
هل يجوز التقليد في التوحيد والرساله؟ وماهو التقليد وماعاقبته:؟
______________________________________
لا يجوز التقليد في التوحيد
تعريف التقليد ومنعه
------------------
قال الشوكاني رحمه الله في التقليد: ( هو العمل بقول الغير من غير حجة) ، وقال أيضاً بعد أن ذكر بعض أقوال العلماء فيه: ( وبهذا تعلم أن المنع من التقليد إذا لم يكن إجماعاً فهو مذهب الجمهور ) .
التقليد في التوحيد
=========
وقال في أول كتابه ( السيل الجرار ): ( إن قوله "الفرعية"يخرج الأصلية أي مسائل أصول الدين وأصول الفقه، وإلى هذا ذهب الجمهور لاسيما في أصول الدين، فقد حكى الأستاذ أبو إسحاق في شرح الترتيب: أن المنع من التقليد فيها هو إجماع أهل العلم من أهل الحق وغيرهم من الطوائف. قال أبو الحسن بن القطان: ( لا نعلم خلافاً في امتناع التقليد في التوحيد )، وحكاه ابن السمعاني عن جميع المتكلمين وطائفة من الفقهاء. وقال إمام الحرمين في الشامل: ( لم يقل بالتقليد في الأصول إلا الحنابلة ). وقال الاسفراييني لم يخالف فيه إلا أهل الظاهر. ولم يحك ابن الحاجب الخلاف في ذلك إلا عن العنبري، وحكاه في المحصول عن كثير من الفقهاء، واستدل الجمهور على منع التقليد في ذلك بأن الأمة أجمعت على وجوب معرفة الله سبحانه وأنها لا تحصل بالتقليد، لأن المقلد ليس معه إلا الأخذ بقول من يقلده، ولا يدري أهو صواب أم خطأ ) .
وقال القرطبي في تفسيره لسورة الأعراف عند آية الميثاق ( ولا عذر للمقلد في التوحيد ) .
عاقبة المقلد في العقائد
=============
وقد روى البخاري من حديث قتادة عن أنس أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه – وإنه ليسمع قرع نعالهم-أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل؟ لمحمد صلي الله عليه وسلم؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له، انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة، فيراهما جميعاً "قال قتادة: وذكر لنا أنه يُفسحُ له في قبره، ثم رجع إلى حديث أنس قال: وأما المنافق والكافر، فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين ) .
قال الحافظ: ( وفيه ذم التقليد في الإعتقادات لمعاقبة من قال، كنت أسمع الناس يقولون شيئاً فقلته..) .
التقليد سبب للضلال
==========
وهل كان آفة كثير من الخلق إلا التقليد؟ قال سبحانه: ﴿ ... مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴾ . وقال سبحانه: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ﴾ . وقال سبحانه: ﴿ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴾ .
قال الشوكاني رحمه الله ( والمراد بالسادة والكبراء هُمُ الرؤساء والقادة الذين كانوا يمتثلون أمرهم في الدنيا ويقتدون بهم، وفي هذا زجر عن التقليد شديد، وكم في الكتاب العزيز من التنبيه على هذا والتحذير منه والتنفير عنه، ولكن لمن يفهم معنى كلام الله ويقتدي به وينصف من نفسه، لا لمن هو من جنس الأنعام في سوء الفهم ومزيد البلادة وشدة التعصب ) .
وقال سبحانه: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ ﴾ .
قال ابن كثير ( أي: إذا دعوا إلي دين الله وشرعه وما أوجبه وترك ما حرمه قالوا يكفينا ما وجدنا عليه الآباء والأجداد من الطرائق والمسالك، قال الله تعالى: ﴿ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ ﴾ أي: لا يفهمون حقاً ولا يعرفونه ولا يهتدون إليه، فكيف يتبعونهم والحالة هذه؟ لا يتبعهم إلا من هو أجهل منهم وأضل سبيلا ) .
وقد اتفق العلماء المحققون على الاستدلال بهذه الآيات - رغم ورودها في المشركين- وإيرادها في المقلدين أياً كان نوع تقليدهم المذموم، فما الظن بالتقليد في الشرك بالله والكفر؟
التقليد سبب للتكذيب والعناد
يقول سبحانه: ﴿ بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴾ ، قال الشوكاني ( وانتقل إلى بيان أنهم سارعوا إلى تكذيب القرآن قبل أن يتدبروه ويفهموا معانيه وما اشتمل عليه، وهكذا صنع من تصلب في التقليد ولم يبال بما جاء به من دعا إلى الحق وتمسك بذيول الإنصاف بل يرده بمجرد كونه لم يوافق هواه، ولا جاء على طبق دعواه قبل أن يعرف معناه ويعلم مبناه، كما تراه عيانا وتعلمه وجداناً والحاصل أن من كذب بالحجة النيرة والبرهان الواضح قبل أن يحيط بعلمه، فهو لم يتمسك بشيء في هذا التكذيب إلا مجرد كونه جاهلاً لما كذب به غير عالم به، فكان بهذا التكذيب منادياً على نفسه بالجهل بأعلى صوت، ومسجلاً بقصوره عن تعقل الحجج بأبلغ تسجيل وليس على الحجة ولا على من جاء بها من تكذيبه شيء.ما يبلغ الأعداء من جاهـــل ،ما يبلغ الجاهل من نفســه) .
من طلب الحق لا يعدم مطلبه
================
قال الشوكاني: ( إذا تقرر لك أن العامي يسأل أهل العلم، والمقصر يسأل الكامل، فعليه أن يسأل أهل العلم المعروفين بالدين وكمال الورع عن العالم بالكتاب والسنة العارف بما فيهما، المطلع على ما يحتاج إليه في فهمهما من العلوم الآلية حتى يدلوه عليه ويرشدوه إليه، فيسأله عن حادثته طلباً منه أن يذكر له فيها ما في كتاب الله سبحانه أو ما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فحينئذ يأخذ الحق من معينه، ويستفيد الحكم من موضوعه ويستريح من الرأي الذي لا يأمن المتمسك به أن يقع في الخطإ المخالف للشرع المباين للحق، ومن سلك هذا المنهج ومشى في هذا الطريق لا يعدم مطلبه ولا يفقد من يرشده إلى الحق ) .
قال العلامة أبو بطيـن مفتي الديار النجدية: ( ومن العجب أن بعض الناس إذا سمع من يتكلم في معنى هذه الكلمة نفياً وإثباتاً عاب ذلك، وقال لسنا مكلفين بالناس والقول فيهم، فيقال له بل أنت مكلف بمعرفة التوحيد الذي خلق الله الجن والإنس لأجله وأرسل جميع الرسل يدعون إليه، ومعرفة ضده وهو الشرك الذي لا يغفر، ولا عذر للمكلف في الجهل بذلك، ولا يجوز فيه التقليد لأنه أصل الأصول، فمن لم يعرف المعروف وينكر المنكر فهو هالك، لاسيما أعظم المعروف وهو التوحيد وأكبر المنكرات وهو الشرك ) .
______________________________________
لا يجوز التقليد في التوحيد
تعريف التقليد ومنعه
------------------
قال الشوكاني رحمه الله في التقليد: ( هو العمل بقول الغير من غير حجة) ، وقال أيضاً بعد أن ذكر بعض أقوال العلماء فيه: ( وبهذا تعلم أن المنع من التقليد إذا لم يكن إجماعاً فهو مذهب الجمهور ) .
التقليد في التوحيد
=========
وقال في أول كتابه ( السيل الجرار ): ( إن قوله "الفرعية"يخرج الأصلية أي مسائل أصول الدين وأصول الفقه، وإلى هذا ذهب الجمهور لاسيما في أصول الدين، فقد حكى الأستاذ أبو إسحاق في شرح الترتيب: أن المنع من التقليد فيها هو إجماع أهل العلم من أهل الحق وغيرهم من الطوائف. قال أبو الحسن بن القطان: ( لا نعلم خلافاً في امتناع التقليد في التوحيد )، وحكاه ابن السمعاني عن جميع المتكلمين وطائفة من الفقهاء. وقال إمام الحرمين في الشامل: ( لم يقل بالتقليد في الأصول إلا الحنابلة ). وقال الاسفراييني لم يخالف فيه إلا أهل الظاهر. ولم يحك ابن الحاجب الخلاف في ذلك إلا عن العنبري، وحكاه في المحصول عن كثير من الفقهاء، واستدل الجمهور على منع التقليد في ذلك بأن الأمة أجمعت على وجوب معرفة الله سبحانه وأنها لا تحصل بالتقليد، لأن المقلد ليس معه إلا الأخذ بقول من يقلده، ولا يدري أهو صواب أم خطأ ) .
وقال القرطبي في تفسيره لسورة الأعراف عند آية الميثاق ( ولا عذر للمقلد في التوحيد ) .
عاقبة المقلد في العقائد
=============
وقد روى البخاري من حديث قتادة عن أنس أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه – وإنه ليسمع قرع نعالهم-أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل؟ لمحمد صلي الله عليه وسلم؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له، انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة، فيراهما جميعاً "قال قتادة: وذكر لنا أنه يُفسحُ له في قبره، ثم رجع إلى حديث أنس قال: وأما المنافق والكافر، فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين ) .
قال الحافظ: ( وفيه ذم التقليد في الإعتقادات لمعاقبة من قال، كنت أسمع الناس يقولون شيئاً فقلته..) .
التقليد سبب للضلال
==========
وهل كان آفة كثير من الخلق إلا التقليد؟ قال سبحانه: ﴿ ... مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴾ . وقال سبحانه: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ﴾ . وقال سبحانه: ﴿ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴾ .
قال الشوكاني رحمه الله ( والمراد بالسادة والكبراء هُمُ الرؤساء والقادة الذين كانوا يمتثلون أمرهم في الدنيا ويقتدون بهم، وفي هذا زجر عن التقليد شديد، وكم في الكتاب العزيز من التنبيه على هذا والتحذير منه والتنفير عنه، ولكن لمن يفهم معنى كلام الله ويقتدي به وينصف من نفسه، لا لمن هو من جنس الأنعام في سوء الفهم ومزيد البلادة وشدة التعصب ) .
وقال سبحانه: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ ﴾ .
قال ابن كثير ( أي: إذا دعوا إلي دين الله وشرعه وما أوجبه وترك ما حرمه قالوا يكفينا ما وجدنا عليه الآباء والأجداد من الطرائق والمسالك، قال الله تعالى: ﴿ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ ﴾ أي: لا يفهمون حقاً ولا يعرفونه ولا يهتدون إليه، فكيف يتبعونهم والحالة هذه؟ لا يتبعهم إلا من هو أجهل منهم وأضل سبيلا ) .
وقد اتفق العلماء المحققون على الاستدلال بهذه الآيات - رغم ورودها في المشركين- وإيرادها في المقلدين أياً كان نوع تقليدهم المذموم، فما الظن بالتقليد في الشرك بالله والكفر؟
التقليد سبب للتكذيب والعناد
يقول سبحانه: ﴿ بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴾ ، قال الشوكاني ( وانتقل إلى بيان أنهم سارعوا إلى تكذيب القرآن قبل أن يتدبروه ويفهموا معانيه وما اشتمل عليه، وهكذا صنع من تصلب في التقليد ولم يبال بما جاء به من دعا إلى الحق وتمسك بذيول الإنصاف بل يرده بمجرد كونه لم يوافق هواه، ولا جاء على طبق دعواه قبل أن يعرف معناه ويعلم مبناه، كما تراه عيانا وتعلمه وجداناً والحاصل أن من كذب بالحجة النيرة والبرهان الواضح قبل أن يحيط بعلمه، فهو لم يتمسك بشيء في هذا التكذيب إلا مجرد كونه جاهلاً لما كذب به غير عالم به، فكان بهذا التكذيب منادياً على نفسه بالجهل بأعلى صوت، ومسجلاً بقصوره عن تعقل الحجج بأبلغ تسجيل وليس على الحجة ولا على من جاء بها من تكذيبه شيء.ما يبلغ الأعداء من جاهـــل ،ما يبلغ الجاهل من نفســه) .
من طلب الحق لا يعدم مطلبه
================
قال الشوكاني: ( إذا تقرر لك أن العامي يسأل أهل العلم، والمقصر يسأل الكامل، فعليه أن يسأل أهل العلم المعروفين بالدين وكمال الورع عن العالم بالكتاب والسنة العارف بما فيهما، المطلع على ما يحتاج إليه في فهمهما من العلوم الآلية حتى يدلوه عليه ويرشدوه إليه، فيسأله عن حادثته طلباً منه أن يذكر له فيها ما في كتاب الله سبحانه أو ما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فحينئذ يأخذ الحق من معينه، ويستفيد الحكم من موضوعه ويستريح من الرأي الذي لا يأمن المتمسك به أن يقع في الخطإ المخالف للشرع المباين للحق، ومن سلك هذا المنهج ومشى في هذا الطريق لا يعدم مطلبه ولا يفقد من يرشده إلى الحق ) .
قال العلامة أبو بطيـن مفتي الديار النجدية: ( ومن العجب أن بعض الناس إذا سمع من يتكلم في معنى هذه الكلمة نفياً وإثباتاً عاب ذلك، وقال لسنا مكلفين بالناس والقول فيهم، فيقال له بل أنت مكلف بمعرفة التوحيد الذي خلق الله الجن والإنس لأجله وأرسل جميع الرسل يدعون إليه، ومعرفة ضده وهو الشرك الذي لا يغفر، ولا عذر للمكلف في الجهل بذلك، ولا يجوز فيه التقليد لأنه أصل الأصول، فمن لم يعرف المعروف وينكر المنكر فهو هالك، لاسيما أعظم المعروف وهو التوحيد وأكبر المنكرات وهو الشرك ) .