Quantcast
Channel: الخلافة الاسلامة على منهج المهدي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

صفة الكفر بالطاغوت والايمــان بالله

$
0
0



-قال تعالى "فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى"

-وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم"من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله"

قال محمد بن عبد الوهاب :"فقوله : وكفر بما يعبد من دون الله تأكيد للنفي، فلا يكون معصومالدم والمال إلا بذلك، فلو شك أو تردد لم يعصم دمه وماله.
و اعلم أن الإنسان ما يصير مؤمنا بالله إلا بالكفر بالطاغوت، والدليل قوله تعالى : (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم)، فالرشد هو دين محمد صلى الله عليه وسلم- ، والغي هو دين أبي جهل، والعروة الوثقى شهادة لا إله إلا الله وهي متضمنة للنفي والإثبات تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله وحده لا شريك له". اهـ
وتأمل كيف قدم الله ذكر الكفر بالطاغوت واجتنابه على الإيمان به، والإنابة إليه سبحانه، تماما كما قدم النفي على الإثبات في كلمة التوحيد"لا إله إلا الله"، وما ذلك إلا تنبيهاً على هذا الركن العظيم من هذه العروة الوثقى، فلا يصح الإيمان بالله ولا ينفع إلا بالكفر بالطاغوت أولاً.
_________

صفة الكفر بالطاغوت
ـــــــــــــــــــــــــــ

1/ أن تعتقد بطلان عبادة غير الله: ودليلُ ذلك قوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ).

2/ وتتركها: ودليلُ ذلك قوله تعالى (والَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَاد)ِ.

3/ وتبغضها: ودليلُ ذلك قوله تعالى(وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ).

4/ وتكفر أهلها: ودليلُ ذلك قوله تعالى(قُلْ يَا أيُّهالكَافِرُون) .وقوله: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ).

5/ وتعاديهم: ودليلُ ذلك قوله تعالى (وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده)

6/ وتقاتلهم عند المقدرة: ودليلُ ذلك قوله تعالى (فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ). وأئمة الكفر هم الطواغيت.

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله: "فالحنفاء أهل التوحيد؛ اعتزلوا هؤلاء المشركين لأن الله أوجب على أهل التوحيد اعتزالهم، وتكفيرهم، والبراءة منهم، كما قال تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام: (وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقياً)، إلى قوله: (فلما أعتزلهم وما يعبدون من دون الله)مريم 48-49 وقال: {إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده} الممتحنة: 4، وقال عن أهل الكهف: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف.).. الآية16، فلا يتم لأهل التوحيد توحيدهم، إلا باعتزال أهل الشرك، وعداوتهم وتكفيرهم، فهم معتزلة بهذا الاعتبار؛لأنهم اعتزلوا أهل الشرك، كما اعتزلهم الخليل إبراهيم عليه السلام".اهـ

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:"ومعنى الكفر بالطاغوت، أن تبرأ من كل ما يعتقد فيه غير الله، من جني أو إنسي أو شجر أو حجر أو غير ذلك، وتشهد عليه بالكفر والضلال، وتبغضه ولو كان أباك و أخاك.
فأما من قال أنا لا أعبد إلاَّ الله، وأنا لا أتعرَّض السَّادة والقباب على القبور وأمثال ذلك، فهذا كاذب في قول لا إله إلاَّ الله، ولم يؤمن بالله، ولم يكفر بالطاغوت".اهــ

وقال الشيخ سليمان بن سحمان :"والمراد من اجتنابه - أي الطاغوت - هو بغضه، وعداوته بالقلب، وسبَّه وتقبيحه باللسان، وإزالته باليد عند القدرة، ومُفارقته ، فمن أدعى اجتناب الطاغوت ولم يفعل ذلك فما صدق"اهـ
__________________

أما صفة الإيمان بالله :
ــــــــــــــــــــــــــ

يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:"وأما معنى الإيمان بالله : فأن تعتقد، أن الله هو الإلَه المعبود وحده، دون من سواه وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله، وتنفيها عن كل معبود سواه، وتحب أهل الإخلاص، وتواليهم، وتبغض أهل الشرك، وتعاديهم ؛ وهذه : ملة إبراهيم التي سفه نفسه من رغب عنها ؛ وهذه : هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله
قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده)اهـ

هذا هو أصل دين الإسلام فمن حققه نجا من الخسران وفاز برضا الرحمن وأُدخل الجنان ومن لم يحققه خُلد في النيران مع أبي لهب وأبي جهل وسائر أهل الكفران.

فكل من أعتقد إعتقاداً جازماً بأن الله هو معبوده الحق وأن كل من عُبد من دونه هو الباطل وتبرأ من العابد والمعبود من دون الله كما أخبر سبحانه عن ابراهيم عليه السلام وقومه (إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله) بأن أعتقد كفرهم وبغضهم بقلبه وقبل كل ماجاء به الشرع ورد كل ماشرعه الطاغوت فقد حقق الإسلام وأستمسك بالعروة الوثقى.

فالدخول في الإسلام لابد فيه من البراءة من جميع طوائف الكفر والشرك سواء كانت هذه الطوائف وجميع الطواغيت سواء كانوا حُكاماً كالأنظمة الطاغوتية العربية والأعجمية وكزعماء الأحزاب وكهان الطرق الصوفية وكل من لم يُحقق التوحيد والبراءة كذلك ممن لايكفرهم.

يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب فى كلامه عن حديث من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله:( وهذا من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال بل ولا معرفة معناها مع لفظها بل ولا الإقرار بذلك بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله فإن شك أو تردد لم يحرم ماله ودمه فيا لها من مسألة ما أجلها ويا له من بيان ما أوضحه وحجة ما أقطعها للمنازع ).اهـ
________________

Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>