Quantcast
Channel: الخلافة الاسلامة على منهج المهدي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

الطاغـــوت ــــــــــــــــــ ماهو الطـاغــــوت ؟ وماهي انواع الطواغيت ؟ وكيف نكفر بها ؟ وماواجــب المســلم تجاه الطاغوت ؟

$
0
0

منقول من د.ماجــد كــارم صفحة شُــــــــــــبهات وردود

اعلم رحمك الله تعالى أن أول ما فرض الله على ابن آدم عبادة الله واجتناب الطاغوت، والدليل قوله تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}

واعلم أن الإنسان ما يصير مسلما مستمسكا بلا إله إلا الله
إلا بالكفر بالطاغوت، والدليل قوله تعالى:{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

تعريف الطاغوت
---------------
يقول ابن القيم فى تعريف الطاغوت (والطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله) (اعلام الموقعين)

ويقول الشيخ محمد ابن عبد الوهاب فى تعريف الطاغوت هو( كل ما عُبد من دون الله، ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله)


أنواع الطاغوت يقول الشيخ محمد ابن عبد الوهاب
---------------------------------------------------
فى بيان أنواع الطواغيت (والطواغيت كثيرة ورؤوسهم خمسة:

(الأول):
الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله، والدليل قوله تعالى:{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}.

( الثاني ):
الحاكم الجائر المغير لأحكام الله تعالى، والدليل قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً}.

( الثالث ):
الذي يحكم بغير ما أنزل الله، والدليل قوله تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}

( الرابع ):
الذي يدعي علم الغيب من دون الله، والدليل قوله تعالى:(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}

( الخامس ):
الذي يعبد من دون الله وهو راض بالعبادة، والدليل قوله تعالى:{وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ}. ).(مجموعة رسائل فى التوحيد)

أنواع الطواغيت فى زماننا إذا كان الطاغوت هو المعبود من دون الله ،وإذا كان للعبادة معنيان معنى النسك والشعائر ومعنى الطاعة فيكون الطاغوت كذلك نوعان طاغوت نسك وشعائر وطاغوت طاعة وحكم

أولا ؛
طاغوت النسك والشعائر وهو ممثل فى تلك الأضرحة والمشاهد التى يؤمها العباد من الصوفية والشيعة وغيرهم من العامة كثير لأداء الشعائر والنسك لها من طواف وذبح ونذر ودعاء

ثانيا ؛
طاغوت الطاعة والحكم وهو ممثل فى :
1- الدساتير والقوانين الوضعية التى يخضع الناس لها ويتحاكمون إليها ويعظمونها وينبذون شرع الله

2-المجالس التشريعية (البرلمانات) وهى رجال تختارهم الشعوب لسن القوانين لهم فهى فى حقيقتها مجالس أرباب {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ }
3-المحاكم الوضعية والمجالس العرفية وهم رجال من البشر يقضون بين الناس بما نصت عليه القوانين الوضعية أو الأحكام العرفية بمعزل عن شرع الله

4-الدعاة إلى الكفر والشرك كالدعاة إلى تقديس القوانين الوضعية وتحسينها وكذلك الدعاة إلى الديمقراطية أو الاشتراكية أو العلمانية وكلها مذاهب شركية يكفر فيها التابع والمتبوع

5-الشيطان وهو رأس الطواغيت جميعها والداعى إلى كل كفر وشر وكل الطواغيت تبع له وفرع {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } [يس: 60]

الصالحون لا يسمون طواغيت اعلم هداك الله أن الصالحين الذين عبدهم المشركون مع الله لا يسمون طواغيتا كعيسى حين عبدته النصارى وعزير حين عبده اليهود والحسين والحسن حين عبدهما الشيعة والصوفية ، لأنهم غير داعين لهذه العبادة غير راضين بها والذين يعبدونهم ويدعونهم هم فى الحقيقة يعبدون الجن والشياطين قال تعالى (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ )

الطاغوت لا يكون إلا شديد الكفر يقول ابن جرير الطبرى فى تعريف الطاغوت (أنه كل ذي طغيان على الله فعبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنسانا كان ذلك المعبود، أو شيطانا، أو وثنا، أو صنما، أوكائنا ما كان من شئ).(تفسير الطبرى)

إذن فطغيان الطاغوت متجه إلى حق من حقوق الله لذا فالطاغوت لا يكون إلا كافرا شديد الكفر لأنه من الطغيان وهو مجاوزة الحد فى الكفر ، لأن طغيان الطاغوت يكون فى حق الله بادعائه حق من حقوقه كالتشريع أو علم الغيب ، أما الطغيان فى حق البشر فلا يسمى طاغوتا وإنما يسمى ظلما ،ولم يأت فى القرآن ولا فى السنة ولا فى أقوال العلماء إطلاق كلمة الطاغوت على المسلم الظالم ومن هنا تبين جهل وخطأ من فرق بين الكفر بالطاغوت وتكفيره ،إذ كيف يكون الطاغوت مسلما وقد أمرنا أن نكفر به لندخل فى الإسلام؟!


كيف نكفر بالطاغوت
_____________

يقول محمد ابن عبد الوهاب (فأما صفة الكفر بالطاغوت فهو أن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وتتركها وتبغضها، وتكفر أهلها، وتعاديهم).(مجموعة رسائل فى التوحيد)

والكفر بالطاغوت فى زماننا يكون بالبراءة من كل طواغيت الطاعة والحكم بالبراءة من الدساتير والقوانين الوضعية ومن واضعيها بجحود طاعتها والخضوع لها أو احترامها أو التحاكم إليها ومن المتحاكمين إليها ،وبالبراءة من المذاهب الكفرية جميعها كالديمقراطية ومن اتباعها والدعاة إليها وبالبراءة من طواغيت النسك والشعائر بالبراءة من تلك المشاهد والأضرحة بجحود كونها تنفع أو تضر وبجحود استحقاقها لأى صور العبادة كالدعاء والذبح وعدم اعطائها أيا من صور تلك العبادة،كذلك بالبراءة من عابديها بتكفيرهم والبراءة من عملهم

إخبار الرسول عن عودة أمته إلى عبادة الطواغيت
قال رسول الله (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذّة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن)؟)(متفق عليه ) أخبر الرسول أن أمته ستتبع أهل الكتاب قبلهم وأخبرنا القرآن أن أهل الكتاب قد عبدوا الطواغيت قال تعالى (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) فيكون ذلك إخبار بأن أمته ستعبد الطواغيت.
وعن أنس قال : (إنها ستكون ملوك ثم الجبابرة ثم الطواغيت ).
( مصنف ابن ابى شيبة)
أى أنه سيحكم الأمة بعد الخلفاء الراشدين ثلاث أصناف من الحكام

،الصنف الأول الملوك وهم الذين تخلوا عن سيرة الخلفاء الراشدون فى الزهد والورع وتحرى العدل والرفق بالرعية والقيام بأمرها ،وتشبهوا بالملوك في سيرتهم وأخلاقهم وإسرافهم مع قيامهم بمنهج الله وعدم الخروج عليه وهؤلاء مسلمون مع مخالفاتهم

،الصنف الثانى وهم الجبابرة وهم الذين أسرفوا فى القتل وظلم رعيتهم مع قيامهم أيضا بشرع الله وعدم تبديله وهؤلاء مسلمون أيضا وإن كانت هناك مظالم كبيرة ،

الصنف الثالث :الطواغيت وهم الحكام المبدلون لشرع الله الخارجون عليه الواضعون للناس القوانين من عند أنفسهم وهؤلاء كفار وإن لم يظلموا وإن تحروا العدل فى حكمهم وبين رعيتهم،كفار لأنهم قد وقعوا وأوقعوا الناس فى الظلم الأكبر وهو الشرك بالله بترك منهجه وتحكيم مناهج البشر،كحكام أهل زماننا
ومن تبع شيئا من هذه الطواغيت فى الدنيا بتحاكم أو نصرة ،أمر بأن يتبعها يوم القيامة حتى يلقى فى جهنم ففى الحديث
أن الرسول قال (يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ . فَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ ، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ ، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ )
( صحيح البخارى)

ورود الطاغوت فى القرآن:
---------------------------
ورد ذكر الطاغوت فى القرآن ثمان مرات ثلاث منها فى بيان حقيقة الدين وخمس فى بيان حقيقة الكفر وعلاقة الطاغوت بعابديه ،أما الثلاث التى بينت حقيقة الدين فأوجبت الكفر به واجتنابه للدخول فى الإسلام وهى قوله تعالى(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )(256)البقرة

(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ)النحل
(وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17))الزمر

أما الخمس التى بينت حقيقة الطاغوت وعلاقته بعابديه فهى

1- (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) البقرة )يبين تعالى فى الآية الكريمة كيف يخرج الطاغوت أوليائه من نور التوحيد الذى ولدوا عليه إلى ظلمات الكفر الذى دعتهم إليه الطواغيت

2-(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا (51) النساء) يعجّب سبحانه نبيه من أهل الكتاب وقد أنزل الله عليهم وحيا ومنهجا فتركوا ذلك وآمنوا بالجبت والطاغوت.
والجبت : كلمة جامعة لمعانى الكهانة والشعوذة والسحر ،والإيمان بالطاغوت يكون بالتحاكم إليه والقتال فى سبيله كما سيأتى فى الآيتين التاليتين

3-(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60)) النساء

4- (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) (76)النساء

5- (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) يخبر تعالى عن لعنه ومسخه لبنى اسرائيل حين اعرضوا عن منهجه فعاقبهم بأن مسخهم قردة ومسخهم خنازير ومسخهم عبدا للطاغوت ،فعبادة الطاغوت مسخ للفطرة كالمسخ قردة وخنازير




معنى الطاغوت
ــــــــــــــــــــــ

ـ قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين رحمه الله : ( اسم الطاغوت يشمل كل معبود من دون الله ، وكل رأس في الضلال يدعوا إلى الباطل ويُحسنه .

ويشمل أيضاً كل من نصبه الناس للحكم بينهم بأحكام الجاهلية المُضادة لحكم الله ورسوله ، ويشمل أيضاً الكاهن والساحر وسدنة الأوثان إلى عبادة المقبورين وغيرهم بما يكذِبون من الحكايات المُضلة للجهال ، الموهمة أن المقبور ونحوه ، يقضي حاجة من توجه إليه وقصده ، وأنه فعل كذا وكذا ، مما هو كذ ، أو من فعل الشياطين ، ليوهموا الناس أن المقبور ونحوه يقضي حاجة من قصده ، فيوقعهم في الشرك الأكبر وتوابعه .

وأصل هذه الأنواع كلها وأعظمها الشيطان فهو الطاغوت الأكبر ) .
ـ وقال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله : ( ..وقال مجاهد : الطاغوت : الشيطان في صورة الإنسان ، يتحاكمون إليه وهو صاحب أمرهم… وقال ابن القيم : الطاغوت ما تجاوز به العبد حدَّه من معبود أو متبوع أو مطاع ، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله ، أو يعبدونه من دون الله ، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله ، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله ، فهذه طواغيت العالم ، إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم ممن أعرض عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت ، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته ) .

ـ قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى : ( والطواغيت كثيرة ، ورؤوسهم خمسة ، الأول : الشيطان ، الداعي إلى عبـادة غير الله ، والدليـل قوله تعالى : أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ سورة يس : (60) . الثاني : الحاكم الجائر ، المغيِّر لأحكام الله تعالى ، والدليل قوله تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا النساء : (60) ، الثالث : الذي يحكم بغير ما أنزل الله ، والدليل قوله تعالى : وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ سورة المائدة : (44) ، الرابع : الذي يدعي علم الغيب من دون الله ، والدليل قوله تعالى : عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا سورة الجن : (26،27) ، وقال تعالى : وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ سورة الأنعام: (59) ، الخامس : الذي يُعبد من دون الله ، وهو راضٍ بالعبادة ، والدليل قوله تعالى : وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ سورة الأنبياء: (29) ، واعلم : أن الإنسان ما يصير مؤمناً بالله إلاَّ بالكفر بالطاغوت ) .
________________________
 
معنى الكفر بالطاغوت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى : ( ومعنى الكفر بالطاغوت ، أن تبرأ من كل ما يعتقد فيه غير الله ، من جني أو إنسي أو شجر أو حجر أو غير ذلك ، وتشهد عليه بالكفر والضلال ، وتبغضه ولو كان أباك و أخاك .

فأما من قال أنا لا أعبد إلاَّ الله ، وأنا لا أتعرَّض السَّادة والقباب على القبور وأمثال ذلك ، فهذا كاذب في قول لا إله إلاَّ الله ، ولم يؤمن بالله ، ولم يكفر بالطاغوت ) .


ـ وقال الشيخ سليمان بن سحمان : ( والمراد من اجتنابه ـ أي الطاغوت ـ هو بغضه ، وعداوته بالقلب ، وسبَّه وتقبيحه باللسان ، وإزالته باليد عند القدرة ، ومُفارقته ، فمن أدعى اجتناب الطاغوت ولم يفعل ذلك فما صدق ) .


ـ وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى : ( فأما صفة الكفر بالطاغوت : فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله ، وتتركها ، وتبغضها ، وتُكفر أهلها ، وتعاديهم ، وأما معنى الإيمان بالله فأن تعتقد ، أن الله هو الإله المعبود وحده ، دون ما سواه ، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله ، وتنفيها عن كل معبود سواه ، وتُحب أهل الإخلاص وتواليهم ، وتبغض أهل الشرك ، وتُعاديهم .

وهذه : ملة إبراهيم التي سفِه نفسه من رغب عنها ؛ وهذه : هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ سورة الممتحنة:
___________________
 
حكـــم من لم يكفــر بالطاغــوت .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اعلم رحمك الله تعالى ، أن أول ما فرض الله على ابن آدم الكفر بالطاغوت والإيمان بالله ، والدليل قوله تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ"سورة النحل

( قال تعالى : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا" ..سورة البقرة )

قال الإمام مُحمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( واعلم أنّ الإنسان ما يَصير مُؤمنا بالله إلا بالكُفر بالطاغوت ، والدليل قوله تعالى : ( فمن يَكفر بالطاغوت ويُؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ) .) انتهى

فمَن جَوّزَ أن يكون الرجل مُسلما ، وهو لم يَكفر بالطاغوت فهو كافر ،

ومَن صَحح إيمان رجل مع الشرك بالله وعبادة غير الله فهو كافر ، إذ مِن المَعلوم من الدين ضرورة أن الرجل لا يُكون مُسلما إلا بترك الشرك ، وإخلاص الدين لله .

قال الإمام عبد الرحمن بن حسن : ( أجمع العلماء سَلفا وخلفا ، مِن الصحابة والتابعين ، والأئمة وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلما إلا بالتجرد من الشرك الأكبر ، والبراءة منه وممن فعله )
الدرر السنية 11/545

وقال الإمام سُليمان بن عبد الله : ( إن التجرد من الشرك لا بد منه في العبادة ، وإلا فلا يكون العبد آتيا بعبادة الله بل مشرك )
تيسير العزيز الحميد 34

وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى

( قال تعالى : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا سورة البقرة : (256) ، فدلت الآية على أنه لا يكون العبد مستمسكاً بلا إله إلاَّ الله إلاَّ إذا كفر بالطاغوت ، وهي العروة الوثقى التي لا انفصام لها ، ومن لم يعتقد هذا ، فليس بمسلم ، لأنه لم يتمسك بلا إله إلاَّ الله ، فتدبر واعتقد ما ينجيك من عذاب الله ،وهو تحقيق معنى لاإله إلاَّ الله نفياً وإثباتاً )
 
 

Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>