بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في تفسير البغوي و تفسير القرطبي
لقوله عز وجل : "يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ [الإسراء/71]
"وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما : بإمام زمانهم الذي دعاهم في الدنيا إلى ضلالة أو هدى قال الله تعالى "وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا " (الأنبياء - 73 )
وقال : "وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار "( القصص - 41 ) .وقيل : بمعبودهم . وعن سعيد بن المسيب قال : كل قوم يجتمعون إلى رئيسهم في الخير والشر ).ا هـ.
وجاء في كتاب المغني لابن قدامة - (ج 19 / ص 479)مَسْأَلَةٌ : قَالَ : ( وَكَذَلِكَ مَنْ مَاتَ مِنْ الْأَبَوَيْنِ عَلَى كُفْرِهِ ، قُسِمَ لَهُ الْمِيرَاثُ ؛ وَكَانَ مُسْلِمًا بِمَوْتِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمَا ) يَعْنِي ، إذَا مَاتَ أَحَدُ أَبَوَيْ الْوَلَدِ الْكَافِرَيْنِ ، صَارَ الْوَلَدُ مُسْلِمًا بِمَوْتِهِ ، وَقُسِمَ لَهُ الْمِيرَاثُ .وَأَكْثَرُ الْفُقَهَاءِ عَلَى أَنَّهُ لَا يُحْكَمُ بِإِسْلَامِهِ بِمَوْتِهِمَا وَلَا مَوْتِ أَحَدِهِمَا ؛ لِأَنَّهُ يَثْبُتْ كُفْرُهُ تَبَعًا ، وَلَمْ يُوجَدْ مِنْهُ إسْلَامٌ ، وَلَا مِمَّنْ هُوَ تَابِعٌ لَهُ فَوَجَبَ إبْقَاؤُهُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ ، وَلِأَنَّهُ لَمْ يُنْقَلُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ خُلَفَائِهِ ، أَنَّهُ أَجْبَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ عَلَى الْإِسْلَامِ بِمَوْتِ أَبِيهِ ، مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَخْلُ زَمَنُهُمْ عَنْ مَوْتِ بَعْضِ أَهْلِ الذِّمَّةِ عَنْ يَتِيمٍ .وَلَنَا ، قَوْلُ النَّبِيِّ { : كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ } .مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .فَجَعَلَ كُفْرَهُ بِفِعْلِ أَبَوَيْهِ ، فَإِذَا مَاتَ أَحَدُهُمَا ، انْقَطَعْت التَّبَعِيَّةُ ، فَوَجَبَ إبْقَاؤُهُ عَلَى الْفِطْرَةِ الَّتِي وُلِدَ عَلَيْهَا ، وَلِأَنَّ الْمَسْأَلَةَ مَفْرُوضَةٌ فِيمَنْ مَاتَ أَبُوهُ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ ، وَقَضِيَّةُ الدَّارِ الْحُكْمُ بِإِسْلَامِ أَهْلِهَا ، وَلِذَلِكَ حَكَمْنَا بِإِسْلَامِ لَقِيطِهَا ، وَإِنَّمَا ثَبَتَ الْكُفْرُ لِلطِّفْلِ الَّذِي لَهُ أَبَوَانِ ، فَإِذَا عُدِمَا أَوْ أَحَدُهُمَا ، وَجَبَ إبْقَاؤُهُ عَلَى حُكْمِ الدَّارِ ، لِانْقِطَاعِ تَبَعِيَّتِهِ لِمَنْ يُكَفَّرُ بِهَا ، وَإِنَّمَا قُسِمَ لَهُ الْمِيرَاثُ ، لِأَنَّ إسْلَامَهُ إنَّمَا ثَبَتَ بِمَوْتِ أَبِيهِ الَّذِي اسْتَحَقَّ بِهِ الْمِيرَاثَ ، فَهُوَ سَبَبٌ لَهُمَا ، فَلَمْ يَتَقَدَّمْ الْإِسْلَامُ الْمَانِعُ مِنْ الْمِيرَاثِ عَلَى اسْتِحْقَاقِهِ ، وَلِأَنَّ الْحُرِّيَّةَ الْمُعَلَّقَةَ بِالْمَوْتِ لَا تُوجِبُ الْمِيرَاثَ فِيمَا إذَا قَالَ سَيِّدُ الْعَبْدِ لَهُ : إذَا مَاتَ أَبُوك فَأَنْتَ حُرٌّ .فَمَاتَ أَبُوهُ ، فَإِنَّهُ يَعْتِقُ وَلَا يَرِثُ ، فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْإِسْلَامُ الْمُعَلَّقُ بِالْمَوْتِ لَا يَمْنَعُ الْمِيرَاثَ ، وَهَذَا فِيمَا إذَا كَانَ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ ؛ لِأَنَّهُ مَتَى انْقَطَعَتْ تَبَعِيَّتُهُ لِأَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا ، ثَبَتَ لَهُ حُكْمُ الدَّارِ ، فَأَمَّا دَارُ الْحَرْبِ ، فَلَا نَحْكُمُ بِإِسْلَامِ وَلَدِ الْكَافِرَيْنِ فِيهَا بِمَوْتِهِمَا ، وَلَا مَوْتِ أَحَدِهِمَا ؛ لِأَنَّ الدَّارَ لَا يُحْكَمُ بِإِسْلَامِ أَهْلِهَا ، وَكَذَلِكَ لَمْ نَحْكُمْ بِإِسْلَامِ لَقِيطِهَا ا هـهذه القضية والتي ضل فيها الكثير ألا وهى قضية إن حكم الدار ينطبق على الناس وان دار الحرب لا يحكم بإسلام أهلها وان دار الإسلام الحكم بإسلام أهلها قال بها كثير من أهل العلم
وقد ذكرها أبو بكر رضي الله عنه، و قال لهم :إن الأرض كافرة ،وان كفر الأرض هو بسبب كفر الناس وقد ذكر الله ذلك في كتابه كما سبق بيانه1-
قال تعالي ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا [الطلاق/8-10])
فالقرية المقصود بها الناس فالذي عتى هم البشر والذي تحاسب هم الناس والذي عذب عذابا نكرا هم الناس والذي كان عاقبة أمرة خسرا هم الناس ثم في نهاية الآية يقول الله اعد الله لهم عذابا شديدا ليقرر أن المقصود بالقرية اذ كانت كافرة فالناس كفرة وإذا كانت مسلمة فالناس مسلمون إلا المخالف
كما يقول الواحدى فى التفسير(عتت أى عصت والمراد الناس )
ويقول القرطبي(عتت أى عصت يعنى القرية والمراد الناس)
ويقول الشوكاني (فى كل لفظ مخاطب به القرية المراد أهلها)2-قال تعال (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) [النحل/112]) انتقلت هذه القرية من الأمان الى الخوف ومن الرزق الرغد إلى الجوع والسبب (فكفرت)( بما كانوا يصنعون) فقد ربط الله كفر القرية بما كان يصنع أهلها لان الكفر من صناعة الكفار فلا يوجد فرق بين الحكم على القرية والحكم على الناس إلا للمخالف الذي يكفر بالطاغوت الذي كان السبب في كفر الدار وكفر الناس2-
قال تعالى(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) [إبراهيم/28-30])
قال الواحدى(بدلوا ما انعم الله عليهم به من بعثة محمد (ص)كفرا حيث كفروا به واحلوا قومهم الذيناتبعوهم دار الهلاك)
قال البيضاوي(احلوا قومهم الذين شايعوهم في الكفر دار الهلاك بحملهم على الكفر)
قال البغوي (انزلوا قومهم ممن تبعهم على كفرهم دار الهلاك)
وقال الشوكاني(انزلوا قومهم بسبب ما زينوا لهم من الكفر دار الهلاك)3-
قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رّزْقِ رَبّكُمْ وَاشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيّبَةٌ وَرَبّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدّلْنَاهُمْ بِجَنّاتِهِمْ جَنّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجْزِيَ إِلاّ الْكَفُورَ) [سبأ 15/16/17]
قال بن كثير(كانت سبأ ملوك اليمن وأهلها وكانت التبابعة منهم وبلقيس صاحبة سليمان عليه الصلاة والسلام من جملتهم وكانوا في نعمة وغبطة في بلادهم وعيشهم واتساع أرزاقهم وزروعهم وثمارهم وبعث الله تبارك وتعالى إليهم الرسل تأمرهم أن يأكلوا من رزقه ويشكروه بتوحيده وعبادته فكانوا كذلك ما شاء الله تعالى ثم أعرضوا عما أمروا به فعوقبوا بإرسال السيل والتفرق في البلاد أيدي سبأ شذر مذر) 0000000
كما ذكر غير واحد من السلف منهم قتادة أن المرأة كانت تمشي تحت الأشجار وعلى رأسها مكتل أو زنبيل وهو الذي تخترف فيه الثمار فيتساقط من الأشجار في ذلك ما يملؤه من غير أن يحتاج إلى كلفة ولا قطاف لكثرته ونضجه واستوائه وكان هذا السد بمأرب وذكر آخرون أنه لم يكن ببلدهم شيء من الذباب ولا البعوض ولا البراغيث ولا شيء من الهوام وذلك لاعتدال الهواء وصحة المزاج وعناية الله بهم ليوحدوه ويعبدوه كما قال تبارك وتعالى: "لقد كان لسبإ في مسكنهم آية "ثم فسرها بقوله عز وجل: "جنتان عن يمين وشمال "أي من ناحيتي الجبلين والبلدة بين ذلك "كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور"أي غفور لكم إن استمررتم على التوحيد).ا هـ
قال القرطبي(قوله تعالى : "لقد كان لسبإ في مسكنهم آية "قال عبد الرحمن بن زيد : إن الآية التي كانت لأهل سبأ في مساكنهم أنهم لم يروا فيها بعوضة قط ولا ذباباً ولا برغوثاً ولا قملة ولا عقرباً ولا حية ولا غيرها من الهوام ، وإذا جاءهم الركب في ثيابهم القمل والدواب فإذا نظروا إلى بيوتهم ماتت الدواب ، وقيل : إن الآية هي الجنتان ، كانت المرأة تمشي فيهما وعلى رأسهما مكتل فيمتلئ من أنواع الفواكه من غير أن تمسها بيدها قاله قتادة ، وروي أن الجنتين كانتا بين جبلين باليمين ، قال سفيان : وجد فيهما قصران مكتوب على أحدهما : نحن بنينا سلحين في سبعين خريفاً دائبين ، على الآخر مكتوب : نحن بنينا صرواح ، مقيل ومراح ، فكانت إحدى الجنتين عن يمين الوادي والأخرى عن شماله ، قال القشيري : ولم يرد جنتين اثنتين بل أراد من الجنتين يمنة ويسرة ، أي كانت بلادهم ذات بساتين وأشجار وثمار ، تستتر الناس بظلالها ، "كلوا من رزق ربكم "أي قيل لهم كلوا ، ولم يكن ثم أمر ، ولكنهم تمكنوا من تلك النعم ، وقيل : أي قالت الرسل لهم قد أباح الله تعالى لكم ذلك ، أي أباح لكم هذه النعم فاشكروه بالطاعة ، "من رزق ربكم "أي من ثمار الجنتين ، "واشكروا له "يعني على ما رزقكم ، "بلدة طيبة "، هذا كلام مستأنف ، أي هذه بلدة طيبة أي كثيرة الثمار ، وقيل : غير سبخة ، وقيل : طيبة ليس فيها هوام لطيب هوائها ، قال مجاهد : هي صنعاء ، "ورب غفور "أي والمنعم بها عليكم رب غفور يستر ذنوبكم ، فجمع لهم بين مغفرة ذنوبهم وطيب بلدهم ولم يجمع ذلك لجميع خلقه ، وقيل : إنما ذكر المغفرة مشيراً إلى أن الرزق قد يكون فيه حرام ، وقد مضى القول في هذا في أول البقرة ، وقيل : إنما امتن عليهم بعفوه عن عذاب الاستئصال بتكذيب من كذبوه من سالف الأنبياء إلى أن استداموا الإصرار فاستؤصلوا . قوله تعالى:"فأعرضوا"يعني عن أمره واتباع رسله بعد أن كانوا مسلمين 0000 ثم لما سال السيل بجنتيهم تفرقوا في البلاد على ما يأتي بيانهوقوله تعالى:"ذلك جزيناهم بما كفروا"أي هذا التبديل جزاء كفرهم. وموضع ذلك نصب أي جزيناهم ذلك بكفرهم.وهل يجازى إلا الكفور وهذا إسناد صحيح،ثم قال وشرحه: أن الكافر يكافأ على أعماله ويحاسب عليها ويحبط ما عمل من خير ويبين هذا قوله تعالى في الأول: "ذلك جزيناهم بما كفروا"وفي الثاني: وهل يجازى إلا الكفور ومعنى يجازى: يكافأ بكل عمل عمله، ومعنى جزيناهم وفيناهم فهذا حقيقة اللغة وإن كان جازى يقع بمعنى جزى مجازاً).اهـفهذه الدار كانت مسلمة("بلدة طيبة ورب غفور) ثم(فاعرضوا) فكان نتيجة ذلك(فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدّلْنَاهُمْ بِجَنّاتِهِمْ جَنّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجْزِيَ إِلاّ الْكَفُورَ)أي هذا التبديل جزاء كفرهم. وفى هذا ارتباط وثيق بين البلاد والعباد ولن يخرج من ذلك إلا المخالف لما عليه الناس4-قال تعالى(فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاّ قَوْمَ يُونُسَ لَمّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدّنْيَا وَمَتّعْنَاهُمْ إِلَىَ حِينٍ) [سورة: يونس - الأية: 98]
قال البيضاوي(فلولا كانت قرية آمنت"فهلا كانت قرية من القرى التي أهلكناها آمنت قبل معاينة العذاب ،ولم تؤخر إليها كما أخر فرعون ."فنفعها إيمانها"بان يقبله الله منها ويكشف العذاب عنها."إلا قوم يونس"لكن قوم يونس عليه السلام ."لما آمنوا"أول ما رأوا أمارة العذاب ولم يؤخروه إلى حلوله."كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا"ويجوز أن تكون الجملة في معنى النفي لتضمن حرف التحضيض معناه فيكون الاستثناء متصلاً لأن المراد من القرى أهالها كأنه قال: ما آمن أهل قرية من القرى العاصية فنفعهم إيمانهم إلا قوم يونس ويؤيده قراءة الرفع على البدل ."ومتعناهم إلى حين"إلى آجالهم.روي : أن يونس عليه السلام بعث إلى أهل نينوى من الموصل ،فكذبوه وأصرو عليه فوعدهم بالعذاب إلى ثلاث.وقيل إلى ثلاثين .وقيل إلى أربعين، فلما دنا الموعد أغامت السماء غيماً أسود ذا دخان شديد فهبط حتى غشي مدينتهم ،فهابوا فطلبوا يونس فلم يجدوه فأيقنوا صدقه، فلبسوا المسوح وبرزوا إلى الصعيد بأنفسهم ونسائهم وصبيانهم ودوابهم ، وفرقوا بين كل والدة وولدها فحن بعضها إلى بعض وعلت الأصوات والعجيج وأخلصوا التوبة وأظهروا الإيمان وتضرعوا إلى الله تعالى، فرحمهم وكشف عنهم وكان يوم عاشوراء يوم الجمعة. أ. هـمن الملاحظ الارتباط الوثيق بين إيمان القرية وإيمان الناس(قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا)(قَوْمَ يُونُسَ لَمّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدّنْيَا وَمَتّعْنَاهُمْ إِلَىَ حِينٍ))قرية أمنت دلالة على أنها كانت كافرة ثم أمنت فانتقلت من الكفر إلى الإيمان فكشف الله عنهم عذاب الخزيوعلى هذا حكم القرية هو حكم الناس إلا المخالف في اعتقاده لما عليه الناسفالقرية التي كفرت كفرها بسبب الناس الكفار والقرية التي آمنت إيمانها بسبب الناس المسلمينويخرج عن حكم القرية من أعلن أن له دين ومنهج وشريعة غير شريعة القرية بمعنى يخرج من كفر القرية الكافرة من كفروتبرأ من الأسباب التي جعلت القرية كافرة قال تعالى: (وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجّيْنَاهُ مِنَ القرية الّتِي كَانَت تّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ) [الأنبياء - 74]وقد قلنا إن دار الكفر التى لاتحكم بالشريعة الإسلامية أو لا يحكمها مسلم يكون المسلم فيها من لا يحكم بهذه القوانين الكفريه ولا يتحاكم إليها ويتبرأ من العابد والمعبود من د ون الله ويتحقق فيه قوله تعالى(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وحده) [الممتحنة/4])وهذه الأسوة الحسنة تتمثل في البراءة من الطواغيت وممن يعبدهم وتكفيرهم واعتقاد بطلان عبادتهم وتركها و العداوة والبغضاء للطاغوت ومن يعبده وهي معني الكفر بالطاغوت كما قال الإمام محمد بن عبد الوهاب كما قال تعالي(وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) [الزمر/17])وقال تعالي (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) [البقرة/256]مع إظهار العداوة والبغضاء للعابد والمعبود من دون الله (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وحده) وهذا هو واقع المسلمين في ديار الكفر لذلك لا يلحقهم كفر القريةوكذلك القرية المسلمة أهلها مسلمين إلا من خرج عنهم بدين يخالف دين القرية مثال أهل الذمة والمستأمنين فإنهم يعلنون أنهم على دين النصارى ودين اليهود وأنهم يقبلون الجزية مقابل تركهم في ديار الإسلام على دين يخالف دين المسلمونوعلى هذا يتضح كيف إن القرية المسلمة ربما يكون بها كفاركما كانت المدينة وخيبر وان القرية الكافرة كيف يكون بها مسلمون كما كانت مكة قبل الفتحوكمثال لدار الكفر وكيف بكون حال المسلم فيها انظر إلي وصية النبي لفيروز الديلمى الذى عاش في ديار الكفر والردة مع الأسود العنسى الذي ادعى النبوة قال بن جرير عن الضحاك بن فيروز ــ قال السري : عن جشيش بن الديلمي ، و قال عبيد الله : عن جشنس بن الديلمي ـ قال : قدم علينا وبر بن يحنس بكتاب النبي صلى الله عليه و سلم . يأمرنا فيه بالقيام على ديننا ، و النهوض في الحرب ، و العمل في الأسود : إما غيلة و إما مصادمة ، و إن نبلغ عنه من رأينا أن عنده نجدة و ديناً . فعملنا في ذلك أ.هـوجاء في بدء سيرة الرسول (محمد بن عبد الوهاب)قتال أهل الردة :وصورة الردة :اولا أن العرب افترقت في ردتها ، فطائفة رجعت إلى عبادة الأصنام ، وقالوا : لو كان نبياً لما مات . وفرقة قالت : نؤمن بالله ولا نصلي . وطائفة أقروا بالإسلام وصلوا ، ولكن منعوا الزكاة . وطائفة شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ولكن صدقوا مسيلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أشركه معه في النبوة .وذلك : أنه أقام شهوداً معه بذلك ، وفيهم رجل من أصحابه معروف بالعلم والعبادة ، يقال له الرجال ، فصدقوه لأجل ما عرفوا فيه من العلم والعبادة ، ففيه يقول بعضهم ممن ثبت منهم :يا سعاد الفؤاد بنت أثال طال ليلي بفتنة الرجالفتن القوم بالشهادة والله عزيز ذو قوة ومحالوقوم من أهل اليمن ، صدقوا الأسود العنسي في ادعائه النبوة ، وقوم صدقوا طليحة الأسدي .ولم يشك أحد من الصحابة في كفر من ذكرنا ، ووجوب قتالهم ، إلا مانع الزكاة ، ولما عزم أبو بكر رضي الله عنه على قتالهم ، قيل له : "كيف نقاتلهم ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحقها، قال أبو بكر : فإن الزكاة من حقها ، والله ! لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه" .ثم زالت الشبهة عن الصحابة رضي الله عنهم ، وعرفوا وجوب قتالهم ، فقاتلوهم ونصرهم الله عليهم ، فقتلوا من قتلوا منهم، وسبوا نساءهم وعيالهم .فمن أهم ما على المسلم اليوم : تأمل هذه القصة التي جعلها الله من حججه على خلقه إلى يوم القيامة .فمن تأمل هذه تأملاً جيداً - خصوصاً إذا عرف أن الله شهرها على ألسنة العامة ، وأجمع العلماء على تصويب أبي بكر في ذلك ، وجعلوا من أكبر فضائله ، وعلمه : أنه لم يتوقف في قتالهم ، بل قاتلهم من أول وهلة ، وعرفوا غزارة فهمه في استدلاله عليهم بالدليل الذي أشكل عليهم ، فرد عليهم بدليلهم بعينه ، مع أن المسألة موضحة في القرآن والسنة .أما القرآن ، فقوله تعالى : "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم " .وفي الصحيحين أن "رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى" .فهذا كتاب الله الصريح ، للعامي البليد ، وهذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا إجماع العلماء الذين ذكرت لك .والذي يعرفك هذا جيداً : هو معرفة ضده ، وهو أن العلماء في زماننا يقولون : من قال لا إله إلا الله فهو المسلم ، حرام المال والدم ، لا يكفر ولا يقاتل ، حتى إنهم يصرحون بذلك في شأن البدو الذين يكذبون بالبعث ، وينكرون الشرائع ، ويزعمون أن شرعهم الباطل : هو حق الله ، ولو طلب أحد منهم خصمه أن يخاصمه عند شرع الله لعدوه من أنكر المنكرات ، بل من حيث الجملة : إنهم يكفرون بالقرآن من أوله إلى آخره ، ويكفرون بدين الرسول كله ، معه إقرارهم بذلك بألسنتهم ، وإقرارهم : أن شرعهم أحدثه آباؤهم لهم كفراً بشرع الله .وعلماء الوقت يعترفون بهذا كله ، ويقولون : ما فيهم من الإسلام شعرة ، وهذا القول تلقته العامة عن علمائهم ، وأنكروا به ما بينه الله ورسوله ، بل كفروا من صدق الله ورسوله في هذه المسألة ، وقالوا : من كفر مسلماً فقد كفر ، والمسلم عندهم : الذي ليس معه من الإسلام شعرة ، إلا أنه يقول بلسانه : لا إله إلا الله ، وهو أبعد الناس عن فهمها وتحقيق مطلوبها علماً وعقيدة وعملاً .فاعلم -رحمك الله- أن هذه المسألة : أهم الأشياء كلها عليك ، لأنها هي الكفر والإسلام ، فإن صدقتهم فقد كفرت بما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ، كما ذكرنا لك من القرآن والسنة والإجماع، وإن صدقت الله ورسوله عادوك وكفروك .وهذا الكفر الصريح بالقرآن والرسول في هذه المسألة : قد اشتهر في الأرض مشرقها ومغربها ، ولم يسلم منه إلا أقل القليل .فإن رجوت الجنة ، وخفت من النار : فاطلب هذه المسألة ، وادرسها من الكتاب والسنة ، وحررها . ولا تقتصر في طلبها ، لأجل شدة الحاجة إليها ، ولأنها الإسلام والكفر . وقل : اللهم ألهمني رشدي ، وفهمني عنك ، وعلمني عنك ، وأعذ ني من مضلات الفتنالدليل الثاني : قصة أخرى وقعت في زمن الخلفاء الراشدين :وهي أن بقايا من بني حنيفة ، لما رجعوا إلى الإسلام ، وتبرأوا من مسيلمة ، وأقروا بكذبه : كبر ذنبهم عند أنفسهم ، وتحملوا بأهليهم إلى الثغر لأجل الجهاد في سبيل الله ، لعل ذلك يمحو عنهم آثار تلك الردة ، لأن الله تعالى يقول : "إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات "، ويقول : "وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى "، فنزلوا الكوفة ، وصار لهم بها محلة معروفة ، فيها مسجد يسمى مسجد بني حنيفة ، فمر بعض المسلمين على مسجدهم بين المغرب والعشاء ، فسمعوا منهم كلاماً معناه : أن مسيلمة كان على حق ، وهم جماعة كثيرون، ولكن الذي لم يقله لم ينكره على من قاله، فرفعوا أمرهم إلى عبد الله بن مسعود ، فجمع من عنده من الصحابة واستشارهم : هل يقتلهم وإن تابوا ، أو يستتيبهم ؟ فأشار بعضهم بقتلهم من غير استتابة . وأشار بعضهم باستتابتهم ، فاستتاب بعضهم ، وقتل بعضهم ولم يستتبه .فتأمل -رحمك الله- إذا كانوا قد أظهروا من الأعمال الصالحة الشاقة ما أظهروا ، لما تبرؤوا من الكفر وعادوا إلى الإسلام ، ولم يظهر منهم إلا كلمة أخفوها في مدح مسيلمة ، لكن سمعها بعض المسلمين . ومع هذا لم يتوقف أحد في كفرهم كلهم -المتكلم والحاضر الذي لم ينكر- ولكن اختلفوا : هل تقبل توبتهم أو لا ؟ والقصة في صحيح البخاري .فأين هذا من كلام من يزعم أنه من العلماء ويقول : البدو ما معهم من الإسلام شعرة ، إلا أنهم يقولون : لا إله إلا الله ومع ذلك يحكم بإسلامهم بذلك ؟ أين هذا مما أجمع عليه الصحابة : فيمن قال تلك الكلمة ، أو حضرها ولم ينكر ؟سارت مشرقة وسرت مغرباً شتان بين مشرق ومغربربنا إني أعوذ بك أن أكون ممن قلت فيهم : "فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون * صم بكم عمي فهم لا يرجعون "، ولا ممن قلت فيهم : "إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون "
الدليل الثالث : ما وقع في زمان الخلفاء الراشدين :قصة أصحاب علي بن أبي طالب -لما اعتقدوا فيه الألوهية التي تعتقد اليوم في أناس مز أكفر بني آدم وأفسقهم- فدعاهم إلى التوبة فأبوا ، فخد لهم الأخاديد ، وملأها حطباً ، وأضرم فيها النار وقذفهم فيها وهم أحياء .ومعلوم أن الكافر -مثل اليهودي والنصراني- إذا أمر الله بقتله لا يجوز إحراقه بالنار ، فعلم أنهم أغلظ كفراً من اليهود والنصارى .هذا ، وهم يقومون الليل ، ويصومون النهار ، ويقرؤون القرآن ، آخذين له عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما غلوا في علي ذلك الغلو أحرقهم بالنار وهم أحياء ، وأجمع الصحابة وأهل العلم كلهم على كفرهم ، فأين هذا ممن يقول في البدو تلك المقالة ، مع اعترافه بالذه القصة وأمثالها ، واعترافه : أن البدو كفروا بالإسلام كله ، إلا أنهم يقولون لا إله إلا الله ؟واعلم : أن جناية هؤلاء إنما هي على الألوهية ، وما علمنا فيهم جناية على النبوة ، والذين قبلهم جناياتهم على النبوة، وما علمنا لهم جناية على الألوهية ، وهذا مما يبين لك شيئاً من معنى الشهادتين اللتين هما أصل الإسلام .)ا هـوخلاصة الأمر أنة بعد وفاة الرسول ارتد العرب وكما قال أبو بكر الصديق كفرت الأرض فمن الناس من رجع إلى عبادة الأصنام وقال لو كان نبيا ما مات ومنهم من تبع مسيلمة الكذاب ومنهم من منع الزكاة وتأول القرآن(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) [التوبة/103]) على أن هذا خاص برسول الله فلما مات الرسول ليس لأحد بعده أن يأخذ الزكاةوكثير من العرب ادعى النبوة وأصبح الجميع مرتدون وبلادهم بلاد حرب وردة فقاتلهم أبو بكر والصحابة معه واعتبروهم كلهم مرتدون ولم يفرقوا بين رئيس ومرءوس لان ديار الردة أهلها مرتدون إلا من أنكر وخرج أو أرسل للمسلمين خبرة أما من لم ينكر ولم يخرج ولم يخبر المسلمين بآمرة فحكمه حكم القرية وللعلم أنهم كانوا يصلون ويحجون فلم تنفعهم شعيرة الصلاة أو الحج لأنهم لم يخرجوا إلى الردة منهما ولكن خرجوا من أبواب أخرى فمن كفر بوحدانية الله وكفر برسالة النبي لا يدخل الإسلام إلا بالاعتراف بلا له إلا الله وان محمد رسول اللهومن اقر بنبوة مسيلمة لابد أن يشهد إن مسيلمة كذاب ومن منع الزكاة لابد أن يقر بفرضيتها ويؤديها إن كان من أهلها ولا يكفى فى حقه الشهادتين ولا الصلاة ولا الحج حتى ياتى بما يخالف المرتدين وهو الإقرار بالزكاة وأدائها وكذلك الحال بالنسبة للديار التي تحكم بالقوانين الوضعية هى ديار كفر وأهلها كفار إلا الذي يكفر بهذه الطواغيت ويتحقق فيه ما ذكرناه سابقاوقال ابن حزم رحمه الله (ولو أن كافــراً مجاهدا غلَب علـى دار من دور الإســلام وأقرَّ المسلمين بها على حالهم إلا أنه هو المالك لها المنفرد بنفسه في ضبطها وهو معلن بدين غير الإسلام لكَفَر بالبقاء معه كل من عاونه وأقام معه وإن ادعى أنه مسلم) (المحلى) 11/ 200. وقوله (كافراً مجاهداً) غير مستقيم في الشرع ولعله تصحيف وصحته (كافراً مجاهراَ).