يدري فهذا غافل فنبِّهوه ، ورجل لا يدري ويدري بأنَّه لا يدري فهذا جاهل فعلِّموه ،
ورجل لا يدري ولا يدري بأنَّه لا يدري فذلك شيطان فاحْذروه"
وأقول لكل شيطان من جهال التوحيد الذين ينافحون عن الشرك والمشركين ما أراكم إلا كالصنف الرابع أيها الجهال هداكم الله ، وأقول لكم ،أجمعوا كيدكم ثم أتوا صفا وليعرض كل منكم كلام يرد ما معنا ،ويثبت أن من جهل التوحيد وهو ممن ينتسبون إلى الإسلام يكون مسلما ، وأريدكم أن تردو بدليل واحد محكم واضح ولا تتمسكو بالمتشابه من كلام الرجال فهذا مبلغ علمكم ومنتهاه ...فيا أيها الضلال الجهال قد كان يوجد قبل رسالة النبي أناس على علم بالتوحيد ولم يكن بين أيدهم كتاب ولم يبعث فيهم رسول ،فما بالكم وأنتم بين أيديكم الكتاب الكريم والسنة المطهرة وإجماعات السلف ،ونراكم تَرُدونَ كل ذلك وأنتم معرضون ،والله تعالى سمي فاعل الشرك مشرك قبل أن يسمع الرسالة وقال عنه أنه من الجهال الذين لا يعلمون ولم يعذره بجهل ولا تأويل في شركه
قال تعالى:(وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون)
والدليل على أن هناك قبل البعثة أناس كانو على ملة إبراهيم وكانو موحدين زيد بن عمرو بن نفيل الرجل الذى قال عنه النبي أنه يعدل أمه:عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لقد رأيت زيداً بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: «يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري»، ثم يقول: «اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم»، ثم يسجد على راحلته"
فانظرو كيف حكم على قومه بالشرك والكفر وانظرو وتعلمو كيف حقق ملة إبراهيم بتبرئه من القوم المشركين وقوله لهم ليس فيكم أحد على ملة إبراهيم غيري ،بالرغم من أن النبي محمد صلي الله عليه وسلم كان موجود حينها وكان هناك من هم على ملة إبراهيم مثل ورقة بن نوفل وغيره ،ولكنه علم أن الله لم يكلفه إلا بالظاهر فحكم على قومه الذين غلب عليهم الكفر والشرك ،أنهم جميعاً مشركون ولم يقل لم يكلفنى الله بهم أو تورع ورع فاسد وقال لا أحكم لأحد بإيمان أو كفر إلا بعد التبين منه كما يفعل البعض ،
وقال النبي صلي الله عليه وسلم عنه أنه رجل بأمه ،فيالها من شهادة ويالها من كرامة، وهذا الرجل حجة عليكم أيها الضلال وعلى من تعذرونهم بغيهم وإعراضهم وضلالهم
فلا عجب فأنتم والله شرذمة جهال من حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ، لا تعرفون حق ولا تنكرون باطل ،فهذا الرجل الذى قال عنه النبي أنه رجل بأمه كان يعلم لا إله إلا الله وليس مثلكم ترددونها بألسنتكم كالبغبغاوات ولا تعرفون مقتضاها وتعملون بما يناقضها وتقولو أنكم مسلمون ،هيهات هيهات لما تَدعون،والمصيبة الكبرى أنكم عن تعلمها معرضون وتحسبون أنكم بها عالمون وتظنون أنكم على خير سائرون وما أنتم إلا جهال معرضون ، وإذا عرضنا عليكم الحق أجتمعتم عليه وأنتم عنه تصدون ، فسوف نذركم في جهلكم وغيكم وأقول لكم إنا لكم مفارقين ،ولا نبتغي الجاهلينومن يريد الحق ويريد أن يجلس مجلس المتعلم ويتجرد لطلب الحق فإنا له خادمون ،معذرةً إلى ربنا ولعلكم تهتدون