Quantcast
Channel: الخلافة الاسلامة على منهج المهدي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

البــراءة من المشــركين

$
0
0


قال الشيـخ العلامه عبدالرحمــن بن حســن

صاحب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التوحيد نوعان:
---------------
أ‌.توحيد في المعرفة والإثبات؛ وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات.

ب‌.توحيد في الطلب والقصد؛ وهو توحيد الإلهية والعبادة.

قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى:
وأما التوحيد الذي دعت إليه الرسل ونزلت به الكتب
فهو نوعان: توحيد في المعرفة والإثبات / وتوحيد في الطلب والقصد.
فالأول: هو إثبات حقيقة ذات الرَّب تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه وتكلمه بكتبه، وتكليمه لمن شاء من عباده، وإثبات عموم قضائه وقدره وحكمته، وقد أفصح القرآن عن هذا النوع جد الإفصاح كما في أول سورة الحديد، وسورة طه، وآخر الحشر، وأول السجدة، وأول آل عمران، وسورة الإخلاص بكاملها وغير ذلك.
والثاني: ما تضمنته سورة [الكافرون] … أ.هـ فتح المجيد شرح كتاب التوحيد: ص25

فمن لم يأت بالبراءة من المشركين وتكفيرهم وعداوتهم، شأنه كشأن من لم يبرأ من الشرك سواء بسواء، لأن كلا الأمرين البراءة من الشرك وأهله وتكفيرهم هما معاً شق النفي من شهادة التوحيد كما تعلق إثبات العبادة لله وحده بشق الإثبات من هذه الشهادة العظيمة، وقد كان هذا المعنى العظيم هو الأساس الذي من خلاله
قال شيخ الإسلام محمد بن الوهاب رحمه الله:

أصل دين الإسلام وقاعدته أمران:

الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له والتحريض على ذلك، والموالاة فيه وتكفير من تركه.

الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله والتغليظ في ذلك، والمعادة فيه وتكفير من فعله.

فلا يتم مقام التوحيد إلا بهذا وهو دين الرسل أنذروا قومهم من الشرك كما قال تعالى:
﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمّةٍ رّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الْطّاغُوتَ﴾ [النحل:36]. أ.هـ

قال شيخ الاسلام ابن تيمة رحمه الله في كتابه
(اقتضاء الصراط المستقيم مجانبة أصحاب الجحيم ):

فـ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) فيها ثلث التوحيد، الذي هو خبر عن الخالق، وقد قال صلى الله عليه وسلم:
[ قل هو الله أحد.. تعدل ثلث القرآن ] ، وعدل الشيء -بالفتح- يكون: ما سواه، من غير جنسه ، كما قال تعالى: ( أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا ) وذلك يقتضي: أن له من الثواب ما يساوي الثلث في القدر، ولا يكون مثله في الصفة، كمن معه ألف دينار وآخر معه ما يعدلها من الفضة والنحاس وغيرهما .

ولهذا يحتاج إلى سائر القرآن، ولا تغني عنه هذه السورة مطلقا، كما يحتاج من معه نوع من المال إلى سائر الأنواع، إذ كان العبد محتاجا إلى الأمر والنهي والقصص .
وسورة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فيها التوحيد القولي العملي، الذي تدل عليه الأسماء والصفات،
ولهذا قال تعالى : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ .وقد بسطنا الكلام عليها في غير هذا الموضع ،

وسورة: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فيها التوحيد القصدي العملي، كما قال تعالى : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ .. وبهذا يتميز من يعبد الله ممن يعبد غيره وإن كان كلاهما يقر بأن الله رب كل شيء ، ويتميز عباد الله المخلصون الذين لم يعبدوا إلا إياه، ممن عبد غيره وأشرك به، أو نظر إلى القدر الشامل لكل شيء، فسوى بين المؤمنين والكفار، كما كان يفعل المشركون من العرب .

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: [ إنها براءة من الشرك ] .
وسورة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ... فيها إثبات الذات، وما لها من الأسماء والصفات التي يتميز بها مثبتو الرب الخالق، الأحد الصمد، عن المعطلين له بالحقيقة، نفاة الأسماء والصفات، المضاهين لفرعون وأمثاله ممن أظهر التعطيل والجحود للإله المعبود، وإن كان في الباطن يقر به، كما قال تعالى وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا
وقال موسى . لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا .أ.هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
شُــــــــــــبهات وردود



 

Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

Trending Articles