د.ماجد كارم
كيف يتحقق الركن الثاني في التوحيد وهو النفي ؟
الجواب : يتحقق الركن الثاني في التوحيد وهو النفي بما يلي :
أولاً : الخلوص والترك للشرك في عبادة الله والتحذير منه .
______________________________ __________
وهذه هي المرتبة الأولى من مراتب النفي في الشرك وهي أعظمها .
قال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل: 36] وقال تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُـرْوَةِ الْوُثْقَىَ [البقرة: 256] وقال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء: 25] وقال تعالى: قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ [الرعد: 36] وقال تعالى : قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا [الجن: 20] وقال تعالى : وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْس لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان: 15] وقال تعالى: وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [الأحقاف: 21] وقال تعالى : فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ [الذاريات: 50–51]
وفي الحديث : (اجتنبوا السبع الموبقات) فذكر منها الشرك وهو أولها. متفق عليه
وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال قال رسول الله :
(من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله حرم ماله ودمه) رواه مسلم
وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه مرفوعاً :
"أي الذنب أعظم ؟ قال : ( أن تجعل لله نداً وهو خلقك) "متفق عليه
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
"إن النطق بها من غير معرفة معناها ولا عمل بمقتضاها من التزام التوحيد وترك الشرك والكفر بالطاغوت فإن ذلك غير نافع بالإجماع "
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
"أجمع العلماء سلفاً وخلفاً من الصحابة والتابعين والأئمة وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلماً إلا بالتجرد من الشرك الأكبر والبراءة منه "
ونقل القاضي عياض في الشفاء في فصل ما هو من المقالات كفر : "على أن كل مقالة نفت الوحدانية أو صرحت بعبادة أحد غير الله أو مع الله فهي كفر بإجماع المسلمين "اهـ
وقال محمد بن عبد الوهاب عن القرامطة :"إنهم أظهروا شرائع الإسلام وإقامة الجمعة والجماعة ونصبوا القضاة والمفتين لكن أظهروا الشرك ومخالفة الشريعة فأجمع أهل العلم على أنهم كفار (مختصرا من السيرة له)
مثال فيما يحصل في عصرنا الحاضر :
------------------------------ ------
تقتضي هذه المرتبة ترك العلمانية والتحذير منها وترك الشيوعية والتحذير منها وترك القومية والتحذير منها وترك الوطنية المعاصرة والتحذير منها وترك البعثية والتحذير منها وترك الرأسمالية والتحذير منها وترك الديمقراطية والتحذير منها والمحاكم القانونية التي تحكم بالقوانين الوضعية والعولمة الكفرية والبرلمانيين المشرعين وغير ذلك من الأديان أو المذاهب المعاصرة كالحداثة فيترك ذلك كله ويحذر منه .
ثانياً :- التغليظ في الشرك .
__________________
وهذه هي المرتبة الثانية من مراتب النفي في الشرك .
قال تعالى :- فَإِذَا انسَلخَ الأشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ وَآتَوُاْ الزّكَاةَ فَخَلّواْ سَبِيلَهُمْ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ [التوبة: 5] وقال تعالى : وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الأنفال: 39] وقال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [التوبة: 123] وقال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِم وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [التوبة: 73]
وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه مرفوعاً :
"أي الذنب أعظم قال : (أن تجعل لله نداً وهو خلقك) "متفق عليه
ولولا التغليظ لما جرى على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما جرى من الأذى العظيم كما هو مذكور في السير مفصلاً فإنه بدأهم بسب دينهم وعيب آلهتهم .
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : "إن الله أمر بقتل المشركين وحصرهم والقعود لهم كل مرصد إلى أن يتوبوا من الشرك ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وقد أجمع العلماء على هذا الحكم من كل مذهب ."
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : "من قال لكن لا أتعرض للمشركين ولا أقول فيهم شيئاً لا تظن أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام بل لابد من بغضهم وبغض من يحبهم ومسبتهم ومعاداتهم ، ثم ذكر آية إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَاؤُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ . ولو يقول رجل أنا أتبع النبي صلى الله عليه وسلم وهو على الحق لكن لا أتعرض أبا جهل وأمثاله ما عليّ منهم لم يصح إسلامه "اهـ
مثال فيما يحصل في عصرنا الحاضر :
------------------------------ ------
تقتضي هذه المرتبة ، التغليظ على من نهج العلمانية أو الشيوعية أو القومية أو الوطنية المعاصرة أو البعثية أو الرأسمالية أو الديمقراطية أو القوانين الوضعية أو العولمة الكفرية والبرلمانيين المشرعين وغير ذلك من الأديان أو المذاهب المعاصرة . ومن التغليظ في ذلك التضليل والعيب والتقبيح والسب والشتم للعلمانية وما عُطف عليها .
ثالثاً :- المعادة في الشرك .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
وهذه هي المرتبة الثالثة من مراتب النفي في الشرك ، وهي مرتبة في أهل الشرك أن تعاديهم وتبغضهم وتهجرهم وتتباعد عنهم إلى غير ذلك من معاني البراء .
قال تعالى عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام : وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ [مريم: 48] وقال تعالى : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة: 4] وقال تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِم الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون [المجادلة: 22] وقال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوت [النحل: 36] وقال تعالى : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَاَ [البقرة: 256]
قال حسين وعبد الله ابنا محمد بن عبد الوهاب قالا :"فمن قال لا أعادي المشركين أو عاداهم ولم يكفرهم أو قال لا أتعرض أهل لا إله إلا الله ولو فعلوا الكفر والشرك وعادوا دين الله أو قال لا أتعرض للقباب فهذا لا يكون مسلما بل هو ممن قال الله فيهم وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُون أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا .. [النساء: 150-151] والله أوجب معاداة المشركين ومنابذتهم وتكفيرهم َلا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ .. [الممتحنة: 1] .
قال ابن تيمية على قوله تعالى : وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ قال فدل أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب "
وقال ابن القيم : "الولاية تنافي البراءة فلا تجتمع البراءة والولاية أبدا"
وقال ابن تيمية : "ويوسف عليه السلام دعا أهل مصر لكن بغير معاداة لمن لم يؤمن ، ولا إظهار مناوأة بالذم والعيب والطعن لما هم عليه كما كان نبينا أول ما أنزل عليه الوحي وكانت قريش إذ ذاك تقره ولا ينكر عليه إلى أن أظهر عيب آلهتهم ودينهم وعيب ما كانت عليه آباؤهم وسفه أحلامهم فهنالك عادوه وآذوه . وكان ذلك جهاداً باللسان قبل أن يؤمر بجهاد اليد قال تعالى وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا ، فَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا [الفرقان: 51] . وكذلك موسى مع فرعون أمره أن يؤمن بالله وأن يرسل معه بني إسرائيل وإن كره ذلك وجاهد فرعون بإلزامه بذلك بالآيات التي كان الله يعاقبهم بها إلى أن أهلكه الله وقومه على يديه "اهـ
مثال فيما يحصل في عصرنا الحاضر :
------------------------------ ------
تقتضي هذه المرتبة معاداة العلمانية أو الشيوعية أو القومية أو الوطنية المعاصرة أو البعثية أو الرأسمالية أو الديمقراطية والمحاكم القانونية التي تحكم بالقوانين الوضعية والبرلمانيين المشرعين أو العولمة الكفرية أو المذاهب المعاصرة ، وتعادي أهلها .
رابعاً : - تكفير من فعل الشرك .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
وهذه هي المرتبة الرابعة من مراتب النفي في المخالفين وهي تكفير من فعل الشرك وتسميته مشركاً ، ومقتضاها إثبات الشرك له وتكفيره .
قال تعالى : وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ [الزمر: 8] وقال تعالى : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وقال تعالى : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة: 4]
وفي الحديث (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله تعالى ). رواه مسلم
قال إسحاق بن راهويه : "وقد أجمع العلماء أن من دفع شيئاً أنزله الله وهو مقر بما أنزل الله أنه كافر ."
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن القرامطة : "إنهم أظهروا شرائع الإسلام وإقامة الجمعة والجماعة ونصبوا القضاة والمفتين لكن أظهروا الشرك ومخالفة الشريعة فأجمع أهل العلم على أنهم كفار ."
وقال عبد الرحمن آل الشيخ : "لو عرف العبد معنى لا إله إلا الله لعرف أن من شك أو تردد في كفر من أشرك مع الله غيره أنه لم يكفر بالطاغوت "
![Photo: ســؤال وجــواب في العقيــدة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كيف يتحقق الركن الثاني في التوحيد وهو النفي ؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الجواب : يتحقق الركن الثاني في التوحيد وهو النفي بما يلي : أولاً : الخلوص والترك للشرك في عبادة الله والتحذير منه . ________________________________________ وهذه هي المرتبة الأولى من مراتب النفي في الشرك وهي أعظمها . قال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل: 36] وقال تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُـرْوَةِ الْوُثْقَىَ [البقرة: 256] وقال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء: 25] وقال تعالى: قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ [الرعد: 36] وقال تعالى : قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا [الجن: 20] وقال تعالى : وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْس لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان: 15] وقال تعالى: وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [الأحقاف: 21] وقال تعالى : فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ [الذاريات: 50–51] وفي الحديث : (اجتنبوا السبع الموبقات) فذكر منها الشرك وهو أولها. متفق عليه وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال قال رسول الله : (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله حرم ماله ودمه) رواه مسلم وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه مرفوعاً : " أي الذنب أعظم ؟ قال : ( أن تجعل لله نداً وهو خلقك) " متفق عليه وقال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : " إن النطق بها من غير معرفة معناها ولا عمل بمقتضاها من التزام التوحيد وترك الشرك والكفر بالطاغوت فإن ذلك غير نافع بالإجماع " وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : " أجمع العلماء سلفاً وخلفاً من الصحابة والتابعين والأئمة وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلماً إلا بالتجرد من الشرك الأكبر والبراءة منه " ونقل القاضي عياض في الشفاء في فصل ما هو من المقالات كفر : "على أن كل مقالة نفت الوحدانية أو صرحت بعبادة أحد غير الله أو مع الله فهي كفر بإجماع المسلمين "اهـ وقال محمد بن عبد الوهاب عن القرامطة :" إنهم أظهروا شرائع الإسلام وإقامة الجمعة والجماعة ونصبوا القضاة والمفتين لكن أظهروا الشرك ومخالفة الشريعة فأجمع أهل العلم على أنهم كفار (مختصرا من السيرة له) مثال فيما يحصل في عصرنا الحاضر : ------------------------------------ تقتضي هذه المرتبة ترك العلمانية والتحذير منها وترك الشيوعية والتحذير منها وترك القومية والتحذير منها وترك الوطنية المعاصرة والتحذير منها وترك البعثية والتحذير منها وترك الرأسمالية والتحذير منها وترك الديمقراطية والتحذير منها والمحاكم القانونية التي تحكم بالقوانين الوضعية والعولمة الكفرية والبرلمانيين المشرعين وغير ذلك من الأديان أو المذاهب المعاصرة كالحداثة فيترك ذلك كله ويحذر منه . ثانياً :- التغليظ في الشرك . __________________ وهذه هي المرتبة الثانية من مراتب النفي في الشرك . قال تعالى :- فَإِذَا انسَلخَ الأشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ وَآتَوُاْ الزّكَاةَ فَخَلّواْ سَبِيلَهُمْ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ [التوبة: 5] وقال تعالى : وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الأنفال: 39] وقال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [التوبة: 123] وقال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِم وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [التوبة: 73] وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه مرفوعاً : " أي الذنب أعظم قال : (أن تجعل لله نداً وهو خلقك) " متفق عليه ولولا التغليظ لما جرى على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما جرى من الأذى العظيم كما هو مذكور في السير مفصلاً فإنه بدأهم بسب دينهم وعيب آلهتهم . قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : " إن الله أمر بقتل المشركين وحصرهم والقعود لهم كل مرصد إلى أن يتوبوا من الشرك ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وقد أجمع العلماء على هذا الحكم من كل مذهب ." وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : "من قال لكن لا أتعرض للمشركين ولا أقول فيهم شيئاً لا تظن أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام بل لابد من بغضهم وبغض من يحبهم ومسبتهم ومعاداتهم ، ثم ذكر آية إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَاؤُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ . ولو يقول رجل أنا أتبع النبي صلى الله عليه وسلم وهو على الحق لكن لا أتعرض أبا جهل وأمثاله ما عليّ منهم لم يصح إسلامه " اهـ مثال فيما يحصل في عصرنا الحاضر : ------------------------------------ تقتضي هذه المرتبة ، التغليظ على من نهج العلمانية أو الشيوعية أو القومية أو الوطنية المعاصرة أو البعثية أو الرأسمالية أو الديمقراطية أو القوانين الوضعية أو العولمة الكفرية والبرلمانيين المشرعين وغير ذلك من الأديان أو المذاهب المعاصرة . ومن التغليظ في ذلك التضليل والعيب والتقبيح والسب والشتم للعلمانية وما عُطف عليها . ثالثاً :- المعادة في الشرك . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وهذه هي المرتبة الثالثة من مراتب النفي في الشرك ، وهي مرتبة في أهل الشرك أن تعاديهم وتبغضهم وتهجرهم وتتباعد عنهم إلى غير ذلك من معاني البراء . قال تعالى عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام : وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ [مريم: 48] وقال تعالى : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة: 4] وقال تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِم الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون [المجادلة: 22] وقال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوت [النحل: 36] وقال تعالى : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَاَ [البقرة: 256] قال حسين وعبد الله ابنا محمد بن عبد الوهاب قالا :" فمن قال لا أعادي المشركين أو عاداهم ولم يكفرهم أو قال لا أتعرض أهل لا إله إلا الله ولو فعلوا الكفر والشرك وعادوا دين الله أو قال لا أتعرض للقباب فهذا لا يكون مسلما بل هو ممن قال الله فيهم وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُون أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا .. [النساء: 150-151] والله أوجب معاداة المشركين ومنابذتهم وتكفيرهم َلا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ .. [الممتحنة: 1] . قال ابن تيمية على قوله تعالى : وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ قال فدل أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب " وقال ابن القيم : "الولاية تنافي البراءة فلا تجتمع البراءة والولاية أبدا" وقال ابن تيمية : " ويوسف عليه السلام دعا أهل مصر لكن بغير معاداة لمن لم يؤمن ، ولا إظهار مناوأة بالذم والعيب والطعن لما هم عليه كما كان نبينا أول ما أنزل عليه الوحي وكانت قريش إذ ذاك تقره ولا ينكر عليه إلى أن أظهر عيب آلهتهم ودينهم وعيب ما كانت عليه آباؤهم وسفه أحلامهم فهنالك عادوه وآذوه . وكان ذلك جهاداً باللسان قبل أن يؤمر بجهاد اليد قال تعالى وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا ، فَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا [الفرقان: 51] . وكذلك موسى مع فرعون أمره أن يؤمن بالله وأن يرسل معه بني إسرائيل وإن كره ذلك وجاهد فرعون بإلزامه بذلك بالآيات التي كان الله يعاقبهم بها إلى أن أهلكه الله وقومه على يديه " اهـ مثال فيما يحصل في عصرنا الحاضر : ------------------------------------ تقتضي هذه المرتبة معاداة العلمانية أو الشيوعية أو القومية أو الوطنية المعاصرة أو البعثية أو الرأسمالية أو الديمقراطية والمحاكم القانونية التي تحكم بالقوانين الوضعية والبرلمانيين المشرعين أو العولمة الكفرية أو المذاهب المعاصرة ، وتعادي أهلها . رابعاً : - تكفير من فعل الشرك . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وهذه هي المرتبة الرابعة من مراتب النفي في المخالفين وهي تكفير من فعل الشرك وتسميته مشركاً ، ومقتضاها إثبات الشرك له وتكفيره . قال تعالى : وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ [الزمر: 8] وقال تعالى : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وقال تعالى : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة: 4] وفي الحديث (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله تعالى ). رواه مسلم قال إسحاق بن راهويه : " وقد أجمع العلماء أن من دفع شيئاً أنزله الله وهو مقر بما أنزل الله أنه كافر ." قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن القرامطة : " إنهم أظهروا شرائع الإسلام وإقامة الجمعة والجماعة ونصبوا القضاة والمفتين لكن أظهروا الشرك ومخالفة الشريعة فأجمع أهل العلم على أنهم كفار ." وقال عبد الرحمن آل الشيخ : " لو عرف العبد معنى لا إله إلا الله لعرف أن من شك أو تردد في كفر من أشرك مع الله غيره أنه لم يكفر بالطاغوت " ـــــــــــــــــــــ](http://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/hphotos-prn1/t1/s403x403/1551597_624330910947282_580690239_n.png)
الجواب : يتحقق الركن الثاني في التوحيد وهو النفي بما يلي :
أولاً : الخلوص والترك للشرك في عبادة الله والتحذير منه .
______________________________
وهذه هي المرتبة الأولى من مراتب النفي في الشرك وهي أعظمها .
قال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل: 36] وقال تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُـرْوَةِ الْوُثْقَىَ [البقرة: 256] وقال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء: 25] وقال تعالى: قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ [الرعد: 36] وقال تعالى : قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا [الجن: 20] وقال تعالى : وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْس لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان: 15] وقال تعالى: وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [الأحقاف: 21] وقال تعالى : فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ [الذاريات: 50–51]
وفي الحديث : (اجتنبوا السبع الموبقات) فذكر منها الشرك وهو أولها. متفق عليه
وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال قال رسول الله :
(من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله حرم ماله ودمه) رواه مسلم
وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه مرفوعاً :
"أي الذنب أعظم ؟ قال : ( أن تجعل لله نداً وهو خلقك) "متفق عليه
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
"إن النطق بها من غير معرفة معناها ولا عمل بمقتضاها من التزام التوحيد وترك الشرك والكفر بالطاغوت فإن ذلك غير نافع بالإجماع "
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
"أجمع العلماء سلفاً وخلفاً من الصحابة والتابعين والأئمة وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلماً إلا بالتجرد من الشرك الأكبر والبراءة منه "
ونقل القاضي عياض في الشفاء في فصل ما هو من المقالات كفر : "على أن كل مقالة نفت الوحدانية أو صرحت بعبادة أحد غير الله أو مع الله فهي كفر بإجماع المسلمين "اهـ
وقال محمد بن عبد الوهاب عن القرامطة :"إنهم أظهروا شرائع الإسلام وإقامة الجمعة والجماعة ونصبوا القضاة والمفتين لكن أظهروا الشرك ومخالفة الشريعة فأجمع أهل العلم على أنهم كفار (مختصرا من السيرة له)
مثال فيما يحصل في عصرنا الحاضر :
------------------------------
تقتضي هذه المرتبة ترك العلمانية والتحذير منها وترك الشيوعية والتحذير منها وترك القومية والتحذير منها وترك الوطنية المعاصرة والتحذير منها وترك البعثية والتحذير منها وترك الرأسمالية والتحذير منها وترك الديمقراطية والتحذير منها والمحاكم القانونية التي تحكم بالقوانين الوضعية والعولمة الكفرية والبرلمانيين المشرعين وغير ذلك من الأديان أو المذاهب المعاصرة كالحداثة فيترك ذلك كله ويحذر منه .
ثانياً :- التغليظ في الشرك .
__________________
وهذه هي المرتبة الثانية من مراتب النفي في الشرك .
قال تعالى :- فَإِذَا انسَلخَ الأشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ وَآتَوُاْ الزّكَاةَ فَخَلّواْ سَبِيلَهُمْ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ [التوبة: 5] وقال تعالى : وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الأنفال: 39] وقال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [التوبة: 123] وقال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِم وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [التوبة: 73]
وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه مرفوعاً :
"أي الذنب أعظم قال : (أن تجعل لله نداً وهو خلقك) "متفق عليه
ولولا التغليظ لما جرى على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما جرى من الأذى العظيم كما هو مذكور في السير مفصلاً فإنه بدأهم بسب دينهم وعيب آلهتهم .
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : "إن الله أمر بقتل المشركين وحصرهم والقعود لهم كل مرصد إلى أن يتوبوا من الشرك ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وقد أجمع العلماء على هذا الحكم من كل مذهب ."
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : "من قال لكن لا أتعرض للمشركين ولا أقول فيهم شيئاً لا تظن أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام بل لابد من بغضهم وبغض من يحبهم ومسبتهم ومعاداتهم ، ثم ذكر آية إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَاؤُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ . ولو يقول رجل أنا أتبع النبي صلى الله عليه وسلم وهو على الحق لكن لا أتعرض أبا جهل وأمثاله ما عليّ منهم لم يصح إسلامه "اهـ
مثال فيما يحصل في عصرنا الحاضر :
------------------------------
تقتضي هذه المرتبة ، التغليظ على من نهج العلمانية أو الشيوعية أو القومية أو الوطنية المعاصرة أو البعثية أو الرأسمالية أو الديمقراطية أو القوانين الوضعية أو العولمة الكفرية والبرلمانيين المشرعين وغير ذلك من الأديان أو المذاهب المعاصرة . ومن التغليظ في ذلك التضليل والعيب والتقبيح والسب والشتم للعلمانية وما عُطف عليها .
ثالثاً :- المعادة في الشرك .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذه هي المرتبة الثالثة من مراتب النفي في الشرك ، وهي مرتبة في أهل الشرك أن تعاديهم وتبغضهم وتهجرهم وتتباعد عنهم إلى غير ذلك من معاني البراء .
قال تعالى عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام : وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ [مريم: 48] وقال تعالى : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة: 4] وقال تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِم الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون [المجادلة: 22] وقال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوت [النحل: 36] وقال تعالى : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَاَ [البقرة: 256]
قال حسين وعبد الله ابنا محمد بن عبد الوهاب قالا :"فمن قال لا أعادي المشركين أو عاداهم ولم يكفرهم أو قال لا أتعرض أهل لا إله إلا الله ولو فعلوا الكفر والشرك وعادوا دين الله أو قال لا أتعرض للقباب فهذا لا يكون مسلما بل هو ممن قال الله فيهم وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُون أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا .. [النساء: 150-151] والله أوجب معاداة المشركين ومنابذتهم وتكفيرهم َلا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ .. [الممتحنة: 1] .
قال ابن تيمية على قوله تعالى : وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ قال فدل أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب "
وقال ابن القيم : "الولاية تنافي البراءة فلا تجتمع البراءة والولاية أبدا"
وقال ابن تيمية : "ويوسف عليه السلام دعا أهل مصر لكن بغير معاداة لمن لم يؤمن ، ولا إظهار مناوأة بالذم والعيب والطعن لما هم عليه كما كان نبينا أول ما أنزل عليه الوحي وكانت قريش إذ ذاك تقره ولا ينكر عليه إلى أن أظهر عيب آلهتهم ودينهم وعيب ما كانت عليه آباؤهم وسفه أحلامهم فهنالك عادوه وآذوه . وكان ذلك جهاداً باللسان قبل أن يؤمر بجهاد اليد قال تعالى وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا ، فَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا [الفرقان: 51] . وكذلك موسى مع فرعون أمره أن يؤمن بالله وأن يرسل معه بني إسرائيل وإن كره ذلك وجاهد فرعون بإلزامه بذلك بالآيات التي كان الله يعاقبهم بها إلى أن أهلكه الله وقومه على يديه "اهـ
مثال فيما يحصل في عصرنا الحاضر :
------------------------------
تقتضي هذه المرتبة معاداة العلمانية أو الشيوعية أو القومية أو الوطنية المعاصرة أو البعثية أو الرأسمالية أو الديمقراطية والمحاكم القانونية التي تحكم بالقوانين الوضعية والبرلمانيين المشرعين أو العولمة الكفرية أو المذاهب المعاصرة ، وتعادي أهلها .
رابعاً : - تكفير من فعل الشرك .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذه هي المرتبة الرابعة من مراتب النفي في المخالفين وهي تكفير من فعل الشرك وتسميته مشركاً ، ومقتضاها إثبات الشرك له وتكفيره .
قال تعالى : وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ [الزمر: 8] وقال تعالى : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وقال تعالى : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة: 4]
وفي الحديث (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله تعالى ). رواه مسلم
قال إسحاق بن راهويه : "وقد أجمع العلماء أن من دفع شيئاً أنزله الله وهو مقر بما أنزل الله أنه كافر ."
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن القرامطة : "إنهم أظهروا شرائع الإسلام وإقامة الجمعة والجماعة ونصبوا القضاة والمفتين لكن أظهروا الشرك ومخالفة الشريعة فأجمع أهل العلم على أنهم كفار ."
وقال عبد الرحمن آل الشيخ : "لو عرف العبد معنى لا إله إلا الله لعرف أن من شك أو تردد في كفر من أشرك مع الله غيره أنه لم يكفر بالطاغوت "