Quantcast
Channel: الخلافة الاسلامة على منهج المهدي
Viewing all 472 articles
Browse latest View live

ابن تيميـة ومســـألة العــذر بالجهـــل

$
0
0





شُــــــــــــبهات وردود

أكثر من يلبس على الناس في هذه المسألة(اعذار المشركين) يتقي بأقوال الرجال ويبني دينه عليها وهذه علامة الإفلاس؛ لأن أقوال الرجال ضعيفة تحتاج إلى أن يحتج لها لا أن يحتج بها . ويجب أن يُعرف الحق أولاً ثم توزن الأقوال به، فالرجال يُعرفون بالحق وليس الحق هو الذي يُعرف بالرجال ،كما قال عليَّ رضي الله عنه_ والرجال إنما هم أدلاء على الطريق فإذا رأيت أنوار المدينة لم تحتج للأدلاء

والناس في الرجال طرفان ووسط فمنهم من ترك اتباع الصحابة ومن اتبعهم بإحسان واعتمد على فهمه القاصر ، ومنهم من اتخذ العلماء أرباباً من دون الله ، والوسط أن يُستدل بهم على الطريق فإن زاغ حكيم أو زل لزمت الحق فإن على الحق نوراً _كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه .

وهؤلاءالعاذرون يحتجون بكلامٍ لابن تيمية مشتبه في العذر بالجهل، فنأتيهم بكلام له واضح غاية الوضوح في عدم العذر بالجهل

فتقابل القولان فتساقطا حتى يعلم الناسخ من المنسوخ منهما ونرجع للأدلة،
فتقابل القولان فتساقطا حتى يعلم الناسخ من المنسوخ منهما ونرجع للأدلة،

وأيضاً نأتيهم بكلام من هو أجل وبالأدلة الواضحة. فلا تغني عنهم بضاعتهم شيئاً؛ وإنما هم كما قال الأول :

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا **** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

والعالم لا يأتيه الرسوخ جملة واحدة، والمنقول إلينا لا يُدرى هل هو من قديم كلامه أو من حديثه.

وقد يداري العالم ولا يداهن، فيأتي بكلام مجمل يحتمل معنيين لظرفٍ يمر به ، ولم يعلم أنه سيتخذ ديناً للجهال ؛ ولأجل هذه المعاني وغيرها كره أحمد وغيره كتابة فتاواه.

-ولابن تيمية رحمه الله كلام واضح في تسميتهم مشركين في الجزء العشرين من مجموع الفتاوى
________________

ونقول أن

بعض كلام العلماء محتمل يحتمل حقاً ويحتمل باطلاً فالواجب على طالب العلم حمله على وجه الحق والرشد ما أستطاع إلى ذلك ولاسيما إن عُرف عنه تحري الحق وهذا هو العدل وخلافه الحيف والظلم

كما قال شيخ الإسلام رحمه الله : (وليس لأحد أن يحمل كلام أحد من الناس إلا على ما عُرف أنه أراده، لا على ما يحتمله ذلك اللفظ في كلام كل أحد). "الفتاوى" (7/36).

(ومن أعظم التقصير: نسبة الغلط إلى متكلّم مع إمكان تصحيح كلامه، وجريانه على أحسن أساليب كلام الناس.) "الفتاوى" (31/114).

(ومعلوم أن مُفَسَّر كلام المتكلم يقضي على مجمله، وصريحه يُقدم على كنايته، ومتى صدر لفظ صريح في معنى، ولفظ مجمل نقيض ذلك المعنى، أو غير نقيضه؛ لم يُحمل على نقيضه جزماً، حتى يترتب عليه الكفر؛ إلا مِنْ فَرْطِ الجهل والظلم). "الرد على البكري" (2/623).

-وقال في بعض أهل الضلال الذين يتمسكون بمحتمل كلام أهل العلم ويستدلون به على باطلهم ..

(وهؤلاء قد يجدون من كلام بعض المشايخ –كلمات مشتبهة مجملة- فيحملونها على المعاني الفاسدة، كما فعلت النصارى فيما نُقِلَ لهم عن الأنبياء، فيدعون المحكم؛ ويتبعون المتشابه). "الفتاوى" (2/374).

-وقال ابن تيمية: "المنقول عن السلف والعلماء؛ يحتاج إلى معرفة بثبوت لفظه، ومعرفة دلالته"اهـ (مجموع الفتاوى 1/246)

فإبن تيمية كباقي أئمة أهل السنة والجماعة لا يعذرون بالجهل في أصل الأصول وهو التوحيد وترك الشرك خاصة دون غيره من الشرائع وهذا لكثير من الامور منها/ تعريفهم وتوصيفهم للإسلام يوضح بجلاء إخراج المشرك عن مسمى المسلمين .وقد خلط الكثير ممن لايقفون علي مذاهب الائمة وتتبع اقوالهم بين الاسماء والاحكام واستعمال هؤلاء الائمة لها فابعدوا النجعة وضلوا وأضلوا كثيرآ

فالمتتبع والمتفهم لأقوال ابن تيمية رحمه الله ، يرى أنه يستخدم لفظ الكفر بعدة اعتبارات وبحسب ما يتعلق به من الأحكام وأن الاسم الواحد ينفى ويثبت بحسب الأحكام المتعلقة به . فلا يجب إذا ثبت أو نفي في حكم أن يكون كذلك في بقية الأحكام ، وهذا مشهور في كلام العرب .
فالكفر قبل قيام الحجة له حد وأحكام تختلف عنه بعد قيام الحجة ، فتارة ينفي الكفر إلا بعد الحجة بحسب ما يتعلق به من أحكام ،وهذا لا ينفي الكفر الآخر الثابت لأصحابه قبل قيام الحجة وبلوغ الرسالة .
والكفر الذي ينفيه ابن تيمية رحمه الله ، قبل قيام الحجة ، هو الكفر الذي يستحق صاحبه العقوبة في الدارين ، القتل في الدنيا والخلود في النيران في الآخرة ، وهذا لا يكون إلا بعد الحجة الرسالية ، لأن العقوبة والعذاب عنده متوقفة على بلاغ الرسالة لقوله تعالى : "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً " (الإسراء :15) وهذا الكفر أصحابه إن كانوا واقعين في الشرك فهم مشركون وليسوا بمسلمين ، وكفار ، لكن الكفر الغير معذب عليه . وهذا كثير جدآ في كلامة


يقول ابن تيمية رحمه الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في شرح العمدة لما تكلم في كفر تارك الصلاة قال:"وفي الحقيقة فكل ردٍ لخبر الله أو أمره فهو كفر دقّ أو جل،لكن قد يعفى عما خفيت فيه طرق العلم وكان أمراً يسيراً في الفروع بخلاف ما ظهر أمره وكان من دعائم الدين من الأخبار والأوامر".(اي لاعذر في اصل الدين )
منقول من(البيان الأظهر في الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر ص10 للإمام عبد الله بن عبد الرحمن ابي بطين الحنبلي)

_ وقال أيضاً في معرض ذمه لأهل الكلام وما يقعون فيه قال:"وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال إنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي تعلم العامة والخاصة أنها من دين المسلمين بل اليهود والنصارى يعلمون أن محمد صلى الله عليه وسلم بُعث بها وكفر مخالفها مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سوى الله من الملائكة والنبيين والشمس والقمر والكواكب والأصنام وغير ذلك فإن هذا أظهر شعائر الإسلام ومثل أمره بالصلوات الخمس وإيجابه لها وتعظيم شأنها ومثل معاداته لليهود والنصارى والمشركين والصابئين والمجوس ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك ثم تجد كثيراً من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور فكانوا مرتدين"
(مجموع الفتاوى 4/54)
_______________

وقال رحمه الله (... فكل من لم يعبد الله مخلصاً له الدين فلا بد أن يكون مشركاً عابداً لغير الله وهو في الحقيقة عابد للشيطان )
______________

قال شيخ الاسلام بن تيمية :مجموع الفتاوى (11/ 472)
______________________________

وكان قد قال بعضهم : نحن نتوب الناس فقلت : مماذا تتوبونهم ؟ قال : من قطع الطريق والسرقة ونحو ذلك . فقلت : حالهم قبل تتويبكم خير من حالهم بعد تتويبكم ؛ فإنهم كانوا فساقا يعتقدون تحريم ما هم عليه ويرجون رحمة الله ويتوبون إليه أو ينوون التوبة فجعلتموهم بتتويبكم ضالين مشركين خارجين عن شريعة الإسلام يحبون ما يبغضه الله ويبغضون ما يحبه الله وبينت أن هذه البدع التي هم وغيرهم عليها شر من المعاصي . فتأمل تسميته لهم بأنهم ضالين مشركين خارجين عن شريعة الإسلام مع كونهم معينين ...!!!

وقال رحمه الله
___________

(فكل من غلا بنبي أو رجل صالح وجعل فيه نوع من الإلهية مثل أن يدعوه من دون الله، نحو أن يقول: يا فلان أغثني أو اغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو اجبرني أو توكلت عليك وأنا في حسبك وأنت حسبي، ونحو هذه الأقوال التي هي من خصائص الربوبية التي لا تصلح إلا لله فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فأن تاب وإلا قتل).

-وقال أيضا: (فمن جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم، كفر إجماعا).

-وقال: (من سب الصحابة أو واحدا منهم أو اقترن بسبه دعوى أن عليا إله أو نبي أو أن جبريل غلط؛ فلا شك في كفر هذا، بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره).

وقال أيضا: (من زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفر قليلا لا يبلغون بضعة عشر أو إنهم فسقوا فلا ريب في كفر قائل ذلك بل من شك في كفره فهو كافر) انتهى.
فانظر كيف كفر الشاك، والشاك جاهل فلم ير الجهل عذرا في مثل هذه الأمور.

وقال رحمه الله في أثناء كلام له: (ولهذا قالوا من عصى مستكبرا كإبليس كفر بالاتفاق ومن عصى مشتبها لم يكفر عند أهل السنة، ومن فعل المحارم مستحلا فهو كافر بالاتفاق).

قال: (والاستحلال اعتقاد أنها حلال وذلك يكون تارة باعتقاد أن الله لم يحرمها وتارة بعدم اعتقاد أن الله حرمها، وهذا يكون لخلل في الإيمان بالربوبية أو الرسالة ويكون جحدا محضا غير مبني على مقدمة، وتارة يعلم أن الله حرمها ثم يمتنع من التزام هذا التحريم ويعاند فهذا أشد كفرا ممن قبله) انتهى.

-قال ابن تيمية رحمه الله: تعليقا على قوله تعالى {لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه}: (والحجة قامت بوجود الرسول المبلغ وتمكنهم من الاستماع والتدبر لا بنفس الاستماع ففي الكفار من تجنب سماع القرآن واختار غيره)الفتاوى 16/ 1

- وقال ابن تيمية رحمه الله أيضا: (حجة الله برسله قامت بالتمكن من العلم فليس من شرط حجة الله علم المدعوين بها ولهذا لم يكن إعراض الكفار عن استماع القرآن وتدبره مانع من قيام حجة الله عليهم) كتاب الرد على المنطقيين،

-وقال ابن تيمية رحمه الله أيضا: (ليس من شرط تبليغ الرسالة أن يصل إلى كل مكلف في العالم بل الشرط أن يتمكن المكلفون من وصول ذلك إليهم ثم إذا فرطوا فلم يسعوا في وصوله إليهم مع قيام فاعله بما يجب عليه كان التفريط منهم لا منه) بتصرف، الفتاوى 28/ 125
____________________

ويقول شيخ الإسلام بن تيمية –رحمه الله-

: في إثبات اسم المشرك قبل الرسالة مجموع الفتاوى - (ج 20 / ص 37فَصْلٌ :وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْنِ : عَلَى مَنْ قَالَ : إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ . وَمَنْ قَالَ : إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ . أَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ ؛ لِقَوْلِهِ : { اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى } وَقَوْلِهِ : { وَإِذْ نادي رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } { قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ } وَقَوْلِهِ : { إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } فَأَخْبَرَ أَنَّهُ ظَالِمٌ وَطَاغٍ وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمِّ الْأَفْعَالِ ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا . يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ؛ لِقَوْلِهِ : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } . وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ : { اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ } فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَاسْمُ الْمُشْرِكِ ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ وَيُثْبِتُ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مُقَدَّمٌ عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ : جَاهِلِيَّةً وَجَاهِلًا قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ وَأَمَّا التَّعْذِيبُ فَلَا . وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ كَقَوْلِهِ : { فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى } { وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى } فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ . { فَكَذَّبَ وَعَصَى } كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى .{ فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى } { فَكَذَّبَ وَعَصَى } وَقَالَ : { فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ {انتهى الفصل بتمامه من الفتاوى 20\37-38 .

وكما ترى أن كلام شيخ الإسلام واضح وضوح الشمس فى أن كل من وقع فى الشرك يسمى مشركا سواء قبل الرسالة أو بعد الرسالة ,ويؤكد ذلك فى موضع آخر فيقول رحمه الله –(والجهل بالله فى كل حال كفر قبل الخبر وبعد الخبر )الفتاوى 7\ 325 أى قبل الرسالة وقبل قيام الحجة وبعد قيام الحجة وقد كرر ذلك رحمه الله كثيرا يجده من تتبع أقواله رحمه الله وقد تعمدنا نقل كلام شيخ الإسلام كاملا من أول الفصل حتى نهايته من الأصل وتركناه يُفصل ويوضح ويثبت إن اسم المشرك ثابت لكل من تلبس بالشرك سواء قبل الرسالة والبلاغ والحجة أو بعده ,بقطع النظر عن العقوبة من عدمها فالعقوبة لاتذكر إلا عند إقامة الحجة الحدية عند الاستتابة أمام القاضى وولى الأمر المسلم ,وحينها تذكر الشروط والموانع ,ولاذكر للشروط والموانع قبل ذلك ولاسيما فى ظل غياب الشريعة ,فإنها كالعدم فالعقوبة شئ ,وتسميته مشركا شئ آخر ,والصواب والراجح أنه لاعذاب إلا بعد إرسال الرسل والبلاغ ,وكلامه –رحمه الله – واضح لايحتاج إلى تعليق فى ثبوت اسم المشرك ,فكل من تلبس بالشرك الأكبر يسمى مشركا هذا هو اسمه الذى سماه الله به ولا يوجد له اسم غيره فى القرآن والسنة ولاعند الصحابة والسلف الصالح ,ومن قال بخلاف ذلك فعليه الدليل المعتبر من القرآن والسنة ,إن كان سلفيا حقافعليه أن يتبع الدليل ويطرح التأويل وتقليد المشايخ وتتبع أقوالهم بدون سند شرعي من القرآن والسنة وفهم الصحابة .

قال إبن تيمية :وقال: والكفر بعد قيام الحجة موجب للعذاب، وقبل ذلك ينقص النعمة ولايزيد) اهـ 41 ( ج 16 ص 254 لمجموع الفتاوى.
لمن يقولون ويدعون علي إبن تيمية العذر بالجهل فها هو يثبت الكفر قبل بلوغ الحجة أصلاً !!






قال شيخ الاسلام فى سؤال أجاب عليه فى الفتاوى
________________________________________

"وَسُئِلَ : هَلْ كُلُّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبٌ ؟ أَوْ الْمُصِيبُ وَاحِدٌ وَالْبَاقِي مُخْطِئُونَ ؟ .

الْجَـــــوَابُ
----------

فَصْلٌ
وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْنِ : عَلَى مَنْ قَالَ : إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ . وَمَنْ قَالَ : إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ . أَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ ؛ لِقَوْلِهِ : { اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى } وَقَوْلِهِ : { وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } { قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ } وَقَوْلِهِ : { إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } فَأَخْبَرَ أَنَّهُ ظَالِمٌ وَطَاغٍ وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمِّ الْأَفْعَالِ ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا . يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ؛ لِقَوْلِهِ : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } . وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ : { اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ } فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَاسْمُ الْمُشْرِكِ ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ وَيُثْبِتُ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مُقَدَّمٌ عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ : جَاهِلِيَّةً وَجَاهِلًا قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ وَأَمَّا التَّعْذِيبُ فَلَا . وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ كَقَوْلِهِ : { فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى } { وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى } فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ . { فَكَذَّبَ وَعَصَى } كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى . { فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى } { فَكَذَّبَ وَعَصَى } وَقَالَ : { فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ }"مجموع الفتاوى
____________

قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله
_____________________________

"فَإِنَّ حَالَ الْكَافِرِ : لَا تَخْلُو مِنْ أَنْ يَتَصَوَّرَ الرِّسَالَةَ أَوْ لَا ؛ فَإِنْ لَمْ يَتَصَوَّرْهَا فَهُوَ فِي غَفْلَةٍ عَنْهَا وَعَدَمِ إيمَانٍ بِهَا .

كَمَا قَالَ : { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }

وَقَالَ : { فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ }

لَكِنَّ الْغَفْلَةَ الْمَحْضَةَ لَا تَكُونُ إلَّا لِمَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ الرِّسَالَةُ وَالْكُفْرُ الْمُعَذَّبُ عَلَيْهِ لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ بُلُوغِ الرِّسَالَةِ"الفتاوى
وشيخ الاسلام يعلق حكم الكفر على بلوغ الرسالة ولكنه لم يعلق حكم الشرك على بلوغ الرسالة أبدا

قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله
_____________________________

"فَصْلٌ : وَكَثِيرًا مَا يَتَصَوَّرُ الشَّيْطَانُ بِصُورَةِ الْمَدْعُوِّ الْمُنَادَى الْمُسْتَغَاثِ بِهِ إذَا كَانَ مَيِّتًا . وَكَذَلِكَ قَدْ يَكُونُ حَيًّا وَلَا يَشْعُرُ بِاَلَّذِي نَادَاهُ ؛ بَلْ يَتَصَوَّرُ الشَّيْطَانُ بِصُورَتِهِ فَيَظُنُّ الْمُشْرِكُ الضَّالُّ الْمُسْتَغِيثُ بِذَلِكَ الشَّخْصِ أَنَّ الشَّخْصَ نَفْسَهُ أَجَابَهُ وَإِنَّمَا هُوَ الشَّيْطَانُ وَهَذَا يَقَعُ لِلْكُفَّارِ الْمُسْتَغِيثِينَ بِمَنْ يُحْسِنُونَ بِهِ الظَّنَّ مِنْ الْأَمْوَاتِ وَالْأَحْيَاءِ كَالنَّصَارَى الْمُسْتَغِيثِينَ بجرجس وَغَيْرِهِ مِنْ قَدَادِيسِهِمْ وَيَقَعُ لِأَهْلِ الشِّرْكِ وَالضَّلَالِ مِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْإِسْلَامِ الَّذِينَ يَسْتَغِيثُونَ بِالْمَوْتَى وَالْغَائِبِينَ يَتَصَوَّرُ لَهُمْ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ ذَلِكَ الْمُسْتَغَاثِ بِهِ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ . وَأَعْرِفُ عَدَدًا كَثِيرًا وَقَعَ لَهُمْ فِي عِدَّةِ أَشْخَاصٍ يَقُولُ لِي كُلٌّ مِنْ الْأَشْخَاصِ : أَنِّي لَمْ أَعْرِفْ أَنَّ هَذَا اسْتَغَاثَ بِي وَالْمُسْتَغِيثُ قَدْ رَأَى ذَلِكَ الَّذِي هُوَ عَلَى صُورَةِ هَذَا وَمَا اعْتَقَدَ أَنَّهُ إلَّا هَذَا . وَذَكَرَ لِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّهُمْ اسْتَغَاثُوا بِي كُلٌّ يَذْكُرُ قِصَّةً غَيْرَ قِصَّةِ صَاحِبِهِ فَأَخْبَرْت كُلًّا مِنْهُمْ أَنِّي لَمْ أُجِبْ أَحَدًا مِنْهُمْ وَلَا عَلِمْت بِاسْتِغَاثَتِهِ فَقِيلَ : هَذَا يَكُونُ مَلَكًا فَقُلْت : الْمَلَكُ لَا يُغِيثُ الْمُشْرِكَ إنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ أَرَادَ أَنْ يُضِلَّهُ"مجموع الفتاوى

قال شيخ الاسلام فى مجموع الفتاوى
_____________________________

"وَقَدْ كَانَتْ "الشَّيَاطِينُ "تَتَمَثَّلُ فِي صُورَةِ مَنْ يُعْبَدُ كَمَا كَانَتْ تُكَلِّمُهُمْ مِنْ الْأَصْنَامِ الَّتِي يَعْبُدُونَهَا وَكَذَلِكَ فِي وَقْتِنَا خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْإِسْلَامِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ مِمَّنْ أَشْرَكَ بِبَعْضِ مَنْ يُعَظِّمُهُ مِنْ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ مِنْ الْمَشَايِخِ وَغَيْرِهِمْ فَيَدْعُوهُ وَيَسْتَغِيثُ بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ فَيَرَاهُ قَدْ أَتَاهُ وَكَلَّمَهُ وَقَضَى حَاجَتَهُ وَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ تَمَثَّلَ عَلَى صُورَتِهِ لِيُغْوِيَ هَذَا الْمُشْرِكَ"

-قال شيخ الاسلام فى مجموع الفتاوى
______________________________

"ثُمَّ لَوْ بَلَغَ الرَّجُلُ فِي "الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ وَالْعِلْمِ "مَا بَلَغَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِجَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنِ وَلَا وَلِيٍّ لِلَّهِ تَعَالَى كَالْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ مِنْ عُلَمَاءِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَعُبَّادِهِمْ : وَكَذَلِكَ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَالتُّرْكِ وَالْهِنْدِ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ كَانَ مِنْ حُكَمَاءِ الْهِنْدِ وَالتُّرْكِ وَلَهُ عِلْمٌ أَوْ زُهْدٌ وَعِبَادَةٌ فِي دِينِهِ وَلَيْسَ مُؤْمِنًا بِجَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ فَهُوَ كَافِرٌ عَدُوٌّ لِلَّهِ وَإِنْ ظَنَّ طَائِفَةٌ أَنَّهُ وَلِيٌّ لِلَّهِ كَمَا كَانَ حُكَمَاءُ الْفَرَسِ مِنْ الْمَجُوسِ كُفَّارًا مَجُوسًا . وَكَذَلِكَ حُكَمَاءُ "الْيُونَانِ "مِثْلُ أَرِسْطُو وَأَمْثَالِهِ كَانُوا مُشْرِكِينَ يَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ وَالْكَوَاكِبَ وَكَانَ أَرِسْطُو قَبْلَ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ وَكَانَ وَزِيرًا لِلْإِسْكَنْدَرِ بْنِ فَيَلْبَس الْمَقْدُونِيِّ وَهُوَ الَّذِي تُؤَرِّخُ بِهِ تَوَارِيخُ الرُّومِ وَالْيُونَانِ وَتُؤَرِّخُ بِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ؛ وَلَيْسَ هَذَا هُوَ ذُو الْقَرْنَيْنِ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ كَمَا يَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ أَرِسْطُو كَانَ وَزِيرًا لِذِي الْقَرْنَيْنِ لَمَّا رَأَوْا أَنَّ ذَاكَ اسْمُهُ الْإِسْكَنْدَرُ وَهَذَا قَدْ يُسَمَّى بِالْإِسْكَنْدَرِ ظَنُّوا أَنَّ هَذَا ذَاكَ كَمَا يَظُنُّهُ ابْنُ سِينَا وَطَائِفَةٌ مَعَهُ وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ ؛ بَلْ هَذَا الْإِسْكَنْدَرُ الْمُشْرِكُ الَّذِي قَدْ كَانَ أَرِسْطُو وَزِيرَهُ مُتَأَخِّرٌ عَنْ ذَاكَ وَلَمْ يَبْنِ هَذَا السَّدَّ
وَلَا وَصَلَ إلَى بِلَادِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهَذَا الْإِسْكَنْدَرُ الَّذِي كَانَ أَرِسْطُو مِنْ وُزَرَائِهِ يُؤَرَّخُ لَهُ تَارِيخُ الرُّومِ الْمَعْرُوفِ ."

فانظر الى كلام شيخ الاسلام كيف حكم على ارسطو والاسكندر بأنهم مشركين على التعيين مع أنه رحمه الله يقول
"وَكَانَ أَرِسْطُو قَبْلَ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ"أى أن دعوة المسيح لم تبلغه.

قال شيخ الاسلام فى مجموع الفتاوى
_____________________________

" { إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } وَهَذَا فِي حَقِّ مَنْ لَمْ يَتُبْ فَالشِّرْكُ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ وَمَا دُونَ الشِّرْكِ أَمْرُهُ إلَى اللَّهِ إنْ شَاءَ عَاقَبَ عَلَيْهِ وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ . وَمِنْ الشِّرْكِ أَنْ يَدْعُوَ الْعَبْدُ غَيْرَ اللَّهِ كَمَنْ يَسْتَغِيثُ فِي الْمَخَاوِفِ وَالْأَمْرَاضِ والفاقات بِالْأَمْوَاتِ وَالْغَائِبِينَ . فَيَقُولُ : يَا سَيِّدِي الشَّيْخُ فُلَانٌ لِشَيْخِ مَيِّتٍ أَوْ غَائِبٍ فَيَسْتَغِيثُ بِهِ وَيَسْتَوْصِيه وَيَطْلُبُ مِنْهُ مَا يَطْلُبُ مِنْ اللَّهِ مِنْ النَّصْرِ وَالْعَافِيَةِ ؛ فَإِنَّ هَذَا مِنْ الشِّرْكِ الَّذِي حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ . وَهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ قَدْ يَتَمَثَّلُ لِأَحَدِهِمْ صُورَةُ الشَّيْخِ الَّذِي اسْتَغَاثَ بِهِ . فَيَظُنُّ أَنَّهُ الشَّيْخُ أَوْ مَلَكٌ جَاءَ عَلَى صُورَتِهِ وَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ تَمَثَّلَ لَهُ لِيُضِلَّهُ وَيُغْوِيَهُ لَمَّا دَعَا غَيْرَ اللَّهِ"

قال شيخ الاسلام فى مجموع الفتاوى
_____________________________

"وَلِهَذَا كَانَ كُلُّ مَنْ لَمْ يَعْبُدْ اللَّهَ وَحْدَهُ ، فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَابِدًا لِغَيْرِهِ . يَعْبُدُ غَيْرَهُ فَيَكُونُ مُشْرِكًا . وَلَيْسَ فِي بَنِي آدَمَ قِسْمٌ ثَالِثٌ . بَلْ إمَّا مُوَحِّدٌ ، أَوْ مُشْرِكٌ ، أَوْ مَنْ خَلَطَ هَذَا بِهَذَا كَالْمُبَدِّلِينَ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ : النَّصَارَى وَمَنْ أَشَبَهَهُمْ مِنْ الضُّلَّالِ ، الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْإِسْلَامِ"

قال شيخ الاسلام فى مجموع الفتاوى
_____________________________

"وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَقُولَ لِمَلِكِ وَلَا نَبِيٍّ وَلَا شَيْخٍ - سَوَاءٌ كَانَ حَيًّا أَوْ مَيِّتًا - اغْفِرْ ذَنْبِي وَلَا اُنْصُرْنِي عَلَى عَدُوِّي وَلَا اشْفِ مَرِيضِي وَلَا عَافِنِي أَوْ عَافِ أَهْلِي أَوْ دَابَّتِي وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ . وَمَنْ سَأَلَ ذَلِكَ مَخْلُوقًا كَائِنًا مَنْ كَانَ فَهُوَ مُشْرِكٌ بِرَبِّهِ مَنْ جِنْسِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاءَ وَالتَّمَاثِيلَ الَّتِي يُصَوِّرُونَهَا عَلَى صُوَرِهِمْ وَمِنْ جِنْسِ دُعَاءِ النَّصَارَى لِلْمَسِيحِ وَأُمِّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ } الْآيَةُ وَقَالَ تَعَالَى : { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إلَّا لِيَعْبُدُوا إلَهًا وَاحِدًا لَا إلَهَ إلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

قال شيخ الاسلام فى العقيدة الواسطية:
_______________________________

"فإن المسلمين متفقون على ما علموه بالإضطرار من دين الإسلام أن العبد لا يجوز له أن يعبد, ولا يدعو ولا يستغيث, ولا يتوكل إلا على الله؛ وأن من عبد ملكاً مقرباً أو نبياً مرسلاً أو دعاه أو استغاث به فهو مشرك. فلا يجوز عند أحد من المسلمين أن يقول القائل يا جبرائيل أو يا ميكائيل أو يا إبراهيم أو يا موسى أو يا رسول الله, اغفر لي أو ارحمني أو ارزقني أو انصرني أو أغثني أو أجرني من عدوي, أو نحو ذلك؛ بل هذا كله من خصائص الإلهية."

قال شيخ الاسلام فى الرد على البكرى:
______________________________

"وأعرف من يستغيث برجال أحياء فيتصورون له و يدفعون عنه ما كان يحذر و يحصل له ما كان يطلب والأحياء الذين استغاث بهم لا يشعرون بشيء من ذلك وإنما هي شياطين تمثلت على صورهم لتضل ذلك الداعي المشرك كما كانت الإنس تستعيذ بالجن"فحكم عليه بالشرك على التعيين ولم يعلقه على اقامة الحجة



رسائل صفحـة شُبهـــات وردود

$
0
0

Photo: ‎رسائل صفحـة شُبهـــات وردود  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  -مقتطفات العلياء من دُرر العلماء . جزء العُذر بالجهــل  -مقتطفات العلياء من دُرر العلماء ، جزء شُبهات وردود  -مقتطفات العلياء من دُرر العلماء ، جزء مُقتطفات ودرر  -بلغـت الحجــه وانقطــع العـــذر  -الكُفْرُ بِالطَّاغُوتِ وأَثَرُهُ في قبولِ لا إلهَ إلاَّ اللهُ-  -أصل الدين ،والمعلوم من الدين بالضرورة-  -الإرجــــاء لادين له  -حكم اضلال أئمة الضلال لأتباعهم وتقليد العوام في الشرك الأكبر  -إجماع الصحابة على كُفر تارك الصلاة  -شبهــة أن الشيخ لايكفر من عبد الصنم الذي علي قبة الكواز  -شبهـــة طلب الشفاعــة من المجاهدين  -الرد علي شبهة كفر دون كفر  -شبهة ان الايات لاتعم الا الكافر الاصلي  -الدلائل والبراهين علي عدم إعذار المشركين  -شبهات وردود في مسألة الاستحلال والجحود  -كُــفر الديمقراطية وكـفر معتنقيها  -تكفير من لم يكفر الكافر وشرح الناقض الثالث  -الأدلة والبراهين علي كفر الحكام المبدلين للشــرع والدين  -شبهة الرجل الذي أوصي بتحريق نفسه  -حـديث ذات أنواط  -رســالة الي العاذر بالجهـــل  -هل يكون الكفر المخرج من الملة بالعمل كما يكون بالاعتقاد أم لا  -هل فاعل الكفر الأكبرالمعين لايكفر إلا بعد البيان أو إقامة الحجة  -التأويل وهل يعد عذرآ في أصل الدين ؟؟  -الخلط بين قصد العمل المكفِّر وقصد الكفر  -هل يشـــرع الشــرك وسيــله لتحقيق التوحـــيد؟  -مســـألة تكفـــير المُعيَّن  -مـذهـــب شـــيخ الاســـلام ابن تيمـــيه رحمــــــــه الله  -ماحكـــم جاهـــل التـــوحـــــيد ؟؟  -الجمــعه ودار الحـــــــــــــرب  -أقـــوال أهـل العــلمـ في الروافــض وتكفير من لم يكفـرهـم  -حكــــم ذبـــائح المشــــركين  -تكفيـــر المشــركين من أصــل الديــن  -تنبيه الأسماع الي كفر من ذهب لمحاكم الطاغوت للدفاع  -اجمــاع أئمة الدين علي عدم إعذار المشــركين  -إجماع أهل القبلة الموحدين على كفر من لم يكفر المشركين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ    رابطـ التحميــل /   http://www.gulfup.com/fileuser&id=126206‎ 

-مقتطفات العلياء من دُرر العلماء . جزء العُذر بالجهــل

-مقتطفات العلياء من دُرر العلماء ، جزء شُبهات وردود

-مقتطفات العلياء من دُرر العلماء ، جزء مُقتطفات ودرر

-بلغـت الحجــه وانقطــع العـــذر

-الكُفْرُ بِالطَّاغُوتِ وأَثَرُهُ في قبولِ لا إلهَ إلاَّ اللهُ-

-أصل الدين ،والمعلوم من الدين بالضرورة-

-الإرجــــاء لادين له

-حكم اضلال أئمة الضلال لأتباعهم وتقليد العوام في الشرك الأكبر

-إجماع الصحابة على كُفر تارك الصلاة

-شبهــة أن الشيخ لايكفر من عبد الصنم الذي علي قبة الكواز

-شبهـــة طلب الشفاعــة من المجاهدين

-الرد علي شبهة كفر دون كفر

-شبهة ان الايات لاتعم الا الكافر الاصلي

-الدلائل والبراهين علي عدم إعذار المشركين

-شبهات وردود في مسألة الاستحلال والجحود

-كُــفر الديمقراطية وكـفر معتنقيها

-تكفير من لم يكفر الكافر وشرح الناقض الثالث

-الأدلة والبراهين علي كفر الحكام المبدلين للشــرع والدين

-شبهة الرجل الذي أوصي بتحريق نفسه

-حـديث ذات أنواط

-رســالة الي العاذر بالجهـــل

-هل يكون الكفر المخرج من الملة بالعمل كما يكون بالاعتقاد أم لا

-هل فاعل الكفر الأكبرالمعين لايكفر إلا بعد البيان أو إقامة الحجة

-التأويل وهل يعد عذرآ في أصل الدين ؟؟

-الخلط بين قصد العمل المكفِّر وقصد الكفر

-هل يشـــرع الشــرك وسيــله لتحقيق التوحـــيد؟

-مســـألة تكفـــير المُعيَّن

-مـذهـــب شـــيخ الاســـلام ابن تيمـــيه رحمــــــــه الله

-ماحكـــم جاهـــل التـــوحـــــيد ؟؟

-الجمــعه ودار الحـــــــــــــرب

-أقـــوال أهـل العــلمـ في الروافــض وتكفير من لم يكفـرهـم

-حكــــم ذبـــائح المشــــركين

-تكفيـــر المشــركين من أصــل الديــن

-تنبيه الأسماع الي كفر من ذهب لمحاكم الطاغوت للدفاع

-اجمــاع أئمة الدين علي عدم إعذار المشــركين

-إجماع أهل القبلة الموحدين على كفر من لم يكفر المشركين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رابطـ التحميــل /

http://www.gulfup.com/fileuser&id=126206

( من لم يكفر المشركين أوشك فى كفرهم أو صحـح مذهـبهم كفر إجماعا )

$
0
0

Photo: ‎( من لم يكفر المشركين أوشك فى كفرهم أو صحـح مذهـبهم كفر إجماعا ) ______________________________________  مقتطفــات العليـاء من دُرر العلمــاء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  -يقول الإمام برهان الدين البقاعي رحمه الله :  " فإنه لم يأت نبي إلا بتكفير المشركين - كما أشار إلى ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله « الأنبياء أولاد علات ، أمهاتهم شتى ودينهم واحد » ".اهـ تفسير نظم الدرر (ج2،ص446)  -قال الخطيب البغدادي ( 392 هـ - 463 هـ) :" قال أبو سلمة: من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر".اهـ كتاب تاريخ بغداد .  ملحوظة 1 :- أبو سلمة صاحب الكلام المتقدم نشأ في خير القرون الأولى، وتوفى سنة (246هـ )، وهو سلمة بن شيب النيسابوري النسائي محدث أهل مكة وأحد كبار الأئمة ، نقل المزي عنه أنه صادق، وحكى أبو نعيم أنه ثقة، و ذكره بن حبان فى كتاب الثقات، وحدث عنه الإمام مسلم وأبو حاتم وأصحاب السنن .  ملحوظة 2 :- نقل عنه كلامه المتقدم في تكفير من لم يكفر الكافر غير واحد من الأئمة كالإمام المزي (742هـ) في تهذيب الكمال، وابن حجر العسقلاني ( 852 هـ) في التهذيب، وابن عساكر (571هـ ) في تاريخه، وكذا بن الدمياطي( 705 هـ ) في كتابه المستفاد من ذيل تاريخ بغداد .  - قال ابن الوزير في الروض الباسم(2/508):- ((ولا شك أن من شك في كفر عابد الأصنام وجب تكفيره ومن لم يكفره كفر ولا علة لذلك إلا أن كفره معلوم من الدين ضرورة )).  وقال البقاعي في مصرع التصوف - (1 / 253) [ .. ولا يسع أحدا أن يقول أنا واقف أو ساكت لا أثبت ولا أنفي لأن ذلك يقتضي الكفر لأن الكافر من أنكر ما علم من الدين بالضرورة ومن شك في كفر مثل هذا كفر ولهذا قال ابن المقري في مختصر الروضة من شك في اليهود والنصارى وطائفة ابن عربي فهو كافر وحكى القاضي عياض في الباب الثاني من القسم الرابع من الشفاء الإجماع على كفر من لم يكفر أحدا من النصارى واليهود وكل من فارق دين المسلمين أو وقف في تكفيرهم أو شك قال القاضي أبو بكر لأن التوقيف والإجماع اتفقا على كفرهم فمن وقف في ذلك فقد كذب النص أو التوقيف أو شك فيه والتكذيب أو الشك فيه لا يقع إلا من كافر انتهى , وقال الإمام حافظ الدين النسفي في كتابه العمدة في أصول الدين التوقف باطل لاقتضائه الشك والشك فيما يفترض اعتقاده كالإنكار ]  -وقال في نظم الدرر - (8 / 267) "فلعنة الله عليه أي [ ابن الفارض ] وعلى من تبعه أو شك في كفره أو توقف في لعنه بعد ما نثر من الضلال الذي سعر به البلاد , وأردى كثيراً من العباد."  -قال النووي في "روضة الطالبين": "مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ مَنْ دَانَ بِغَيْرِ الْإِسْلَامِ كَالنَّصَارَى، أَوْ شَكَّ فِي تَكْفِيرِهِمْ، أَوْ صَحَّحَ مَذْهَبَهُمْ، فَهُوَ كَافِرٌ، وَإِنْ أَظْهَرَ مَعَ ذَلِكَ الْإِسْلَامَ وَاعْتَقَدَهُ".  -يقول سفيان بن عيينة ، (198هـ)   ( القرآن كلام الله عز وجل من قال مخلوق فهو كافر ، ومن شك في كفره فهو كافر )أهـ.رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة رقم(25) بسند صحيح .  -وكذا نقل مثل هذا القول عن أبي خيثمة مصعب بن سعيد المصيفي كما في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة  ( 2/256) رقم (430) للإمام الحافظ أبي القاسم هبة الله اللالكائي (418هـ).  -وأيضا عن أبي بكر بن عياش المقريء ( 194هـ ) الثقة العابد ، فقد سئل كما في السنة للالكائي  أيضا ( 2/250) رقم (412) عمن يقول القرآن مخلوق ؟  فقال : ( كافر ومن لم يقل إنه كافر فهو كافر ) وإسناده صحيح.  -وكذا سلمة بن شبيب النيسابوري ( 247هـ) محدث أهل مكة،قال ابن حجر في التهذيب (2/303): قال داود بن الحسين البيهقي ؛بلغني أن الحلواني قال : لا أكفر من وقف في القرآن ، قال داود : فسألت سلمة بن شبيب عن الحلواني ،فقال ( يرمى في الحُش ،من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر ). وذكر ذلك الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( 7/365).  قلت:والحلواني هو: أبو محمد الحلواني الحسين بن علي بن محمد الهذلي الخلال   -ويقول أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ( 264هـ):( من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفراً ينقل عن الملة ، ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر)  -وقال مثله تماما أيضا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي (277هـ) وروى ذلك كله اللالكائي في السنة ( 2/176)  - جاء فى رد الامام احمد رحمه الله  على رسالة مسرد بن مسرهد البصري في جوابه عن القرآن قوله : ( فهو كلام الله غير مخلوق ، فمن قال : مخلوق ، فهو كافر بالله العظيم ، ومن لم يكفره فهو كافر . ) أهـ طبقات الحنابلة لأبي يعلى الحنبلي (1/315) .  - يقول الامام أحمد بن حنبل : والقرآن كلام الله تكلم به ، ليس بمخلوق ومن زعم أنّ القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ، ومن زعم أنّ القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أخبث من قول الأول ، ومن زعم أنّ ألفاظنا به ، وتلاوتنا له مخلوقة ، والقرآن كلام الله فهو جهمي ، ومن لم يكفر هؤلاء القوم فهو مثلهم. " العقيدة ،الامام أحمد بن حنبل برواية عبدوس العطار ، المطبوع مع العقيدة برواية أبي بكر الخلاّل ص 79 ط. دار قتيبة / دمشق سنة 1408هـ - 1988م .  -ويقول أيضاً : وما في اللوح المحفوظ وما في المصحف وتلاوة الناس وكيفما وُصف ، فهو كلام الله غير مخلوق ، فمن قال مخلوق ، فهو كافر بالله العظيم ، ومن لم يكفره فهو كافر ... الخ . العقيدة للإمام أحمد بن حنبل برواية مسدد بن مسرهد المطبوع برواية الخلال ص 60 .  إلى أنْ قال : وأما الجهمية ، فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم قالوا : إنّ الجهمية افترقت ثلاث فرق ، فقالت طائفة منهم القرآن كلام الله وهو مخلوق ، وقالت طائفة : القرآن كلام الله وسكتت ، وهي الواقفة الملعونة ، وقالت طائفة منهم : ألفاظنا بالقرآن مخلوقة ، فهؤلاء كلهم جهمية كفار يُستتابون ، فإن تابوا وإلا قتلوا. العقيدة للإمام أحمد بن حنبل ص 61 .  -قال عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة: سمعت أبي ـ رحمه الله يقول: من قال: القرآن مخلوق، فهو عندنا كافر، لأن القرآن من علم الله عز وجل، وفيه أسماء الله عز وجل. اهـ.  وعدَّ ابن القيم هذا في المسائل التي حلف عليها الإمام أحمد، فقال في إعلام الموقعين: أما الإمام أحمد رحمة الله عليه ورضوانه: فإنه حلف على عدة مسائل من فتاويه... سئل: من قال القرآن مخلوق، كافر؟ فقال: إي والله. اهـ.  بل قد حكم الإمام أحمد على البلد التي يظهر فيها القول بخلق القرآن ونحو ذلك من البدع المكفرة بأنها دار كفر، قال أبو بكر الخلال: كان يقول: الدار إذا ظهر فيها القول بخلق القرآن والقدر وما يجري مجرى ذلك، فهي دار كفر اهـ.  ولم ينفرد الإمام أحمد بذلك، فقد عدّ اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: أكثر من خمسمائة وخمسين نفساً من التابعين وتابعيهم، كلّهم قالوا: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال: مخلوق، فهو كافر، ثم قال: ولو اشتغلت بنقل قول المحدثين لبلغت أسماؤهم ألوفا كثيرة, لكني اختصرت وحذفت الأسانيد للاختصار. اهـ.  -وقال الإمام السجزي في رسالته في الرد على من أنكر الحرف والصوت: واتفق المنتمون إلى السّنة بأجمعهم على أنه غير مخلوق، وأنّ القائل بخلقه كافر، فأكثرهم قال: إنه كافر كفراً ينقل عن الملة، ومنهم من قال: هو كافر بقول غير الحق في هذه المسألة، والصحيح الأوّل، لأن من قال: إنه مخلوق، صار منكراً لصفة من صفات ذات الله عز وجل، ومنكر الصفة كمنكر الذات، فكفره كفر جحود لا غير. اهـ.  - قال ابن المقري في الروضة نقلاً عن كتاب الإعلام بقواطع الإسلام : " أن من لم يكفر طائفة ابن عربي كان كمن لم يكفر اليهود والنصارى "  كتاب الإعلام بقواطع الإسلام لابن حجر الهيثمي  ص 379 ط دار المعرفة    -قال شيخ الإسلام في الإقناع ( إن من دعا ميتا وإن كان من الخلفاء الراشدين فهو كافر وإن من شك في كفره فهو كافر) وراجع الغنية عن الكلام وأهله (ص: 73) لحمد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن خطاب، أَبُو سُلَيْمَان الخطّابي البُسْتي الأديب. [المتوفى: 388 هـ] وهو في الدين الخالص لمحمد صديق حسن خان في الدين الخالص (4/97 ط - دار المدني) وفي صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان (1/ 142) لمحمد بشير السَّهسواني الهندي (1252 ـ 1326)  -يقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : من سب الصحابة أو أحداً منهم أو اقترن بسبه دعوى أن علياً إله أو نبي أو أن جبريل غلط فلا شك في كفر هذا بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره . (الصارم المسلول ص 591 ط – دار الجيل )  -وقال شيخ الإسلام بن تيميه أيضاً: ( من دعا علي ابن أبي طالب فقد كفر ومن شك في كفره فقد كفر) أ . هـ  (الرسالة السنية )  -وقال شيخ الإسلام بن تيميه :  ( وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا (يقصد الصحابة رضي الله عنهم ) بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضاً في كفره لأنه مكذب لما قصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين ) أ . هـ  (الصارم المسلول :ص591- 592 ط دار الجيل .)  -ويقول رحمه الله في الرد الاقوم على مافى كتاب فصوص الحكم  (...وأقوال هؤلاء شر من أقوال النصارى وفيها من التناقض من جنس ما فى أقوال النصارى ولهذا يقولون بالحلول تارة وبالإتحاد أخرى وبالوحدة تارة فإنه مذهب متناقض فى نفسه ولهذا يلبسون على من لم يفهمه فهذا كله كفر باطنا وظاهرا بإجماع كل مسلم ومن شك فى كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم فهو كافر كمن يشك فى كفر اليهود والنصارى والمشركين)  (ج2\ص368).  -ويقول شيخ الإسلام ابن تيميه : ( وأما الذي يشهد الحقيقة الكونية وتوحيد الربوبية الشامل للخليقة ويقر أن العباد كلهم تحت القضاء والقدر ويسلك هذه الحقيقة ، ولا يفرق بين المؤمنين المتقين الذين أطاعوا أمر الله الذي بعث به رسله وبين من عصى الله ورسوله من الكفار والفجار فهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى ) ( كتاب الفتاوى ص 67 )  -وقال رحمه الله في موضع اخر - (3 / 2) [ وقال محمد بن سحنون: "أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المتنقص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله له وحكمه عند الأمة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر". ] وانظر الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض - (2 / 215) -فإذا كان من سب النبي  أو تنقصه كان كافراً قطعاً أجمع أهل العلم على كفره، بل وعلى كفر من لم يكفره، فكيف بمن سب الله تعالى جبار السموات والأرض، فصرف شيئاً من العبادة التي لا تصلح إلا له إلى أحد من خلقه ممن هم عبيد له، والشرك بالله مسبَّه لله تبارك وتعالى بغير شك، وهو أعظم الظلم وأكبر الكبائر. وقد قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله في ذلك: إذا كان من رفع رجلاً ـ كمسيلمة الكذاب ـ إلى رتبة النبي  كفر وحل ماله ودمه، ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة، فكيف بمن رفع شمسان أو يوسف أو صحابياً أو نبياً إلى رتبة جبار السموات والأرض سبحان الله ما أعظم شأنه ﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [الروم:59] أ.هـ  رسالة كشف الشبهات في التوحيد. شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.  وعنه ايضا في مجموع الفتاوى في معرض كلامه عن الحلوليين والاتحاديين - (2 / 368) [ وَلِهَذَا يَقُولُونَ بِالْحُلُولِ تَارَةً وَبِالِاتِّحَادِ أُخْرَى وَبِالْوَحْدَةِ تَارَةً فَإِنَّهُ مَذْهَبٌ مُتَنَاقِضٌ فِي نَفْسِهِ ؛ وَلِهَذَا يَلْبِسُونَ عَلَى مَنْ لَمْ يَفْهَمْهُ . فَهَذَا كُلُّهُ كُفْرٌ بَاطِنًا وَظَاهِرًا بِإِجْمَاعِ كُلِّ مُسْلِمٍ وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِ هَؤُلَاءِ فَهُوَ كَافِرٌ كَمَنْ يَشُكُّ فِي كُفْرِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ"  -وقال الشيخ ابن تيمية فى مجموع الفتاوى ( 35/98) عن  الدروز :( كفر هؤلاء مما لا يختلف فيه المسلمون بل من شك فى كفرهم فهو كافر مثلهم لاهم بمنزلة اهل الكتاب ولا المشركين بل هم الكفرة الضالون فلا يباح اكل طعامهم .)  - يقول القاضي عياض في كتابه الشفا :  ( ولهذا نكفر من لم يكفر من دان بغير ملة الإسلام من الملل أو وقف فيهم أو شك أو صحح مذهبهم وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده واعتقد إبطال كل مذهب سواه فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك )أ.هـ(كتاب الشفا – جـ 2 ص610)  ولعل قائل يقول أن هذا القول يعني تكفير من لم يكفر اليهود أو النصارى دون غيرهم، وهو فهم قاصر من قائل ذلك، وإلا فإن كلام أهل العلم و القاضي عياض في هذا الموضع أعم من ذلك بالقطع. ويدلك على ذلك أيضاً قوله في الموضع الآخر: قال محمد بن سحنون: أجمع العلماء أن شاتم النبي  المنتقص له كافر، والوعيد جاء عليه بعذاب الله. وحكمه عند الأمة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر أ.هـ    كما يصرح في موضع آخر بأن ذلك لا يقتصر على تكفير اليهود والنصارى فقط، بل كل من فارق المسلمين من مرتد أو غيره؛ قال رحمه الله: وقائل هذا كله كافر بالإجماع على كفر من لم يكفر أحداً من النصارى واليهود وكل من فارق دين المسلمين، أو وقف في تكفيرهم أو شك. قال القاضي أبو بكر: لأن التوقيف ـ أي النص ـ والإجماع على كفرهم، فمن وقف في ذلك ـ أي شك ـ فقد كذَّب النص أو توقف أو شك فيه، والتكذيب أو الشك فيه لا يقع إلا من كافر أ.هـ  -ويقول القاضي عياض أيضاً :  (وقال نحو هذا القول الجاحظ وثمامة في أن كثيراً من العامة والنساء والبله ومقلدة النصارى واليهود وغيرهم لا حجة لله عليهم .. إذ لم تكن لهم طباع يمكن معه الاستدلال وقد نحا الغزالي قريباً من هذا المنحى في كتاب التفرقة ، وقائل هذا كله كافر بالإجماع على كفر من لم يكفر أحداً من النصارى واليهود وكل من فارق دين المسلمين أو وقف في تكفيرهم أو شك) أ هـ (ص602 ص 603 الشفا الجزء الثاني وكلام الجاحظ هو نفسه كلام أصحاب العذر اليوم إذ يقولون أن عوام الناس المشركين الجهلة اليوم لا حجة لله عليهم فهم معذورون فيما يرتكبونه من أعمال الكفر والإشراك وأن الله عز وجل لم يكفرهم ولا رسوله لأنهم جهال لم تقم عليهم الحجة ... فسبحان الله كيف تشابهت قلوبهم وهل ننتظر أن يرسل الله إليهم رسولاً أم ينزل عليهم ملائكته مبلغين معلمين ؟! ﴿ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾(الأنعام :149)  -قال القاضي عياض نقلاً عن القاضي أبو بكر  قال القاضي أبو بكر لأن التوقيف والإجماع اتفقا على كفرهم فمن وقف في ذلك فقد كذب النص والتوقيف أو شك فيه . والتكذيب أو الشك فيه لا يقع إلا من كافر ) أ .هـ(الشفا جـ2 ص 602، 603 ) قال  الكشميرى فى اكفار الملحدين فى ضروريات الدين ( 58ط الدار الكتب العملية ) ناقلا من شرح الشفا  للخفاجى وكذلك شرح ملا على القارى :- ( ولهذا اى للقول بكفر من خالف ظاهر النصوص والمجمع عليه يكفر من لم يكفر من دان بغير ملة الاسلام من الملل او وقف فيهم  ــــــ اى توقف وتردد فى تكفيرهم او شك فى كفرهم او صحح مذهبهم وان اظهر الاسلام واعتقده واعتقد ابطال كل مذهب سواه فهو اى من لم يكفر من دان بغير ملة الاسلام ـــــ وما بعده ــــــــ  كافر بإظهار ما اظهر من خلاف ذلك اى ما يخالف الاسلام لانه طعن فى الدين وتكذيب لما ورد عنه من خلافه ) أ .هـ.  -قال الملطي في كتاب "التنبيه – صـ 33" :  {.. وجميع أهل القبلة لا اختلاف بينهم أن من شك في كافر فهو كافر ، لأن الشاك في الكفر لا إيمان له ، لأنه لا يعرف كفراً من إيمان ؛ فليس بين الأمة كلها ، المعتزلة ومن دونهم ، خلاف أن الشاك في الكافر كافر}  -يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب  ( والذي يبين ذلك من قصة الردة أن المرتدين افترقوا في ردتهم فمنهم من كذب النبي ورجعوا إلى عبادة الأوثان وقالوا : لو كان نبياً ما مات !!. ومنهم من ثبت على الشهادة ولكن أقر بنبوة مسيلمة ظناً أن النبي أشركه في النبوة لأن مسيلمة أقام شهود زور شهدوا له بذلك فصدقهم كثير من الناس ومع هذا أجمع العلماء أنهم مرتدون ولو جهلوا ذلك ومن شك في ردتهم فهو كافر . )   ( مجموعة التوحيد )  - ويقول محمد بن عبد الوهاب : (وما أحسن ما قال واحد من البوادي لما قدم علينا وسمع شيئاً من الإسلام قال : أشهد أننا كفار يعني هو وجميع البوادي ، وأشهد أن المطوع الذي يسمينا أهل إسلام أنه كافر . )(مجموعة التوحيد ص 37 )  -يقول الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن أبا بطين :  " فمن بلغته رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وبلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة ، فلا يعذر في عدم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فلا عذر له بعد ذلك بالجهل ، وقد أخبر الله سبحانه بجهل كثير من الكفار مع تصريحه بكفرهم ووصف النصارى بالجهل مع أنه لا يشك مسلم في كفرهم ، ونقطع أن أكثر اليهود والنصارى اليوم جهال مقلدون ، ونعتقد كفرهم وكفر من شك في كفرهم." أ .هـ  -قال الشيخ أبو بطين رحمه الله تعالى :  ( وقد أجمع المسلمون : على كُفر من لم يُكفر اليهود والنصارى ، أو شك في كُفرهم ، ونحنُ نتيقن أن أكثرهم جُهال ) .اهـ  -جاء في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية - (1 / 659)  قال ابو بطين رحمه الله تعالى [ وأمّا مَن يقول إنّ مَن تكلّم بالشّهادتين ما يجوز تكفيره، فقائل هذا القول لا بدّ أن يتناقض، ولا يمكنه طرد قوله في مثل مَن أنكر البعث أو شكّ فيه مع إتيانه بالشّهادتين، أو أنكر نبوّة أحد من الأنبياء الذين سَمّاهم الله تعالى في كتابه.أو قال: الزّنا حلال، أو اللّواط، أو الرّبا، ونحو ذلك ، أو أنكر مشروعية الأذان أو الإقامة أو أنكر الوتر أو السّواك، ونحو ذلك، فلا أظنّه يتوقّف في كفر هؤلاء ومثالهم إلاّ أن يكابر أو يعاند، فإن كابر أو عاند فقال لا يضرّ شيء من ذلك ولا يكفر به مَن أتى بالشّهادتين فلا شكّ في كفره ولا في كفر مَن شكّ في كفره؛ لأنّه بقوله هذا مكذِّب لله ولرسوله ولجميع المسلمين . والأدلّة على كفره ظاهره من الكتاب والسّنة والإجماع.... قال القاضي عياض في كتابه: (الشّفاء): (فصل: في بيان ما هو من المقالات كفر) إلى أن قال: والفصل البيّن في هذا أنّ كلّ مقالةٍ صرحت بنفي الرّبوبية أو الوحدانية أو عبادة غير الله أو مع الله فهي كفر إلى أن قال: والذين أشركوا بعبادة الأوثان أو أحد الملائكة أو الشّياطين أو الشّمس أو النّجوم أو النّار أو أحد غير الله من مشركي العرب أو أهل الهند أو السّودان أو غيرهم إلى أن قال: أو أن ثَمَّ للعالم صانعاً سوى الله أو مدبِّراً فذلك كلّه كفر بإجماع المسلمين". فانظر حكاية إجماع المسلمين على كفر مَن عبد غير الله من الملائكة وغيرهم، وهذا ظاهر ولله الحمد. ونصوص القرآن في ذلك كثيرة، فمَن قال إنّ مَن أتى بالشّهادتين وصلّى وصام لا يجوز تكفيره أو عبد غير الله، فهذا كافر، ومَن شكّ في كفره فهو كافر. إلى أن قال:على هذا القول: فهو مكذِّب لله ولرسوله وللإجماع القطعي الذي لا يستريب فيه مَن له أدنى نظر في كلام العلماء ]  -قال ابوبطين  فى مجموعة الرسائل والمسائل (1/655) ) : ( ان فعل  مشركى الزمان عند القبور من دعاء اهل القبور وسؤالهم  قضاء  الحاجات وتفريج الكربات والذبح والنذر لهم ، وقولنا ان هذا شرك اكبر وان من فعله فهوكافر ، والذين  يفعلون هذه العبادات عند القبور كفار بلا شك ، وقول الجهال انكم تكفرون المسلمين فهذا ما عرف الاسلام ولا التوحيد  والظاهر عدم  صحة إسلام هذا القائل فإن من لم ينكر هذه الامور التى يفعلها المشركون اليوم ولا يراها  شيئا فليس بمسلم ) أ .هـ.  -سُئِل الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف ،  عمَّن لم يُكفر الدولة ـ أي الدولة التركية آنذاك ـ ومن جرَّهم على المسلمين ، واختار ولايتهم ، وأنه يلزمهم الجهاد معه ، والآخر لا يرى ذلك كله ، بل الدولة ومن جرهم بُغاة ، ولا يحل منهم إلاَّ ما يحل من البُغاة… ؟  فأجاب : ( من لم يعرف كُفر الدولة ، ولم يُفرق بينهم وبين البُغاة من المسلمين ، لم يعرف معنى لا إله إلاَّ الله .  فإن اعتقد مع ذلك : أن الدولة مسلمون ، فهو أشد وأعظم ، وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله ، وأشرك به ، ومن جرَّهم وأعانهم على المسلمين بأي إعانة ، فهي ردَّة صريحة ) .اهـ  -سئل الشيخ حسن والشيخ عبد الله أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمهم الله جميعاً) عن رجل دخل هذا الدين وأحبه وأحب أهله ، ولكنه لا يعادي المشركين ، أو عاداهم ولم يكفرهم ؟ فأجابا : ( بأن هذا لا يكون مسلماً إلا إذا عرف التوحيد ودان به ، وعمل بموجبه وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم  فيما أخبر به وأطاعه فيما نهى عنه وأمر به وآمن بما جاء به .فمن قال لا أعادي المشركين ، أو عاداهم ولم يكفرهم ، فهو غير مسلم وهو ممن قال الله فيهم : ﴿وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا . أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِيناً ﴾ (النساء:150-151)(مجموعة التوحيد ص 284 كذلك أنظر الدرر السنية ص 111 جـ8)  -وقال الشيخ عبد الله ، والشيخ إبراهيم أبناء الشيخ عبد اللطيف ، والشيخ سليمان بن سحمان ، في الإجابة على سؤال ورد عليهم : ( لا تصح إمامة من لا يُكفِّر الجهمية والقبوريين ، أو يشك في تكفيرهم ، وهذه المسألة من أوضح الواضحات ، عند طلبة العلم… ومع ذلك فأهل العلم متفقون على تكفيره ـ يعنون بِشر المريسي ـ وكذلك القبوريون لا يشك في كفرهم ، من شمَّ رائحة الإيمان ) الدرر السنية 10 / 436  -جاء فيـ /  ( الدرر السنية جـ 2 ص 176 ) -( وقد أجمع علماء الإسلام أن من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم أو اعتقد أن نظامهم أهدى وأفضل من هدى الله ورسوله أو أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فهو كافر لعدم استسلامه وانقياده انقياداً كاملاً لله عز وجل .)  -وقال الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله في معرض شرحه لكلام الشيخ ابن القيم (رحمه الله) في باب التوبة ، قال : ( يتبين لك أن الإسلام ، لا يستقيم إلا بمعاداة أهل الشرك ، فإن لم يعادهم فهو منهم وإن لم يفعل فعلهم .) (مجموعة التوحيد ص 35 )  -يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن في أرجوزته  لم يسلكوا منهج التوحيد بل فتنوا لكل ذي حدث في اللحد مقبور هذا يطــــــوف وهــــذا في تقـربه يأتي إلـيه بمنـحور ومـنـذور وذا به مستغـيث في شـدائـده يرجوا الإجـابة في تيسير معسور  فاحكم بتكفير شخص لا يكفرهم فالحـق شمس وهذا غير معذور  - وقال أولاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأحفاده وتلاميذه رحمهم الله عند كلامهم على الأمور التي توجب الجهاد : (مما يوجب الجهاد لمن اتصف به ، عدم تكفير المشركين ، أو الشك في كفرهم ، فإن ذلك من نواقض الإسلام ومبطلاته ، فمن اتصف به فقد كفر ، وحل دمه وماله ، ووجب قتاله حتى يكفّر المشركين ، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه )) فعلّق عصمة المال والدم بأمرين : الأول : قول لا إله إلا الله ، الثاني : الكفر بما يعبد من دون الله . فلا يعصم دم العبد وماله حتى يأتي بهذين الأمرين ، الأول قوله : لا إله إلا الله ، والمراد معناها لامجرد لفظها ، ومعناها هو توحيد الله بجميع أنواع العبادة ، الأمر الثاني : الكفر بما يعبد من دون الله ، والمراد بذلك تكفير المشركين ، والبراءة منهم ، ومما يعبدون مع الله )الدرر السنية ص(291/9) .  - قال بعض علماء نجد رحمهم الله تعالى (فإن الذي لايكفّر المشركين ، غير مصدق بالقرآن ، فإن القرآن قد كفّر المشركين ، وأمر بتكفيرهم وعداوتهم وقتالهم) الدرر السنية ص(291/9) . أن تكفير المشركين مجمع عليه إجماعاً قطعياً يعلم بالضرورة من دين الإسلام وبتصوّر ما جاءت به الرسل  -قال الشيخ عبداللطيف آل الشيخ رحمه الله تعالى (وبالجملة : فأدلة تحريم دعاء الصالحين من دون الله لايمكن حصرها ولا تستقصى - إلى أن قال - ونقول : اجتمعت الأمة على تحريم هذا - أي دعاء الصالحين - وعلى كفر فاعله إجماعا ضرورياً ، يعرف بالضرورة من دين الإسلام ، وبتصوّر ما جاءت به الرسل) منهاج التأسيس ص(77) .  - وقال أيضا (حكى شيخ الإسلام الإجماع على كفر من جعل بينه وبين الله وسائط ، يدعوهم ويسألهم ويتوكل عليهم ، بل حكى في ردِّه على النصارى ، أن النبوات اتفقت على تكفير من دعا الأموات والغائبين) مصباح الظلام ص(447)  -وقال الشيخ إسحاق آل الشيخ (دعاء أهل القبور وسؤالهم والاستغاثة بهم ليست من هذا الباب ولم يتنازع في هذه المسألة المسلمون ، بل هي مجمع على أنها من الشرك المكفِّر كما حكاه شيخ الإسلام وجعلها مما لاخلاف في التكفير بها) رسالة تكفير المعيّن بتحقيق الخالدي ص(39) .  -وقال الشيخ سليمان بن سحمان (وأما الجهمية وعبّاد القبور فلم يختلف العلماء في تكفيرهم) كشف الأوهام والالتباس ص(76)  - قال الشيخ سليمان بن سحمان  مقررا ومؤكدا ماذكره حسين بن حسن آل الشيخ ، حيث قال حسين آل الشيخ : (قول بعض العلماء من لم يكفّر المشركين أو شك في كفرهم فهو كافر ، فهذا حق ونحن نعتقده بحمد الله ، لكن هذا فيمن أجمع عليه علماء الإسلام على كفره ،)  قال الشيخ سليمان بن سحمان: فالجواب أن يقال :(من لم يكفر المشركين ، أو شك في كفرهم فهو كافر ، وهذا حق كما أقررت به ، وهو قول أهل السنة والجماعة) . انتهى كلامه  كشف الأوهام والالتباس ص (72) .  - قال عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب :  ( واما قول من يقول ان من تكلم بالشهادتين ما يجوز تكفيره وقائل هذا القول لابد ان يتناقض ولا يمكن طرد قوله في مثل من أنكر البعث أو شك فيه مع إتيانه بالشهادتين او انكر نبوة احد من الانبياء الذين سماهم الله فى كتابه او قال الزنا حلال او نحو ذلك ، فلا اظن يتوقف فى كفر هؤلاء الا من يكابر ويعاند ،فإن كابر وعاندوقال لا يضر شيء من ذلك ولا يكفر به من اتى بالشهادتين فلا شك فى كفره ولا كفر من شك فى كفره لانه بقوله هذا مكذب لله ولرسوله ولاجماع المسلمين والأدلة على ذلك ظاهرة بالكتاب والسنة والإجماع )ا.هـ.فانظر رحمك الله كيف حكم بــ : 1-كفر من انكر نبوة احد من الانبياء او قال الزنا حلال او نحو ذلك . 2- ثم حكم بكفر من قال لا يضره شيىء ما دام قد تكلم بالشهادتين قال (فلا شك فى كفره ) اى الذى لم يكفر الكافر الاول . 3- ثم حكم بكفر من لم يكفر  الثانى الذى قال لا يضر الكافر الاول شيىء . قال ( ولا كفر من شك فى كفره )  -وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله : " وفي السنن أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حكم بكفر أهل مسجد في الكوفة قال واحد إنما مسيلمة على حق فيما قال وسكت الباقون فأفتى بكفرهم جميعاً، فلا يأمن الإنسان أن يكون قد صدر منه كلمة كفر أو سمعها وسكت عليها ونحو ذلك فالحذر الحذر أيها العاقلون والتوبة التوبة أيها الغافلون فإن الفتنة حصلت في أصل الدين لا في فروعه ولا في الدنيا ." (الدرر السنية جـ27 ص127)  -ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في شرحه رسالة جده الشيخ محمد بن عبد الوهاب أصل الدين وقاعدته أمران قال : ومن لم يكفر من كفره القرآن فقد خالف ما جاءت به الرسل من التوحيد"(مجموعة التوحيد)  -وقد سئل الشيخ سليمان ابن عبد الله رحمه الله : عن أهل بلد مرتدين أو بادية وهم بنو عم ، ويجئ لهم ذكر عند الأمراء فيتسبب بالدفع عنهم حمية دنيوية إما بطرح نكال أو دفن نقائض المسلمين أو يشير بكف المسلمين عنهم هل يكون هذا موالاة نفاق ؟ أو يصير كفراً ؟ فمما قال " :  وإن كان يقول : أقول غيرهم كفار ، ولا أقول هم كفار ، فهذا حكم منه بإسلامهم إذ لا واسطة بين الكفر والإسلام ، فإن لم يكونوا كفاراً فهم مسلمون وحينئذ فمن سمى الكفر إسلاماً . أو سمى الكفار مسلمين فهو كافر ، فيكون هذا كافراً ) أ . هـ( مجموعة التوحيد  الرسالة السادسة – أوثق عرى الإيمان .ص 109-121)  - قال اللالكائي: "إذا رأيناهم (أي أئمة السلف من الصحابة والتابعين) قد أجمعوا على شيء؛ عولنا عليه، ومن أنكروا قوله أو ردوا عليه بدعته أو كفروه؛ حكمنا به واعتقدناه، ولم يزل من لدن رسول الله إلى يومنا هذا قوم يحفظون هذه الطريقة ويتدينون بها، وإنما هلك من حاد عن هذه الطريقة لجهله طرق الاتباع"اهـ (المقدمة 1/29).  - قال القاضى عياض فى الشفا (2/216/مكتبة الصفا ) (وكذلك نقطع بتكفير كل من كذب قاعدة  من قواعد الشرع وما عرف يقينا بالنقل المتواتر من فعل الرسول  ووقع  الاجماع المتصل عليه )ا.هـ  فالحق شمس والعيون نواظر     ..      ولكنها تخفى على العميان ____________________ د.ماجــد كارم‎ 

شُــــــــــــبهات وردود

 مقتطفــات العليـاء من دُرر العلمــاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-يقول الإمام برهان الدين البقاعي رحمه الله :

"فإنه لم يأت نبي إلا بتكفير المشركين - كما أشار إلى ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله « الأنبياء أولاد علات ، أمهاتهم شتى ودينهم واحد » ".اهـ تفسير نظم الدرر (ج2،ص446)

-قال الخطيب البغدادي ( 392 هـ - 463 هـ) :"قال أبو سلمة: من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر".اهـ كتاب تاريخ بغداد .

ملحوظة 1 :- أبو سلمة صاحب الكلام المتقدم نشأ في خير القرون الأولى، وتوفى سنة (246هـ )، وهو سلمة بن شيب النيسابوري النسائي محدث أهل مكة وأحد كبار الأئمة ، نقل المزي عنه أنه صادق، وحكى أبو نعيم أنه ثقة، و ذكره بن حبان فى كتاب الثقات، وحدث عنه الإمام مسلم وأبو حاتم وأصحاب السنن .

ملحوظة 2 :- نقل عنه كلامه المتقدم في تكفير من لم يكفر الكافر غير واحد من الأئمة كالإمام المزي (742هـ) في تهذيب الكمال، وابن حجر العسقلاني ( 852 هـ) في التهذيب، وابن عساكر (571هـ ) في تاريخه، وكذا بن الدمياطي( 705 هـ ) في كتابه المستفاد من ذيل تاريخ بغداد .

- قال ابن الوزير في الروض الباسم(2/508):-
((ولا شك أن من شك في كفر عابد الأصنام وجب تكفيره ومن لم يكفره كفر ولا علة لذلك إلا أن كفره معلوم من الدين ضرورة )).

وقال البقاعي في مصرع التصوف - (1 / 253)
[ .. ولا يسع أحدا أن يقول أنا واقف أو ساكت لا أثبت ولا أنفي لأن ذلك يقتضي الكفر لأن الكافر من أنكر ما علم من الدين بالضرورة ومن شك في كفر مثل هذا كفر ولهذا قال ابن المقري في مختصر الروضة من شك في اليهود والنصارى وطائفة ابن عربي فهو كافر وحكى القاضي عياض في الباب الثاني من القسم الرابع من الشفاء الإجماع على كفر من لم يكفر أحدا من النصارى واليهود وكل من فارق دين المسلمين أو وقف في تكفيرهم أو شك قال القاضي أبو بكر لأن التوقيف والإجماع اتفقا على كفرهم فمن وقف في ذلك فقد كذب النص أو التوقيف أو شك فيه والتكذيب أو الشك فيه لا يقع إلا من كافر انتهى , وقال الإمام حافظ الدين النسفي في كتابه العمدة في أصول الدين التوقف باطل لاقتضائه الشك والشك فيما يفترض اعتقاده كالإنكار ]

-وقال في نظم الدرر - (8 / 267)
"فلعنة الله عليه أي [ ابن الفارض ] وعلى من تبعه أو شك في كفره أو توقف في لعنه بعد ما نثر من الضلال الذي سعر به البلاد , وأردى كثيراً من العباد."

-قال النووي في "روضة الطالبين": "مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ مَنْ دَانَ بِغَيْرِ الْإِسْلَامِ كَالنَّصَارَى، أَوْ شَكَّ فِي تَكْفِيرِهِمْ، أَوْ صَحَّحَ مَذْهَبَهُمْ، فَهُوَ كَافِرٌ، وَإِنْ أَظْهَرَ مَعَ ذَلِكَ الْإِسْلَامَ وَاعْتَقَدَهُ".

-يقول سفيان بن عيينة ، (198هـ)

( القرآن كلام الله عز وجل من قال مخلوق فهو كافر ، ومن شك في كفره فهو كافر )أهـ.رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة رقم(25) بسند صحيح .

-وكذا نقل مثل هذا القول عن أبي خيثمة مصعب بن سعيد المصيفي كما في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ( 2/256) رقم (430) للإمام الحافظ أبي القاسم هبة الله اللالكائي (418هـ).

-وأيضا عن أبي بكر بن عياش المقريء ( 194هـ ) الثقة العابد ، فقد سئل كما في السنة للالكائي أيضا ( 2/250) رقم (412) عمن يقول القرآن مخلوق ؟ فقال : ( كافر ومن لم يقل إنه كافر فهو كافر ) وإسناده صحيح.

-وكذا سلمة بن شبيب النيسابوري ( 247هـ) محدث أهل مكة،قال ابن حجر في التهذيب (2/303): قال داود بن الحسين البيهقي ؛بلغني أن الحلواني قال : لا أكفر من وقف في القرآن ، قال داود : فسألت سلمة بن شبيب عن الحلواني ،فقال ( يرمى في الحُش ،من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر ). وذكر ذلك الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( 7/365).

قلت:والحلواني هو: أبو محمد الحلواني الحسين بن علي بن محمد الهذلي الخلال

-ويقول أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ( 264هـ):( من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفراً ينقل عن الملة ، ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر)

-وقال مثله تماما أيضا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي (277هـ) وروى ذلك كله اللالكائي في السنة ( 2/176)

- جاء فى رد الامام احمد رحمه الله على رسالة مسرد بن مسرهد البصري في جوابه عن القرآن قوله : ( فهو كلام الله غير مخلوق ، فمن قال : مخلوق ، فهو كافر بالله العظيم ، ومن لم يكفره فهو كافر . ) أهـ طبقات الحنابلة لأبي يعلى الحنبلي (1/315) .

- يقول الامام أحمد بن حنبل : والقرآن كلام الله تكلم به ، ليس بمخلوق ومن زعم أنّ القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ، ومن زعم أنّ القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أخبث من قول الأول ، ومن زعم أنّ ألفاظنا به ، وتلاوتنا له مخلوقة ، والقرآن كلام الله فهو جهمي ، ومن لم يكفر هؤلاء القوم فهو مثلهم. "العقيدة ،الامام أحمد بن حنبل برواية عبدوس العطار ، المطبوع مع العقيدة برواية أبي بكر الخلاّل ص 79 ط. دار قتيبة / دمشق سنة 1408هـ - 1988م .

-ويقول أيضاً : وما في اللوح المحفوظ وما في المصحف وتلاوة الناس وكيفما وُصف ، فهو كلام الله غير مخلوق ، فمن قال مخلوق ، فهو كافر بالله العظيم ، ومن لم يكفره فهو كافر ... الخ .
العقيدة للإمام أحمد بن حنبل برواية مسدد بن مسرهد المطبوع برواية الخلال ص 60 .

إلى أنْ قال : وأما الجهمية ، فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم قالوا : إنّ الجهمية افترقت ثلاث فرق ، فقالت طائفة منهم القرآن كلام الله وهو مخلوق ، وقالت طائفة : القرآن كلام الله وسكتت ، وهي الواقفة الملعونة ، وقالت طائفة منهم : ألفاظنا بالقرآن مخلوقة ، فهؤلاء كلهم جهمية كفار يُستتابون ، فإن تابوا وإلا قتلوا. العقيدة للإمام أحمد بن حنبل ص 61 .

-قال عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة: سمعت أبي ـ رحمه الله يقول: من قال: القرآن مخلوق، فهو عندنا كافر، لأن القرآن من علم الله عز وجل، وفيه أسماء الله عز وجل. اهـ.

وعدَّ ابن القيم هذا في المسائل التي حلف عليها الإمام أحمد، فقال في إعلام الموقعين: أما الإمام أحمد رحمة الله عليه ورضوانه: فإنه حلف على عدة مسائل من فتاويه... سئل: من قال القرآن مخلوق، كافر؟ فقال: إي والله. اهـ.

بل قد حكم الإمام أحمد على البلد التي يظهر فيها القول بخلق القرآن ونحو ذلك من البدع المكفرة بأنها دار كفر، قال أبو بكر الخلال: كان يقول: الدار إذا ظهر فيها القول بخلق القرآن والقدر وما يجري مجرى ذلك، فهي دار كفر اهـ.

ولم ينفرد الإمام أحمد بذلك، فقد عدّ اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: أكثر من خمسمائة وخمسين نفساً من التابعين وتابعيهم، كلّهم قالوا: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال: مخلوق، فهو كافر، ثم قال: ولو اشتغلت بنقل قول المحدثين لبلغت أسماؤهم ألوفا كثيرة, لكني اختصرت وحذفت الأسانيد للاختصار. اهـ.

-وقال الإمام السجزي في رسالته في الرد على من أنكر الحرف والصوت: واتفق المنتمون إلى السّنة بأجمعهم على أنه غير مخلوق، وأنّ القائل بخلقه كافر، فأكثرهم قال: إنه كافر كفراً ينقل عن الملة، ومنهم من قال: هو كافر بقول غير الحق في هذه المسألة، والصحيح الأوّل، لأن من قال: إنه مخلوق، صار منكراً لصفة من صفات ذات الله عز وجل، ومنكر الصفة كمنكر الذات، فكفره كفر جحود لا غير. اهـ.

- قال ابن المقري في الروضة نقلاً عن كتاب الإعلام بقواطع الإسلام :
"أن من لم يكفر طائفة ابن عربي كان كمن لم يكفر اليهود والنصارى "
كتاب الإعلام بقواطع الإسلام لابن حجر الهيثمي ص 379 ط دار المعرفة

-قال شيخ الإسلام في الإقناع ( إن من دعا ميتا وإن كان من الخلفاء الراشدين فهو كافر وإن من شك في كفره فهو كافر) وراجع الغنية عن الكلام وأهله (ص: 73) لحمد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن خطاب، أَبُو سُلَيْمَان الخطّابي البُسْتي الأديب. [المتوفى: 388 هـ] وهو في الدين الخالص لمحمد صديق حسن خان في الدين الخالص (4/97 ط - دار المدني) وفي صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان (1/ 142) لمحمد بشير السَّهسواني الهندي (1252 ـ 1326)

-يقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله :
من سب الصحابة أو أحداً منهم أو اقترن بسبه دعوى أن علياً إله أو نبي أو أن جبريل غلط فلا شك في كفر هذا بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره . (الصارم المسلول ص 591 ط – دار الجيل )

-وقال شيخ الإسلام بن تيميه أيضاً: ( من دعا علي ابن أبي طالب فقد كفر ومن شك في كفره فقد كفر) أ . هـ (الرسالة السنية )

-وقال شيخ الإسلام بن تيميه :
( وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا (يقصد الصحابة رضي الله عنهم ) بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضاً في كفره لأنه مكذب لما قصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين ) أ . هـ (الصارم المسلول :ص591- 592 ط دار الجيل .)

-ويقول رحمه الله في الرد الاقوم على مافى كتاب فصوص الحكم

(...وأقوال هؤلاء شر من أقوال النصارى وفيها من التناقض من جنس ما فى أقوال النصارى ولهذا يقولون بالحلول تارة وبالإتحاد أخرى وبالوحدة تارة فإنه مذهب متناقض فى نفسه ولهذا يلبسون على من لم يفهمه فهذا كله كفر باطنا وظاهرا بإجماع كل مسلم ومن شك فى كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم فهو كافر كمن يشك فى كفر اليهود والنصارى والمشركين) (ج2\ص368).

-ويقول شيخ الإسلام ابن تيميه :
( وأما الذي يشهد الحقيقة الكونية وتوحيد الربوبية الشامل للخليقة ويقر أن العباد كلهم تحت القضاء والقدر ويسلك هذه الحقيقة ، ولا يفرق بين المؤمنين المتقين الذين أطاعوا أمر الله الذي بعث به رسله وبين من عصى الله ورسوله من الكفار والفجار فهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى ) ( كتاب الفتاوى ص 67 )

-وقال رحمه الله في موضع اخر - (3 / 2)
[ وقال محمد بن سحنون: "أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المتنقص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله له وحكمه عند الأمة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر". ] وانظر الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض - (2 / 215)
-فإذا كان من سب النبي أو تنقصه كان كافراً قطعاً أجمع أهل العلم على كفره، بل وعلى كفر من لم يكفره، فكيف بمن سب الله تعالى جبار السموات والأرض، فصرف شيئاً من العبادة التي لا تصلح إلا له إلى أحد من خلقه ممن هم عبيد له، والشرك بالله مسبَّه لله تبارك وتعالى بغير شك، وهو أعظم الظلم وأكبر الكبائر. وقد قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله في ذلك: إذا كان من رفع رجلاً ـ كمسيلمة الكذاب ـ إلى رتبة النبي كفر وحل ماله ودمه، ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة، فكيف بمن رفع شمسان أو يوسف أو صحابياً أو نبياً إلى رتبة جبار السموات والأرض سبحان الله ما أعظم شأنه ﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [الروم:59] أ.هـ رسالة كشف الشبهات في التوحيد. شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.

وعنه ايضا في مجموع الفتاوى في معرض كلامه عن الحلوليين والاتحاديين - (2 / 368)
[ وَلِهَذَا يَقُولُونَ بِالْحُلُولِ تَارَةً وَبِالِاتِّحَادِ أُخْرَى وَبِالْوَحْدَةِ تَارَةً فَإِنَّهُ مَذْهَبٌ مُتَنَاقِضٌ فِي نَفْسِهِ ؛ وَلِهَذَا يَلْبِسُونَ عَلَى مَنْ لَمْ يَفْهَمْهُ . فَهَذَا كُلُّهُ كُفْرٌ بَاطِنًا وَظَاهِرًا بِإِجْمَاعِ كُلِّ مُسْلِمٍ وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِ هَؤُلَاءِ فَهُوَ كَافِرٌ كَمَنْ يَشُكُّ فِي كُفْرِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ"

-وقال الشيخ ابن تيمية فى مجموع الفتاوى ( 35/98) عن الدروز كفر هؤلاء مما لا يختلف فيه المسلمون بل من شك فى كفرهم فهو كافر مثلهم لاهم بمنزلة اهل الكتاب ولا المشركين بل هم الكفرة الضالون فلا يباح اكل طعامهم .)

- يقول القاضي عياض في كتابه الشفا :

( ولهذا نكفر من لم يكفر من دان بغير ملة الإسلام من الملل أو وقف فيهم أو شك أو صحح مذهبهم وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده واعتقد إبطال كل مذهب سواه فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك )أ.هـ(كتاب الشفا – جـ 2 ص610)

ولعل قائل يقول أن هذا القول يعني تكفير من لم يكفر اليهود أو النصارى دون غيرهم، وهو فهم قاصر من قائل ذلك، وإلا فإن كلام أهل العلم و القاضي عياض في هذا الموضع أعم من ذلك بالقطع. ويدلك على ذلك أيضاً قوله في الموضع الآخر: قال محمد بن سحنون: أجمع العلماء أن شاتم النبي المنتقص له كافر، والوعيد جاء عليه بعذاب الله. وحكمه عند الأمة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر أ.هـ
كما يصرح في موضع آخر بأن ذلك لا يقتصر على تكفير اليهود والنصارى فقط، بل كل من فارق المسلمين من مرتد أو غيره؛ قال رحمه الله: وقائل هذا كله كافر بالإجماع على كفر من لم يكفر أحداً من النصارى واليهود وكل من فارق دين المسلمين، أو وقف في تكفيرهم أو شك. قال القاضي أبو بكر: لأن التوقيف ـ أي النص ـ والإجماع على كفرهم، فمن وقف في ذلك ـ أي شك ـ فقد كذَّب النص أو توقف أو شك فيه، والتكذيب أو الشك فيه لا يقع إلا من كافر أ.هـ

-ويقول القاضي عياض أيضاً :

(وقال نحو هذا القول الجاحظ وثمامة في أن كثيراً من العامة والنساء والبله ومقلدة النصارى واليهود وغيرهم لا حجة لله عليهم .. إذ لم تكن لهم طباع يمكن معه الاستدلال وقد نحا الغزالي قريباً من هذا المنحى في كتاب التفرقة ، وقائل هذا كله كافر بالإجماع على كفر من لم يكفر أحداً من النصارى واليهود وكل من فارق دين المسلمين أو وقف في تكفيرهم أو شك) أ هـ (ص602 ص 603 الشفا الجزء الثاني
وكلام الجاحظ هو نفسه كلام أصحاب العذر اليوم إذ يقولون أن عوام الناس المشركين الجهلة اليوم لا حجة لله عليهم فهم معذورون فيما يرتكبونه من أعمال الكفر والإشراك وأن الله عز وجل لم يكفرهم ولا رسوله لأنهم جهال لم تقم عليهم الحجة ... فسبحان الله كيف تشابهت قلوبهم وهل ننتظر أن يرسل الله إليهم رسولاً أم ينزل عليهم ملائكته مبلغين معلمين ؟! ﴿ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾(الأنعام :149)

-قال القاضي عياض نقلاً عن القاضي أبو بكر

قال القاضي أبو بكر لأن التوقيف والإجماع اتفقا على كفرهم فمن وقف في ذلك فقد كذب النص والتوقيف أو شك فيه . والتكذيب أو الشك فيه لا يقع إلا من كافر ) أ .هـ(الشفا جـ2 ص 602، 603 )
قال الكشميرى فى اكفار الملحدين فى ضروريات الدين ( 58ط الدار الكتب العملية ) ناقلا من شرح الشفا للخفاجى وكذلك شرح ملا على القارى :- ( ولهذا اى للقول بكفر من خالف ظاهر النصوص والمجمع عليه يكفر من لم يكفر من دان بغير ملة الاسلام من الملل او وقف فيهم ــــــ اى توقف وتردد فى تكفيرهم او شك فى كفرهم او صحح مذهبهم وان اظهر الاسلام واعتقده واعتقد ابطال كل مذهب سواه فهو اى من لم يكفر من دان بغير ملة الاسلام ـــــ وما بعده ــــــــ كافر بإظهار ما اظهر من خلاف ذلك اى ما يخالف الاسلام لانه طعن فى الدين وتكذيب لما ورد عنه من خلافه ) أ .هـ.

-قال الملطي في كتاب "التنبيه – صـ 33" :

{.. وجميع أهل القبلة لا اختلاف بينهم أن من شك في كافر فهو كافر ، لأن الشاك في الكفر لا إيمان له ، لأنه لا يعرف كفراً من إيمان ؛ فليس بين الأمة كلها ، المعتزلة ومن دونهم ، خلاف أن الشاك في الكافر كافر}

-يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب

( والذي يبين ذلك من قصة الردة أن المرتدين افترقوا في ردتهم فمنهم من كذب النبي ورجعوا إلى عبادة الأوثان وقالوا : لو كان نبياً ما مات !!.
ومنهم من ثبت على الشهادة ولكن أقر بنبوة مسيلمة ظناً أن النبي أشركه في النبوة لأن مسيلمة أقام شهود زور شهدوا له بذلك فصدقهم كثير من الناس ومع هذا أجمع العلماء أنهم مرتدون ولو جهلوا ذلك ومن شك في ردتهم فهو كافر . ) ( مجموعة التوحيد )

- ويقول محمد بن عبد الوهاب : (وما أحسن ما قال واحد من البوادي لما قدم علينا وسمع شيئاً من الإسلام قال : أشهد أننا كفار يعني هو وجميع البوادي ، وأشهد أن المطوع الذي يسمينا أهل إسلام أنه كافر . )(مجموعة التوحيد ص 37 )

-يقول الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن أبا بطين :

"فمن بلغته رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وبلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة ، فلا يعذر في عدم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فلا عذر له بعد ذلك بالجهل ، وقد أخبر الله سبحانه بجهل كثير من الكفار مع تصريحه بكفرهم ووصف النصارى بالجهل مع أنه لا يشك مسلم في كفرهم ، ونقطع أن أكثر اليهود والنصارى اليوم جهال مقلدون ، ونعتقد كفرهم وكفر من شك في كفرهم."أ .هـ

-قال الشيخ أبو بطين رحمه الله تعالى :

( وقد أجمع المسلمون : على كُفر من لم يُكفر اليهود والنصارى ، أو شك في كُفرهم ، ونحنُ نتيقن أن أكثرهم جُهال ) .اهـ

-جاء في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية - (1 / 659)

قال ابو بطين رحمه الله تعالى [ وأمّا مَن يقول إنّ مَن تكلّم بالشّهادتين ما يجوز تكفيره، فقائل هذا القول لا بدّ أن يتناقض، ولا يمكنه طرد قوله في مثل مَن أنكر البعث أو شكّ فيه مع إتيانه بالشّهادتين، أو أنكر نبوّة أحد من الأنبياء الذين سَمّاهم الله تعالى في كتابه.أو قال: الزّنا حلال، أو اللّواط، أو الرّبا، ونحو ذلك ، أو أنكر مشروعية الأذان أو الإقامة أو أنكر الوتر أو السّواك، ونحو ذلك، فلا أظنّه يتوقّف في كفر هؤلاء ومثالهم إلاّ أن يكابر أو يعاند، فإن كابر أو عاند فقال لا يضرّ شيء من ذلك ولا يكفر به مَن أتى بالشّهادتين فلا شكّ في كفره ولا في كفر مَن شكّ في كفره؛ لأنّه بقوله هذا مكذِّب لله ولرسوله ولجميع المسلمين . والأدلّة على كفره ظاهره من الكتاب والسّنة والإجماع.... قال القاضي عياض في كتابه: (الشّفاء): (فصل: في بيان ما هو من المقالات كفر) إلى أن قال:
والفصل البيّن في هذا أنّ كلّ مقالةٍ صرحت بنفي الرّبوبية أو الوحدانية أو عبادة غير الله أو مع الله فهي كفر إلى أن قال:
والذين أشركوا بعبادة الأوثان أو أحد الملائكة أو الشّياطين أو الشّمس أو النّجوم أو النّار أو أحد غير الله من مشركي العرب أو أهل الهند أو السّودان أو غيرهم إلى أن قال: أو أن ثَمَّ للعالم صانعاً سوى الله أو مدبِّراً فذلك كلّه كفر بإجماع المسلمين". فانظر حكاية إجماع المسلمين على كفر مَن عبد غير الله من الملائكة وغيرهم، وهذا ظاهر ولله الحمد.
ونصوص القرآن في ذلك كثيرة، فمَن قال إنّ مَن أتى بالشّهادتين وصلّى وصام لا يجوز تكفيره أو عبد غير الله، فهذا كافر، ومَن شكّ في كفره فهو كافر. إلى أن قال:على هذا القول: فهو مكذِّب لله ولرسوله وللإجماع القطعي الذي لا يستريب فيه مَن له أدنى نظر في كلام العلماء ]

-قال ابوبطين فى مجموعة الرسائل والمسائل (1/655) ) : ( ان فعل مشركى الزمان عند القبور من دعاء اهل القبور وسؤالهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات والذبح والنذر لهم ، وقولنا ان هذا شرك اكبر وان من فعله فهوكافر ، والذين يفعلون هذه العبادات عند القبور كفار بلا شك ، وقول الجهال انكم تكفرون المسلمين فهذا ما عرف الاسلام ولا التوحيد والظاهر عدم صحة إسلام هذا القائل فإن من لم ينكر هذه الامور التى يفعلها المشركون اليوم ولا يراها شيئا فليس بمسلم ) أ .هـ.

-سُئِل الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف ،

عمَّن لم يُكفر الدولة ـ أي الدولة التركية آنذاك ـ ومن جرَّهم على المسلمين ، واختار ولايتهم ، وأنه يلزمهم الجهاد معه ، والآخر لا يرى ذلك كله ، بل الدولة ومن جرهم بُغاة ، ولا يحل منهم إلاَّ ما يحل من البُغاة… ؟
فأجاب : ( من لم يعرف كُفر الدولة ، ولم يُفرق بينهم وبين البُغاة من المسلمين ، لم يعرف معنى لا إله إلاَّ الله .
فإن اعتقد مع ذلك : أن الدولة مسلمون ، فهو أشد وأعظم ، وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله ، وأشرك به ، ومن جرَّهم وأعانهم على المسلمين بأي إعانة ، فهي ردَّة صريحة ) .اهـ

-سئل الشيخ حسن والشيخ عبد الله أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمهم الله جميعاً) عن رجل دخل هذا الدين وأحبه وأحب أهله ، ولكنه لا يعادي المشركين ، أو عاداهم ولم يكفرهم ؟
فأجابا : ( بأن هذا لا يكون مسلماً إلا إذا عرف التوحيد ودان به ، وعمل بموجبه وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به وأطاعه فيما نهى عنه وأمر به وآمن بما جاء به .فمن قال لا أعادي المشركين ، أو عاداهم ولم يكفرهم ، فهو غير مسلم وهو ممن قال الله فيهم :
﴿وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا . أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِيناً ﴾ (النساء:150-151)(مجموعة التوحيد ص 284 كذلك أنظر الدرر السنية ص 111 جـ8)

-وقال الشيخ عبد الله ، والشيخ إبراهيم أبناء الشيخ عبد اللطيف ، والشيخ سليمان بن سحمان ، في الإجابة على سؤال ورد عليهم :
( لا تصح إمامة من لا يُكفِّر الجهمية والقبوريين ، أو يشك في تكفيرهم ، وهذه المسألة من أوضح الواضحات ، عند طلبة العلم…
ومع ذلك فأهل العلم متفقون على تكفيره ـ يعنون بِشر المريسي ـ وكذلك القبوريون لا يشك في كفرهم ، من شمَّ رائحة الإيمان ) الدرر السنية 10 / 436

-جاء فيـ / ( الدرر السنية جـ 2 ص 176 )
-( وقد أجمع علماء الإسلام أن من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم أو اعتقد أن نظامهم أهدى وأفضل من هدى الله ورسوله أو أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فهو كافر لعدم استسلامه وانقياده انقياداً كاملاً لله عز وجل .)

-وقال الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله في معرض شرحه لكلام الشيخ ابن القيم (رحمه الله) في باب التوبة ، قال :
( يتبين لك أن الإسلام ، لا يستقيم إلا بمعاداة أهل الشرك ، فإن لم يعادهم فهو منهم وإن لم يفعل فعلهم .) (مجموعة التوحيد ص 35 )

-يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن في أرجوزته

لم يسلكوا منهج التوحيد بل فتنوا لكل ذي حدث في اللحد مقبور
هذا يطــــــوف وهــــذا في تقـربه يأتي إلـيه بمنـحور ومـنـذور
وذا به مستغـيث في شـدائـده يرجوا الإجـابة في تيسير معسور

فاحكم بتكفير شخص لا يكفرهم
فالحـق شمس وهذا غير معذور

- وقال أولاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأحفاده وتلاميذه رحمهم الله عند كلامهم على الأمور التي توجب الجهاد :
(مما يوجب الجهاد لمن اتصف به ، عدم تكفير المشركين ، أو الشك في كفرهم ، فإن ذلك من نواقض الإسلام ومبطلاته ، فمن اتصف به فقد كفر ، وحل دمه وماله ، ووجب قتاله حتى يكفّر المشركين ، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه ))
فعلّق عصمة المال والدم بأمرين :
الأول : قول لا إله إلا الله ، الثاني : الكفر بما يعبد من دون الله .
فلا يعصم دم العبد وماله حتى يأتي بهذين الأمرين ، الأول قوله : لا إله إلا الله ، والمراد معناها لامجرد لفظها ، ومعناها هو توحيد الله بجميع أنواع العبادة ، الأمر الثاني : الكفر بما يعبد من دون الله ، والمراد بذلك تكفير المشركين ، والبراءة منهم ، ومما يعبدون مع الله )الدرر السنية ص(291/9) .

- قال بعض علماء نجد رحمهم الله تعالى (فإن الذي لايكفّر المشركين ، غير مصدق بالقرآن ، فإن القرآن قد كفّر المشركين ، وأمر بتكفيرهم وعداوتهم وقتالهم) الدرر السنية ص(291/9) .
أن تكفير المشركين مجمع عليه إجماعاً قطعياً يعلم بالضرورة من دين الإسلام وبتصوّر ما جاءت به الرسل

-قال الشيخ عبداللطيف آل الشيخ رحمه الله تعالى (وبالجملة : فأدلة تحريم دعاء الصالحين من دون الله لايمكن حصرها ولا تستقصى - إلى أن قال - ونقول : اجتمعت الأمة على تحريم هذا - أي دعاء الصالحين - وعلى كفر فاعله إجماعا ضرورياً ، يعرف بالضرورة من دين الإسلام ، وبتصوّر ما جاءت به الرسل) منهاج التأسيس ص(77) .

- وقال أيضا (حكى شيخ الإسلام الإجماع على كفر من جعل بينه وبين الله وسائط ، يدعوهم ويسألهم ويتوكل عليهم ، بل حكى في ردِّه على النصارى ، أن النبوات اتفقت على تكفير من دعا الأموات والغائبين) مصباح الظلام ص(447)

-وقال الشيخ إسحاق آل الشيخ (دعاء أهل القبور وسؤالهم والاستغاثة بهم ليست من هذا الباب ولم يتنازع في هذه المسألة المسلمون ، بل هي مجمع على أنها من الشرك المكفِّر كما حكاه شيخ الإسلام وجعلها مما لاخلاف في التكفير بها) رسالة تكفير المعيّن بتحقيق الخالدي ص(39) .

-وقال الشيخ سليمان بن سحمان (وأما الجهمية وعبّاد القبور فلم يختلف العلماء في تكفيرهم) كشف الأوهام والالتباس ص(76)

- قال الشيخ سليمان بن سحمان مقررا ومؤكدا ماذكره حسين بن حسن آل الشيخ ، حيث قال حسين آل الشيخ :
(قول بعض العلماء من لم يكفّر المشركين أو شك في كفرهم فهو كافر ، فهذا حق ونحن نعتقده بحمد الله ، لكن هذا فيمن أجمع عليه علماء الإسلام على كفره ،)

قال الشيخ سليمان بن سحمان:
فالجواب أن يقال :(من لم يكفر المشركين ، أو شك في كفرهم فهو كافر ، وهذا حق كما أقررت به ، وهو قول أهل السنة والجماعة) . انتهى كلامه كشف الأوهام والالتباس ص (72) .

- قال عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب : ( واما قول من يقول ان من تكلم بالشهادتين ما يجوز تكفيره وقائل هذا القول لابد ان يتناقض ولا يمكن طرد قوله في مثل من أنكر البعث أو شك فيه مع إتيانه بالشهادتين او انكر نبوة احد من الانبياء الذين سماهم الله فى كتابه او قال الزنا حلال او نحو ذلك ، فلا اظن يتوقف فى كفر هؤلاء الا من يكابر ويعاند ،فإن كابر وعاندوقال لا يضر شيء من ذلك ولا يكفر به من اتى بالشهادتين فلا شك فى كفره ولا كفر من شك فى كفره لانه بقوله هذا مكذب لله ولرسوله ولاجماع المسلمين والأدلة على ذلك ظاهرة بالكتاب والسنة والإجماع )ا.هـ.فانظر رحمك الله كيف حكم بــ :
1-كفر من انكر نبوة احد من الانبياء او قال الزنا حلال او نحو ذلك .
2- ثم حكم بكفر من قال لا يضره شيىء ما دام قد تكلم بالشهادتين قال (فلا شك فى كفره ) اى الذى لم يكفر الكافر الاول .
3- ثم حكم بكفر من لم يكفر الثانى الذى قال لا يضر الكافر الاول شيىء . قال ( ولا كفر من شك فى كفره )

-وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله :
"وفي السنن أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حكم بكفر أهل مسجد في الكوفة قال واحد إنما مسيلمة على حق فيما قال وسكت الباقون فأفتى بكفرهم جميعاً، فلا يأمن الإنسان أن يكون قد صدر منه كلمة كفر أو سمعها وسكت عليها ونحو ذلك فالحذر الحذر أيها العاقلون والتوبة التوبة أيها الغافلون فإن الفتنة حصلت في أصل الدين لا في فروعه ولا في الدنيا ." (الدرر السنية جـ27 ص127)

-ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في شرحه رسالة جده الشيخ محمد بن عبد الوهاب أصل الدين وقاعدته أمران قال : ومن لم يكفر من كفره القرآن فقد خالف ما جاءت به الرسل من التوحيد"(مجموعة التوحيد)

-وقد سئل الشيخ سليمان ابن عبد الله رحمه الله : عن أهل بلد مرتدين أو بادية وهم بنو عم ، ويجئ لهم ذكر عند الأمراء فيتسبب بالدفع عنهم حمية دنيوية إما بطرح نكال أو دفن نقائض المسلمين أو يشير بكف المسلمين عنهم هل يكون هذا موالاة نفاق ؟ أو يصير كفراً ؟ فمما قال " : وإن كان يقول : أقول غيرهم كفار ، ولا أقول هم كفار ، فهذا حكم منه بإسلامهم إذ لا واسطة بين الكفر والإسلام ، فإن لم يكونوا كفاراً فهم مسلمون وحينئذ فمن سمى الكفر إسلاماً . أو سمى الكفار مسلمين فهو كافر ، فيكون هذا كافراً ) أ . هـ( مجموعة التوحيد الرسالة السادسة – أوثق عرى الإيمان .ص 109-121)

- قال اللالكائي: "إذا رأيناهم (أي أئمة السلف من الصحابة والتابعين) قد أجمعوا على شيء؛ عولنا عليه، ومن أنكروا قوله أو ردوا عليه بدعته أو كفروه؛ حكمنا به واعتقدناه، ولم يزل من لدن رسول الله إلى يومنا هذا قوم يحفظون هذه الطريقة ويتدينون بها، وإنما هلك من حاد عن هذه الطريقة لجهله طرق الاتباع"اهـ (المقدمة 1/29).

- قال القاضى عياض فى الشفا (2/216/مكتبة الصفا ) (وكذلك نقطع بتكفير كل من كذب قاعدة من قواعد الشرع وما عرف يقينا بالنقل المتواتر من فعل الرسول ووقع الاجماع المتصل عليه )ا.هـ

فالحق شمس والعيون نواظر .. ولكنها تخفى على العميان
____________________
د.ماجــد كارم

هذا بيان للناس رسالة في الرد علي العاذر بالجهل

$
0
0

 Photo: ‎عنوان الرسالة: هذا بيان للناس (تم تعديل الاخطاء الكتابية في النسخة 2) المؤلف: العبد الفقير موحد الله. الموضوع: نقض كلام العاذرين. الرابط:http://www.gulfup.com/?0FQdlr ------------------------------------------------------  بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله. قال تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ  كَذَٰلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ ۚقُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ  وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ  قَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ  الحمد لله الذي بين لنا الكفر و الإيمان . الحمد لله الذي أخذ الميثاق على عباده قبل أن يخلقوا في الأرحام. و جعل لهم عقولا يتفكرون بها في آياته. و أرسل لهم رسلا مبشرين و منذرين. فهل بعد رحمة ربنا بنا عذر لمن لم يذق طعم الإيمان.  باب تسمية الكافر كافر قبل قيام الحجة الرسالية: و إن كانت الحجة قائمة على البشر منذ أن أخذ الله الميثاق و سبق أن تحدثنا على هذا في رسالة الوبيص . لكن حتى بعثة الأنبياء حجة-الحجة الرسالية-.  قال تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ) [التوبة:6]. قال الإمام أبو جعفر الطبري:  ذلك بأنهم قوم لا يعلمون ، يقول: تفعل ذلك بهم، من إعطائك إياهم الأمان ليسمعوا القرآن، وردِّك إياهم إذا أبوا الإسلام إلى مأمنهم، من أجل أنهم قوم جهلة لا يفقهون عن الله حجة، ولا يعلمون ما لهم بالإيمان بالله لو آمنوا، وما عليهم من الوِزْر والإثم بتركهم الإيمان بالله.  قال تعالى: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ)[البينة:1].  قال الإمام ابن أبي زمنين:  أَيْ: مُنْتَهِينَ عَنْ كُفْرِهِمْ  شرك قوم نوح: وهو أول شرك وقع على وجه الأرض، ومن المعلوم بيقين أن آدم عليه السلام  ترك ذريته على التوحيد الخالص. و رغم ذلك سمى الله  الذين بدلوا دينه و عبدوا غيره كفارا.و لم يعذر نوح الكفار بجهل أو بحجة أنهم لم تبلغهم رسالة رغم أنه أول نذير على وجه الأرض. قال تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)  و لماذا لم يعذر هؤلاء الذين لم تبلغهم الحجة الرسالية:  قال الإمام البخاري: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأُمَوِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ قَالَ نَعَمْ هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ.  قال الإمام البخاري :  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ سُورَةً طَوِيلَةً ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ بِسُورَةٍ أُخْرَى ثُمَّ رَكَعَ حَتَّى قَضَاهَا وَسَجَدَ ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ فِي الثَّانِيَةِ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى يُفْرَجَ عَنْكُمْ لَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَقَامِي هَذَا كُلَّ شَيْءٍ وُعِدْتُهُ حَتَّى لَقَدْ رَأَيْتُ أُرِيدُ أَنْ آخُذَ قِطْفًا مِنْ الْجَنَّةِ حِينَ رَأَيْتُمُونِي جَعَلْتُ أَتَقَدَّمُ وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ وَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ وَهُوَ الَّذِي سَيَّبَ السَّوَائِبَ.   قال الإمام مسلم: -باب الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى الْكُفْرِ لَا يَنْفَعُهُ عَمَلٌ-  حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ قَالَ لَا يَنْفَعُهُ إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ    و قد قال تعالى فيهم: لتنذر قوما ما أنذر ءابآئهم فهم غافلون.  قال الإمام مسلم: -باب بَيَانِ أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى الْكُفْرِ فَهُوَ فِي النَّارِ وَلَا تَنَالُهُ شَفَاعَةٌ وَلَا تَنْفَعُهُ قَرَابَةُ الْمُقَرَّبِينَ-   حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ أَبِي قَالَ فِي النَّارِ فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ فَقَالَ إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ.  قال الإمام مسلم:  حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى قَالَا حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي. و قد قال تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ. و هذا دليل على أنها كافرة لا عذر لها .  فمن الأولى عذر من لم تقم عليه الحجة الرسالية أم من ولد في عصر الانترنت. و لو عذرنا الكفار فمن الكافر؟ هذا تكذيب لقوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ  باب تسمية من فعل الكفر كافرا بعد بلوغ الحجة الرسالية: قال تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ () لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ . قال الإمام أبو جعفر الطبري: يقول تعالى جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولئن سألت، يا محمد، هؤلاء المنافقين عما قالوا من الباطل والكذب، ليقولن لك: إنما قلنا ذلك لعبًا، وكنا نخوض في حديثٍ لعبًا وهزؤًا يقول الله لمحمد صلى الله عليه وسلم: قل، يا محمد، أبالله وآيات كتابه ورسوله كنتم تستهزءون؟ حدثنا علي بن داود قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثنا الليث قال، حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم: أن رجلا من المنافقين قال لعوف بن مالك في غزوة تبوك: ما لقُرَّائنا هؤلاء أرغبُنا بطونًا وأكذبُنا ألسنةً، وأجبُننا عند اللقاء فقال له عوف: كذبت، ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه  قال زيد قال عبد الله بن عمر: فنظرت إليه متعلقًا بحَقَب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبُهُ الحجارة، يقول: (إنما كنا نخوض ونلعب)  فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: (أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن) ؟ ما يزيده.  حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، أرغبَ بطونًا، ولا أكذبَ ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء فقال رجل في المجلس: كذبتَ، ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن. قال عبد الله بن عمر: فأنا رأيته متعلقًا بحَقَب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تَنْكُبه الحجارة، وهو يقول: "يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب "، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)  يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل لهؤلاء الذين وصفت لك صفتهم: (لا تعتذروا) ، بالباطل، فتقولوا: (كنا نخوض ونلعب) (قد كفرتم) ، يقول: قد جحدتم الحق بقولكم ما قلتم في رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به (بعد إيمانكم) ، يقول: بعد تصديقكم به وإقراركم به  (إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة) .  يأيها العاذر ألم تلاحظ أن عوف قال له كذبت و لكنك منافق. هذا تكفير واضح منه. هل قال له الصحابة أو نبي الله عليه الصلاة و السلام هل أقمت عليه الحجة  أم لا قبل تكفيره.هل انتفت الموانع  ؟ لم يرد كل هذا. فمن أين لكم بمانع الجهل و التأويل و غيره من الموانع التي شرعتموها؟؟؟  باب الرد على شبهة ذات أنواط: قال أبو عيسى الترمذي: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَخْزُومِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138] وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ " و قال الإمام : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ   قال الإمام الحميدي في مسنده: حدثنا سُفْيَانُ، قَالَ: حدثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثيِّ بنحوه.  قال أحمد في مسنده: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ ثُمَّ الْجُنْدَعِيِّ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ بنحوه.  و أخرجه المروزي في سنته : حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ بنحوه. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدَّيْلِيِّ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ بنحوه. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءِ بْنُ عُبَيْدٍ الضَّبْعِيُّ، عَنْ جُوَيْرِيَّةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدَّيْلِيِّ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ بنحوه. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي سِنَانٍ الدَّيْلِيِّ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّب نحوه.  و أخرجه النسائي: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ بنحوه.  وأخرجه أبو يعلى في مسنده: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ بنحوه.  و أخرجه الطبراني في معجمه الكبير: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ بنحوه.  فلا شك في صحة هذا الحديث. لكن الجهلة من الناس قالوا الصحابة رضوان الله عليهم فعلوا كفرا و النبي عليه الصلاة و السلام عذرهم بجهل. سبق أن رددنا على هذه الشبهة  في كتاب التفصيل: أولا هذا مفتر على الصحابة و مفتر على نبي الله صلى الله عليه و سلم. و لقتله أحب للمسلمين من الدنيا و ما فيها. ثانيا الكاف تفيد التشبيه لا المماثلة في العمل.كقوله صلى الله عليه و سلم مدمن الخمر كعابد الوثن.و وجه الشبه أن بني إسرائيل طلبت أن تتشبه بالكفار لكن في الشرك.أما الصحابة رضوان الله عليهم طلبوا أن تكون لهم شجرة يعلقون عليها أسلحتهم. ثالثا قالوا للنبي عليه الصلاة و السلام اجعل لنا ذات أنواط على وجه الطلب لا الإعلام. رابعا لم يطلبوا في طلبهم شيئا مخرجا من الملة كما طلبت بنوا إسرائيل.  انتهى الكلام المنقول من كتاب التفصيل. و سأضيف عليه كلاما اخر. يأيها المفتري على المسلمين. يا من تدعي أنك عربي ما قولك في الأحاديث التي سأذكرها الآن.  قال الإمام ابن ماجه في سننه:  حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُدْمِنُ الْخَمْرِ، كَعَابِدِ وَثَنٍ»  على فهمكم  لمفهوم التشبيه نقول لمن شرب الخمر يا عابد الوثن.و قولكم  يلزمكم أن تقول أن هذا الفعل كفر أي شرب الخمر.فاثبتوا على قول هداكم الله للحق.  و قال الإمام أبو عبد الله البخاري في صحيحه: حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ-صاحب المسند-، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةً - يَعْنِي البَدْرَ - فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا» ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الغُرُوبِ} [ق: 39] ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ: «افْعَلُوا لاَ تَفُوتَنَّكُمْ» و أخرجه في صحيحه من طرق أخرى: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ لِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بنحوه. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بنحوه. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، وَهُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ بنحوه.  وأخرجه مسلم في صحيحه: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بنحوه.  و أخرجه أبي داود في سننه: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بنحوه.  و أخرجه ابن ماجه في سننه: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، و وَكِيعٌ، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِي يَعْلَى، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بنحوه.  و أخرجه السراج في حديثه و مسنده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير وَوَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ، كُلُّهُمْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بنحوه. حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بنحوه.  وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا أَبِي، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، ثنا قَيْسٌ، قَالَ: قَالَ لِي جَرِيرٌ بنحوه. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَوَكِيعٌ، قَالُوا: ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ بنحوه. و لم يروى هذا الحديث إلا عن طريق إسماعيل عن قيس عن جرير.                    و لا ينكر هذا الحديث إلا جهمي. المهم من المعلوم أن التشبيه هنا في الرؤية والوضوح لا في الشكل والاستدارة فنعوذ بالله من كفر. إنما قال النبي صلى الله عليه و سلم ما قاله لأصحابه من باب التغليظ.       و من باب التشبيه لا المماثلة. قال تعالى: كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ  باب الرد على شبهة الرجل الذي أمر بتحريق نفسه: قال الإمام مسلم في صحيحه: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقِ بْنِ بِنْتِ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ حَسَنَةً قَطُّ، لِأَهْلِهِ: إِذَا مَاتَ فَحَرِّقُوهُ، ثُمَّ اذْرُوا نِصْفَهُ فِي الْبَرِّ وَنِصْفَهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَاللهِ لَئِنْ قَدَرَ اللهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَلَمَّا مَاتَ الرَّجُلُ فَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ، فَأَمَرَ اللهُ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ، يَا رَبِّ وَأَنْتَ أَعْلَمُ، فَغَفَرَ اللهُ لَهُ "  انقسم الكفار إلى طائفتين في فهم هذا الحديث: الأولى قالوا هذا الرجل الموحد رغم أنه نفى قدرة الله عليه و عذر بجهله. الثانية قالوا هذا دليل على أن من أول الصفات لا يكفر.  و سنرد على هؤلاء الجهلة بخير البيان إن شاء الله تعالى. أولا: لا يمكن حمل كلامه على أنه نفي لقدرة الله لأن هذا كفر عند المسلمين بل حتى الجهمية و الأشاعرة و المعتزلة و غيرهم ممن يدعون الإسلام لا يشكون في كفر من نفى قدرة الله. و مما يؤكد أن هذا الموحد لم ينفي قدرة الله الرواية الأخرى التي رواها مسلم: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَبْدِ الْغَافِرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّ رَجُلًا فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، رَاشَهُ اللهُ مَالًا وَوَلَدًا، فَقَالَ لِوَلَدِهِ: لَتَفْعَلُنَّ مَا آمُرُكُمْ بِهِ أَوْ لَأُوَلِّيَنَّ مِيرَاثِي غَيْرَكُمْ، إِذَا أَنَا مُتُّ، فَأَحْرِقُونِي - وَأَكْثَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ - ثُمَّ اسْحَقُونِي، وَاذْرُونِي فِي الرِّيحِ، فَإِنِّي لَمْ أَبْتَهِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا، وَإِنَّ اللهَ يَقْدِرُ عَلَيَّ أَنْ يُعَذِّبَنِي، قَالَ: فَأَخَذَ مِنْهُمْ مِيثَاقًا، فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، وَرَبِّي، فَقَالَ اللهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: مَخَافَتُكَ، قَالَ فَمَا تَلَافَاهُ غَيْرُهَا " فهداك الله للحق تأمل قوله رضي الله عنه: فَإِنِّي لَمْ أَبْتَهِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا، وَإِنَّ اللهَ يَقْدِرُ عَلَيَّ أَنْ يُعَذِّبَنِي.  ثانيا: من النقطة الأولى يفهم أنه من المستحيل أن نؤول كلامه كما أوله الكفرة في الرواية الأولى. خير ما يفسر به قوله لئن قدر علي العذاب أي ضيق . كقوله تعالى: (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ)  فال الإمام أبو جعفر: ومن ضيق عليه رزقه فلم يوسع عليه، فلينفق مما أعطاه الله على قدر ماله، وما أعطى منه. و قال ابن أبي زمنين: (وَمن قدر) قتر  ثالثا: إلى الذين يدعون أنه معذور بتأويل في صفة من الصفات التي تدرك فطرة و من نفاها كافر لا شك في كفره و كفر من لم يكفره. أريد أن أسألكم إذا فهمتم الحديث على نفي صفة القدرة. فأين التأويل؟؟ على فهمكم هو نفي أي تعطيل. و ليس تأويلا. فنعوذ بالله من كفركم. على فهمكم لم أرى أي دليل على عذر المتأول .أم أنكم تعذرون حتى النافي ؟؟؟ لم و لن يصح إستدلالكم بهذا الحديث. و لم يعذر عالم من أهل الحديث- أهل الإسلام – الجهمية و الأشاعرة أو غيرهم من فرق الضلال بتأويل و كتبهم في الرد على أهل الكلام تشهد على معتقدهم و كفى به شهيدا.و كان أهل العلم دائما يقولون في كتبهم على الجهمية و الأشاعرة و غيرهم تأولوا....فرحم الله المسلمين. انتهت الرسالة.  و صلى الله على نبيه. العبد الفقير.‎
عنوان الرسالة: هذا بيان للناس (تم تعديل الاخطاء الكتابية في النسخة 2)
المؤلف: العبد الفقير موحد الله.
الموضوع: نقض كلام العاذرين.
الرابط:http://www.gulfup.com/?0FQdlr
------------------------------------------------------

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله.
قال تعالى:
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ

كَذَٰلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ ۚقُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ

وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ

قَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ

الحمد لله الذي بين لنا الكفر و الإيمان .
الحمد لله الذي أخذ الميثاق على عباده قبل أن يخلقوا في الأرحام.
و جعل لهم عقولا يتفكرون بها في آياته.
و أرسل لهم رسلا مبشرين و منذرين.
فهل بعد رحمة ربنا بنا عذر لمن لم يذق طعم الإيمان.

باب تسمية الكافر كافر قبل قيام الحجة الرسالية:
و إن كانت الحجة قائمة على البشر منذ أن أخذ الله الميثاق و سبق أن تحدثنا على هذا في رسالة الوبيص . لكن حتى بعثة الأنبياء حجة-الحجة الرسالية-.

قال تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ) [التوبة:6].
قال الإمام أبو جعفر الطبري:
ذلك بأنهم قوم لا يعلمون ، يقول: تفعل ذلك بهم، من إعطائك إياهم الأمان ليسمعوا القرآن، وردِّك إياهم إذا أبوا الإسلام إلى مأمنهم، من أجل أنهم قوم جهلة لا يفقهون عن الله حجة، ولا يعلمون ما لهم بالإيمان بالله لو آمنوا، وما عليهم من الوِزْر والإثم بتركهم الإيمان بالله.

قال تعالى: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ)[البينة:1].
قال الإمام ابن أبي زمنين:
أَيْ: مُنْتَهِينَ عَنْ كُفْرِهِمْ

شرك قوم نوح: وهو أول شرك وقع على وجه الأرض، ومن المعلوم بيقين أن آدم عليه السلام ترك ذريته على التوحيد الخالص. و رغم ذلك سمى الله الذين بدلوا دينه و عبدوا غيره كفارا.و لم يعذر نوح الكفار بجهل أو بحجة أنهم لم تبلغهم رسالة رغم أنه أول نذير على وجه الأرض.
قال تعالى:
إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)
و لماذا لم يعذر هؤلاء الذين لم تبلغهم الحجة الرسالية:

قال الإمام البخاري:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأُمَوِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ قَالَ نَعَمْ هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ.

قال الإمام البخاري :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ سُورَةً طَوِيلَةً ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ بِسُورَةٍ أُخْرَى ثُمَّ رَكَعَ حَتَّى قَضَاهَا وَسَجَدَ ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ فِي الثَّانِيَةِ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى يُفْرَجَ عَنْكُمْ لَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَقَامِي هَذَا كُلَّ شَيْءٍ وُعِدْتُهُ حَتَّى لَقَدْ رَأَيْتُ أُرِيدُ أَنْ آخُذَ قِطْفًا مِنْ الْجَنَّةِ حِينَ رَأَيْتُمُونِي جَعَلْتُ أَتَقَدَّمُ وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ وَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ وَهُوَ الَّذِي سَيَّبَ السَّوَائِبَ.

قال الإمام مسلم:
-باب الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى الْكُفْرِ لَا يَنْفَعُهُ عَمَلٌ-
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ قَالَ لَا يَنْفَعُهُ إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ و قد قال تعالى فيهم: لتنذر قوما ما أنذر ءابآئهم فهم غافلون.

قال الإمام مسلم:
-باب بَيَانِ أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى الْكُفْرِ فَهُوَ فِي النَّارِ وَلَا تَنَالُهُ شَفَاعَةٌ وَلَا تَنْفَعُهُ قَرَابَةُ الْمُقَرَّبِينَ-
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ أَبِي قَالَ فِي النَّارِ فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ فَقَالَ إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ.

قال الإمام مسلم:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى قَالَا حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي.
و قد قال تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ.
و هذا دليل على أنها كافرة لا عذر لها .

فمن الأولى عذر من لم تقم عليه الحجة الرسالية أم من ولد في عصر الانترنت.
و لو عذرنا الكفار فمن الكافر؟
هذا تكذيب لقوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ

باب تسمية من فعل الكفر كافرا بعد بلوغ الحجة الرسالية:
قال تعالى:
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ () لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ .
قال الإمام أبو جعفر الطبري:
يقول تعالى جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولئن سألت، يا محمد، هؤلاء المنافقين عما قالوا من الباطل والكذب، ليقولن لك: إنما قلنا ذلك لعبًا، وكنا نخوض في حديثٍ لعبًا وهزؤًا يقول الله لمحمد صلى الله عليه وسلم: قل، يا محمد، أبالله وآيات كتابه ورسوله كنتم تستهزءون؟
حدثنا علي بن داود قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثنا الليث قال، حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم: أن رجلا من المنافقين قال لعوف بن مالك في غزوة تبوك: ما لقُرَّائنا هؤلاء أرغبُنا بطونًا وأكذبُنا ألسنةً، وأجبُننا عند اللقاء فقال له عوف: كذبت، ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه قال زيد قال عبد الله بن عمر: فنظرت إليه متعلقًا بحَقَب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبُهُ الحجارة، يقول: (إنما كنا نخوض ونلعب) فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: (أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن) ؟ ما يزيده.
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، أرغبَ بطونًا، ولا أكذبَ ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء فقال رجل في المجلس: كذبتَ، ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن. قال عبد الله بن عمر: فأنا رأيته متعلقًا بحَقَب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تَنْكُبه الحجارة، وهو يقول: "يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب "، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل لهؤلاء الذين وصفت لك صفتهم: (لا تعتذروا) ، بالباطل، فتقولوا: (كنا نخوض ونلعب) (قد كفرتم) ، يقول: قد جحدتم الحق بقولكم ما قلتم في رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به (بعد إيمانكم) ، يقول: بعد تصديقكم به وإقراركم به (إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة) .

يأيها العاذر ألم تلاحظ أن عوف قال له كذبت و لكنك منافق.
هذا تكفير واضح منه.
هل قال له الصحابة أو نبي الله عليه الصلاة و السلام هل أقمت عليه الحجة أم لا قبل تكفيره.هل انتفت الموانع ؟
لم يرد كل هذا.
فمن أين لكم بمانع الجهل و التأويل و غيره من الموانع التي شرعتموها؟؟؟

باب الرد على شبهة ذات أنواط:
قال أبو عيسى الترمذي:
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَخْزُومِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138] وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ "
و قال الإمام : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

قال الإمام الحميدي في مسنده:
حدثنا سُفْيَانُ، قَالَ: حدثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثيِّ بنحوه.

قال أحمد في مسنده:
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ ثُمَّ الْجُنْدَعِيِّ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ بنحوه.

و أخرجه المروزي في سنته :
حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ بنحوه.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدَّيْلِيِّ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ بنحوه.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءِ بْنُ عُبَيْدٍ الضَّبْعِيُّ، عَنْ جُوَيْرِيَّةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدَّيْلِيِّ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ بنحوه.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي سِنَانٍ الدَّيْلِيِّ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّب نحوه.

و أخرجه النسائي:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ بنحوه.

وأخرجه أبو يعلى في مسنده:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ بنحوه.

و أخرجه الطبراني في معجمه الكبير:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ بنحوه.

فلا شك في صحة هذا الحديث.
لكن الجهلة من الناس قالوا الصحابة رضوان الله عليهم فعلوا كفرا و النبي عليه الصلاة و السلام عذرهم بجهل.
سبق أن رددنا على هذه الشبهة في كتاب التفصيل:
أولا هذا مفتر على الصحابة و مفتر على نبي الله صلى الله عليه و سلم. و لقتله أحب للمسلمين من الدنيا و ما فيها.
ثانيا الكاف تفيد التشبيه لا المماثلة في العمل.كقوله صلى الله عليه و سلم مدمن الخمر كعابد الوثن.و وجه الشبه أن بني إسرائيل طلبت أن تتشبه بالكفار لكن في الشرك.أما الصحابة رضوان الله عليهم طلبوا أن تكون لهم شجرة يعلقون عليها أسلحتهم.
ثالثا قالوا للنبي عليه الصلاة و السلام اجعل لنا ذات أنواط على وجه الطلب لا الإعلام.
رابعا لم يطلبوا في طلبهم شيئا مخرجا من الملة كما طلبت بنوا إسرائيل.

انتهى الكلام المنقول من كتاب التفصيل.
و سأضيف عليه كلاما اخر.
يأيها المفتري على المسلمين.
يا من تدعي أنك عربي ما قولك في الأحاديث التي سأذكرها الآن.

قال الإمام ابن ماجه في سننه:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُدْمِنُ الْخَمْرِ، كَعَابِدِ وَثَنٍ»

على فهمكم لمفهوم التشبيه نقول لمن شرب الخمر يا عابد الوثن.و قولكم يلزمكم أن تقول أن هذا الفعل كفر أي شرب الخمر.فاثبتوا على قول هداكم الله للحق.

و قال الإمام أبو عبد الله البخاري في صحيحه:
حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ-صاحب المسند-، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةً - يَعْنِي البَدْرَ - فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا» ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الغُرُوبِ} [ق: 39] ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ: «افْعَلُوا لاَ تَفُوتَنَّكُمْ»
و أخرجه في صحيحه من طرق أخرى:
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ لِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بنحوه.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بنحوه.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، وَهُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ بنحوه.

وأخرجه مسلم في صحيحه:
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بنحوه.

و أخرجه أبي داود في سننه:
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بنحوه.

و أخرجه ابن ماجه في سننه:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، و وَكِيعٌ، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِي يَعْلَى، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بنحوه.

و أخرجه السراج في حديثه و مسنده:
حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير وَوَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ، كُلُّهُمْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بنحوه.
حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بنحوه.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير:
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا أَبِي، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، ثنا قَيْسٌ، قَالَ: قَالَ لِي جَرِيرٌ بنحوه.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَوَكِيعٌ، قَالُوا: ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ بنحوه.
و لم يروى هذا الحديث إلا عن طريق إسماعيل عن قيس عن جرير. و لا ينكر هذا الحديث إلا جهمي.
المهم من المعلوم أن التشبيه هنا في الرؤية والوضوح لا في الشكل والاستدارة فنعوذ بالله من كفر. إنما قال النبي صلى الله عليه و سلم ما قاله لأصحابه من باب التغليظ. و من باب التشبيه لا المماثلة.
قال تعالى: كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ

باب الرد على شبهة الرجل الذي أمر بتحريق نفسه:
قال الإمام مسلم في صحيحه:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقِ بْنِ بِنْتِ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ حَسَنَةً قَطُّ، لِأَهْلِهِ: إِذَا مَاتَ فَحَرِّقُوهُ، ثُمَّ اذْرُوا نِصْفَهُ فِي الْبَرِّ وَنِصْفَهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَاللهِ لَئِنْ قَدَرَ اللهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَلَمَّا مَاتَ الرَّجُلُ فَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ، فَأَمَرَ اللهُ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ، يَا رَبِّ وَأَنْتَ أَعْلَمُ، فَغَفَرَ اللهُ لَهُ "

انقسم الكفار إلى طائفتين في فهم هذا الحديث:
الأولى قالوا هذا الرجل الموحد رغم أنه نفى قدرة الله عليه و عذر بجهله.
الثانية قالوا هذا دليل على أن من أول الصفات لا يكفر.

و سنرد على هؤلاء الجهلة بخير البيان إن شاء الله تعالى.
أولا: لا يمكن حمل كلامه على أنه نفي لقدرة الله لأن هذا كفر عند المسلمين بل حتى الجهمية و الأشاعرة و المعتزلة و غيرهم ممن يدعون الإسلام لا يشكون في كفر من نفى قدرة الله.
و مما يؤكد أن هذا الموحد لم ينفي قدرة الله الرواية الأخرى التي رواها مسلم:
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَبْدِ الْغَافِرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، "أَنَّ رَجُلًا فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، رَاشَهُ اللهُ مَالًا وَوَلَدًا، فَقَالَ لِوَلَدِهِ: لَتَفْعَلُنَّ مَا آمُرُكُمْ بِهِ أَوْ لَأُوَلِّيَنَّ مِيرَاثِي غَيْرَكُمْ، إِذَا أَنَا مُتُّ، فَأَحْرِقُونِي - وَأَكْثَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ - ثُمَّ اسْحَقُونِي، وَاذْرُونِي فِي الرِّيحِ، فَإِنِّي لَمْ أَبْتَهِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا، وَإِنَّ اللهَ يَقْدِرُ عَلَيَّ أَنْ يُعَذِّبَنِي، قَالَ: فَأَخَذَ مِنْهُمْ مِيثَاقًا، فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، وَرَبِّي، فَقَالَ اللهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: مَخَافَتُكَ، قَالَ فَمَا تَلَافَاهُ غَيْرُهَا "
فهداك الله للحق تأمل قوله رضي الله عنه: فَإِنِّي لَمْ أَبْتَهِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا، وَإِنَّ اللهَ يَقْدِرُ عَلَيَّ أَنْ يُعَذِّبَنِي.

ثانيا: من النقطة الأولى يفهم أنه من المستحيل أن نؤول كلامه كما أوله الكفرة في الرواية الأولى. خير ما يفسر به قوله لئن قدر علي العذاب أي ضيق .
كقوله تعالى: (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ)
فال الإمام أبو جعفر: ومن ضيق عليه رزقه فلم يوسع عليه، فلينفق مما أعطاه الله على قدر ماله، وما أعطى منه.
و قال ابن أبي زمنين: (وَمن قدر) قتر

ثالثا: إلى الذين يدعون أنه معذور بتأويل في صفة من الصفات التي تدرك فطرة و من نفاها كافر لا شك في كفره و كفر من لم يكفره.
أريد أن أسألكم إذا فهمتم الحديث على نفي صفة القدرة. فأين التأويل؟؟
على فهمكم هو نفي أي تعطيل. و ليس تأويلا.
فنعوذ بالله من كفركم.
على فهمكم لم أرى أي دليل على عذر المتأول .أم أنكم تعذرون حتى النافي ؟؟؟
لم و لن يصح إستدلالكم بهذا الحديث.
و لم يعذر عالم من أهل الحديث- أهل الإسلام – الجهمية و الأشاعرة أو غيرهم من فرق الضلال بتأويل و كتبهم في الرد على أهل الكلام تشهد على معتقدهم و كفى به شهيدا.و كان أهل العلم دائما يقولون في كتبهم على الجهمية و الأشاعرة و غيرهم تأولوا....فرحم الله المسلمين.
انتهت الرسالة.
و صلى الله على نبيه.
العبد الفقير.

الدولة (الإسلامية) أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم

$
0
0

http://justpaste.it/gp0g 

 

داعش تقتل 500طفل وامرأة وتدفنهم أحياء!!

داعش تقوم بعملية ختان جماعي لبنات الموصل!!!

داعش عميلة لأمريكا وإسرائيل وإيران ولبشار وللنظام العالمي!!

داعش....داعش.....داعش.....الخ.

 

سلسلة غير منتهية من  الإتهامات المتواصلة والحرب الإعلامية المستمرة الممنهجة على هذه الدولة الفتية ، يستتفهون القارئ وكأنه (هندي) من عباد البقر لا يفقه ولا يعقل وأغلب الناس (المسلمين) ليس له نية ابتداء أن (يشغل مخه) فقد أقسم على تسليمه كما استلمه (فارغ وغير مستعمل).

 

يستغرب أنصار الدولة وجنودها من هذا الهجوم الكبير، يتعزى بعضهم أن هذه سنة الدعوات من قبل فجميع الدعوات الإصلاحية تتعرض للهجوم والإفتراءات والتاريخ شاهد على ذلك.

 

لقد نسي جنود الدولة وأنصارها أو جهلوا  أن (الجزاء من جنس العمل) أو كما تدين تدان،إذ ان الحرب الإعلامية  هم من بدؤوها على مخالفيهم ، لا أتكلم هنا عن الأحداث في الشام فقط بل أتكلم عن أيام الإحتلال الأمريكي للعراق فجميع التهم التي تكال لهم اليوم كالوها لخصومهم سابقا وسأبين ذلك من خلال شهادة لأحد أنصار أو جنود الدولة المدعو (أبو ميسرة الشامي ) نشرها بعنوان (ألا في الفتنة سقطوا) وكال فيها التهم لجماعة كانت تقاتل الدولة في العراق ، ولم يتسنى لنا التأكد من عقيدة هذه الجماعة وإنما لا نشك أنها كانت أصفى منهجا وخير دينا من منهج الدولة وعقيدتها لما جاء من ملحق في نفس المقالة من كلام أحد (شرعييها) الذي حزت الدولة( المظلومة) رأسه.

 

ونبين هذه التهم فنقول :

 

أولا : يتهمكم خصومكم بالتسرع بالتكفير والقتل دون بينة محكمة وأنكم تجعلون الشبهة حجة قطعية عليه وتبادرون لقتله.

وهذا الإتهام كنتم اتهمتم به من تسمونهم بالخوارج في العراق عندما كانوا في صفوف دولتكم ،قال أبو ميسرة الشامي : ((  فشكّل "س د"خلية سِرّية أمنية لخطف بعض أهل السنّة واتهامهم بالكفر بدعوى أنهم من الصحوات، وكان يبحث عن أدنى شبهة ويجعلها "حجة قطعية"على أن الرجل مرتدّ، فظلم وطغى وتجبّر))

 

ثانيا : تشيع وكالات الأنباء عنكم أنكم تجبرون الناس على تزويج بناتهم لكم، وهذا الكلام الفارغ أنتم أول من اخترعه لتشويه صورة الخصم فقد قال ابو ميسرة الشامي : (( فمن امتنع عن تزويج ابنته لهم - مثلا - كفّروه)).

 

ثالثا : يتهمكم خصومكم بأنكم غدرتم بوفود جاءت تحاول الإصلاح فقتلتموهم حتى وصلوا لقناعة أنه لا حل معكم إلا الإستئصال.

وأنتم من سبق بمثل هذا قال الشامي : ((لكن الغلاة غدروا ببعض الوفود التي أُرسلت إليهم، وأيقن الإمامان أنه لا حلّ لهذه الفتنة إلا باستئصال هؤلاء الخوارج)).

 

رابعا : تستنكرون على خصومكم أنهم يقتلون أسراكم على إعتبار أنه لا يقتل أسير الخوارج ولا يلحق مدبرهم بل وتعيرونهم بأنهم يعاقبون من تردد في قتلهم وأنتم من سن هذا أيضا ،قال الشامي : ((فأهدر أبو حمزة المهاجر رحمه الله دمهم وأمر بقتلهم أينما وُجدوا وقتل أسيرهم والهارب منهم، حتى أنه أمر بتعزير من تردّد بقتلهم أشدّ التعزير)).

 

خامسا : يتهمكم خصومكم بأنكم تتركون قتال النصيرية –وهذا قبل فترة- وتتفرغون لقتالهم ويعتبرون ذلك من أكبر المثالب عليكم، وأنتم تتهمون غيركم بنفس الإتهام ، قال الشامي : (( وذلك لأن العصابة أدخلت الدولة في مفهوم قوله جلّ وعلا: {قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة}  عندما كفّرتها بدعوى الردّة، فتركوا قتال الأمريكان وجعلوا هدفهم الأول الدولة وحدها)).

 

سادسا : يتهمكم خصومكم أنكم تدعون السير على منهج أئمة الدعوة النجدية وأنتم مخالفون لهم في الحقيقة بل تأخذون كلامهم المتشابه وتتركون المحكم وفق أهوائكم وتتوسعون في التكفير بهواكم ، وقد سبقتموهم أنتم بهذا القول قال الشامي : ((وكان هؤلاء يزعمون أنهم على منهج أئمة الدعوة النجدية، وحقيقة كانوا لا يفقهون شيئا من كلام الأئمة، يختارون المتشابه من أقوالهم وفق أهوائهم، ويتركون المحكم، ويتوسّعون في تكفير من خالفهم بهواهم))

 

سابعا : يتهمكم خصومكم أن سمت جنودكم العام الجهل والتنطع والجدل والشدة والغلظة ، وهذه أيضا من إبتكاراتكم قال الشامي : ((كان السمت العام عندهم الجفاء والشدّة والغلظة والتنطّع والجدل.))

 

ثامنا : يتهمكم خصومكم أنكم تكفرون بالجهل والهوى والعصبية وتتوسعون في دائرة التكفير إلى غالب من يخالفكم ، وقد سبقتم بهذا قال الشامي : (( فأصبحوا يكفّرون بالهوى والعصبية وكل من كرهوه لأسباب دنيوية أو شخصية، ويتسرعون ويتوسعون في تنزيل هذه القاعدة بجهل دون ضابط))

 

تاسعا : ادعت كثير من الفصائل أنكم قبل حربها كنتم تتعاملون معهم بالتقية فتظهرون رضاكم عنهم ثم تفسقونهم أو تكفرونهم في مجالسكم الخاصة ، وهذا قول ألصقتموه أيضا بأعدائكم قال الشامي : ((كان رؤوسهم يتّبعون أسلوب التقية، فإذا سألهم أمراؤهم عن رأيهم في بعض مسائل التكفير وتنزيلها على الواقع، أجابوا بما يراه الأمير، وفي الباطن يطعن في الأمير ويكفّره أمام بعض الجنود))

 

عاشرا : يتهمكم خصومكم أنكم عملاء لبعض الأنظمة سواء عملاء رسميون أو عملاء من حيث لا تشعرون وذلك بسب إلتقاء بعض المصالح أحيانا بينكم وبينهم وكذلك تفعلون أنتم فقد قال الشامي : ((يا أيها المُوَسْوَسون، عليكم بالمحكم ودعوا المتشابه وإلا أنتم أصحاب فتنة تسوقكم المخابرات السلولية ومشايخ الجامية من حيث لا تشعرون))

 

وأضف على هذا أنكم أصبحتم مهوسين بفكرة الصحوات فكل من يرفع بوجهكم السلاح فهو (صحوجي) وكأنك لا يمكنكم أن تتخيلوا أن أحدا يمكن أن يقاتلكم عن اعتقاد جازم أنكم خوارج او مفسدون بل لا بد وأن يكون عميلا ، حتى وصل البعض من انصاركم الى افتراض مؤامرات حول كل شخصية لا تدخل في دولتكم وأنها ولا بد مشرع صحوة فقد نشر أحد انصاركم ولا أدري لعله من جنودكم مقالا بعنوان (صحوات الجيا-ورقة المخابرات الأخيرة لمحاربة الدولة) قال فيها : ((فلا يغرنكم اخوانى وأخواتى من يظهر لنا سلامة عقيدته فهؤلاء العملاء يستخدمون هذه الأساليب ظنا منهم أن حيلهم ستنطلى علينا وهم كالرافضة يستخدمون التقية والأمن يستخدم عملاء السرورية وعملاء الغلاة إما لتمييع المنهج أو جنوحه إلى الغلو ،ولا يغرنكم دفاع المدعو الكويتى عن الدولة الإسلامية فى العراق والشام وافساح صحوات السرورية له المجال لمناظرتهم على فضائيات آل سلول أو اجراء الصحف التى تدار من أقبية المخابرات اللقاءات معه للترويج له)).

فأي مرض هذا في شيطنة المخالف ورميه بالعمالة ثم تستغربون لماذا يكيل لكم الإعلام التهم والكذب، ثم تصرخون (لكي الله أيتها المظلومة).

ثم هنيئا لكم اختراق المخابرات السلولية والعالمية لكم فإن أبا عمر الكويتي (العميل) الآن من جنودكم وقد بايعكم!!!

 

فهذه عشرة أمور تتهمون بها من خصومكم سواء من يقاتلكم بسيفه أو من يقاتلكم بلسانه كلها كان لكم السبق في إلصاقها في مخالفيكم دون بينات ولا براهين ، وربما يكون هناك أمور أخرى اتهمتم بها خصومكم لا نعلمها تتهمون الآن بها، فلتعلموا أن الجزاء من جنس العمل وأن سعيكم في اتهام خصومكم صار حوبة عليكم، فأصبح كل سفيه ليس له مقال جيد في صحيفة يخترع تهمة ويلصقها بكم ثم جموع الخراف تصدق وتؤكد حتى يصبح الأمر كأنه من المسلمات ،كما أنكم تريدون من جنودكم تصديق كل ما تخبرونهم به عن أعدائكم (الصحوات) و(العملاء).

أما حال الجماعة المذكورة التي اسئصلتم شأفتها في العراق ،فكان يكفيكم أن تقولوا عنهم إنهم غلاة مثلا دون الخزعبلات والأساطير التي نسجتموها حولها.

كما كان يكفيكم أن تقاتلوا الكفار من الفصائل الجهمية في سوريا دون اتهامهم بالعمالة واقتصاص بعض الكلمات من هنا وهناك لتثبتوا انهم عملاء ، كان يكفيكم أن تقاتلوهم لأنهم كفار يدينون بالوطنية والسرورية والتجهم ،ولكن تذكرت أنكم لا تعترفون بهذا الناقض (من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم فهو كافر) أو تعترفون به نظريا لا عمليا، والناقض الوحيد الذي تعترفون به ( مظاهرة الكفار وتوليهم كفر وردة) فلهذا أجهدتم أنفسكم في إثبات عمالتهم للغرب ولآل سلول،   مع العلم أنكم لو تدبرتم دينكم لعلمتم أنهم لم يدخلوا الإسلام أصلا.

 

أما نحن والحمد لله فلا نتهمكم بعمالة ولا غيرها مما تتهمون به ، بل ما ندين الله به أنكم مخلصون لما تعتقدون وتضحون في سبيل ذلك بالنفس والمال ، وكذلك كثير من الفصائل الجهمية التي تقاتلونها في الشام وبالأخص جنود هذه الفصائل ، ولا يكون الأخلاص مانعا من الضلال .

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : ((فانظروا قوله صلى الله عليه وسلم في الخوارج: (أينما لقيتموهم فاقتلوهم) ،وقوله: (شر قتلى تحت أديم السماء)، مع كونهم في عصر الصحابة، ويحقر الإنسان عمل الصحابة معهم، ومع إجماع الناس أن الذي أخرجهم من الدين هو التشدد والغلو والاجتهاد؛ وهم يظنون أنهم يطيعون الله، وقد بلغتهم الحجة، ولكن لم يفهموها وكذلك قتل علي - رضي الله عنه - الذين اعتقدوا فيه، وتحريقهم بالنار، مع كونهم تلاميذَ الصحابة، مع مبادئهم وصلاتهم وصيامهم، وهم يظنون أنهم على حق. وكذلك إجماع السلف على تكفير غلاة القدرية وغيرهم، مع علمهم وشدة عبادتهم، وكونهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا))الدرر السنية

(( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا 0 الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا))الكهف

 

لا تنه عن خلق وتأتي مثله......عار عليك إذا فعلت ذميم

والحمد لله رب العالمين.

أبو العباس الشمالي

 


(حقائق في أصل الدين) هل تعلم....

$
0
0

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
يا باغي الخير أقبل.
ونسأل الله أن يفقهك في أصل دينه الإسلام وأن ييسر لك كل خير.

فهذه المشاركة أُهديها لك أنت، نعم أنت، لعلها تجدُ في قلبك مكان فهيَ من القلب للقلب قبل أن تكون من القلم للأذن

فنسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضه

أعلم أيها الصديق: بأن الله قد بعث جميع الأنبياء والمرسلين ( بلا إله إلا الله ) من عهد آدم عليه السلام الي خاتم الأنبياء والمرسلين

ومعناها الذي لا ريب فيه قوله تعالى

{يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ}

الاعراف آية رقم 59-65-73-85- وسورة هود آية رقم 50-61-84 وسورة المؤمنون آية رقم 23-32

وقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}النحل 36
وقوله:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64

فإسلامنا لله يعني أن نستسلم لله بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة

أن نستسلم له في جميع الأوامر، سواء الأمر بفعل شئ معين أو الأمر بترك شئ

لأن الأمر بعبادة الله وحده (هو التوحيد) والوقوع في ضده( التشريك) مناقض للأمر الأول ناهيك عن أن الله أمرنا باجتنابه وأنه لا يغفره ابدا.

وهنا نعلق قليلا على قول بعض الناس عندما تتكلم معهم عن الكفر والشرك يقول لك:

(بأن الله غفور رحيم وأنه يغفر الذنوب جميعا)

صحيح لكن لمن تاب من الشرك أو فيما دونه من المعاصي والذنوب والتقصير في الطاعات وترك المنهيات وهذا الأمر في المشيئة

ففي الشرك والكفر قال تعالي

{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ}

آيتين في سورة النساء 48 و 116
وقال
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً }النساء168

وفي الذنوب والمعاصي قال

{ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ }
آيتين في سورة النساء 48 و 116
وقال
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53
وقيل في هذه الآية أنه سبحانه يغفر حتى الشرك لمن تاب منه

وفي ما دون ذلك قال
{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا }
وقال
{يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}

فالذي لا يعرف الشرك ويجتنبه ولا يعرف التوحيد ويأتيه و يستدل بأن الله غفور رحيم هو من أغفل الغافلين ومن أجهل الجاهلين، كالذي يستدل بأنه من أمة محمد لأنه يقول بلسانه فقط (لا إله إلا الله) ويظن بأن الله سيعذبه على بعض ذنوبه ويدخله الجنة كما فعلت اليهود

{وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة80

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }آل عمران24

أذن فلا إله إلا الله لها معاني ولها لوازم ولها مقتضى وشروط لا تنفع صاحبها إلا اذا علمها واعتقادها وعمل بها، ولها نواقض فلا بدا أن تفر منها.

**********

وهل تعلم يا صديقي بأن الناس اليوم قد حصروا الشرك بالله في الملل الأخرى من كفار قريش واليهود والنصارى مع أنهم لا يزالون متمسكين ببعض شرائع دينهم مثل قومنا.

فعلى سبيل المثال

كانت قريش تعرف بأن الله هو الخالق والرازق والمحيي والمميت وأنه بيده ملكوت كل شيء وأنه الاله الأعظم وأنه رب البيت، وقد نقل في الأثر بأن أبو جهل أستفتح في حرب بدر ودعاء الله وقال اللهم أنصر أحب الطائفتين إليك.
وما كانت قريش تهتم بالبيت الحرام وتعتمر وتسقي الحجيج وتكسوا الكعبة إلا لمرضات الله بل كانوا يشركون بالله بجعلهم الأصنام وسائط إلا لتقربهم الي الله زلفة، إذ كانت عبدتهم للأصنام ليست عن الكفر المتعمد بالله بل كان عن جهل،

وكذلك اليهود والنصارى فلا يزالون يقولون لا إله إلا الله ولا يزالون يتنسكون ويتعبدون لله ويهتمون بكنائسهم ويحفظون التورات والانجيل ويُحفظونه لأبنائهم.

وما كان شرك النصارى إلا عن جهل فقد ضلوا في العبادة مع أنهم كانوا يريدون عبادة الله والتقرب إليه لكنهم ضلوا في الطريقة.

فنحن نقول بأن قريش قد كفروا وأشركوا بالله منذ ما تفشى الشرك فيهم من أول وهله
فقد جعلوا وسائط بينهم وبين الله المتمثلة في الاصنام بصرف العبادة له من دون الله
( الدعاء والخوف والرجاء والذبح والندر.......)

وقد أتخذوا الكهان والرجال أربابا وطواغيت، وقد عبدوهم من دون الله في تغير شرع الله وحكمه
( تغيير الأشهر الحرام وتحريم بعض الدواب من الركوب عليها وتحليل أكلها للبعض وتحريمه على البعض الأخر، وفي الحكم بينهم بالعادات والتقاليد وبأحكام الكهان......)

وقد والوا على هذا الدين وعادوا عليه ويقولون هذا هو دين إبراهيم.

فهل نقول بأن الأصل فيهم الإسلام إلا من ثبت كفره لان أجدادهم كانوا مسلمين، أو نقول الفعل كفر ولكنهم ليسوا كفارا أو نقول من فعل الكفر فهو كافر ومن لم نرى منه الكفر فهو مسلم لأنهم يزعمون بأنهم أتباع دين سيدنا إبراهيم!!؟؟

لا يقول هذا الكلام من عرف ملة إبراهيم

وقد عبدت اليهود والنصارى المسيح والعزير، وقد صرفوا له العبادة
(من شعائر ونسك)

وقد أتخذوا علمائهم وعبادهم أربابا وطواغيت يشرعون لهم من الدين مالم يأذن به الله
فقد حللوا الحرام وحرموا الحلال وغيروا الأحكام فلهذا قال الله فيهم

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64
وقال
{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31
وقال
{وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران80

وقد والوا على هذا الدين وعادوا عليه بل ويدعون الناس إليه لظنهم أنه هو الدين الحق وأنهم من أتباع نبينا إبراهيم عليه السلام.

فهل نقول بأن فيهم من يريد أن يقيم دين سيدنا موسى وعيسى، وأنهم يصلون ويصيمون ويحجون فلا يجوز تكفيرهم، أو نقول عنهم بالعموم كفار ولكن على التعيين فلا لأن الله قال{لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ }
أو نقول بأن الأصل فيهم الإسلام لأنهم على دين سيدنا موسى وعيسى ومن ثبت كفره فهو كافر،

لا يقول بهذا عاقل.

فهل تقول الأن بأعلى صوتك بعد إن علمت هذا، أن من قال لا إله إلا الله ولم يعرف ويعتقد معناها ولم يعمل بمقتضاها ولم يتبرا من الشرك وأهله فهو كافر مشرك يقاتل حتى يعمل بما دلت عليه من النفي والإثبات[1]
سواء كانوا يهود أو نصارى أو العرب في الماضي والحاضر، وسواء كانوا أفرادا أو طوائف أو أمة من الأمم وإن كان فيهم من يكتم إسلامه، لان الأحكام تجري على الظاهر والله يتوالى السرائر.

فهل تقول الأن أنه من أشرك بالله الشرك الأكبر ووقع في أحدى المكفرات المتفق عليه فهو مشرك كافر سواء كانوا أفرادا أو طوائف أو أمة من الأمم وإن تمسكوا ببعض شعائر الدين كاليهود والنصارى ومشركين قريش

أم عندك أدلة غير هذه، أو تقول نكتفي بما ألفينا عليه أباءنا من بقايا دين محمد صلى الله عليه وسلم!؟

فمن يرد أن ينجى من كفر الزيغ والضلال ولا يقع في كفر الإباء والاستكبار بعد هذا العلم

يجب عليه أن يقارن هذه الامم المشرك الكافرة بما عليه قومه الأن

يقارن ويزن هذا الشرك المنتشر في الأقوام التي مضت هل من قومه نصيب منه

أم أنهم قد تبروا من جميع الشرك والكفر وعبدوا الله مخلصين له الدين

فنحن لو نظرنا الي هذه الشعوب العربية وهذه الاقوام التي تدعي أنه على دين الاسلام
فسنجدها لا تملك من دعوة الأنبياء والمرسلين إلا اللفظ المتمثل في قول
( لا إله إلا الله) فقط

لا يوجد معناها ولا لوازمها ولا شروطها ولا مقتضاها

لا يوجد نفي العبادة عما سوى الله وإثباتها لله وحده

لا يوجد نفي الارباب والطواغيت والالهة والأنداد

فستجد بأنهم قد تفشى فيهم شرك الشعائر والنسك

فتجدهم يصرفون للأولياء والقبور العبادة من دون الله المتمثلة في

( الذبح والندر والخوف والرجاء والطواف واعتقاد النفع والضر من غير الله و.......)

ولو نظرت الي تشريعاتهم وقوانينهم وأحكامهم لوجدتها من الارباب والطواغيت
المتمثلين في
(الرؤساء والملوك وأعضاء ونواب البرلمانات ورؤساء القبائل والمشيخة والهواء المتبع......)

ولو نظرت الي ولائهم وبرائهم لوجدتهم يوالون ويعادون على أديان جديدة

( الديمقراطية والعلمانية واللبرالية والوطنية والمواطنة والعروبة والجنس والقبلية والأحزاب العلمانية والأخرى ذات الصبغة الشرعية كما يزعمون والأندية الرياضية والالهة الجديدة[2] (الاعلام والرايات المعظمة من دون الله)

هذا واقع العرب اليوم فقد تفشى فيهم جميع أنواع الكفر والشرك والإلحاد

ثم تجد الجماعات المنتسبة بالأسم للإسلام يرقعون لهذه الشعوب،
لماذا
لانهم لم يفهموا حقيقة الدين ويكتفوا بالتمسك بشعائر الدين فقط من صلاة وصيام وقيام وإفشاء السلام

لكن هل للإسلام معنى يجبُ أن يتوفر في قائلها
فالجوابُ لا
هل لكلمة التوحيد حقيقة يجب لمن قالها أن يعرفها
فالجواب لا
وهل شرطا للدخول الإسلام ترك الشرك
فذلك لا
وهل من يريد أن يستمسك بالعروة الوثقى أن يكفر بالطاغوت باللفظ نعم وبالمعنى والحقيقة
فذلك لا

ودليل ذلك تجد بأن هذه الجماعات نفسها تقع في نواقض الإسلام من التحاكم للطاغوت وعدم البراءة من اهله.
فتجد هذه الجماعات قد اختلفوا فيما بينهم في حقيقة الكفر بالطاغوت فمنهم من جعل الكفر بالطاغوت تكفير الحكام فقط والاعتقاد بردتهم[3] وجهادهم فقط، ويجعلون تكفير المشركين مسألة تُعلم من الشرع وليس من الأصل

وقيدوها باجتماع شروط وانتفاع موانع ومنهم من قيدها بقيام الحجة ومنهم من قيدها بالتفريق بين الفعل والفاعل، ومنهم من جعل الاختلاف في تكفيرهم كالاختلاف في تكفير المنافقين فالمنافقين يظهرون الإسلام للبعض ويظهرون الكفر للبعض الأخر، ومنهم من لا يعذر بالجهل ولكن لا يُكفر من عذر،

ومنهم من يعذر بالتأويل ومنهم من جعل التحاكم لطاغوت لضرورة ومنهم من تحاكم للطاغوت بسبب دفع المفاسد وجلب المصالح ومنهم من أجاز التحاكم للطاغوت في ظل عدم وجود محاكم إسلامية، ومنهم من لا يتحاكم للطاغوت ولكنه لا يكفر إخوانه الذين تحاكموا لطاغوت بسبب عبادتهم للأرباب الذين أفتوا لهم بجواز ذلك، ومنهم ومنهم.....)

ومع كل هذا الاختلاف التضاد فهم إخوان يجاهدون مع بعض ويحكمون بإسلام بعضهم وكأن مسألة الكفر بالطاغوت مسألة فيه سعه والاختلاف فيها اختلاف تنوع لا يفسد للود قضية.

وتجد بعضهم ممن كان يجهل أصلا بأنه يوجد شيء أسمه الكفر بالطاغوت والأيمان بالله والذي هو معنى لا إله إلا الله وقد عرف بأن هذا الامر أول ما يؤمر به العبد

تجده قبل أن يعرف ذلك، يعتقد في نفسه أنه مسلم وبعد أن تثقف قليل في أصل الدين فهو مسلم لم تزد عليه هذه المعلومات التي جهلها شيئا فلسان حاله ومقاله كأنه كان يجهل مسألة المسح على الخفين ثم علمها.

***********************

وهل تعلم يا صديقي بأن الذي يريد الدخول في دين الأنبياء والمرسلين يجب عليه قبل أن يعبد الله
أن يتبرا من ثلاث اشياء

من الالهة الباطلة ومن دينها الباطل ومن أهلها الذين يعبدونها
هذا كله من معنى لا إله قبل إلا الله

هذا كله من معنى {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن صفة الكفر بالطاغوت
"أما صفة الكفر بالطاغوت ، أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها ، وتكفر أهلها وتعاديهم وتبغضهم "مجموع التوحيد ص 12

فالله في كتابه الكريم أحيانا يذكر البراءة من الالهة الباطلة وأحيانا يذكر البراءة من عبادتها ودينها وأحيانا يذكر البراءة من المشركين وأحيانا يقرنها ببعضها وكلها مستلزمه لبعضها.

قال تعالى
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ }الممتحنة4

وفي ذلك يقول الشيخ حمد بن عتيق ما نصه:
( وها هنا نكتة بديعة في قوله تعالى : ﴿ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ وهي أن الله تعالى قدم البراءة من المشركين العابدين لغير الله على البراءة من الأوثان المعبودة من دون الله لأن الأول أهم من الثاني،

فإنه يتبرأ من الأوثان ولا يتبرأ ممن عبدها فلان يكون آتياً بالواجب عليه ، وأما إذا تبرأ من المشركين فإن هذا يستلزم البراءة من معبوداتهم،

وهذا كقوله تعالى : ﴿ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ فقدم اعتزالهم على إعتزال معبوداتهم وكذا قوله تعالى : ﴿ فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ فعليك بهذه النكتة فإنها تفتح لك باباً إلى عداوة أعداء الله ، فكم من أنسان لا يقع منه الشرك ولكنه لا يعادي أهله "أى لا يتبرأ منهم "فلا يكون مسلماً بذلك إذ ترك دين جميع المرسلين )انتهى كلامه.

وقال أحد علماء المعاصرين يسر الله له طريق الهداية: في آية الممتحنة: ( حتى بمعنى الي أن، فما قبل حتى مستمر حتى يتحقق ما بعد حتى فإن لم يتحقق فالوصف الذي ما قبل حتى باقي على حاله).

وقوله تعالى
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ*لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ*وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ*وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ*وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ*لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} الكافرون

يقول ابن تيمية رحمه الله :
(فهذا موضع عظيم جداَ ينبغي معرفته لما قد لبس على طوائف من الناس أصل الإسلام حتى صاروا يدخلون في أمور عظيمة هي شرك ينافي الإسلام لا يحسبونها شركاً، فأدخلوا في التوحيد أمورا باطلة ظنوها من التوحيد وهي تنافيه،

وأخرجوا من الإسلام والتوحيد أموراًَ لم يظنوها من التوحيد ، وهي أصلهِ فأكثر هؤلاء المتكلمين لا يجعلون التوحيد إلا ما يتعلق بالقول أو الرأي واعتقاد ذلك دون ما يتعلق بالعمل والإرادة واعتقاد ذلك، بل التوحيد الذي لابد منه لا يكون إلا بتوحيد الإرادة والقصد وهو توحيد العبادة وهو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، أن يقصد الله بالعبادة ويريده بذلك دون ما سواه وهذا هو الإسلام ، فإن الإسلام يتضمن فصلين :
أحدهما : الإستسلام لله .
والثاني : أن يكون ذلك له سالماً فلا يشركه أحد فى الإسلام له وهذا هو الاستسلام لله دون من سواه .
وسورة : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون َ تفسر ذلك ، ولاريب أن العمل والقصد مسبوق بالعلم فلابد ان يعلم أن لا إله إلا الله، وأما التوحيد القولي الذي هو الخبر عن الله ففي سورة الإخلاص ) الفتاوي ج 5 ص 138

ويقول ابن تيمية عن هذا التوحيد بنوعيه

(فبين سبحانه أنه بهذا التوحيد بعث جميع الرسل وأنه بعث إلى كل أمة رسولاًَ به ، وهذا هو الإسلام الذي لا يقبل الله – لا من الأولين ولا من الآخرين – ديناً غيره ) الفتاوي 128

ويقول ابن تيمية في أنواع التوحيد

( وسورة قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فيها التوحيد القصدي العملي كما قال تعالى : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ... لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين ِ

وبهذا يتميز من يعبد الله ممن يعبد غيره ، وأن كان كل واحد منهما يقر بأن الله رب كل شيء ومليكه ، ويتميٌز عباد الله المخلصون الذين لم يعبدوا إلا إيٌاه ممن عبدوا غيره وأشركوا به، أو نظروا إلى القدر الشامل فسووا بين المؤمنين والكفار ،كما كان يفعل المشركون من العرب ، ولهذا قال عليه السلام : (أنها براءة من الشرك ) "اقتضى الصراط المستقيم[4]

فعلى سبيل المثال من كان في قوم نوح فعليه أن يعتقد بأن الاولياء الصالحين المتمثلين في
(ود وسواع ويعوق ويغوث ونسرا)

لا يملكون من الأمر شيء ولا ينفعون ولا يضرون وإن عبادتهم باطلة وإن العبادة التي صرفت لهم شرك وأنه كان على باطل قبل أن يدعوه نوح لعبادة الله وأن قومه الذين يعبدون الله ويعبدون معه هذه الأصنام كفار مشركون

وأن الله هو الاله الحق المستحق للعبادة وإن الإسلام لله هو الدين الذي يحبه الله ويرضه وأن من أمن معه فهو المسلم الذي يجب أن يواليه، وقومه الذين لا يزالون على الشرك هم من يتبرا منهم ويعاديهم وإن تمسكوا ببعض دين سيدنا أدم عليه السلام، حتى يؤمنوا بالله وحده ويفعلوا كما فعل.

وكذلك كفار قريش يجب على القرشي لكي يدخل في دين محمد صلى الله عليه وسلم أن يعتقد بأن اللات والعزة وهبل وطواغيت قريش ليس لهم من الأمر شئ وإن عبادتهم باطلة وإن العبادة التي تصرف لهم باطلة وشرك وإن قومه مشركين حتى يؤمنوا بالله وحده

وكذلك الأن أقوامنا ومن يرد منهم الدخول في الإسلام يجب عليه بأن يعتقد بأن هؤلاء الطواغيت والأرباب[5] المتمثلين في الرؤساء والملوك ومشيخة القبائل والدين من علماء السوء الذين يحللون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله ويغيرون حكم الله ويدعون الناس لعبادتهم والدخول في طاعتهم

أنهم ليس لهم من الأمر شئ وأنهم قد عُبدوا من دون الله وأن عبادتهم باطلة وأن العبادة التي صرفت لهم شرك وكفر وإن الأنظمة التي يدعون الناس للدخول فيه أنظمة طاغوتيه مبنية على عبادة الناس بعضهم للبعض وعلى حرية الاعتقاد والحكم والتشريع للشعب وليس لله وأن هؤلاء القوم مشركون حتى يؤمنوا بالله وحده

ومشركون أيضا بالله في الشعائر والنسك المتمثلة في عبادة القبور والإضراح التي يُعتقد فيه النفع والضر والخوف والرجاء من دون الله، وهذه القبور منتشرة في العالم العربية إنتشار النار في الهشيم

حتى أنك تجد بين كل قبر وقبر, قبر[6] أخر بل تجدهم قد أسموها بالأماكن المقدسة وبالتراث الاسلامية ليلبسوا على الناس الحق بالباطل حتى أصبح من يريد أن يغير هذا الباطل أصبح من أهل شدود والتطرف والطرف الأخر وسطي معتدل.

فلا إسلام لهم حتى يؤمنوا بالله وحده بالقول والعمل والاعتقاد

يؤمنوا بأنه هو الاله الحق وحده المستحق للعبادة الذي له الحق المطلق في الحكم والتشريع بين عباده بما يريد وكيفما يريد وأن دينه ومناهجه القويم هو الاسلام

هو الدين الذي يحبه الله ويرضه وأن يوالي في الله ويبغض[7] في الله

هذا هو أصل دين الاسلام الذي قال عنه

الشيخ محمد بن عبد الوهاب إمام الدعوة والداعي إلى الملة الحنفية:
أصل دين الإسلام وقاعدته أمران :
الأول : الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له والتحريض على ذلك والموالاة فيه وتكفير من تركه.
الثاني : الإنذار عن الشرك في عبادة الله والتغليظ في ذلك والمعاداة فيه وتكفير من فعله.
وأستدلة بآية سورة الممتحنة.

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن في شرحه لهذا الأصل "أصل الدين" :

"وأدلة هذا في القرآن أكثر من أن تحصر كقوله تعالى : ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [ سورة آل عمران 3/64]

الآية أمر الله نبيه أن يدعو أهل الكتاب إلى معنى لا إله إلا الله ... حتى قال : "وفيه معنى إلا الله "وهذا هو توحيد العبادة وهو دعوة الرسل إذ قالوا لقومهم : ﴿ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ فلابد من نفي الشرك في العبادة رأساً والبراءة منه وممن فعله كما قال تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام : ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ...﴾ الآية ،

فلابد من البراءة من عبادة ما كان يعبد من دون الله ، وقال عنه عليه السلام:
قال تعالى : ﴿ فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ فيجب إعتزال الشرك وأهله بالبراءة منهما كما صرح به في قوله تعالى : ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ شيء رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [سورة الممتحنة 60/4]

وهذه الآية تتضمن جميع ما ذكره شيخنا رحمه الله من التحريض على التوحيد ونفي الشرك، والموالاة لأهل التوحيد وتكفير من تركه بفعل الشرك المنافي له، فإن من فعل الشرك فقد ترك التوحيد.. فإنهما ضدان لا يجتمعان ..

فمتى وجد الشرك انتفى التوحيد وقد قال تعالى في حق من أشرك : ﴿ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ﴾ [سورة الزمر 39/8] .
فكفره الله تعالى باتخاذ الأنداد وهم الشركاء في العبادة وأمثال هذه الآيات كثير فلا يكون المرء موحداً إلا بنفي الشرك والبراءة منه وتكفير من فعله[8]) انتهى. شرح اصل الدين لعبد الرحمن بن حسن مجموع التوحيد

وهل تعلم بأنك إن لم تكن تعلم هذه العقيدة علم اليقين وتعتقدها وتدين لله به وتعمل به فإنك لست في دين الإسلام ولست من أتباع سيدنا محمد وإن غرك شيطانك وأخذتك العزة بالأتم.

فسارع الي الدخول في الإسلام قبل فوات الأوان وقبل ما تقول رب أرجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت

وسامحني يا صديقي إن كنت قد شددت عليك في الكلام فأني لا أحب أن أغشك فلعلي أهزك قليلا فتتفطن لهذه الحقائق، وأنصحك بالبحث والتعلم في أمور العقيدة مع التضرع وطلب الهداية من الله، وأنصحك بقراءة كتاب الأسئلة والأجوبة المفيدة في التوحيد والعقيدة فإنه كتاب قيم يتكلم عن التوحيد بتأصيل شرعي مع ربطه بالواقع، وكتاب ما هو الطاغوت وكيف نكفر به. أنصحك بموقع مكتبة أنوار التوحيد. وموقع التوحيد الخالص فإن فيهما كتب ورسائل قيمة

والسلام على من اتبع الهدى.

كتبها: ابن عمر الليبي
________________________________________
[1]ذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب الأجماع على ذلك في كتاب فتح المجيد، ويمكنك أن تراجع رسالة غرس اليقين في قلوب الموحدين فإن فيها نقل أكثر من خمسين أجمع على تكفير المشركين وإن قالوا لا إله إلا الله.

[2]- قال ابن تيمية رحمه الله في الإله: كل ما يألههُ القلب محبةً وإجلالاً وتعظيماً. رسالة العبودية

[3] ويا ليت شعري من يقول لي متى كان هؤلاء الطواغيت يدينون بالإسلام لكي نقول عليهم مرتدون

[4] كلام ابن تيمية منقول من رسالة البراءة عصمة الموحدين رسالة قيمة ننصح بقراءتها-

[5]- قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أحدى رسائله في تعريف الارباب: كل من أفتاك بمخالفة الحق وأطعته

[6] فعلى سبيل المثال لا الحصر يقال بأن مدينة بنغازي (بني غازي) سميت بهذا الأسم نسيةً للقبر غازي، وإن في كل منطقة من مناطق بنغازي قبرا، بل تجد بأن المناطق السكنية مسمى بأصحاب القبور(فمنطقة سيدى يونس ومنطقة سيدي خريبيش ومنطقة سيدي خليفة ومنطقة بوفاخرة والي مالا نهاية وهذا الامر موجود في أغلب دولة المليار مشرك، فمزار شريف أسم مدينة في افغانستان يوجد به قبر سميت المدينة من أجله، و يدّعون المشركين أنه لعلي ابن أبي طالب وقد قامت حركة طالبان بالأشراف على الحجيج وتنظيم تعبدهم لانها حركة صوفية ولان الزوار بالألف -

[7] "- يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب :- وكثير من الناس من وحَد الله وترك الشرك ، ولم يتبرأ من المشركين ، فهذا لم يأت بما دلت عليه لا إله إلا الله
ومنهم من وحد الله وترك الشرك وأبغض المشركين وعاداهم ولكن لم يكفرهم فهذا كالذي قبله لم يرفع رأساً بما دلت عليه لا إله إلا الله وهو كالأنعام بل أضل سبيلاًـ .
ويقول الشيخ في موضع آخر عنه :
ومنهم من عاداهم ولم يكفرهم ، فهدا النوع أيضاً لم يأت بما دلت عليه لا إله إلا الله من نفي الشرك وما تقتضيه من تكفير من فعله " .

[8]- لاحظ أن هناك من يقول أن المرء يكون موحداً إذا نفى الشرك وتبرأ منه وإن لم يكفر فاعله!!! وبأسلوب آخر أن المرء يستقيم له الإسلام ويتحقق عنده الإيمان إذا تبرأ من الشرك وإن أسلم فاعله !! ( أي أدخل فاعله في الإسلام)

حُكــم ذبائح المشــركين

$
0
0
شُــــــــــــبهات وردود

سُئل الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ : عن ذبيحة الكافر والمرتد، إذا ذبحت للحم وذكرا اسم الله عليه، فهل هناك نص بتحريمها غير الإجماع، ومفهوم قوله تعالى : {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} [سورة المائدة آية: 5]؟

فأجاب : « الإجماع دليل شرعي بالاتفاق، ولا بد أن يستند الإجماع إلى دليل من الكتاب والسنة؛ وقد يخفى ذلك الدليل على بعض العلماء.

فإن كان قد وقع الإجماع على تحريم ذبيحة الكافر والمشرك غير الكتابي، فحسبك به، ودلت الآية الكريمة على التحريم بمفهومها، كما قد عرفتم.
والجواب عن قوله: وذكرا اسم الله عليها، أن يقال: التسمية من الكافر الأصلي ومن المرتد، غير معتبرة، لبطلان أعمالهما، فوجودها كعدمها، كما أن التهليل إذا صدر منه حال استمراره على شركه غير معتبر، فيكون وجوده كعدمه؛ وإنما ينفع إذا قاله عالماً بمعناه، ملتزماً لمقتضاه، كما قال تعالى: {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [سورة الزخرف آية: 86]؛ قال ابن جرير - كغيره -: "وهم يعلمون حقيقة ما شهدوا به". » إتتهى.


وسئل الإمام محمد أبن عبد الوهاب رحمه الله عن الذبائح فقال : « وقال في قوله تعالى : {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [سورة المائدة آية: 5]، وقوله : {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [سورة الأنعام آية: 118] : الآيتان لا اختلاف في حكمهما بين أحد، آيتان من كتاب الله؛ ولكن الكلام في حكم الذابح، هل هو مسلم؟ فيدخل حكمه في حكم الآية، إذا ذبح وسمى الله عليها. فلو ترك التسمية نسياناً حلت ذبيحته، وكانت من الطيبات، بخلاف من ترك التسمية عمداً، فلا تحل ذبيحته.

وكذلك أهل الكتاب - أعني : اليهود والنصارى -، ذبيحتهم ومناكحتهم حلال، لقوله تعالى : {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} [سورة المائدة آية: 5].


وأما المرتد فلا تحل ذبيحته، وإن قال فيها : بسم الله، لأن المانع من ذلك ارتداده عن دين الإسلام، لا ترك التسمية، لأن المرتد شر عند الله من اليهود والنصارى من وجوه :

أحدها : أن ذبيحته من الخبائث.
الثانية : أنها لا تحل مناكحته، بخلاف أهل الكتاب...
الثالثة: أنه لا يقر في بلد المسلمين، لا بجزية ولا بغيرها.
الرابعة : أن حكمه ضرب عنقه بالسيف ، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه"، بخلاف أهل الكتاب.» إتتهى.


وأجاب الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين :
« قد دل الكتاب والسنة والإجماع، على تحريم ذبائح من عدا أهل الكتابين من الكفار، قال الله تعالى : {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ}، قال ابن عباس : "طعامهم: ذبائحهم"، وكذا قال جميع علماء التفسير. فتخصيص الإباحة بذبح أهل الكتاب، يدل على تحريم ذبائح غيرهم من الكفار؛ وما زال العلماء في جميع الأمصار يستدلون بمفهوم الآية، على تحريم ذبائح الكفار سوى أهل الكتاب.

وفي مسند الإمام أحمد، حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال فيه : « فإذا اشتريتم لحماً، فإن كان من يهودي أو نصراني فكلوا، وإن كان من ذبيحة مجوسي فلا تأكلوا »،

وروى سعيد بن منصور في سننه، بإسناد جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : « لا تأكلوا من الذبائح إلا ما ذبح المسلمون وأهل الكتاب »،

وقال الوزير ابن هبيرة: وأجمعوا على أن ذبائح الكفار غير أهل الكتاب، غير مباحة. » إتتهى.


الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن :

« ومن استدل على ذبيحة الوثني والمرتد، بقوله تعالى : {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [سورة الأنعام آية: 118]، فهو من أجهل الناس بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإجماع الأمة، وهوكمن يستدل على لبس الحرير، بقوله تعالى : {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ} [سورة الأعراف آية: 32]؛ والجهل بالتأويل وأسباب النـزول، ضرره وصل كبار العمائم، فكيف الحال بالجفاة والعوام؟

واعلم: أن قوله تعالى : {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} [سورة المائدة آية: 5] فسر بحل الذبائح، وأنها هي الطعام، ومفهوم الآية تحريم ذبائح غير أهل الكتاب، من الكفار والمشركين، واحتج بهذا أهل العلم؛ ومفاهيم كلام الله وكلام رسوله حجج شرعية.

وفسروا المراد من قوله: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [سورة الأنعام آية: 118] بأن المراد به: ذبيحة المسلم والكتابي، إذا ذكر اسم الله عليه، أخذاً من مفهوم آية المائدة ؛ وهذا هو المشهور المقرر، وفي ذلك كلام وأبحاث لا يحتاج إليها في مثل هذا المقام،

لكن من أهمها، أن بعض المحققين ذكروا أن الحكمة في تخصيص ذبائح أهل الكتاب، بأنهم يذكرون اسم الله، ولا يذكرون اسم من عبدوه عند الذبح للأكل واللحم. وأما ما ذبحوه تقرباً إلى غير الله فهو حرام، وإن ذكرت التسمية عليه، والمقصود ما ذبح للحم. وذكروا تحريم ذبيحة المشرك غير الكتابي، لأنه لا يأتي بالتسمية، ويستحل الميتة؛ وهذا نظر منهم لأصل من علق الحكم بالمظنَّة، كمن علق الحدث بوجود النوم، لأنه مظنة.
فقول القائل: إن ذبيحة المشرك تباح إذا ذكر اسم الله، جهل بهذا، وخروج عن سبيل المؤمنين . » إتتهى
_________________________

لتحميل الرسالة كاملة

http://www.gulfup.com/?PaTjI6

هل تقام صلاة الجمعه في دار الحرب ؟؟

$
0
0
شُــــــــــــبهات وردود‎ 


صلاة الجمعة بهذا الزمان الذي خلى من إمام أعظم للمسلمين، وحكمت الديار بحكم الطاغوت (القوانين الوضعية) فصارت ديار كفر, وانتشر الشرك بأنواعه في ربوع الأرض من شرك النسك والشعائر وشرك الحكم والتشريع وشرك الولاء والطاعة, وغاب أمان دولة المسلمين فانتشر الخوف على الدِّين والعرض والنفس والذرية والمال. وحورب الدين تحت مسمي محاربة الارهاب والتشدد . واقصروا الدعوة في مساجدهم هلي دعاة الديمقراطية واذناب الطواغيت ومن تكلم بالتوحيد أو دعا اليه يعذب اويقتل ،فكل واحدة من هذه الأربعة عند بعض اهل العلم كفيلة بإسقاط الجمعة ووجوب صلاة الظهر على المسلم البالغ المكلف, وهؤلاء الأربعة يشتركون في علة الخوف وذلك عند خلو الزمان من واحدة من هذه الأربعة, فكيف الحال والأربعة موجودة بهذا الزمان .

والأصل في ذلك الكتاب والسنة وما جاء عن بعض السلف:
_____________________

فأما الكتاب:
_________

قوله تعالى:{ وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } .

قال القرطبي:« وَإِذَا تَنَزَّلْنَا عَلَى أَنَّهُ كَانَ أُبِيحَ لَهُمْ أَنْ يُصَلُّوا فِي بُيُوتِهِمْ إِذَا خَافُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَيُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْمَعْذُورَ بِالْخَوْفِ وَغَيْرِهِ يَجُوزُ لَهُ تَرْكُ الْجَمَاعَةِ وَالْجُمُعَةِ. وَالْعُذْرُ الَّذِي يُبِيحُ لَهُ ذَلِكَ كَالْمَرَضِ الْحَابِسِ، أَوْ خَوْفِ زِيَادَتِهِ، أَوْ خَوْفِ جَوْرِ السلطان فِي مَالٍ أَوْ بَدَنٍ دُونَ الْقَضَاءِ عَلَيْهِ بِحَقٍّ ». التفسير (8/ 373).

وأما السنة: ففي صحيح البخاري (4 / 72):
_____________

عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اكْتُبُوا لِي مَنْ تَلَفَّظَ بِالإِسْلاَمِ مِنَ النَّاسِ» ، فَكَتَبْنَا لَهُ أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةِ رَجُلٍ، فَقُلْنَا: نَخَافُ وَنَحْنُ أَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا ابْتُلِينَا، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي وَحْدَهُ وَهُوَ خَائِفٌ.

وروي عند مسلم (1/ 131) بلفظ :
فعَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَحْصُوا لِي كَمْ يَلْفِظُ الْإِسْلَامَ»، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَخَافُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ مَا بَيْنَ السِّتِّمِائَةٍ إِلَى السَّبْعِمِائةٍ؟ قَالَ: «إِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّكُمْ أَنْ تُبْتَلَوْا»، قَالَ: فَابْتُلِيَنَا حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا لَا يُصَلِّي إِلَّا سِرًّا .
قال النووي : «وَأَمَّا قَوْلُهُ ابْتُلِينَا فَجَعَلَ الرَّجُلُ لَا يُصَلِّي إِلَّا سِرًّا فَلَعَلَّهُ كَانَ فِي بَعْضِ الْفِتَنِ التى جرت بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ بَعْضُهُمْ يُخْفِي نَفْسَهُ وَيُصَلِّي سِرًّا مَخَافَةً مِنَ الظُّهُورِ وَالْمُشَارَكَةِ فِي الدُّخُولِ فِي الْفِتْنَةِ وَالْحُرُوبِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ» . شرحه لمسلم (2/ 179)

قال الحافظ :« وَأَمَّا قَوْلُ حُذَيْفَةَ فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا ابْتُلِينَا إِلَخْ فَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى مَا وَقَعَ فِي أَوَاخِرِ خِلَافَةِ عُثْمَانَ مِنْ وِلَايَةِ بَعْضِ أُمَرَاءِ الْكُوفَةِ كَالْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ حَيْثُ كَانَ يُؤَخِّرُ الصَّلَاةَ أَوْ لَا يُقِيمُهَا عَلَى وَجْهِهَا وَكَانَ بَعْضُ الْوَرِعِينَ يُصَلِّي وَحْدَهُ سِرًّا ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ خَشْيَةً مِنْ وُقُوعِ الْفِتْنَةِ وَقِيلَ كَانَ ذَلِكَ حِينَ أَتَمَّ عُثْمَانُ الصَّلَاةَ فِي السَّفَرِ وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَقْصُرُ سِرًّا وَحْدَهُ خَشْيَةَ الْإِنْكَارِ عَلَيْهِ وَوَهِمَ مَنْ قَالَ إِنَّ ذَلِكَ كَانَ أَيَّامَ قَتْلِ عُثْمَانَ لِأَنَّ حُذَيْفَةَ لَمْ يَحْضُرْ ذَلِكَ وَفِي ذَلِكَ عَلَمٌ مِنْ أَعْلَامِ النُّبُوَّةِ مِنَ الْإِخْبَارِ بِالشَّيْءِ قَبْلَ وُقُوعِهِ وَقَدْ وَقَعَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ بَعْدَ حُذَيْفَةَ فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ وَغَيْرِهِ». فتح الباري (6/ 178).

وانظر إلى صنيع الأئمة والسلف في هذه المسألة عند غياب الإمام أو غياب إذنه عن بلدة ما مع وجوده . وهاكم ما وقفت عليه من بعض النصوص،

ففي الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف (4 / 113):
قَالَ أَبُو بَكْرٍ ابن المنذر: مَضَتِ السُّنَّةُ بِأَنَّ الَّذِي يُقِيمُ الْجُمُعَةَ السُّلْطَانُ، أَوْ مَنْ قَامَ بِهَا بِأَمْرِ السُّلْطَانِ.

وَاخْتَلَفُوا فِي الْجُمُعَةِ تَحْضُرُ، وَلَيْسَ بِحَضْرَتِهِمْ وَالٍ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: يُصَلُّونَ ظُهْرًا أَرْبَعًا هَذَا قَوْلُ الْأَوْزَاعِيِّ، وَبِهِ قَالَ أَصْحَابُ الرَّأْيِ،
وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ يَقُولُ: لَا يُقِيمُ الْجُمُعَةَ إِلَّا مَنْ أَقَامَ الْحُدُودَ،
وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: أَرْبَعٌ إِلَى السُّلْطَانِ الْحُدُودُ، وَالْجُمُعَةُ، وَالزَّكَاةُ، وَنَسِيَ الرَّاوِيُّ الْحَدِيثَ الرَّابِعَ،
وَقَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ: لَا تَكُونُ الْجُمُعَةُ إِلَّا بِأَمِيرٍ وَخُطْبَةٍ.
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: يُصَلِّي بِهِمْ بَعْضُهُمْ، وَتُجْزِيهِمْ جُمُعَتُهُمْ هَذَا قَوْلُ مَالِكٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ، وَأَبِي ثَوْرٍ، وَقَالَ أَبُو ثَوْرٍ: وَقَدْ صَلَّى أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ بِالنَّاسِ حِينَ أَخْرَجُوا سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، وَصَلَّى ابْنُ مَسْعُودٍ بِالنَّاسِ لَمَّا أَبْطَأَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ الْخُرُوجَ، وَصَلَّى عَلِيٌّ، وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ، وَأَخَذَ الرَّايَةَ خَالِدٌ حِينَ قُتِلَ الْأُمَرَاءُ، وَلَمْ يَكُنْ أَمِيرًا يَقُومُ لِلنَّاسِ بِأَمْرِهِمْ .

قلت: هذا في وجود الخليفة أو الإمام العام للدولة المسلمة والمقصود من قولهم: «يُصَلِّي بِهِمْ بَعْضُهُمْ، وَتُجْزِيهِمْ جُمُعَتُهُمْ» , ذلك في غياب أمير البلدة فقط وليس في غياب السلطان أو الإمام الأعظم .

فتح الباري لابن رجب (8 / 68-66):

فتبين بهذا: أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمر بإقامة الجمعة بالمدينة، ولم يقمها بمكة، وهذا يدل على أنه كان قد فرضت عليه الجمعة بمكة.
وممن قال: إن الجمعة فرضت بمكة قبل الهجرة: أبو حامد الاسفراييني من الشافعية، والقاضي أبو يعلى في ((خلافه الكبير)) من أصحابنا، وابن عقيل في ((عمد الادلة)) ، وكذلك ذكره طائفة من المالكية، منهم: السهيلي وغيره.
وأما كونه لم يفعله بمكة، فيحمل أنه إنما امر بها أن يقيمها في دارالهجرة، لا في دار الحرب، وكانت مكة إذ ذاك دار حربٍ، ولم يكن المسلمون يتمكنون فيها من إظهار دينهم، وكانوا خائفين على أنفسهم، ولذلك هاجروا منها إلى المدينة، والجمعة تسقط بأعذارٍ كثيرةٍ منها الخوف على النفس والمال.
وقد أشار بعض المتأخرين من الشافعية إلى معنى آخر في الامتناع من إقامتها بمكة، وهو: أن الجمعة إنما يقصد بإقامتها اظهار شعار الإسلام، وهذا إنما يتمكن منه في دار الإسلام.
ولهذا لا تقام الجمعة في السجن، وإن كان فيه أربعون، ولا يعلم في ذلك خلافٌ بين العلماء، وممن قاله: الحسن، وابن سيرين، والنخعي، والثوري، ومالك، وأحمد، وإسحاق وغيرهم.
وعلى قياس هذا: لو كان الأسارى في بلد المشركين مجتمعين في مكانٍ واحدٍ؛ فإنهم لا يصلون فيه جمعةً، كالمسجونين في دار الإسلام وأولى؛ لا سيما وأبو حنيفة وأصحابه يرون أن الإقامة في دار الحرب - وإن طالت - حكمها حكم السفر، فتقصر فيها الصلاة أبداً، ولو اقام المسلم باختياره، فكيف إذا كان أسيراً مقهوراً؟
وهذا على قول من يرى إشتراط إذن الإمام لإقامة الجمعة، أظهر، فأما على قول من لا يشترط إذن الإمام، فقد قال الإمام أحمد في الأمراء إذا أخروا الصلاة يوم الجمعة: فيصليها لوقتها ويصليها مع الإمام، فحمله القاضي أبو يعلى في ((خلافه)) على أنهم يصلونها جمعة لوقتها.
وهذا بعيدٌ جداً، وإنما مراده: أنهم يصلون الظهر لوقتها، ثم يشهدون الجمعة مع الأمراء.

وكذلك كان السلف الصالح يفعلون عند تأخير بني أمية للجمعة عن وقتها، ومنهم من كان يومئ بالصلاة وهو جالسٌ في المسجد قبل خروج الوقت، ولم يكن أحد منهم يصلي الجمعة لوقتها، وفي ذلك مفاسد كثيرة تسقط الجمعة بخشية بعضها.

وفي ((تهذيب المدونة)) للمالكية: وإذا أتى من تأخير الأئمة ما يستنكر جمع الناس لأنفسهم أن قدروا، وإلا صلوا ظهراً، وتنفلوا بصلاتهم معهم.
قال: ومن لا تجب عليه الجمعة مثل المرضى والمسافرين وأهل السجن فجآئز أن يجمعوا.

وأراد بالتجميع هنا: صلاة الظهر جماعةً، لا صلاة الجمعة؛ فإنه قال قبله: وإذا فاتت الجمعة من تجب عليهم فلا يجمعوا.
والفرق بين صلاة الظهر جماعةً يوم الجمعة، ممن تجب عليه وممن لا تجب عليه: أن من تجب عليه يتهم في تركها، بخلاف من لا تجب عليه فإن عذره ظاهرٌ.

فتح الباري لابن رجب (8 / 138-137):

خرج البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ بَعْدَ جُمُعَةٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مَسْجِدِ عَبْدِ القَيْسِ بِجُوَاثَى مِنَ البَحْرَيْنِ».
والمقصود: أنهم جمعوا في عهد النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في قرية جواثاء، وإنما وقع ذلك منهم باذن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأمره لهم؛ فإن وفد عبد القيس أسلموا طائعين، وقدموا راغبين في إلاسلام، وسألوا النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن مهمات الدين، وبين لهم النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قواعد إلايمان وأصوله، وقد سبق ذكر حديثهم في ((كتاب الإيمان)) .

وانظر : فتح الباري لابن رجب (8 / 139):

وعن شعبة، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرة، قال: كتبت إلى عمر بن الخطاب أسأله عن الجمعة بالبحرين، فكتب الي: أن اجمعوا حيثما كنتم. قال الإمام أحمد: هذا إسنادٌ جيدٌ.

وقال أيضا في (8 / 140):

وهذا كله يدل على أن من قال: لا جمعة إلا في مصرٍ جامعٍ، فإنه أراد بذلك القرى التي فيها والٍ من جهة الإمام، فيكون مراده: أنه لا جمعة إلا بإذن الإمام في مكان له فيه نائب يقيم الجمعة بإذنه.

فتح الباري لابن رجب (8 / 141-142):

وخرج البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ» وَزَادَ اللَّيْثُ، قَالَ يُونُسُ: كَتَبَ رُزَيْقُ بْنُ حُكَيْمٍ إِلَى ابْنِ شِهَابٍ، وَأَنَا مَعَهُ يَوْمَئِذٍ بِوَادِي القُرَى: هَلْ تَرَى أَنْ أُجَمِّعَ وَرُزَيْقٌ عَامِلٌ عَلَى أَرْضٍ يَعْمَلُهَا، وَفِيهَا جَمَاعَةٌ مِنَ السُّودَانِ وَغَيْرِهِمْ؟ - وَرُزَيْقٌ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَيْلَةَ - فَكَتَبَ ابْنُ شِهَابٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ: يَأْمُرُهُ أَنْ يُجَمِّعَ، يُخْبِرُهُ أَنَّ سَالِمًا حَدَّثَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» قَالَ: - وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ - «وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» .
والمقصود منه: أن الزهري استدل بهذا الحديث -في رواية الليث، عن يونس، عنه، التي ذكرها البخاري تعليقاً - على أن الأمير في البلدان والقرى - وإن لم يكن من الأمصار الجامعة - أن يقيم الجمعة لأهلها، لأنه راع عليهم، ومسئول عنهم، ومما يجب عليه رعايته: أمر دين رعيته، واهمه الصَّلاة.

وقال الخطابي: فيه دليلٌ على جواز إقامة الجمعة بغير سلطانٍ.
وفيما قاله نظر؛ وابن شهابٍ إنما استدل به على أن نائب السلطان يقيم الجمعة لأهل بلدته وقريته، وان لم يكن مصراً جامعاً، ولا يتم إلاستدلال بذلك حتَّى يقوم دليل على جواز اقأمة الجمعة في غير الأمصار الجامعة، وإلا فاذا اعتقد الإمام أو نائبة أنه لا جمعة إلا في مصر جامع، ولم يقم الجمعة في قريته وبلدته الصغيرة؛ فإنه لا يلام على ذلك، ولا يأثم أهل قريته وبلدته بترك الجمعة في هذه الحال.
قال أحمد - في الإمام إذا لم يول عليهم من يصلي بهم الجمعة -: ليس عليهم في ذلك إثمٌ.
وروى حجاج بن أرطاة، عن الزهري، قال: كتب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى ناس من أهل المياه، بين مكة والمدينة، أن يصلوا الفطر والأضحى، وأن يجمعوا.

خرَّجه حربٌ الكرماني وغيره.
وهو مرسلٌ ضعيفٌ، وحجاجٌ مدلسٌ، ولم يسمع من الزهري.
_________________________

الإمام أحمد بن محمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني ففي البداية والنهاية ط إحياء التراث (10/ 371) قال العلامة ابن كثير :«مَا كَانَ مَنْ أَمْرِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بَعْدَ المحنة
حين خرج من دار الخلافة صار إلى منزله فدووي حتى برأ ولله الحمد، ولزم منزله فلا يخرج منه إلى جمعة ولا جماعة، وَامْتَنَعَ مِنَ التَّحْدِيثِ، وَكَانَتْ غَلَّتُهُ مِنْ مِلْكٍ لَهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ سَبْعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا يُنْفِقُهَا عَلَى عِيَالِهِ وَيَتَقَنَّعُ بِذَلِكَ رَحِمَهُ اللَّهُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا.
وَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ مُدَّةَ خِلَافَةِ الْمُعْتَصِمِ، وَكَذَلِكَ فِي أيَّام ابْنِهِ مُحَمَّدٍ الْوَاثِقِ، فلما ولي المتوكل على الله الخلافة اسْتَبْشَرَ النَّاسُ بِوِلَايَتِهِ، فَإِنَّهُ كَانَ مُحِبًّا لِلسُّنَّةِ وَأَهْلِهَا، وَرَفَعَ الْمِحْنَةَ عَنِ النَّاسِ، وَكَتَبَ إِلَى الآفاق لَا يَتَكَلَّمَ أَحَدٌ فِي الْقَوْلِ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ،...».
_____________________

لتحميل الرسالة كاملة

http://www.gulfup.com/?5yaPQu

شبهة التكفير بالسلسلة لأبو شهاب

$
0
0

السؤال: السلام عليكم اخي.
هل ترون التكفير بالسلسلة ؟ و ما قولكم في الإجماع على عدم تكفير الشاك في الشاك الذي ذكره الملطي؟

الجواب:
و عليكم السلام.
اجيبك باختصار شديد.و سانشر جوابي في الصفحة للافادة.

اولا: هذه بدعة احدثها أبو علي المصري الكافر.و نسأل الله أن يكون خبر موته صحيحا.

ثانيا: كلمة سلسلة هي كلمة بدعية.الكفر كفر واحد لا انواع فيه.

ثالثا: نحن نكفر من لم يكفر المشركين لأنه لم يفرق بين التوحيد و الشرك لا لقاعدة.
فديننا دين الفرقان.و لو لم يكن فرقانا لما قاتلناهم و استحللنا دمائهم و اموالهم. فهذا أمر الله.

رابعا: كل من لم يكفر مشرك سوى كان فاعل الشرك او الذي شك في كفر المشرك فهو كافر. و لا يوجد ارقام عندنا كل من لم يكفر كافر كافر و لو بلغوا المليون او يزيد.

خامسا: أما كلامك على إجماع قد ذكر. أقول لا حجة لغير الكتاب و السنة و الاجماع اجماع الصحابة. اما هذه التفاهات و المكذوبات لا أعمل بها و انصح بان يرمى بها على الحائط.
و اما قولك إجماع ذكره الملطي و هو الإمام الشيخ المقرئ أبو الحسين محمد بن احمد الملطي العسقلاني رحمه الله تعالى. و الشيخ موجود في اسناد شرح السنة للمزني.هو إمام مسلم.
و اما الاجماع الذي ذكره أقصد نسب له أنه قد ذكره في كتاب نسب له اسمه التنبيه و الرد على اهل الاهواء و البدع.
انا قراته كله و اضطررت لاقراه لكي نرد على ابو علي الزنديق.
و هذه المسالة بحثنا فيها جيدا منذ زمان.
سأنقل إجماع الكفر من الكتاب و هو حقيقة ليس باجماع:
''فَأَما الَّذِي يكفر فِيهِ معتزلة بَغْدَاد معتزلة الْبَصْرَة فَالْقَوْل فِي الشاك والشاك فِي الشاك وَمعنى ذَلِك أَن معتزلة بَغْدَاد وَالْبَصْرَة وَجَمِيع أهل الْقبْلَة لَا اخْتِلَاف بَينهم أَن من شكّ فِي كَافِر فَهُوَ كَافِر لِأَن الشاك فِي الْكفْر لَا إِيمَان لَهُ لِأَنَّهُ لَا يعرف كفرا من إِيمَان فَلَيْسَ بَين الْأمة كلهَا الْمُعْتَزلَة وَمن دونهم خلاف أَن الشاك فِي الْكَافِر كَافِر ثمَّ زَاد معتزلة بَغْدَاد على معتزلة الْبَصْرَة أَن الشاك فِي الشاك والشاك فِي الشاك إِلَى الْأَبَد إِلَى مَا لَا نِهَايَة لَهُ كلهم كفار وسبيلهم سَبِيل الشاك الأول وَقَالَ معتزلة الْبَصْرَة الشاك الأول كَافِر لِأَنَّهُ شكّ فِي الْكفْر والشاك الثَّانِي الَّذِي هُوَ شَاك فِي الشَّك لَيْسَ بِكَافِر بل هُوَ فَاسق لِأَنَّهُ لم يشك فِي الْكفْر إِنَّمَا شكّ فِي هَذَا الشاك أيكفر بشكه أم لَا فَلَيْسَ سَبيله فِي الْكفْر سَبِيل الشاك الأول وَكَذَلِكَ عِنْدهم الشاك فِي الشاك والشاك فِي الشاك إِلَى مَا لَا نِهَايَة لَهُ كلهم فساق إِلَّا الشاك الأول فَإِنَّهُ كَافِر وَقَوْلهمْ أحسن من قَول أهل بَغْدَاد''
انتهى النقل.
باختصار قال ان معتزلة بغداد تقول مثلنا في مسألة تكفير من لم يكفر الكافر.
اما معتزلة البصرة قالوا الذي شك في الشاك في المشرك لا يكفر لانه لم يشك في عين الكفر.
و في الاخير قال و قول معتزلة البصرة أفضل من قول معتزلة بغداد.

و الله شيء مضحك. الملطي ليس بمشرع لنا.
و ليس بحجة بل و كل أقوال البشر ليست بحجة.
و قول المعتزلة لا يهمنا فهم كفار. أم انهم معذرون بتأويل؟

و اهم شيء عندنا هو التثبت في صحة الكتاب و القول.
هذا الكتاب لا صحة له. لم يعرفه و لم يذكره احد من المتقدمين حتى من الكفار الذين الفوا في طبقات الشافعية كالسبكي الكافر.
لكن في هذا القرن نشره المشرك الزنديق زاهد الكوثري أشعري نجس. و اما من وجد المخطوطة فرنسي نجس و هذا الفرنسي اعترف في مقال له انه حرف كل ما وجد. نسيت اسمه لا استحظره الان.
و الغريب أنه لم يجد الا مجلد واحدا .
الخلاصة هذا الكتاب كذبة لا يصح نسبته من عدة أوجه إلى أبو الحسين رحمه الله تعالى.
و إن صح لكفرناه و لا كرامة لكن أعزه الله و رحمه عما افتري عنه.

خامسا: أرجوا ان لا تقرا شيئا لا تعرف صحته. و هذا ما تميز به أهل الحديث فحمدا كثيرا. فالتثبت التثبت.

و صلى الله على نبيه.
العبد الفقير أبو شهاب السلمي.

التكاليف الربانية .. ومفهوم التطبيق

$
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة مفاهيم شرعية (1)

(( التكاليف الربانية .. ومفهوم التطبيق))

الجديد أبومحمد

الحمدُ لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الرسول الأمين، المبعوث بخير ديّن، وعلى آله وصحبه وعلى كل من سار على دربه وأنتهج نهجه إلى يوم الحق والديّن.

أما بعد ،،،

مما لا شك فيه أن الديّن قد أكتمل بإنقطاع الوحي عن الأرض كما قال تعالى ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾ (المائدة: 3) وهذا الديّن الذي ارتضاه لنا ربنا _عز وجل _ يمثلُ منهجاً كاملاً للحياة لامجرد شعائر تؤدي في جماعة أو شعارات تُرفع أو عقائد مستكنة في الضمائر فحسب.

فرد النزاع إلي شريعته عند الإختلاف، وتحريم الحرام وتحليل الحلال، ومعاملة المسلمين والمشركين بما أمر الله، وإمضاء العقود وتصديق الأخبار وقبول الأحكام ، والإيمان بكل ماشرعه الله عز وجل من واجبات ومندوبات ومباحات _ كل ذلك_ يدخل في مسمى العبادة والإتباع لشريعته عز وجل كما قال:(اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) الأعراف1 وأن دين الإسلام صالح لكل الأزمان.

إذاً فالمسلمون مُطالبون بتحقيق هذا الديّن عقيدةً وشريعةً ونظاماً وقيماً وسلوكاً بقدر إستطاعتهم (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) وعلى حسب وسعهم وطاقتهم (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) والواجب عليهم أن لاينفون عنه _ أي الديّن _ ماقرره الله في كتابه وسنة نبيه صل الله عليه وسلم ولايشترطون شروطاً لفعل مأمور أو لترك محظور إلا ببرهان كما قال عليه الصلاة والسلام ( كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط ) (1)

فالنصوص الشريعة هي التي تُحدد لنا الفرائض والواجبات والمباحات والمندوبات والرخص ومالايتم إلا بشروط ومالايجوز إلا في حالات،وكل ذلك بصريح وصحيح البرهان لابمجرد الظن والأوهام والمفاهيم الخاطئة لمعاني بعض المصطلحات والإغراق في مسائل التعليل والمقاصد والظنيات وعدم الفقه لمنهج الدعوة إلى الله وإسقاط الواجبات (2)

_ فالقول بسقوط التكاليف أو بعضها أو الواجبات (3) أو تحريم بعض المباحات والمندوبات بحجة أنها لم تتنزّل على الرسول صل الله عليه وسلم في مكة قولٌ باطلٌ ليس عليه أدني برهان، ويدُل على عدم فهم قائله للشريعة وكيفية تقرير الأحكام، فإن أستطرد هؤلاء مقالتهم بإن مانزّل من الأحكام بالمدينة لايلزمنا أو غير وأجبٌ علينا أو حرامٌ فعله اليوم بحجة أننا نعيش في واقع مكي، يكونوا بذلك قد أسقطوا عن أنفسهم جميع التكاليف الربانية من عبادات ومعاملات وفرائض وهذا لاشك بأنه هدم للديّن من أساسه.

فالحقٌ أنه لا تلازم بين وجوب أمر ما أو فرضيته وبين إمكانية القيام به فالفروض والواجبات تسقط في حق العاجزين ومافوق الوسع فقط مع بقاء ماكان على ماكان من الأحكام.

فقد أخطلت كثير من المفاهيم عند المسلمين(4) اليوم ومن ذلك ظنهم بأن الجهاد في سبيل الله _ مقاتلة الكفار _ غير واجب عموماً ودماء الكفار وأموالهم معصومة والعلة في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستحلها عملياً بمكة (5) !! وكذلك معاملة المرتدين ومقاطعتهم لاتجوز في هذا الزمان أو غير واجبة على المسلمين جملةً لأنهم يعيشون في العهد المكي وربما يؤذننا إن قاطعناهم (6) !!

فيجب على المسلمون في أي زمان كانوا أن يحذروا من تقرير الأحكام بمجرد العقل المحض أو بمجرد الهوى أو المصالح والمفاسد الدنيوية أو بأقوال العلماء المجردة التي غالباً تكون منشأها الإجتهاد والرأي.

فالواجبات والفرائض والمندوبات والمباحات والشروط والضوابط والعقود جميعها المرجع فيها الشرع والنص والبرهان لا العقل الذي عليه فقط إدراك الأحكام والإيمان بها كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الحجرات الاية 1

والحمدُ لله رب العالمين ..
حُرر في 13 صفر 1435

الهـــــــــــــــــــــــــامـــش:

(1) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها.

(2) ومثال ذلك أن من المسلمين من يستدل بالفترة المكية على كتمان الديّن وإسراره مُطلقاً في كل مراحل الفترة المكية ومعلوم أن الفترة المكية كانت أصعب مراحل الإسلام بمرحلتيها السرية والجهرية فكان الإبتلاء والقتل والتشريد والعذاب الشديد وكانت الهجرة والمدافعة وبيع الأنفس رخيصة في سبيل ظهور الدعوة وإنتصارها كما قال أحد المعاصرين لولا مكة لما كانت المدينة.

(3) كما يقول البعض الجهاد _مقاتلة الكفار _ لايجوز في هذا الزمان أو يسقط على كل المسلمين اليوم .. والصحيح أن يقال ليس بواجب في حق من لايستطيعه .. فلايجوز إسقاط الواجبات جملة عن المسلمين.

(4) بعض المسلمين يحرم الجهاد في سبيل الله ويبدع من يدعوا إليه والبعض يقول بعصمة دماء وأموال الكفار عموماً والسبب في رأي يرجع لعدة أسباب:

أ/ تأؤلاً منهم بعض المواقف للنبي صل الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة.
ب/ بعض الممارسات الخاطئة لبعض متهوري المسلمين.
ج/ ربطهم العمل الدعوى بالنتائج لا بالسعي إليه حقيقةً بمعني إن كان فعل بعض الواجبات اليوم يؤدى الى الإبتلاء أو الهلاك أو الموت فيسقط جملةً عن المسلمين مع أن الله أشترى من المؤمنين أنفسهم فربح من باع وخسر من لم يبع !!! فأنصح نفسي وهؤلاء أن يعكفوا على بحث هذه المسائل بحثاً مؤصلاً قبل الخوض فيها بالتحريم والتجريم والتبديع.

(5) وغفل هؤلاء عن قوله قال الله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193البقرة) قال الإمام ابن العربي المالكي رحمه الله: "قوله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ) يعني كفراً, بدليل قوله تعالى: (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ), يعني الكفر..".اهـــ
... إلى أن قال رحمه الله: "المسألة الثالثة: أن سبب القتل هو الكُفر بهذه الآية؛ لأنه تعالى قال: (حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ), فجعل الغاية عدم الكفر نصاً, وأبان فيها أن سبب القتل المُبيح للقتال الكفر، وقد ضلَّ أصحابُ أبي حنيفة عن هذا, وزعموا أن سببَ القتل المبيح للقتال هي الحَرْبَة, وتعلقوا بقول الله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ), وهذه الآية تقضي عليها التي بعدها؛ لأنه أمرَ أولاً بقتال من قاتل, ثم بين أن سبب قتاله وقتله كُفرُه الباعثُ له على القتال, وأمر بقتاله مطلقاً من غير تخصيص بابتداء قتال منه.
فإن قيل: لو كان المبيح للقتل هو الكفر لقُتل كلُّ كافر, وأنت تتركُ منهم النساء والرهبان ومن تقدم ذكره معهم!!
فالجواب: أنَّا إنما تركناهم مع قيام المبيح بهم لأجل عارض الأمر من منفعة أو مصلحة أما المنفعة فالاسترقاق فيمن يسترقّ؛ فيكون مالاً وخدماً, وهي الغنيمة التي أحلها الله تعالى لنا من بين الأمم وأما المصلحة فإن في استبقاء الرهبان باعثاً على تخلي رجالهم عن القتال فيضعف حربهم ويقل حِزبهم فينتشر الاستيلاء عليهم"وقبل هذا وذاك: فإننا نستثني من استثناه الدليل أهـــ.(أحكام القرآن 1/130-132)
وعن قول الرسول صل الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله, وأن محمداً عبده ورسوله, وأن يستقبلوا قبلتنا, وأن يأكلوا ذبيحتنا, وأن يصلوا صلاتنا, فإذا فعلوا ذلك حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها, لهم ما للمسلمين, وعليهم ما على المسلمين) فدل الحديث على أن دماء المشركين وأموالهم غير معصومة .

(6) فإذا كان يغلب على الظن أن المرتد يلحق بالمسلم أذىً حقيقي لاتوهمي فيجوز له حينها إستعمال التقية بمعناها الصحيح في القدر الذي يحتاج إليه فقط لكف أذاه عنه، وهذا لايعني بالضرورة إسقاط حُكم وجوب مقاطعة المرتد وقتله وحل ماله في أي وقت كان .. فلابد من التنبه للتفريق بين إثبات الحُكم وإقراره والإيمان به وبين العجز وعدم القدرة على فعله.

((التعقيب على علماء الشرك والتنديد ))

$
0
0

بسم الله الرحمن الرحيم

((التعقيب على علماء الشرك والتنديد ))

الجديد أبومحمد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..

قال علماء الجاهلية من المقاتلين العُذرية :

إلى غلاة المكفرة أذناب الخوارج الأخنسية البيهسية نقول:

اقول بعون الله :

نعم نحن مُكفّرة وكفرنا بكم وبشرككم وبكل من لم يكفركم أو من يجادل في كفركم وليس التكفير مذموماً في ذاته وإنما التكفير بالباطل هو الباطل ولو فقهت هذا لما ذميتنا بما أنت واقعٌ فيه لامحالة ..

نعم خرجنا عليكم وعلى جميع طواغيت الأرض عرباً وعجماً وكفرنا كل من لم يكفرهم أو شك في كفرهم وليس ممن يعذر من لم يكفر الطاغوت أو يخرج تكفير المشركين من ملة إبراهيم !! فلا أدرى مالذي تبقى من الديّن حينها !!

قولكم :

أما نحن فعقيدتنا أن التكفير حكمٌ شرعيٌ مرده إلي كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم , فلا نُكفر إلا من كفره الله أو رسوله أو أجمعت الأمة علي كفره , والإنسان قد يقع منه الكفر بالقول أو بالفعل أو بالإعتقاد أو بالشك ونحن نحكم بكفره بما يظهر لنا من القول أو الفعل المُكفر أما الإعتقاد والشك فهما في القلب وليس لنا سبيل إلي الحكم بما في القلوب - لأننا لم نؤمر أن نشق عن قلوب الناس ولا عن بطونهم لنعرف ما فيها - إلا أن يظهر هذا الإعتقاد أو الشك في الظاهر بقول أو فعل مكفر.

أقول بعون الله :

هذا تنظير فقط يخالفه واقعكم وإلا ماحكم من يخالفكم في هذا التأصيل ؟؟
ماحكم من يقول تكفير الطاغوت ليس بواجب على ؟؟
ماحكم من يجهل ماهية الطاغوت وماهية الكفر به ؟؟
ماحكم من يقول أبغضه ولا اكفره أكفّر فعله وأعذره والطاغوت عندي موحد عاصي ؟؟
وماحكم من يعذر مثل هذا الصنف ؟؟
ماحكم من يعذر بالجهل والتأؤيل من وقع في الكفر بالواحد الجليل ؟؟
ماحكم من لم يكفّر المشرعين من دون الله ؟؟
ماحكم من لم يكفّر العلمانين والدموقراطيين ؟؟
ماحكم من لم يكفّر المتصوفة عابدي القبور والأضرحة ؟؟
ماحكم من لم يكفّر المتحاكمين الى الطواغيت أفواجاً في كل يوم وحين ؟؟
ماحكم من لم يكفّر جنّد الطاغوت وحامي عروشهم ؟؟
ماحكم من يحكم باسلام من لم يكفّر اليهود النصاري ؟؟
ماحكم من يقول في مجتمع صوفي قبوري أن الأصل فيهم الإسلام أو أحكم باسلامهم إذا صلوا ؟؟
ماحكم ......؟؟
ماحكم ........؟؟
ماحكم ......؟؟
والله الذي لا اله غيره لو طبقتم ماتقولون أعلاه ولوصدقتم مع انفسكم لكفّرتم أغلب أهل الأرض اليوم ..
ولكنه الإباء والإعراض وعدم الرضى والتسليم لحكم الخبير العليم ..
فكل من يعيش في هذا المجتمع وهو يعرف عقيدة التوحيد جيداً وهو صادق مع نفسه يعرفه حكم هؤلاء الناس الذي يعايشهم ..
الذين لايعرفون ماهو الطاغوت وكيف يكون الكفر به ..
الذين يدعون ويذبحون لغير الله صباح مساء ..
الذين يؤمنون بالسحر ويتعاملون به ..
الذين لايفرقون بين الكفر والإسلام ..
الصوفية النقشدبية العركية الأحمدية البدوية السمانية التسعينية ..
أدعياء السلفية والإخوانية والتبليغية والتحريرية والجامية ..
المباحثية الأمنجية الطاغوتية العسكرية القانونية ..
العــــــــــــــوام الطـــــــــــوام كالأنعــــــــــــــــام لاديّن لهم غير الشراب الطعام والنساء والخمر وجميع أصناف الشهوات وعبادة الأوثان والأصنام ..
هذا نماذج من هذا المجتمع الجاهلي حقاً وحقيقة ً فلا بد من البراءة منهم لتحقيق الإسلام والله المستعان ..

قولكم :

ولا نكفر بالذنوب والمعاصي والكبائر التي لا تصل إلي حد الكفر والشرك بالله والطغيان علي ما اختص به جل جلاله كما تفعل الخوارج , بل نقول أن فاعل مثل هذه الذنوب مسلم فاسق مُستحقٌ للعقوبة إذا لم يتب منها , ولا يكفر بمجرد فعلها إلا أن يستحلها ..

أقول بعون الله :

أنتم لاتكفرون أصلاً الا من يقاتلكم ومن لم يقف في صفكم ..
ولاتكفّرون من فعل الشرك والكفر في ظل الإستضعاف ..
ولاتكفرون من لم يشهد لمن نازع الله في أخص خصائصه (الحكم) ..
أرجوا أن لاتزايدوا علينا فلم نكفّر من عمل بالمعاصي دون الشرك والكفر ..
فإن إقحام التكفير بالمعاصي في مقام الرد علينا فهو عين التلبيس والخداع ..

قولكم:

ولا نشترط للتكفير بنواقض الإسلام الجحود القلبي أو الإستحلال القلبي كما تفعل غلاة المرجئة والجهمية , فإذا أرتكب المعين ناقض من نواقض الإسلام الظاهرة على اللسان أو الجوارح فهو كافر بنفس الناقض , بغض النظر عما في قلبه من الجحود أو الإستحلال أو التكذيب أو النفاق أو الشك في الدين أو الإستكبار أو البغض للدين أو الإعراض أو غير ذلك ..

أقول بعون الله :

هذا مجرد تنظير فقط .. فلاتكفرون في الحقيقة من فعل الشرك والكفر وأرتكب نواقض الإسلام لأنكم ببساطة لو لم تعذروا هؤلاء الجم الغفير من الناس فلن تجدوا من يقاتل في صفكم وينضم تحت لؤاكم فلذلك لابد من :
العذر بالجهل المُعتبر ..
التفريق بين الفعل والفاعل ..
إستيفاء شروط وإنتفاء موانع ..
العذر بالإستضعاف العام ..
العذر بعدم وجود محكمة شرعية ..
العذر ببطش الطواغيت لشعوبهم ..

قولكم :

والأصل أن المُعيَّن من المسلمين إذا إرتكب ما هو من الكفر والشرك أنه لا يكفر عيناً إلا بعد توفر شروط التكفير في حقه وإنتفاء موانعه عنه , فإذا ثبت في حق المعين بعض موانع التكفير الشرعية كالجهل المعتبر أو الإكراه المعتبر أو التأول المستساغ أو الخطأ - وهو عدم قصد الفعل أو القول المُكفر - سعينا في إزالة هذا المانع عنه , فإذا أصر بعد زوال المانع علي القول أو الفعل المُكفر كفرناه علي التعيين.
أقول بعون الله :
مغالطات عجيبة وغريبة !!
أولاً من هو المُعيّن من المسلمين ؟؟ ومن هم المُسلمين ؟؟
المُعين منهم = يجوز أن يكون لايشهد للطاغوت بالكفر وهو مع ذلك مسلم ..
المسلمين = هم أنفسهم الذين تكلمنا عنهم هم الصوفية وأدعياء السلفية والإخوانية والسرورية ومن لم يكفرهم ..
يعني جعلتم المشركين موحدون أولاً ثمّ إذا وقع منهم أحد في نواقض التوحيد _ وهم أصلاً مشركون _ لم تكفروه بعينه حتى تستوفى الشروط وتنتفى الموانع _ الذي قلّ أن تنطبق في أحد ربما ابليس نفسه لو طبقت فيه لوجدتم لهم مخرجاً _ ثم تكفروه وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة !!
الصواب أن وقوع الناس في الكفر كل يوم ليس هو علة كفرهم وإنما هو نتيجة كفرهم، لأن هذا الجيّل والذي قبله قد ولدوا وترعروا على الكفر (الجهل بالتوحيد) وليس بصواب أن نقول أن شعب السودان مثلاً كان موحداً قبل ثورة الإنقاذ وكفر بعدها !!
أو أن شعب مصر كان موحداً قبل ثورة الربيع العربي وكفر وأشرك بعدها !!
بل أن كلاهما كانا ولا زالا كافرين مشركين لم يعرفا الإسلام أصلاً ومايقع اليوم من شرك وكفر هو نتيجة للكفر المتأصل فيهم ..
فالتمرحل والتحول ليس فيهم بل فيمن كان بالأمس يعتقد أن الكفر بالطاغوت لايقتضى تكفيره ( يعني ممكن تكون موحد وتعتقد أن الطاغوت موحد) واليوم يكفّر من لم يكفّر الطاغوت ..
هذه هي الحقيقة فلا عيب إن قلنا بالامس كنا لانعرف ديّن الإسلام واليوم هدآنا الله اليه ..
فالصحابة وهم افضل البشرية بعد الأنبياء عليهم السلام كانوا مشركين يعبدون ما يأكلون ..

قولكم :

وإزالة مانعي الجهل المعتبر والتأول المستساغ هو ما يٌعرف بإقامة الحجة , لأن حجة الله الشرعية علي هذه الأمة هي ما جاء به النبي صلي الله عليه وسلم من القرآن والسنة علي فهم الصحابة الكرام .
قال تعالي : (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) (النساء 165).

أقول بعون الله :

لا الجهل ولا التأويل بعذر فيمن يرتكب الكفر قال تعالى :(الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان) فمن فعل الكفر أو قاله وهوغير مُكره أو غير مخطئ _سبق اللسان كعدم قصد القول لا الكفر _ فهو شارحاً بالكفر صدراً بنص الآية ..
فمن فعل الكفر كارهاً له وليس مُكرهاً عليه فهو شارحاً بالكفر صدراً لأن أفعال الكفر تدل دلالة صريحة على فساد الإعتقاد إلا عند المُكره وعلى هذا كانت القاعدة ( التلازم بين الظاهر والباطن) كبرى قواعد اهل السنة والجماعة فيمن فعل كفراً وليس مُكرهاً فهو كافر ظاهراً وباطناً ..
والآية حجة عليكم لا لكم بمنطوقها (لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل) ليس هناك حجة فيمن بلغه خبر الرسول وليس فيمن فهم خبر الرسول قال تعالى عن المشركين ( ولو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في اصحاب السعير) والسماع هنا (الفهم) لأنهم يسمعون القرأن والحجة ..
كيف أدخلتم أنفسكم في هذه الآية وظننتم أن الله جعلكم حجة أو جعل العلماء حجة !!
وفوق هذا كلها الإعذار ليس يعني زوال الأسماء والأحكام فمن سرق سمى سارق وإن عُذر _ بعدم مؤاخذته _ وإن أشرك سمى مشرك وإن عُذر _ بعدم مؤاخذته _ فالعذر ليس أن نقول للمشرك موحد أو نقول للكافر مؤمن كلا !!
لم يقل بذلك إلا كافراً لم يعرف الله ولم يعرف حقيقة توحيده ..
فالآيات التي تتحدث عن العذر وكلام العلماء الذي يتناول قضية العذر يدور كله حول المؤاخذة بالفعل أو العفو عنه ..

والحمدُ لله رب العالمين ...

((التعليقات على تغريدات معاوية القحطاني))

$
0
0

الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
بواسطة 
الجديد أبومحمد

قال معاوية:

سأغرد بتغريدات مهمة، وأخص فيها تياراً دخل وبقوة في الفتنة الحاصلة،،ومنذ خمسة أشهر،، وللأسف لم ينتبه له أحد،، فنسبوا للمجاهدين والمجاهدون منهم براء..

أقول:

جماعة المسلمين وُجدت منذ أكثر من ثلاثين عاماً أي : قبل تنظيم الجهاد المعروف بــتنظيم القاعدة ،، فأنت الجاهل بهذا التيّار وبما يقول ويدعوا إليه فلاتقحمن نفسك فيما لاتعلم ولاتهرف بما لاتعرف فالصمت أفضل من الكلام بغير علم.

قال أبو معاوية :

1/ هذا التيار،،قد دخل وبقوة بعيد ( الخلافات التي حصلت قبل أشهر)،،واستغل تفاعل الاعلام معه،،وخاصة أنصار الجهاد منهم.

أقول:

كيف أستغل تفاعل الإعلام وأي إعلام الذي تفاعل معه !! هل تعترف بأن من هذا التيّار أنصاراً للجهاد !! الحمدُ لله الذي أنطق الحق على لسانك .. نعم نحن أنصار الجهاد الحقيقون .. الجهاد الذي ينبني على ركنٍ ركين وأصلٍ متيّن على توحيد الله رب العالمين ..

قال أبومعاوية:

2/ هذا التيار منتشر وله أتباع كثر في أوروبا ومصر وبعض دول المغرب والخليج ..

أقول :

وكذلك منتشر في كل من السودان وأثيوبيا والنيجر وتشاد ونيجريا والصومال وليبيا وو.. وو.. ومازال هذا التيّار تتسع رقعته كل يوم وكل يوم أصحابه في زيادة مستمرة وفي وعي وفهم وإدراك لواقعهم ومايحتاجه ..

قال ابومعاوية :

3/ قد تأذى منهم المجاهدون سابقا في خراسان،، وإبان وجود شيخنا أبا محمد المقدسي،، حتى إنهم كانوا يكفرون الشيخ وبالتالي لايصلون خلفه ..

أقول:

نعم .. القاعدة وأخواتها كفار ولم يعرفوا الإسلام بعد ونأمل أن يدخلوا في ديّن الله أفواجاً.. وشيخك المقدسي جاهل بحقيقة الإسلام ولا أدلّ على ذلك من قوله (الكفر بالطاغوت لايقتضي تكفيره) وقوله (بجواز التحاكم إلى الطاغوت في غير حالة الإكراه).. فلاتستغرب نكفر شيخك ومن لا يكفره وهذه هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) ..
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب فى كلامه عن حديث من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله:( وهذا من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال بل ولا معرفة معناها مع لفظها بل ولا الإقرار بذلك بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله فإن شك أو تردد لم يحرم ماله ودمه فيا لها من مسألة ما أجلها ويا له من بيان ما أوضحه وحجة ما أقطعها للمنازع).

قال أبو معاوية:

4/ وقد خبت أصواتهم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمر وغزو أفغانستان،،،، ولكن دعوتهم قائمة على أشدها في تلك الدول ..

أقول:

كيف يكون قد خبت أصواتهم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمر وهم ظهروا قبل خمس أشهر ؟؟ أم أنك لاتعى ماتكتب ؟؟

قال أبومعاوية:

5/ ومن أشهر مشايخ هذا التيار ( أبو أحمد المصري،،،وأبو مريم الكويتي) وأراءهم وإن تفاوتت،، فإن لها أتباعا ومذهبا ..

أقول:

تقريرك على أن من أشهر هذا التيّار أبو أحمد المصري وابومريم الكويتي يدل علة جهلك تماماً بهذا التيّار الإسلامي العاتي الذي يُهدد أمنكم ويصدع رؤوسكم!!

قال أبومعاوية :

6/ كنت قد ناشقت بعضهم من قبل،،ورأيت أن لديهم شبه قوية قد تجر وراءها من ليس له علم ودراية بأصول العقيدة والمنهج ..

أقول :

وهل أنت لديك علماً أصلاً حتى تناقشنا !! دعك من هذه الدعاوى الباردة والآن نحن نطلب منك حواراً علمياً إن أردت وسيتبين من هو المُحق من المُبطل .. أما كلامك عن الشبهات القوية فأصحاب الباطل دائماً يطلقون على الحق شبهات .. وهل هناك شبهات قوية أصلاً ؟؟ أرجوا أن لاتكون هذه الشبهات التي تعنيها النصوص التي تناولت تكفير المشركين والبراءة منهم !!

قال ابومعاوية :

7/ وهم في غالب أحيانهم يستخدمون التقية،،ولايظهرون أراءهم الشاذة،،وخاصة تلك التي تعني(بتكفير عموم الشعوب) ..

اقول:

وهل ترى بعدم جواز التقية في الديّن ؟؟ وهل أنتم كافراد لاتستعملون التقية ؟؟ وكيف عرفت أنهم يكفرونكم وهم يستعملون التقية ؟؟

قال أبومعاوية :

8/ يأخذون بقاعدة(من لم يكفر الكافر،،)مطلقا دون ضوابط،،،وعلى هذه فكل من لم يصرح بتكفير الطواغيت وشرطهم فهو كافر!!

أقول:

قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر ليست قاعدة فقهية وإنما قاعدة أصل الديّن كما قال الشيخ محمد عبد الوهاب : أصل ديّن الإسلام وقاعدته أمران : الأمر بعبادة الله وحده والمولاة في ذلك وتفكير من تركه .. والثاني : النهي الشرك بالله والبراءة منه وتكفير من فعله ..
وقولك أننا نكفّر من لم يصرح بتكفير الطواغيت وشرطهم كذب وتلفيق والصحيح أننا نكفّر من لم يكفرهم وفرقٌ بين التصريح بذلك وإظهاره وبين تحقيقه .. وأنتم تعتبرون الخلاف في تكفير الطاغوت خلاف مُعتبر .. والحمدُ لله ألذي أظهر ما ينكره غيرك عنكم وهو عدم تكفيركم لمن لايكفر الطواغيت وجنودهم.

قال ابومعاوية:

9/ وكما قلت آنفا،،،هاهم يدخلون وبقوة في النقاشات الدائرة،، وينسبون أنفسهم للمجاهدين،،والمجاهدون منهم براء ..

أقول :

كلامك هذا يناقض قولك أولاً بأنهم يكفرون المجاهدون ؟؟ كيف يجتمع تكفيرهم للمجاهدين مع الإنتساب إليهم ؟؟ هذه نتيجة كذبك وتلفيقك ..

قال ابو معاوية :

10/ وقد حذر منهم بعض شرعيي دولة الإسلام في الشام ومن فتنتهم قبل أشهر،،،وهاهو صدق كلامه يظهر جليا في الإعلام ..

أقول :

نعم حذروا منا لأننا نُكفركم ونكفّر من لايكفركم فأرجوا الى دين ربكم خيراً لكم ..

قال أبومعاوية :

11/ ولذلك يجدربنا الحذر منهم،فهاهم يحاولون إسقاط قادة الجهاد،وعلى رأسهم الإمام أيمن حفظه الله،بإبراز شبه يدعون أنها نواقض للإسلام والعياذ بالله!!

أقول :

قادة الجهاد كفار لم يعرفوا الإسلام ولا يوماً وأيمن الظواهري عذِيّر يعذر المشركين بالجهل ومن ذلك عوام الشيعة الذي يعبدون علياً ويعذر من وقع في شرك القصور كالإيمان بالدموقراطية الشركية كوسيلة للوصول لُسدة الحكم ..

قال أبومعاوية :

12/ وهؤلاء القوم منتشرون انتشارا عظيما في الإعلام،،(كالفيس بوك والتويتر،،،وغيره)

أقول :

نعم منتشرون والحمدُ لله وسننتشر أكثر وسيكون لكم خيارين إما أن تسلموا لله وإما ستقضي دعوة الإسلام على دعوتكم وتنتهوا من حيث بدأتم .

قال أبومعاوية :

13/ من أبرز صفاتهم ( أنهم لايصلون في المساجد في كثير من البلدان،،والسبب انهم لابد من امتحان الإمام،،وإلا فالأصل عندهم لايجوز الصلاةخلفه ..

أقول :

وهل تعتقد أننا ممكن نُكفرك ونصلى خلفك ؟؟ وهل أنت تجوز الصلاة خلف المشرك ؟؟ واي أمام هذا الذي تتحدث عنه ؟؟ هل إمام الحرمين الشريفين ؟؟ أم إمام الدعوة والإرشاد بدولة قطر ؟؟

والحمدُ لله رب العالمين ...

شبهات وردود في مسألة التحاكم

$
0
0


1)



بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على ابن الطاهر في تجويزه للتحاكم للكافر (1-2)

الجديد أبومحمد

الحمدُ لله الحكمَ وإليه الحُكم، الذي علّم بالقلم ، علّم الإنسان مالم يعلم، والصلاة والسلام على رسول الله المُلهِم، مُناصر المؤمنين وهاديهم، والمتبرئ من الكافرين وداعيهم، الذي قتل وغنّم ولان وبرّ ورحِم.

أما بعد،،

إن المُستجيب لجلسة حُكم الطاغوت وهو أحد طرفي النزاع ومخاصمة خصمه إلى اليه متحاكم ومعرفة ذلك من بديهات العقول قبل صريح المنقول، إذ لايتصور تنازع من غير مُنازع وطرفيّن، ولاتحاكم من غير حاكم، ولامُدعى من غير مُدعى عليه، ولاشاكي من غير مُشتكي، ولكن تفشى الكفر وشيوعه والداعين إليه والمنفقين الأموال في سبيل إعلائه، والمرابطين في الليل والنهار يتفنون في إضلال الناس وإغوائهم، وهذا من غربة الإسلام كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( بداء الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بداء فطوبى للغرباء) نشكو إلى الله قلة الزاد ووعورة الطريق وأسألهُ تعالى أن يوفقني بيان هذه المسألة وتحقيقها تحقيقاً علمياً و أسألهُ تعالى أن يجعلنا من المقبولين.

هذا ردٌ مختصرٌ على الشيخ (جمال الديّن الطاهر) لما جاء في مذكرته الآخيرة في الرد علينا _ كما زعم _ والحقيقة أنه لم يرد علينا رداً علمياً ،بل عمد إلى بعض ما سقناه من تعريفات فصب علينا فيها جام غضبه وتجاوز عن ماأوردناه من مناطات مُكفرة للمدعى عليه بتعليق لايرتقي لمستوى رد وأتهمنا بإهمال ماأورده لنا من نصوص في المسالة رغم أننا بينا الطريقة الصحيحة لفهمها، من غير أن نعارض المتشابه منها بالمُحكم والعكس وفي هذا الرد المُختصر سنتحرى ضبط العبارات وإختصار الكلمات وتجنب التفريعات لكي لانضع فرصة للشيخ أن يصول ويجول فيما نورده من مفردات قد تكون جزئية بالنسبة لأصل المسألة وسنترك حتى التعليق على كلامه في رسالتنا مما هو خارج عن الكلام في أصل المسألة تجنباً للتفريعات التي تُبعّد المسافة أكثر وسنبداء بعون الله بنقاش عمدة ما يستدلُ به وهو في نقطتين :

النقطة الأولى :

إن التحاكم لايكون إلا طلباً والمُدعى عليه لم يطلب الحكم والدليل على ذلك قوله تعالى (إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ) ووجه الإستدلال في الآية قول الخصمين (فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ) وهذا هو طلب الحُكم فمن طلب الحكم من غير الله كان مشركاً كافراً متحاكماً إلى الطاغوت ومن يُدخل المُدعى عليه الذي لم يطلب حكم الطاغوت فعليه الدليل ولادليل .

النقطة الثانية:

إن يوسف عليه السلام براءة ساحته ودافع عن نفسه وكان مُدعى عليه من قبل زوجة العزيز عندما قالت: (ماجَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) وكانت الصورة صور محكمة ولم يكن نبي الله _ وحاشاه _ متحاكماً والدليل على ذلك قوله تعالى (قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي) ولايخرج عن كونها خاطبته على صفتين لازمتين إما خاطبته كزوج وإما خاطبته كحاكم ومما يدُل أنها خاطبته كحاكم آمران:

أولهما : قولها (إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) فذكر السجن يُدل على أنها خاطبته كحاكم.

ثانيهما : قول يوسف عليه السلام (قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ الَّلاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ).

هذا هو عمدة ما يستدلُ به الشيخ في فتواه بجواز ذهاب الموحد لمحاكم الطاغوت عند النزاع في حال كونه مُدعى عليه ويخاصم خصمه إليه ، أسال الله أن يوفقنا في بيان وجه الخطأ في فتواه وأن يجعلنا سبباً لرجوعه للحق إنه ولى ذلك والقادر عليه.

الرد على النقطة الأولى :

وهي أن التحاكم لايكون إلا طلباً والمُدعى عليه لم يطلب الحكم. أهـ
نقول وبالله التوفيق والسداد :
كون الشيخ حصر معني التحاكم في طلب الحُكم و في الصورة التي تصورها خطأ منه وذلك من وجوه :

أولاً :

أن هذه الآية التي أوردها (فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ) تناولت قضية التحكيم وهي تختلف عن التحاكم، فالتحكيم هو أن يتفق طرفان على تحكيم زيد أو عمرو من الناس ولو أراد الشيخ أن يطبق تقريره على الواقع الآن لايستطيع تكفير حتى الشاكي لكونه لم يتفق هو صاحبه لتحكيم الكافر وكل مافعله أنه رفع مظلمته للحاكم الكافر وقد لاينوى التحاكم ويصّرح بأنه لايريد إلا حقه.

ثانياً :

من الطرق الصحيحة للإستدلال الجمع بين أطراف الأدلة وخطأ الشيخ هنا أنه قرر أن التحاكم لايكون إلا طلباً بالآية التي ساقها التي وردت في شأن التحكيم وتاركاً كثير من النصوص التي تناولت قضية التحاكم والتي منها :
1/ قال تعالى : (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ) فالآية تبيّن أن المُدعى عليه في محكمة المسلمين متحاكم بإجابته للدعوة. وليس الإستدلال بالآية هنا بمفهوم المخالفة كما فهم الشيخ فالشريعة تحد المعاني اللغوية وتقرر التعريفات الشرعية فكل معني شرعي يصح لغةً لكون القران والسنة عربيان وليس كل معنى لغوى يكون مقصوداً شريعاً فقد يتفق المعني اللغوى مع المعني الشرعي وقد يختلف لكون الكلمة العربية تحملُ عدة معاني ، فوجه إستدلالنا بالآية من حيث التعريف الشرعي لفعل المُدعى عليه وأنه متحاكم بإلإجابة والطاعة، وقد ورد في الآية (ليحكم بينهم) فتنبه!!!

أقوال بعض المفسّرين في الآية :

تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ1/)
يقول تعالى ذكره: إنـما كان ينبغي أن يكون قول الـمؤمنـين إذا دُعُوا إلـى حكم الله وإلـى حكم رسوله، { لِـيَحْكُمَ بَـيْنَهُمْ } وبـين خصومهم، { أنْ يَقُولُوا سَمِعْنا } ما قـيـل لنا، { وأطَعْنا } من دعانا إلـى ذلك.أهـ

(تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي) ت 671 هـ

قوله تعالى: { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } أي إلى كتاب الله وحكم رسوله. { أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } قال ابن عباس: أخبر بطاعة المهاجرين والأنصار، وإن كان ذلك فيما يكرهون؛ أي هذا قولهم، وهؤلاء لو كانوا مؤمنين لكانوا يقولون سمعنا وأطعنا. فالقول نصب على خبر كان. واسمها في قوله: «أن يقولوا» نحو
{ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا }
وقرأ ابن القَعْقَاع «لِيُحْكَمَ بينهم» غير مسمّى الفاعل. عليّ بن أبي طالب «إنما كان قول» بالرفع.أهـ.

تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ)

(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ) يعني: المصدقين { إِذَا دُعُواْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } يعني: إلى كتاب الله ورسوله يعني: أمر رسوله { لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ } يعني: ليقضي بينهم بالقرآن { أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } أي: سمعنا قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وأطعنا أمره فإن فعلوا ذلك { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } يعني: الناجون الفائزون.أهـ

فالخلاصة من هذه الأقوال لأهل العلم أن الطاعة والإذعان لدعوة إلى جلسة الحُكم توصف بالتحاكم والدعوة مقيدة في الآية بـ ليحكم بينهم فلتنتبه ياشيخ هدآك الله !!

ثالثاً:

إن فعل التحاكم هو المخاصمة إلى الحاكم وهذا يدلُ عليه الشرع واللغة.
فمن حيث اللغة :

أ/ جاء في القاموس المحيط في مادة (حكم) وحاكَمَهُ إلى الحاكِمِ: دعَاهُ وخاصمَهُ أهــ. فدعاه غير خاصمه فالمُدعى (الشاكي) تقع منه دعوة الخصم إلى التحاكم ومخاصمة خصمه إليه أما المُدعى عليه فتقع غالباً منه (المخاصمة إلى الحاكم).

ب/ ورد في لسان العرب في مادة (حكم) والمُحاكَمَةُ : المخاصمة إلى الحاكِمِ، واحْتَكَمُوا إلى الحاكِمِ وتَحاكَمُوا بمعنى. أهـــ. فإبن منظور عرف المُحاكمة بــــ : المخاصمة إليه وأن أحتكموا وتحاكموا بمعني واحد وهذا هو عين مايفعله المُدعى عليه.

ج/ وجاء فى معجم اللغة العربية المعاصر:
تحاكمَ إلى يتحاكم، تحاكُمًا، فهو مُتحاكِم، والمفعول مُتحاكَم إليه
تحاكم الطَّرفان إلى فلان: التجآ إليه، رفعا الأمرَ إليه ليقضي بينهما "تحاكم النَّاسُ إلى العقل- {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} معجم اللغة العربية المعاصرة
والتحاكم فى المعجم الصرفى يأتى على وزن تفاعل ،والتفاعل له معنيان
المعنى الاول:المشاركة المعنى الثانى: الاصطناع
وزن تفاعل يدل على المشاركة، وإظهار غير الحقيقة، والمطاوعة: تحاكم الخصمان، تمارض، باعدته فتباعد.".اهـ الموجز في قواعد اللغة العربية.1/37
قلت : والطرفان يشتركان في نفس الفعل وهو التحاكم.
والخلاصة من كلام أهل اللغة أن المحاكمة إلي الحاكم هي المخاصمة إليه كما نقلنا عن ابن منظور : ((والمُحاكَمَةُ: الْمُخَاصَمَةُ إِلى الحاكِمِ)) والمُحاكم خصمه إلى الحاكم متحاكم سواء كان هو الذي ابتدأ بالمخاصمة أم خاصمه بعدما أجاب دعوة الحاكم لجلسة حكمه !! فكل من تحقق أو أنطبق عليه وصف المُحاكِم خصمه إلى الحاكم يسمى متحاكم في اللغة، والذي يفعله المُدعى عليه في محاكم الطاغوت اليوم هو عيّن المُحاكمة إليه إذ أن المُدعى عليه يشجب ويدين خصمه ويكذبه ويجحد كونه على الباطل وخصمه على الحق ولاينكر ذلك إلا مُكابر ينكر الحس والواقع.

ومن حيث الشرع:

1/ قوله تعالي : (يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت) فالله عز وجّل قد حكم على من يريد _أي ينوي _ فصل خصومته عند الطاغوت بالكفر فكان من فعل _ فض نزاعه وخصومته عند الطاغوت _ وهذا هو فعل التحاكم الذي علق الله الكفر على من نوى فعله والإرادة في الآية هي النية لأن الآية بينت حكماً ظاهراً منضبطاً.

2/ قول الرسول صلى الله وعليه وسلم من حديث أم سلمة زوج النبي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع منه فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذن منه شيئا فإنما اقطع له قطعة من النار)

و يقول الشافعي رحمه الله في كتابه الأم في نفس الحديث ... وفي مثل معنى هذا من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله : "إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع منه فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار)

فأخبر أنه يقضي على الظاهر من كلام الخصمين وإنما يحل لهما ويحرم عليهما فيما بينهما وبين الله على ما يُعلِمان .)اهــــ
وقال الزركشي وظاهره أنه لا يحكم إلا بما يسمع في حال حكمه ، وقد روي : ( وإنما أحكم ) وهذا صريح أو كالصريح في أنه لا يحكم إلا بما يسمع .) اهــــــ
يقول ابن بطال: ( إنما أقضى على نحو ما أسمع ) ولم يفرق بين سماعه من الشهود أو المدعى عليه فيجب أن يحكم بما سمعه من المدعى عليه كما يحكم بما سمعه من الشهود .)اهـ
قلت : دلّ هذا الحديث دلالة قاطعة على :
أن حقيقة فعل التحاكم هو التخاصم إلى الحاكم وهذا من قوله (تختصمون إلى) والمُدعى عليه المُستجيب لجلسة حكم الطاغوت يخاصم خصمه إلى الحاكم، ومن فسر قوله: صلى الله عليه وسلم (تختصمون إلى) برفع المُخاصمة إليه فقط وأخرج المحاققة والمجدالة والمفاعلة التي تتم بين الخصوم والحاكم عن حقيقة الإختصام إلى الحاكم فقد أخطأ وذلك لأمور :
أ/ إهماله لقوله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الفقرة مباشرة وهو (فلعل بعضكم يكون ألحن من بعض) فلو كان الإختصام إليه يقتصر على رفع المخاصمة فقط فما هي دلالة هذا القول منه صلى الله عليه وسلم ؟؟ وهل بمجرد الإتفاق على رفع المخاصمة تتبين حجة الخصمين؟؟

ب/ إهماله لقوله صلى الله عليه وسلم في ذات النص وهو (فأقضي له على نحو ما أسمع منه) وهذا صريح أن الحاكم يحكم بما يسمع من أقوال الخصمين وهذا الفعل نفسه يسمى في اللغة والشرع (المخاصمة إلى الحاكم) وهو فعل التحاكم نفسه الذي حكم الله على نوى أن يفعله بالكفر.

رابعاً :

أنه لا فرق بين الطالب لُحكم الطاغوت وبين القابل له والموافق عليه والمشارك فيه، فمن دُعي إلى جلسة حُكم الطاغوت دُعي إلى فض النزاع بقانون وضعي ويحكم به كافر مشرك، ومن لبّى هذه الدعوة بغير إكراه كان قابلاً للتحاكم _ فض النزاع بقانون وضعي يحكم به كافر _ ومما يدُل على أن القبول والطلب سواء الآتي :

1/ قوله تعالى إِلاّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مّنْكُمْ) وهذا الرضا المنصوص عليه كأساس لصحة المعاملات هو أمراً قلبياً لا سبيل إلى التيقن من وجوده، ولذا فقد أستعاض عنه الشارع بأمراً ظاهراً للكافة، وهو (الإيجاب والقبول) من قبل المتعاملين أو المتعاقدين. فالإيجاب والقبول ظاهرة مادية إيجابية منضبطة.

2/ عقد الزواج مثلاً الرجل من يتقدم بالطلب لخطبة المرأة، والمرأة تقبل فلا يصح أن يقال أن الرجل هو الذي طلب الزواج وأنها لم تُرد الزواج لأنها لم تطلبه إبتداً فكلاهما قابلين للزواج.

ولانعني بالرضا والقبول هنا قبول الشرائع من دون الله والرضي بها كما ذهب الشيخ في الرسالة الفائتة بل نعني بهما القبول والرضا الظاهر فتنبه !!

خامساً :

قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا) ووجه الدلالة أن الله عز وجل حكم بكفر الذي يريد التحاكم _ مجرد إرادة _ فتكفير من يتحاكم عملياً أولى، و معني الإرادة التي وردت في قوله تعالى (يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ) هي الإرادة بمعني العزم والاختيار الذي هو ضد الإكراه والتي تتمثل فعلياً في الذهاب وليست الإرادة بمعنى الرضا القلبي الباطني لكوننا لم نؤمر ولم نُكلف بما في القلوب، فمجرد اختيار المرء جهة ما لتفصل له في أي نزاع يكون قد أراد التحاكم إليها وشمله حكم الآية، ومن يقول أن الإرادة الواردة في الآية بمعني الرضا القلبي الباطني يلزمه أن يبطل العمل بالآية والحكم بتكفير المتحاكم للطاغوت حكم ظاهر منضبط من ظاهر الآية.

والتحاكم يبنى على عمل الظاهر لا الباطن ودليل ذلك قوله تعالى (يُرِيدُونَ) وفُسرت بالعزم والمضي لا بالرضي القلبي، وقوله تعالى(وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) فقال الإمام ابن العربي في تفسير هذه الآية: جَاءُوا مُحَكِّمِينَ لَهُ فِي الظَّاهِرِ وَمُخْتَبِرِينَ فِي الْبَاطِنِ . أهـ فاليهود لم يريدوا التحاكم إلى النبي صلى الله عليه وسلم في بواطنهم لأنهم كانوا يريدون إختباره إذ أن حكم المسألة ثابت عندهم في التوراة ومع ذلك سماهم الله عزوجل محكمين له بفعلهم الظاهر كالمنافقين.

سادساً:

أن كلمة طلب تدل على الإرادة والإختيار والإرادة متحققه في المُدعى عليه لكونه لم يرى حرجاً في التنازع مع خصمه في جلسة حُكم طاغوتية والإختيار متحقق لكونه غير مُكرهاً على هذا الفعل وقد جاء في لسان العرب لأبن منظور في معنى كلمة طلب مايلي: االطَّلَبُ مُحاوَلَةُ وِجْدانِ الشَّيءِ وأَخْذِه والطِّلْبَةُ ما كان لكَ عند آخرَ من حَقٍّ تُطالِبه به والمُطالَبة أَن تُطالِبَ إِنساناً بحق لك عنده ولا تزال تَتَقاضاه وتُطالبه بذلك أهـ.

وجاء أيضاً في المعجم الوسيط في نفس المادة مايلي : طَلَباً: همَّ بتحصيله أو التمسه وأراده. ويقال: طلب له شيئاً. وـ إليه كذا: سأله إياه.( طَلِبَ ) ـَ طَلَباً: تباعد ليُطْلَب.( أطْلَبَ ): طلب. وـ تباعد ليُطْلَب. وـ فلاناً: أسعفه بما طلب، وأعانه عليه. ويقال: أطلب فلاناً الشيء. وـ أحوجه وألجأه إلى الطلب.( طَالَبَه ) بحقِّه، مطالبة، وطِلاباً: طلب منه.( طَلَّبَه ): طلبه. أو طلبه في مهلة.( اطَّلَبَه ): طلبه. أو طلبه في مهلة.( تَطَلَّبَه ): اطَّلَبَه.
وفي هذا التعريف اللغوي يظهر بطلان حصر تكفير المُدعى فقط بحجة أنه طالب لحكم الطاغوت فالمُدعى عليه هو أيضاً طالب للحُكم .


وبهذا قد تم الرد على النقطة الأولى من إستدلالات الشيخ هداه الله ..

والحمدُ لله رب العالمين ..


-------------------------------------------------------------

2)
((الرد على تعليقات (Abou Rayan) في موضوع ابن الطاهر))

الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله ..

هذه تعقيبي وردي على من كتب مُعلقاً ومستنكراً علينا في ردنا المسمى : ( الرد على ابن الطاهر في تجويزه للتحاكم للكافر) باسم (Abou Rayan)

قولك :

هناك مسالة من قال ان اركان التحاكم ثلاثة من السلف والخلف .واذا لم يوجد هاذا القول فما نعتبره

أقول بعون الله :

عندما ذكرت أن أركان التحاكم ثلاثة أستقرأت ذلك من آية من كتاب الله وهي قوله تعالى : )فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ ) النساء (59(
أ/ طرفان متنازعان.
ب/ قضية متنازع فيها.
ج/جهة ثالثة يُرفع ويُرد إليها النزاع.
وماعدا ذلك لايُعد تحاكماً
قوله تعالى: فَإِن تَنَازَعْتُمْ = نزاع بين شخصين او أكثر
فِي شَيْءٍ = قضية متنازع فيها
فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ = جهة ثالثة وهي بالضرورة غير الطرفين المتنازعين .
وهذه الأركان ليست تعريفاً للتحاكم حتى تُلزمني بأن من طلب التحاكم فقد تحاكم .. وإنما هذه هو صورة عملية التحاكم التي إن أجتمعت هذه الأركان فيها لم يجز للمسلم إن كان مُدعياً عليه أن يمثل أمام القضاء الطاغوتي ويخاصم خصمه إلى الطاغوت .. وبإنعدم ركن من هذه الأركان لم تتم (عملية التحاكم) كأن يكون هناك مُدعى ومُدعى عليه يتخاصمان مع بعضهما فلانقول أن هذه العملية (تحاكم) وإنما عملية (تخاصم) .. فالواجب عليك أن تُبطل استدلالي بالآية لا أن تطالبني بسلف فيما قررت .. وإلا لزمك أن تُبدع من قال بأن (أركان الإسلام خمسة) على أساس أن كلمة (ركن) لم ترد عن السلف .. أو كلمة (أصل ديّن) كلمة مبتدعة لانه لم يثبت عن الصحابة والتابعين أن ذكروها .. ولا اعرف من تقصد بالخلف !!

ثانياً :

وقولي ماعدا ذلك لايُعد تحاكماً أي صورة المفاعلة التي تتم بين الأطراف المتنازعين والحاكم فإن لم يوجد (حاكم) لم تكن الصورة صورة تحاكم أو لم يوجد (مُدعى) لم تكن الصورة تحاكم .. ولم يوجد بمعنى لم يوجد في القضية إبتدأً لا حين الجلسة ..

قولك :

لماذا لم تجاوزت قول ابن كثير .وشهد شاهد اي حكم حاكم

أقول بعون الله :

أولاً :

هل ابن كثير رحمه الله يُقرر ما تُقرر أنت !! أي هل يقول بجواز ذها ب المُدعى عليه لجلسة حُكم الطاغوت إجابةً لدعواها للتحاكم ومخاصمة خصمه إليه ؟؟ إن أستطعت أن تثبت ذلك من قوله جاز لك أن تستدل بكلامه هذا وإن لا فلا حجة في كلامه لك على الإطلاق .

ثانياً :

يجوز أن يُطلق على الشاهد حاكم من الناحية اللغوية فالكلمة العربية تحمل عُدة معاني فيكون المعني المقصود شرعاً أحد هذه المعاني، فالصلاة مثلاً من معانيها في اللغة الدعاء وليس كل دعى الله يكون قد أدى الصلاة المُقررة شرعاً، فاللفظ الذي ورد في القراءن هو كلمة (شاهد) وقد فسرها بعض المفسرين بحاكم من حيث أن الشاهد يطلق عليه حاكم في اللغة لكون شهادته تقطع النزاع ومما يؤيد ما ذهبنا إليه قول ابن العربي في أحكام القرآن حول الكلام عن الآية (40/5):المسألة الأولى : قال علماؤنا : ليست هذه الشهادة من شهادات الأحكام التي تفيد الإعلام عند الحكام ، ويتفرد بعلمها الشاهد فيطلع عليها الحاكم ، وإنما هي بمعنى أخبر عن علم ما كان عنه القوم غافلين ؛ وذلك أن القميص جرت العادة فيه أنه إذا جذب من خلفه تمزق من تلك الجهة ، وإذا جذب من قدام تمزق من تلك الجهة اهـ
نقول: فإبن العربي رحمه الله يعتبر قول الشاهد هنا شهادة خبير وليس شهادة من شهادات الأحكام فضلاً عن كونه حاكماً.

ثالثاً:

قال البغوى في تفسيره :

(وَشَهِدَ شَاهِدٌ ) ، وحكم حاكم، { مِّنْ أَهْلِهَآ } ، اختلفوا في ذلك الشاهد:

فقال سعيد بن جبير، والضحاك: كان صبياً في المهد، أنطقه الله عزّ وجلّ، وهو رواية العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تكلّم في المهد أربعة وهم صغار: ابن ماشطة ابنة فرعون، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وعيسى ابن مريم عليه السلام "وقيل: كان ذلك الصبي ابن خال المرأة.
وقال الحسن وعكرمة وقتادة ومجاهد: لم يكن صبياً ولكنه كان رجلاً حكيماً ذا رأي.
قال الماوردي في النكت والعيون عن الشاهد:
وفيه أربعة أقاويل:
أحدها : أنه صبي أنطقه الله تعالى في مهده ، قاله ابن عباس وأبو هريرة والحسن وسعيد بن جبير والضحاك.
الثاني : أنه خلق من خلق الله تعالى ليس بإنس ولا جن ، قاله مجاهد.
الثالث : أنه رجل حكيم من أهلها ، قاله قتادة . قال السدي وكان ابن عمها.
الرابع : أنه عنى شهادة القميص المقدود ، قاله مجاهد أيضاً .اهـ
ويتضح من ذلك الآتي :
1/ إختلاف العلماء في ماهية الشاهد أي في حقيقته ومن يكون وقول بعضهم أن الشاهد هو القميص يدلُ على أمرين :
الأول: أن المسألة محتملة وإذا ورد الإحتمال بطل الإستدلال والمحتمل ليس بحجة على الخصم كما قال الشوكاني في نيل الأوطار : قال الشوكاني في نيل الأوطار (73/1): والمحتمل لا يكون حجة على الخصم اهـــ.
وقال الشاطبي في كتاب الاعتصام (179/1): "فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله"وقد علم العلماء أن كل دليل فيه اشتباه وإشكال ليس بدليل في الحقيقة ، حتى يتبين معناه ويظهر المراد منه .ويشترط في ذلك أن لا يعارضه أصل قطعي . فإذا لم يظهر معناه لإجمال أو اشتراك أو عارضه قطعي كظهور تشبيه ، فليس بدليل ، لأن حقيقة الدليل أن يكون ظاهراً في نفسه ، ودالاً على غيره ، وإلا احتيج إلى دليل ، فإن دل الدليل على عدم صحته فأحرى أن لا يكون دليلاً.

رابعاً :

أرجو أن تبيّن فهمك لموضوع حادثة يوسف عليه السلام مع إمرأة العزيز !! هل كانت حادثة تحاكم !! وهل خاصم يوسف عليه السلام خصمه إلى الحاكم !! وكل ذلك بالبرهان لا بالدعاوى والأوهام ..

قولك :

ولماذا لم تذكر من سيرة ابن هشام .ان قريش اتهمتهم بانهم يقولون قولا في عيسي واستدعاهم للتحقيق في التهمة.

أقول بعون الله :

لم أذكره لاني لم أحتاجه فإن رأيت فيه حجة بيّنها بارك الله فيك .. وإن كنت ترى أن ماوقع كان حادثة تحاكم بيّن ذلك بالدليل والبرهان .. ولاتنسى أن تبيّن سلفك فيها .. وهو القول الصريح على تقرير فهمك.

قولك :

وهناك قول للاخ في منشوره ينسف قاعدة الاركان الثلاثة .اليهود الذين وفدو علي الرسول صل الله عليه وسلم .جاؤو ليختبروه ولم تكن عندهم قضية اختصمو فيها ووضف الله تعالي بانها محاكمة فاين هي الاركان

أقول بعون الله :

أنت تخلط بيّن تعريف التحاكم عموماً وبين صورة الخلاف القائم وهي (ذهاب المُدعى عليه .....) فمن ترافع إلى جهة قضائية أو حكم غيره فقد طلب حُكمه وإن لم تقع عملية التحاكم الفعلية .. ولذلك سمى الله اليهود مُحكمين للرسول صل الله عليه وسلم بمجرد اللجوء إليه في الظاهر وطلب حُكمه مع إضمار أمر آخر في الباطن .. كذلك فمن أمتثل للقضاء الطاغوتي ظاهراً وخاصم خصمه إليه كان مُحكماً له وإن كان له أمر آخر في الباطن.

قولك :

وما تقولون في شخص رفع قضية للمحكمة يطلي حكما ان يسجن لان الدنيا صارت كلها منكر الي سكفر
وما قولكم في شخص رفع قضية يطلب فيها حكما .ان يسجنوه لان كره الحياة في الشارع .وصار القاضي يساله وهو يجيب لماذا تطلب السجن ...........هل الاركان عندكم تستثنيها انها محاكمة .اليس التحاكم طلب حكم وانقلتم يكفر بطلبه حكما كن الطاغوت فاين ياتري الاركان المبتدعة

اقول بعون الله :

كل من رفع قضية إلى الطاغوت بغض النظر عن فحواها ونيته كان كافراً ومتحاكماً اليه .. ولكن هل ماذكرته واقعي .. أم أنه الإفتراض المزعوم الذي تريد أن تنتصر به على مخالفك !! ولماذا لم تناقش صورة الخلاف الحقيقية أولاً حتى نتفق أو نختلف عليها ..
وفقني الله واياك لما يحب ويرضى ..

((البراءة من المشركين أصل الديّن))

$
0
0

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين..

إن البراءة من المشركين أصل من أصول هذا الدين وهو عقيدة المسلمين بل عقيدة الأنبياء والمرسلين كما جاء ذلك في كتاب الله عز وجل على لسان إبراهيم عليه السلام (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ )

وهذه هي ملة إبراهيم التي أوحي الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يتبعها بقوله (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) النحل/ 22

وبيّن سبحانه وتعالى على أنها أفضل الممل بقوله ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ) النساء / 125
وملة إبراهيم هي البراءة من المشركين ومن دينهم ماداموا على شركهم وكفرهم، فإن تابوا وأسلموا لله أصبحوا أخوةٌ لنا في الإسلام (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) كما قال سيد المرسلين أوثق عُرى الإيمان الحبُ في الله والبُغض في الله

أصل ديننا توحيد وولاء وبراء *** قد جاء في الكتاب والسنة الغراء
محــبة ونصــرة للمسلمين *** وبغض وعـداوة للكـافرين

إن البراءة من المشركين من معاني شهادة التوحيد فمن شهد أن الله معبوده الحق وشهد أن كل معبود سواه باطل والي من وافقه في ذلك وعادى من خالفه ، ومن يعبد غير الله أبغض ووالي في ذلك قال تعالى(وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) بل إنها من بديهيات العقول كما أرسلها بن نفيل في زمن الفترة بقوله (يا معشر قريش والله ما منكم أحد على ملة إبراهيم أحدٌ غيري) فكل صاحب ديّن يحبُ ويناصر من يُدين بدينه ويبغض ويعادي من يخالفه.

والبراءة من المشركين فرضٌ على المسلمين ونص عليها الله في كتابه الكريم بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً ) النساء : 144 بل نهانا الله عز وجل عن مولاة أبائنا وإخواننا إن كانوا على الكفر فقال :(يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) التوبة : 23

والبراءة من المشركين هي تكفيرهم واعتقاد بطلان دينهم ومعاداتهم وبغضهم فقدم سبحانه وتعالى البراءة منهم على البراءة مما يعبدون بقوله (إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ من دون الله) لأنهم هم الفاعلون للشرك والمتسببون في وجوده، فيتضح فساد بطلان قول أدعياء السلفية على أنه لا يجوز تكفيرهم والبراءة منهم.

ومن لوازم البراءة من المشركين عدم الصلاة خلفهم وبغضهم وعدم التشبه بهم وعدم الاحتفال بأعيادهم والركون والميل إليهم, فلا تجتمع محبة الله ومحبة المشركين في قلب امرئ فهما نقيضان يرتفع أحدهما بحلول الآخر(لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِالْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) وصدق من قال:

أتُحب أعداء الحبيب وتدعى *** حباً له ماذاك في إمـكان
وكذا تعادي جاهداً أحبـابه *** أين المحبة ياأخا الشيطان

فتولىّ المشركين كفرٌ بالله رب العالمين كما قال تعالى (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ) (آل عمران 28) فلنحذر أن نقع في شئ من مودتهم أو الركون إليهم ونحن لا ندري فلنجدد هذا الأصل الأصيل في كل حين حتى نفوز بالجنان وننجو من النيران.

والحمد لله رب العالمين

@الجديد@

◄ ▂▃▅▇█▓▒“ براءة الأنبياء من الكفر قبل البعثة . ”▒▓█▇▅▃▂ ►

$
0
0


الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:

فقد وقفت على كلام لبعضهم ذهبوا فيه إلى تكفير نبي الله شعيب قبل البعثة بحجة أنه كان على دين قومه، مستدلين على ذلك بقوله تعالى :

"قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ"

← وحجتهم في هذه الآية أن القوم قالوا لنبي الله شعيب :"أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا "، وطلبهم العودة إلى ملتهم دليل على أنه كان عليه السلام في ملة قومه ثم تركها، لذا يطالبه قومه بالعودة إليها كما كان، ويستشهدون أيضاً برد سيدنا شعيب عليهم لما قال لهم :"قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا "
فقد قال عليه السلام لهم أنه لن يعود إلى ملتهم بعد أن نجاه الله منها، وفي هذا دليل على أنه كان في ملة قومه ولن يعود إليها بعد أن نجّاه الله منها ..هكذا استشهد من يكفر نبي الله شعيب قبل البعثة !،

◄ولن أسترسل في الرد على هذا الكلام مكتفياًً بنقل تفسير الآية عن عشرين تفسيراً من كبار التفاسير عن كبار الأئمة، لننظر سوياً كيف كان فهم الأئمة لهذه الآية وكيف حملوها،
◄مُذكراً قبل النقل من يكفر سيدنا شعيب أنه لا فائدة من الحديث في هذه الموضوع أصلاً، ولا من طرح المسألة بالكلية !!،

◄ وعلى فرض أن هناك من شذّ من العلماء وذهب إلى نفس قولكم، فلا يجب اقتفاء مذهبه في هذا ، فالأولى تنزيه الأنبياء عن القبائح والرذائل والشرك قبل وبعد البعثة..فنعم قوم عظّموا قدر أنبيائهم .. والله أعلى وأعلم ..

1- يقول الإمام البيضاوى :" { قَالَ الملأ الذين استكبروا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ ياشعيب والذين ءامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا } أي ليكونن أحد الأمرين إما إخراجكم من القرية أو عودكم في الكفر ، وشعيب عليه الصلاة والسلام لم يكن في ملتهم قط لأن الأنبياء لا يجوز عليهم الكفر مطلقاً ، لكن غلبوا الجماعة على الواحد فخوطب هو وقومه بخطابهم ، وعلى ذلك أجرى الجواب في قوله . { قَالَ أُوَلَوْ كُنَّا كارهين } أي كيف نعود فيها ونحن كارهون لها".اهـ أنوار التنزيل

2- يقول بن تمام بن عطية :"وقولهم أو { لتعودون في ملتنا } معناه أو لتصيرن ، وعاد : تجيء في كلام العرب على وجهين . أحدهما عاد الشيء إلى حال قد كان فيها قبل ذلك ومنه قوله تعالى : { ولو ردوا لعادوا لما نهوا }
والوجه الثاني أن تكون بمعنى صار وعاملة عملها ولا تتضمن أن الحال قد كانت متقدمة.
ومنه قوله تعالى : { حتى عاد كالعرجون القديم } على أن هذه محتملة ، فقوله في الآية أو { لتعودن } و { شعيب } عليه السلام لم يكن قط كافراً يقتضي أنها بمعنى صار".اهـ المحرر الوجيز

3- يقول الإمام الرازي :"والإشكال فيه أن يقال : إن قولهم : { أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا } يدل على أنه عليه السلام كان على ملتهم التي هي الكفر ، فهذا يقتضي أنه عليه السلام كان كافراً قبل ذلك ، وذلك في غاية الفساد ".اهـ مفاتح الغيب .

4- يقول الزمخشري :"فإن قلت : كيف خاطبوا شعيباً عليه السلام بالعود في الكفر في قولهم : { أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا } وكيف أجابهم بقوله : { إِنْ عُدْنَا فِى مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا الله مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا } والأنبياء عليهم السلام لا يجوز عليهم من الصغائر إلاّ ما ليس فيه تنفير ، فضلاً عن الكبائر ، فضلاً عن الكفر؟ قلت : لما قالوا : { لَنُخْرِجَنَّكَ ياشعيب والذين ءامَنُواْ مَعَكَ } فعطفوا على ضميره الذين دخلوا في الإيمان منهم بعد كفرهم قالوا : { لَتَعُودُنَّ } فغلبوا الجماعة على الواحد ، فجعلوهم عائدين جميعاً ، إجراءً للكلام على حكم التغليب . وعلى ذلك أجرى شعيب عليه السلام جوابه فقال : { إِنْ عُدْنَا فِى مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا الله مِنْهَا } وهو يريد عود قومه ، إلاّ أنه نظم نفسه في جملتهم وإن كان بريئاً من ذلك إجراء لكلامه على حكم التغليب".اهـ الكشاف

5- يقول الإمام الماوردي :"فإن قيل : فالعود إلى الشيء الرجوع إليه بعد الخروج منه فهل كان شعيب على ملة قومه من الكفر حتى يقول : { إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم } .
في الجواب عنه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن هذه حكاية عمن اتبع شعيباً من قومه الذين كانوا قبل اتباعه على ملة الكفر.
الثاني : أنه قال ذلك على التوهم أنه لو كان عليها لم يعد إليها .
والثالث : أنه يطلق ذكر العَود على المبتدىء بالفعل وإن لم يسبق منه فعل مثله سن قولهم : قد عاد عليّ من فلان مكروه وإن لم يسبقه بمثله كقول الشاعر :
لَئِن كَانَت الأَيَّامُ أَحْسَنَّ مَرَّةً ... إِلَيَّ فَقَدْ عَادَتْ لَهُنَّ ذُنُوبُ
أَتَى دَونَ حُلْوِ الْعَيْشِ شَيْءٌ أُمِرُّهُ ... كُرُوبٌ عَلَى آثَارِهِنّ كُرُوبُ".اهـ النكت والعيون.

6- يقول سلطان العلماء العز بن عبدالسلام :" { نَّعُودَ فِيهَآ } حكاية عن أتباع شعيب الذين كانوا قبل اتباعه على الكفر ، أو قاله تنزُّلاً لو كان عليها لم يعد إليها ، أو يطلق لفظ العود على منشىء الفعل وإن لم يسبق منه فعل مثله { فِيهَآ } في القرية".اهـ تفسيره.

7- يقول الإمام بن كثير :"وهذا خطاب مع الرسول والمراد أتباعه الذين كانوا معه على الملة".اهـ تفسير القرآن العظيم.

8- يقول الالوسي :"العود الرجوع إلى الحالة الأولى وهذا مما لا يمكن في حق شعيب عليه السلام لأن الأنبياء عليهم السلام معصومون عما دون الكفر بمراتب . نعم هو ممكن في حق من آمن به فإسناده إليه عليه السلام من باب التغليب ، قيل : وقد غلب عليه المؤمنون هنا كما غلب هو عليهم في الخطاب فيكون في الآية حينئذ تغليبان ".اهـ روح المعاني

9- يقول الإمام البغوى :"فإن قيل: ما معنى قوله: "أو لتعودن في ملتنا"، "وما يكون لنا أن نعود فيها"، ولم يكن شعيب قط على ملتهم حتى يصح قولهم ترجع إلى ملتنا؟ قيل: معناه: أو لتدخلن في ملتنا، فقال: وما كان لنا أن ندخل فيها.
وقيل: معناه إن صرنا في ملتكم. ومعنى عاد صار.
وقيل: أراد به قوم شعيب لأنهم كانوا كفارا فآمنوا فأجاب شعيب عنهم.".اهـ معالم التنزيل.

10- يقول بن عجيبة :" { لنُخرجنّك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتُعودنَّ في ملتنا } أي : ليكونن أحد الأمرين؛ إما إخراجكم من القرية أو عودكم في الكفر ، وشعيب عليه السلام لم يكن في ملتهم قط؛ لأن الأنبياء عليهم السلام لا يجوز عليهم الكفر مطلقًا ، لكنهم غلّبوا الجماعة على الواحد؛ فخُوطب هو وقومه بخطابهم ، وعلى ذلك أجرى الجواب في قوله : { قال أوَ لو كنا كارهين }".اهـ البحر المديد

11- يقول الخلوتي :" { او لتعودن فى ملتنا } العود هو الرجوع الى الحالة الاولى ومن المعلوم ان شعيبا لم يكن على دينهم وملتهم قد لان الانبياء لا يجوز عليهم من الصغائر الا ماليس فيه تنفير فضلا عن الكبائر فضلا عن الكفر الا انه اسند العود اليه والى من معه من المؤمنين تغليبا لهم عليه لان العود متصور فى حقهم".اهـ روح البيان

12- يقول الإمام القرطبى :"ومعنى {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} أي لتصيرن إلى ملتنا وقيل : كان أتباع شعيب قبل الإيمان به على الكفر 0 أي لتعودن إلينا كما كنتم من قبل. قال الزجاج : يجوز أن يكون العود بمعنى الابتداء ؛ يقال : عاد إلي من فلان مكروه ، أي صار ، وإن لم يكن سبقه مكروه قبل ذلك".اهـ الجامع لأحكام القرآن .

13- يقول الخطيب الشربينى :"فإن قيل : قد يفهم هذا بظاهره أنهم كانوا على ملتهم قبل ذلك ؟
أجيب : بأنّ العود هنا بمعنى الصيرورة وهو كثير في كلام العرب".اهـ السراج المنير.

14- يقول الإمام السمعاني :"إن قيل كيف يصح لفظ العود من شعيب ولم يكن على ملتهم قط قيل معناه إن صرنا في ملتكم وعاد بمعنى صار".اهـ تفسيره.

15- يقول بن النجاس :"أو لتعودن في ملتنا يقال كيف قالوا هذا لشعيب وهو نبي فعلى هذا جوابان
أحدهما أن يكون معنى لتعودن لتصيرن كما تقول عاد علي من فلان مكروه
والجواب الاخر أنهم لما خلطوا معه من آمن منهم جاز أن يقولوا أو لتعودن في ملتنا يعنون من آمن".اهـ معانى القرآن .

16- يقول الإمام السيوطي :"لتعودن في ملتنا أدخل شعيب في لتعودن بحكم التغليب إذ لم يكن في ملتهم أصلا حتى يعود فيها".اهـ الاتقان

17- يقول الإمام الزركشي :"أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} أدخل شعيب عليه السلام في قوله :{لَتَعُودُنَّ} بحكم التغليب، إذ لم يكن في ملتهم أصلا حتى يعود إليها ومثله قوله :{إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ}".اهـ البرهان

18- يقول الإمام بن جزي :"فإن قيل إن العود إلى الشيء يقتضي أنه قد كان فعل قبل ذلك فيقتضي قولهم لتعودن في ملتنا أن شعيبا ومن كان معه كانوا أولا على ملة قومهم ثم خرجوا منها فطلب قومهم أن يعودوا اليها وذلك محال فإن الأنبياء معصومون من الكفر قبل النبوة وبعدها فالجواب من وجهين أحدهما قاله ابن عطية وهو أن عاد قد تكون بمعنى صار فلا يقتضي تقدم ذلك الحال الذي صار اليه والثاني قاله الزمخشري وهو أن المراد بذلك الذين آمنوا بشعيب دون شعيب وإنما أدخلوه في الخطاب معهم بذلك كما أدخلوه في الخطاب معهم في قولهم لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك فغلبوا في الخطاب بالعود الجماعة على الواحد".اهـ تفسير التسهيل

19- يقول بدر الدين العيني :"قوله تعالى أو لتعودن في ملتنا أي تصيرن إلى ملتنا".اهـ

20- يقول الإمام النسفي :" { أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا } أي ليكونن أحد الأمرين إخراجكم أو عودكم وحلفوا على ذلك والعود بمعنى الصيرورة وهو كثير في كلام العرب أو خاطبوا به كل رسول ومن آمن معه فغلبوا في الخطاب الجماعة على الواحد".اهـ مدارك التنزيل

وصلِّ اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم .

أبو أسلم الكناني .
.

كتاب التفصيل التوحيد-الحديث لأبو شهاب الموحد

$
0
0
ملاحظة: رجاء من وجد خطأ كتابيا فليكتبه في التعليقات لكي نصلحه.

المنشور الاول من كتاب التفصيل النسخة المحققة رقم 2:
-------------------------------------------------------------------
أهل الحديث
...
كتاب التفصيل

التوحيد-الحديث

قال العبد الفقير موحد الله ثبته الله على دينه:

بسم الله و الحمد لله الواحد القهار الكريم الجبار الذي أرسل نبيه بالحق مبشرا و نذيرا.
قال تعالى: وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ
فالحمد لله الذي أنزل القرآن و البيان على نبيه عليه الصلاة و السلام.
اللهم ربي إني أستغفرك و أتوب إليك يا رحمان يا رحيم إنك أنت العفو الغفور يا من بيدك القلوب ثبت قلبي على دينك.و اغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

أما بعد:
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الصدق و الإخلاص متبعين غير مبتدعين.
سميت هذا الكتاب "التفصيل".
إني رأيت أناسا تركت الكتاب و السنة و اتخذوا رؤوسا جهالا يفتونهم في ما لا يعلمون.
لذلك أردت أن أختصر المسائل العقائدية في مقدمة هذا الكتاب(كتاب التوحيد) ليسهل حفظها.
ثم نثبت حجية الكتاب و السنة ...ونبطل ما سواهما من البدع في (كتاب الحديث).
ثم نفصل المسائل الفقهية المهمة للمسلم في (كتاب الشرائع) .
و إن شاء الله تعالى نبدأ بالمقدمة و بعدها نبين منهج أهل الحديث في التعامل مع الكتاب و السنة و من ثم نبدأ في تفصيل المسائل الفقهية بالأدلة.
قال الإمام الهروي رحمه الله تعالى في كتابه ذم الكلام و أهله : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ إِمْلَاءً قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بن مُحَمَّد بن يحيى ابْن حَمْزَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهَرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ هُوَ ابْنُ بَشِيرٍ عَنْ إِسْمَاعِيل ابْن عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يزِيد ابْن أُخْتِ نَمِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرُ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ (إِنَّ حَدِيثَكُمْ شَرُّ الْحَدِيثِ وَإِنَّ كَلَامَكُمْ شَرُّ الْكَلَامِ إِنَّكُمْ قَدْ حدَّثْتُمُ النَّاسَ حتَّى قِيلَ قَالَ فُلَانٌ فَتُرِكَ كِتَابُ اللَّهِ فَمَنْ كَانَ قَائِمًا فَلْيَقُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَإِلَّا فَلْيَجْلِسْ إِنَّ كَلَامَكُمْ شَرُّ الْكَلَامِ وَإِنَّ حديثكم هُوَ شَرّ الحَدِيث.

قال العبد الفقير :
كتاب التوحيد:

باب بداية الخلق:
قال البخاري رحمه الله تعالى:
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ، فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ» ، قَالُوا: قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا أَهْلَ اليَمَنِ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ» ، قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالُوا: جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: «كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ» فَنَادَى مُنَادٍ: ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الحُصَيْنِ، فَانْطَلَقْتُ، فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا،

قال أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني رحمه الله تعالى:
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ الْهُذَلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ رَبَاحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ"يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي»

كان الله و لم يكن شيء غيره و كان عرشه على الماء ثم خلق القلم فأمره بكتب المقادير ثم خلق السموات و الأرض.
نؤمن بهذا كما جاء دون تأويل فمن أولها على غير ظاهرها كفر.
فإن قيل لك أين عرش الله ؟
فقل في السماء قال تعالى : هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
فإن قيل لك أين كان عرشه قبل السماء؟.
فقل على الماء.
فإن قيل لك و أين كان عرشه قبل أن يخلق الماء.
فقل و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء.
و انتبه لقوله صلى الله عليه و سلم في الحديث التالي.

قال البخاري رحمه الله تعالى:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا، مَنْ خَلَقَ كَذَا، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ "
فقل ءامنت بالله ربا ثم استقم و اتبع .و استعذ بالله من الشيطان الرجيم.

باب خلق البشر:
قال تعالى: و وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)
خلق ءادم عليه السلام من طين.
قال تعالى : إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ
قال تعالى : مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ
قال تعالى : خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ

قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ قَالَ: حَدَّثَنِي قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ قَالَ: ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ. جَاءَ مِنْهُمُ الْأَبْيَضُ وَالْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالْخَبِيثُ، وَالطَّيِّبُ وَالسَّهْلُ، وَالْحَزْنُ وَبَيْنَ ذَلِكَ»

ثم :
قال تعالى : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
قال الترمذي رحمه الله تعالى:
حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ، فَرَأَى رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَعْجَبَهُ وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الأُمَمِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ يُقَالُ لَهُ دَاوُدُ فَقَالَ: رَبِّ كَمْ جَعَلْتَ عُمْرَهُ؟ قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً، قَالَ: أَيْ رَبِّ، زِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَلَمَّا قُضِيَ عُمْرُ آدَمَ جَاءَهُ مَلَكُ المَوْتِ، فَقَالَ: أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَوَلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ قَالَ: فَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنُسِّيَ آدَمُ فَنُسِّيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ ": «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

باب متى خلق ءادم عليه السلام:
قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى :
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا المُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ» وَفِي البَابِ عَنْ أَبِي لُبَابَةَ، وَسَلْمَانَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَأَوْسِ بْنِ أَوْسٍ:«حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ»

باب الغاية من الخلق:
قال تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ

باب دين الأنبياء واحد:
قال تعالى : قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ

قال تعالى : شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ

قال تعالى : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ

قال تعالى عن نوح : وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

قال تعالى عن إبراهيم : إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ

قَالَ تعالى عن مُوسَى : وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ

قال تعالى عن عيسى : وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ

قال تعالى : يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا

قال تعالى : قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

قال تعالى : وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ

قال البخاري رحمه الله تعالى:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ»

باب الكفر بالطاغوت:

مفهوم الطاغوت:
قال تعالى : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
قال تعالى : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
قال تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا
قال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ

قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى:
حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن حسان بن فائد العبسي قال قال عمر بن الخطاب الطاغوت الشيطان.
حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا داود عن أبي العالية أنه قال: الطاغوت الساحر
و الصواب من القول عندي في الطاغوت أنه كل ذي طغيان على الله فعبد من دونه إما بقهر لمن عبده و إما بطاعة ممن عبده له إنسانا كان ذلك المعبود أو شيطانا أو وثنا أو صنما أو كائنا ما كان من شيء.
انتهى كلام إمام المفسرين.

أوليائه:
قال تعالى : وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى
قال تعالى: إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ
قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا
قال تعالى : وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ
قال تعالى : الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا
قال تعالى : قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ
قال تعالى : إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ

أوليائه : قوم يعبده.
قوم يتحاكمون إليه .
وجند ركنوا إليه و عملوا تحته و قاتلوا في سبيله .

باب وجوب تكفيرهم و عدم عذرهم بجهل:
قال تعالى : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
قال تعالى : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ
قال تعالى : وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا
قال تعالى : إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ
و الآيات كثيرة في تكفير المؤمنين لأقوامهم الكفرة.

هل هم معذرون بجهل؟:
لا لو كان الكفار معذورين بجهل لكان الأولى أن يعذر من لم تبلغه رسالة محمد عليه الصلاة و السلام.
قال تعالى : لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً
هؤلاء لم تأتيهم البينة و سموا مشركين.

قال تعالى : وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ
هؤلاء لم يسمعوا كلام الله و سموا مشركين.

قال تعالى : الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا
هؤلاء جهال يظنون أنهم على حق.لكن الله عز و جل سماهم كفار و اخبر أن أعمالهم حابطة.

قال البخاري رحمه الله تعالى :
حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ المُسَيِّبِ، قَالَ: «البَحِيرَةُ الَّتِي يُمْنَعُ دَرُّهَا لِلطَّوَاغِيتِ وَلاَ يَحْلُبُهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وَالسَّائِبَةُ الَّتِي كَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لِآلِهَتِهِمْ فَلاَ يُحْمَلُ عَلَيْهَا شَيْءٌ»
قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرِ بْنِ لُحَيٍّ الخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ»

قال أبي داود رحمه الله تعالى :
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ أَبِي؟ قَالَ: «أَبُوكَ فِي النَّارِ» فَلَمَّا قَفَّى قَالَ: «إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ»
و رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن انس.

عمرو بن لحي بن خزاعة و أب النبي عليه الصلاة و السلام لم تبلغهما رسالة و كذلك أمه عليه الصلاة و السلام في النار.و قد قال تعالى : لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ.
فكل من عذر الكفار بجهل مجرم لا يفقه من الدين شيئا .و المسلمون منه براء.

باب مظاهر الكفر:
الشرك هو صرف العبادة لغير الله من إستغاثة أو تحاكم أو صلاة أو ذبح ....
أن تجعل لله شريكا معه.
قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا
قال تعالى : إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ
قال تعالى : وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
و من المعاصي ما سميت في بعض الأحاديث كفر أو شرك.
و ثبت أنها معصية من الكتاب و السنة لوجود كفارة لها كحد أو غيره.و لم يقم فيها حد ردة.
لكننا نتحدث الآن عن صرف العبادة لغير الله أي الشرك المخرج من الملة.
و اعلم هداك الله أن الشرك أو الكفر المذكور في القرءان مخرج من الملة.
أما المعاصي التي سماها النبي عليه الصلاة و السلام كفرا سنتحدث عليها في كتاب الشرائع في بابها الخاص.
و من جعلها كفرا مخرجا من الملة فهو على ملة الخوارج لا صلة له بالإسلام. و من جعل الكفر المخرج من الملة بمرتبة المعصية التي لا تخرج من الملة فهو كافر على ملة ربيع المدخلي.

و من مظاهر الكفر السجود لغير الله و الذبح لغير الله و طلب الشفاعة من غير الله و التحاكم لغير الله و السحر و الركون إلى الكفار ...

باب التكفير واحد و لا تقسيم له:
إنتشرت بدعة كلمة هذه من أصل الدين.
فالأفضل أن تقول هذه من التوحيد .
فكل تكفير للمشركين من التوحيد و لم يثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم فرق بين التكفير بالنص و الدلالة و التبيعية.
قال تعالى : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ
هؤلاء الجهلة قالوا هذا التكفير أصل أي من التوحيد.(لأنه تكفيرنصي كما يقولون)
أما قوله تعالى: وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا
قالوا هذه ليست بأصل لأنه تكفير بالتبعية.و التبعية حكم فقهي.
و الله هذا هو الجهل بعينه.و هذه بدعة مكفرة فكل من أخرج شيئا من التوحيد كفر.
فإذا كان حكما فقهيا فكيف علمه نوح ؟ بل حكم على أبنائهم الذين سيلدونهم فما بالك بالذين ولدوا.
و كيف علمه يوسف عليه السلام لما كفر قومه؟
و إبراهيم عليه السلام لما كفر قومه؟
و لوط عليه السلام ؟ و كل الأنبياء؟؟
و كيف كفر زيد بن عمر بن نفيل كل قريش ؟ و كان النبي عليه الصلاة و السلام موجودا وقتها و نوفل بن ورقة ؟ و قال لا أعلم مسلما غيري فيكم يعني حتى أطفالهم فكيف كفر أبنائهم ؟؟
أم أن زيد بن عمرو بن نفيل درس كتب الأصول البدعية و القواعد البدعية ؟؟؟

و الله هذا جهل.
فاتضح أنه توحيد .فدين الأنبياء واحد.
و كل الأنبياء كفروا بنص و دلالة و تبعية كما تقولون.
التكفير واحد لا نخرج منه شيئا. و لم نسمع بهذه البدعة المكفرة إلا في أيامنا هذه.
فلم يكن السلف من أهل المراء و الكلام .بل كانوا أهل إتباع و فهم سليم.
فالتكفير واحد عند المسلمين من ءادم عليه السلام إلى يومنا هذا.
فمن جعل توحيده مبنيا على قواعد بدعية فليعد لما أنزل الله.
فلفظ نص أو دلالة أو تبعية ليست شرط صحة للإسلام كلفظ مركب من حروف إنما وجب الإعتقاد و لو جهل اللفظ. و الكلام فيه بدعة.
و قولهم أن التكفير بالتبعية حكم فقهي تنبني عليه أحكام فقهية.
نقول لهم كل تكفير تنبني عليه أحكام فقهية تعلم بالشرائع كالاسترقاق و أن المسلم لا يرث كافر الخ..
سوى كان نصا أم دلالة أم تبعية فكل تكفير سينبني عليه حكم فقهي .
و نحن لم نقل أن الأحكام الفقهية من التوحيد إنما هذه أمور تعلم بالشرائع و من ردها بعد أن بلغته كفر.
إذا من لم يكفر كافرا فعل الشرك كفر.
و من لم يكفر أبناء المشركين كافر.و لو كان عمره ساعة.
و تكفيرهم توحيد.و من لم يكفرهم لم يعلم الإسلام بعد.

باب بدعة وجوب العمل بقاعدة غلبات الظنون:
قال أحد الجهلة الكفرة في كتاب له:"وفى مسألتنا هذه فيها العلمان العلم الحقيقى والعلم بغلبة الظن فالعلم الحقيقى فيها هو فى الكافر الحقيقى الملتبس بكفر فهذا لايشك فى كفره بأدلة قطعية الثبوت قطعية الدلالة فأفادت العلم الحقيقى ولا يعذر إلا المكره ، أما العلم بغلبة الظن فهو فى الكافر الحكمى أى الكافر بالتبعية لظنية الأدلة فيها لذلك اكتفى فيها بالعمل وفق قاعدة (وجوب العمل بغلبة الظن)"
أولا هذه القواعد التي سموها بالقواعد الفقهية هي قواعد بدعية.و نسمي من عمل بها مبتدعا.
و نكفر من قال القاعدة أقوى حجة من الآية و الحديث فمن قدمها على الدليل كفر.
و سنتحدث على هذه البدعة بالتفصيل في كتاب الحديث.
إسمها قواعد فقهية لا عقائدية فكيف يستدلون بها في العقيدة؟؟؟
من قال أننا نكفر من لم نرى منه شركا في دار الكفر بغلبة الظن و غلبات الظنون تفيد اليقين آو القطع فهذا مبتدع ضال مضل يريد أن يحدث في الدين ما ليس فيه.و أن يجلب الأنظار بكلام محدث.
و هؤلاء القوم لم يقدروا على حفظ الكتاب و السنة .
و أحبوا البروز فحدثوا الناس بكلام عجيب.فالناس اليوم تحب من يتكلم بهذه البدع.
و من قال نكفره لغلبات الظنون لظنية الأدلة فهو كافر.
فهذا كافر مجرم شاك في دينه مثل صاحبنا هذا.
قال تعالى : وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا»
و رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى و غيره من أئمة الحديث.
فمن كان في قلبه ريب أو شك أو ظن في دينه فليراجع إسلامه.

و كل من سمي كافرا حكمنا له بالنارإذا مات.و لم يكلفنا الله بتفتيش قلبه.
و لا فرق بين كافر بالتبعية أو غيره. فالله عز و جل حين قال : إنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا
لم يستثني منهم أحدا.فكل من سمي كافرا حكمنا له بالنار إذا مات.
و لم يستثنى إلا الطفل الصغير و المجنون كل ذلك ثابت بالأحاديث مع الخلاف فيهم.
و أهل الفترة تأول المخالف فيهم لأحاديث.و الراجح عندنا و هو قولنا أنهم من أهل النار.
و لا يكفر المخالف في هؤلاء الذين ذكرناهم لما ورد في هذا الموضوع من أحاديث.
أما من لم نعلم عمله في دار الكفر لم يرد فيه استثناء. فهو كافر نحكم له بالنار.
و الحمد لله على نعمة التوحيد.

باب إثبات ما أثبت الله لنفسه من صفات:
لن نذكر في هذا الباب كل الصفات الخبرية للاختصار.
إنما سنذكر ما نراه مهما فقط الآن .و من قال بخلاف ما نعتقد في الصفات كفر.
و المسلم لا يعذر المخالف في هذا الباب بتأويل.

مثلا قال المشرك الحقير بن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري في المجلد الأول:
''المراد باليد هنا القدرة''
تعليقي على كلامه: كلامه كفر صريح. قال اليد هي القدرة أي أن الله ليس لديه يد إنما المقصود بها القدرة.
فنفى أن لله يد .فالتأويل فرع من التعطيل و لا فرق بينهما.
و هذا بيان واضح أنه لا يوجد شيء إسمه تأويل إنما التأويل طريق التعطيل.
و لم يعذر أحد من السلف من افترى على الله الكذب بتأويل أو غيره .
و سأنقل كلامهم في الباب التالي.

القرأن كلام الله:
قال تعالى: حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ
قال تعالى : أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
فمن قال أنه صنعة الله أي مخلوق فهو كافر.

الله يتكلم و كلامه صوت و حرف:
الله عز و جل تكلم و لا يزال متكلما.
قال تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا
قال تعالى: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ
قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ "، قَالَ: "فَيُنَادِي فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَنْزِلُ لَهُ المَحَبَّةُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96] ، وَإِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنِّي قَدْ أَبْغَضْتُ فُلَانًا، فَيُنَادِي فِي السَّمَاءِ ثُمَّ تَنْزِلُ لَهُ البَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ ": «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ»
و الأحاديث التي تثبت أن الله عز و جل يتكلم كثيرة.
فكلامه عز و جل حرف و صوت.
فمن قال أن كلامه صوت فقط فهو كافر.
من قال أنه حرف فقط فهو كافر.
من قال أن الله تكلم و لن يتكلم فهو كافر.

لله يد و كلتا يداه يمين:
قال تعالى : بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى :
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: وَأَبُو بَكْرٍ: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي حَدِيثِ زُهَيْرٍ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا»
و الأحاديث كثيرة في هذا لكن كفى بهذا دليلا للاختصار.
فمن قال أن اليد هي القدرة كما قالها الكثير أو أي شيء بخلاف اليد فهو كافر .
و من شبهها بيد الخلق كفر ليس كمثله شيء.

لله أصابع:
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى :
حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ كِلَاهُمَا، عَنِ الْمُقْرِئِ - قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ - قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ»
فمن شبهها أو عطلها أو أولها كفر.

لله قدم:
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى :
حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رَبُّ الْعِزَّةِ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَدَمَهُ فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، وَعِزَّتِكَ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ "
و روى هذا الحديث كثير من أهل الحديث من عدة طرق.
فمن قال أن القدم هي الرضا أو هي موضع من الكفار فهو كافر.
و لا عذر له بتأويل.

لله عينان:
قال تعالى:تجري بأعيننا
قال تعالى و اصنع الفلك بأعيننا و وحينا
قال تعالى: ولتصنع على عيني

قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَمَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ك ف ر»
يقصد بالأعور المسيح الدجال.
فأثبت أن الله ليس بأعور أي لديه عينان.
كيف ؟ الله اعلم ليس كمثله شيء.
فمن قال أن العين كناية عن صفة البصر فهو كافر.

حكم الأشاعرة لأبو شهاب الموحد

$
0
0
قال الإمام عبد الله الهروي الهروي المسلم (ليس هو ابو ذر الهروي الكافر فاحذر الخلط بين المسلمين و الكفار الشيخ اسمه أبو اسماعيل) رحمه الله تعالى في كتابه ذم الكلام و أهله (هذا الكتاب قهر الكثير من الكفار أولها الكافر ابن عساكر حتى انه رد عليه في كتاب لن نذكر اسمه لكي لا اروج كتب الكفار):

سمعت احمد بن حمزة و أبا علي الحداد يقولان وجدنا أبا العباس أحمد بن محمد النهاوندي على الإنكار على أهل الكلام و...تكفير الأشاعرة

و قال سمعت أحمد بن حمزة يقول لما اشتد الهجران بين النهاوندي و أبي الفوارس سألوا عبد الله الدينوري فقال لقيت ألف شيخ على ما عليه النهاوندي

و قال أيضا سمعت بلال بن أبي منصور المؤذن يقول سمعت عمر بن إبراهيم يقول:
لا تحل ذبائح الأشعرية لأنهم ليسوا بمسلمين و لا بأهل كتاب و لا يثبتون في الأرض كتاب الله.

و سمعت محمد بن ابراهيم القارئ أبا عبد الله يقول الشيرازي قدم علينا يقول سمعت أبا العباس جعفر بن محمد بن المعتز الحافظ الخطيب بنخشب يقول كتب إلي أبو حامد احمد ابن محمد ما سمع بعض أصحابه بن هاني يقول أنه سمع محمد بن اسحاق بن خزيمة يقول من لم يقل أن الله في السماء على العرش استوى ضربت عنقه و ألقيت جيفته على مزبلة بعيدة عن البلد حتى لا يتاذى بنتن ريحها احد من المسلمين و لا من المعاهدين.

(محمد ابن اسحاق بن خزيمة شيخ الأئمة عاصر البخاري و مسلم و عبد الله بن احمد و احمد الخ... صاحب كتاب صحيح ابن خزيمة-و ليس كل ما في كتابه صحيح بل فيه الضعيف- و كتاب التوحيد و هذا الكتاب كنز خسر من لم يقرأه و سمته الأشاعرة كتاب الشرك نعوذ بالله من كفرهم.

قال العبد الفقير وحد الله:
من لم يكفر من أول صفة واحدة كافر. و ليس كل من قيل لك انه عالم فهو عالم.فكم من جاهل صار عالما في زماننا.و هو في عصره أضحوكة لا يفقه شيئا من العلم.
فاحذر و كذبوا عليك إن قالوا لك ان الأشاعرة يعذرون بالتاويل.
فاقرا كتب اهل الحديث في الصفات لكي تفهم معتقدك من كثرة من لبس عليك اليوم.

الان انقل كلاما كتبناه في رسالة هذا بيان للناس:

باب الرد على شبهة الرجل الذي أمر بتحريق نفسه:
قال الإمام مسلم في صحيحه:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقِ بْنِ بِنْتِ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ حَسَنَةً قَطُّ، لِأَهْلِهِ: إِذَا مَاتَ فَحَرِّقُوهُ، ثُمَّ اذْرُوا نِصْفَهُ فِي الْبَرِّ وَنِصْفَهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَاللهِ لَئِنْ قَدَرَ اللهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَلَمَّا مَاتَ الرَّجُلُ فَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ، فَأَمَرَ اللهُ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ، يَا رَبِّ وَأَنْتَ أَعْلَمُ، فَغَفَرَ اللهُ لَهُ "

انقسم الكفار إلى طائفتين في فهم هذا الحديث:
الأولى قالوا هذا الرجل الموحد رغم أنه نفى قدرة الله عليه و عذر بجهله.
الثانية قالوا هذا دليل على أن من أول الصفات لا يكفر.

و سنرد على هؤلاء الجهلة بخير البيان إن شاء الله تعالى.
أولا: لا يمكن حمل كلامه على أنه نفي لقدرة الله لأن هذا كفر عند المسلمين بل حتى الجهمية و الأشاعرة و المعتزلة و غيرهم ممن يدعون الإسلام لا يشكون في كفر من نفى قدرة الله.
و مما يؤكد أن هذا الموحد لم ينفي قدرة الله الرواية الأخرى التي رواها مسلم:
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَبْدِ الْغَافِرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، "أَنَّ رَجُلًا فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، رَاشَهُ اللهُ مَالًا وَوَلَدًا، فَقَالَ لِوَلَدِهِ: لَتَفْعَلُنَّ مَا آمُرُكُمْ بِهِ أَوْ لَأُوَلِّيَنَّ مِيرَاثِي غَيْرَكُمْ، إِذَا أَنَا مُتُّ، فَأَحْرِقُونِي - وَأَكْثَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ - ثُمَّ اسْحَقُونِي، وَاذْرُونِي فِي الرِّيحِ، فَإِنِّي لَمْ أَبْتَهِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا، وَإِنَّ اللهَ يَقْدِرُ عَلَيَّ أَنْ يُعَذِّبَنِي، قَالَ: فَأَخَذَ مِنْهُمْ مِيثَاقًا، فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، وَرَبِّي، فَقَالَ اللهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: مَخَافَتُكَ، قَالَ فَمَا تَلَافَاهُ غَيْرُهَا "
فهداك الله للحق تأمل قوله رضي الله عنه: فَإِنِّي لَمْ أَبْتَهِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا، وَإِنَّ اللهَ يَقْدِرُ عَلَيَّ أَنْ يُعَذِّبَنِي.

ثانيا: من النقطة الأولى يفهم أنه من المستحيل أن نؤول كلامه كما أوله الكفرة في الرواية الأولى. خير ما يفسر به قوله لئن قدر علي العذاب أي ضيق .
كقوله تعالى: (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ)
فال الإمام أبو جعفر: ومن ضيق عليه رزقه فلم يوسع عليه، فلينفق مما أعطاه الله على قدر ماله، وما أعطى منه.
و قال ابن أبي زمنين: (وَمن قدر) قتر

ثالثا: إلى الذين يدعون أنه معذور بتأويل في صفة من الصفات التي تدرك فطرة و من نفاها كافر لا شك في كفره و كفر من لم يكفره.
أريد أن أسألكم إذا فهمتم الحديث على نفي صفة القدرة. فأين التأويل؟؟
على فهمكم هو نفي أي تعطيل. و ليس تأويلا.
فنعوذ بالله من كفركم.
على فهمكم لم أرى أي دليل على عذر المتأول .أم أنكم تعذرون حتى النافي ؟؟؟
لم و لن يصح إستدلالكم بهذا الحديث.
و لم يعذر عالم من أهل الحديث- أهل الإسلام – الجهمية و الأشاعرة أو غيرهم من فرق الضلال بتأويل و كتبهم في الرد على أهل الكلام تشهد على معتقدهم و كفى به شهيدا.و كان أهل العلم دائما يقولون في كتبهم على الجهمية و الأشاعرة و غيرهم تأولوا....فرحم الله المسلمين.
انتهت الرسالة.
و صلى الله على نبيه.
العبد الفقير.

حكم تارك الصلاة ومن لم يكفره لأبو شهاب الموحد

$
0
0
العبد الفقير أبو شهاب السلمي

جاء في العلل لابن أبي حاتم
وَسألت أبي عَنْ حديث رَوَاهُ شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: "لا إِسْلامَ لِمَنْ لَمْ يُصَلِّ "سَمِ...عْتُ أَبِي يَقُولُ: لَمْ يُدْرِكْ أَبُو الْمَلِيحِ عُمَرَ، يُرْوَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَن قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ هَذَا الْكَلامَ، لَمْ يُذْكَرْ فِي الإِسْنَادِ، أَبُو الْمَلِيحِ

قال المروزي في تعظيم قدر الصلاة:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: "لا إِسْلامَ لِمَنْ لَمْ يُصَلِّ "قِيلَ لِشَرِيكٍ: عَلَى الْمِنْبَرِ؟ قَالَ: نَعَمْ

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ رَاشِدٍ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ: «لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا وَإِنْ قُطِّعْتَ أَوْ حُرِّقْتَ، وَلَا تَتْرُكْ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا فَمَنْ تَرَكَهَا عَمْدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَلَا تَشْرَبِ الْخَمْرَ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ، وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دُنْيَاكَ فَاخْرُجْ لَهُمَا، وَلَا تُنَازِعْ وُلَاةَ الْأَمْرِ وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّكَ أَنْتَ، وَلَا تَفِرَّ مِنَ الزَّحْفِ وَإِنْ هَلَكْتَ، وَأَنْفِقْ مِنْ طَوْلِكَ عَلَى أَهْلِكَ، وَلَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْهُمْ وَأَخِفْهُمْ»

حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ الرَّهَاوِيُّ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْكَلَاعِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أُمَيْمَةَ، مَوْلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كُنْتُ أُوَضِّئُهُ يَوْمًا أُفْرِغُ عَلَى يَدَيْهِ الْمَاءَ إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنِّي أُرِيدُ اللُّحُوقَ بِأَهْلِي، قَالَ: «لَا تُشْرِكَنَّ بِاللَّهِ شَيْئًا وَإِنْ قُطِّعْتَ وَحُرِّقْتَ بِالنَّارِ، وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ فِيمَا أَمَرَاكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تُخَلِّيَ مِنْ دُنْيَاكَ وَأَهْلِكَ فَتَخَلَّى مِنْهَا، وَلَا تَدَعَنَّ صَلَاةً مُتَعَمِّدًا فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى وَذِمَّةُ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

"سمعت إسحاق يقول: قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أن تارك الصلاة كافر، وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا: أن تارك الصلاة عمداً من غير عذر حتى يذهب وقتها؛ كافر".

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: قَدْ صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ كَافِرٌ، وَكَذَلِكَ كَانَ رَأْيُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ لَدُنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا أَنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ عَمْدًا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ حَتَّى يَذْهَبَ وَقْتُهَا كَافِرٌ، وَذَهَابُ الْوَقْتِ أَنْ يُؤَخِّرَ الظُّهْرَ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَالْمَغْرِبَ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ وَإِنَّمَا جَعَلَ آخِرَ أَوْقَاتِ الصَّلَوَاتِ مَا وَصَفْنَا لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ بِعَرَفَةَ وَالْمُزْدَلِفَةَ وَفِي السَّفَرِ فَصَلَّى إِحْدَاهُمَا فِي وَقْتِ الْأُخْرَى فَلَمَّا جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأُولَى مِنْهُمْ وَقْتًا لِلْأُخْرَى فِي حَالٍ، وَالْأُخْرَى وَقْتًا لِلْأُولَى فِي حَالٍ صَارَ وَقْتَاهُمَا وَقْتًا وَاحِدًا فِي حَالِ الْعُذْرِ، كَمَا أُمِرَتِ الْحَائِضُ إِذَا طَهُرَتْ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَنْ تُصَلِّيَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَإِذَا طَهُرَتْ آخِرَ اللَّيْلِ أَنْ تُصَلِّيَ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ.

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: "مَا كَانَ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالإِيمَانِ عِنْدَكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: الصَّلاةُ "

الإبانة الكبرى لابن بطة:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: نا يَعْقُوبُ، قَالَ: نا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: "مَا كَانَ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالإِيمَانِ عِنْدَكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: الصَّلاةُ "

جمع من الأئمة:
شرح اصول اعتقاد السنة و الجماعة للالكائي:
سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ فِي أَنَّ الصلاة من الأيمان وروى فِي ذلك من الصحابة: عن عُمَر، وعلي، وعبد الله بْن مَسْعُود، وعبد الله بْن عَبَّاس، وأبي الدَّرداء، والبراء، وجابر بْن عَبْد الله.أنّه سئل: ما كان يفرق بين الكفر والإيمان عندكم من الأعمال فِي عهد رسول الله قَالَ: الصلاة.الْحَسَن: بلغني أن أصحاب رسول الله كانوا يقولون: بين العبد وبين الشرك أن يشرك فيكفر أن يدع الصلاة من غير عذر.وبه قَالَ من التابعين: مجاهد، وسعيد بْن جُبَيْر، وجابر بْن زَيْد، وعمرو بْن دينار، وإبراهيم النخعي، والقاسم بْن مخيمرة.ومن الفقهاء: مالك، والأوزاعي، والشافعي، وشريك بْن عَبْد الله النخعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور، وأبو عُبَيْد القاسم بْن سلام.

مختصر المزني:
[بَابُ الْحُكْمِ فِي تَارِكِ الصَّلَاةِ مُتَعَمِّدًا]
(قَالَ الشَّافِعِيُّ) : يُقَالُ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ حَتَّى يَخْرُجَ وَقْتُهَا بِلَا عُذْرٍ: لَا يُصَلِّيهَا غَيْرُك، فَإِنْ صَلَّيْت وَإِلَّا اسْتَتَبْنَاك، فَإِنْ تُبْت وَإِلَّا قَتَلْنَاك كَمَا يُكَفَّرُ فَنَقُولُ إنْ آمَنْت وَإِلَّا قَتَلْنَاك وَقَدْ قِيلَ: يُسْتَتَابُ ثَلَاثًا فَإِنْ صَلَّى فِيهَا وَإِلَّا قُتِلَ وَذَلِكَ حَسَنٌ - إنْ شَاءَ اللَّهُ - (قَالَ الْمُزَنِيّ) : قَدْ قَالَ فِي الْمُرْتَدِّ إنْ لَمْ يَتُبْ قُتِلَ وَلَمْ يُنْتَظَرْ بِهِ ثَلَاثًا لِقَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ تَرَكَ دِينَهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ» وَقَدْ جُعِلَ تَارِكُ الصَّلَاةِ بِلَا عُذْرٍ كَتَارِكِ الْإِيمَانِ فَلَهُ حُكْمُهُ فِي قِيَاسِ قَوْلِهِ؛ لِأَنَّهُ عِنْدَهُ مِثْلُهُ وَلَا يُنْتَظَرُ بِهِ ثَلَاثًا. .

قال ابن بطة الحنبلي في كتابه الابانة الكبرى:
بَابُ كُفْرِ تَارِكِ الصَّلَاةِ , وَمَانِعِ الزَّكَاةِ , وَإِبَاحَةِ قِتَالِهِمْ وَقَتْلِهِمْ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ بَحْرٍ الْأَهْوَازِيُّ , وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو الزِّيبَقِيُّ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ , قَالَا جَمِيعًا: نا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ الْأَصْفَهَانِيُّ , قَالَ: نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَيْنَ الْعَبْدِ وَالشِّرْكِ أَوِ الْكُفْرِ إِلَّا تَرْكُ الصَّلَاةِ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ , قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ , قَالَ: نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , قَالَ: نا الْأَعْمَشُ , عَنْ أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَالْكُفْرِ إِلَّا تَرْكُ الصَّلَاةِ»

حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ , قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ , قَالَ: نا يُوسُفُ الْقَطَّانُ , قَالَا: نا وَكِيعٌ , قَالَ: نا سُفْيَانُ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ»

حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ , قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ: نا وَكِيعٌ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ , أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ , دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بَعْدَمَا طُعِنَ , فَقَالَ: "الصَّلَاةَ , فَقَالَ: نَعَمْ , وَلَا حَظَّ لِامْرِئٍ فِي الْإِسْلَامِ أَضَاعَ الصَّلَاةَ , فَصَلَّى وَالْجُرْحُ يَثْعَبُ دَمًا "

حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْمَحَامِلِيُّ , قَالَ: نا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ , قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: نا أَيُّوبُ , عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ , أَنَّ عُمَرَ , لَمَّا أُصِيبَ جَعَلَ يُغْمَى عَلَيْهِ , فَقَالُوا: "إِنَّكُمْ لَنْ تُفْزِعُوهُ بِشَيْءٍ مِثْلِ الصَّلَاةِ , إِنْ كَانَتْ بِهِ حَيَاةٌ , فَقَالُوا: الصَّلَاةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ صُلِّيَتْ، قَالَ: فَانْتَبَهَ , فَقَالَ: الصَّلَاةُ هَا اللَّهِ إِذًا , وَلَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ، قَالَ: فَصَلَّى , وَإِنَّ جُرْحَهُ لَيَثْعَبُ دَمًا "

حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ قَالَ: نا أَبُو نَصْرٍ عِصْمَةُ قَالَ: نا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ , قَالَ: نا أَحْمَدُ , وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ , قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: نا أَيُّوبُ , عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ , أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا أُصِيبَ جَعَلَ يُغْمَى عَلَيْهِ , فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً

حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ قَالَ: نا أَبُو نَصْرٍ عِصْمَةُ قَالَ نا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ , قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ , قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ , قَالَ: نا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ تَرْكُ الصَّلَاةِ , فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ»

حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْمَحَامِلِيُّ , قَالَ: نا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ , قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنْ أَبِي مَلِيحٍ , قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزَاةٍ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ , فَقَالَ: بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ حَبِطَ عَمَلُهُ»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ , قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا يَعْقُوبُ , قَالَ: نا أَبِي , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , قَالَ: نا أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَبِي الْحَجَّاجِ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ , قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا كَانَ "يُفَرِّقُ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ عِنْدَكُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ , قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ , قَالَ: نا عَوْفٌ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَقُولُونَ: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ أَنْ يُشْرِكَ فَيَكْفُرَ أَنْ يَدَعَ الصَّلَاةَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ , قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا عَفَّانُ , قَالَ: نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ , قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّه , سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ , يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ , وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ , ثُمَّ قَدْ حُرِّمَ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ , وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى»

حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ , قَالَ: نا عَبْدُ الْحَمِيدِ , قَالَ: نا شَهْرٌ , قَالَ: نا ابْنُ غَنْمٍ , عَنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «إِنَّ » رَأْسَ هَذَا الْأَمْرِ أَنْ تَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , وَإِنَّ قِوَامَ هَذَا الْأَمْرِ إِقَامُ الصَّلَاةِ , وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ , وَإِنَّ ذِرْوَةَ السَّنَامِ مِنْهُ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ حَتَّى يُقِيمُوا الصَّلَاةَ , وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ , وَيَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ , فَقَدِ اعْتَصَمُوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا , وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا حُسَيْنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ , قَالَ: نا ابْنُ لَهِيعَةَ , قَالَ: نا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْأَسْقَعِ , أَنَّ أَبَا بَكْرٍ , "بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ , وَأَمَرَهُ أَنْ يُقَاتِلَ النَّاسَ عَلَى الْخَمْسِ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , وَإِقَامِ الصَّلَاةِ , وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ , وَصَوْمِ رَمَضَانَ

حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ , قَالَ: نا ثَابِتٌ يَعْنِي ابْنَ عَجْلَانَ، عَنْ سُلَيْمٍ أَبِي عَامِرٍ , أَنَّ وَفْدَ الْحَمْرَاءِ أَتَوْا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُبَايِعُونَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ , وَعَلَى مَنْ وَرَاءَهُمْ , «فَبَايَعَهُمْ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا , وَأَنْ يُقِيمُوا الصَّلَاةَ , وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ , وَيَصُومُوا رَمَضَانَ , وَيَدَعُوا عِيدَ الْمَجُوسِ , فَلَمَّا قَالُوا نَعَمْ بَايَعَهُمْ»

حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْفَامِيُّ , قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبَرْتِيُّ , قَالَ: نا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: نا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ , عَنْ يَزِيدَ , قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: إِنَّ نَاسًا يَشْهَدُونَ عَلَيْنَا بِالشِّرْكِ , فَقَالَ: "أُولَئِكَ شَرُّ الْخَلِيقَةِ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَالشِّرْكِ , أَوِ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ , أَوْ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ كَفَرَ»

حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ: نا عُمَرُ , أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ , لَمَّا بَعَثَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ , اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ , فَحَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , وَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ «أَلَا إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ إِلَيْكُمْ , أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ , وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا , وَتُقِيمُوا الصَّلَاةَ , وَتُؤْتُوا الزَّكَاةَ , وَأَنْ تُطِيعُونِي أَهْدِكُمْ إِلَى سَبِيلِ الرَّشَادِ , أَلَا إِنَّمَا هُوَ اللَّهُ وَحْدَهُ , وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ بِلَا ظَعْنٍ , خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ , أَمَّا بَعْدُ»

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ , قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ , قَالَ: نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ , عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ , قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ، فَقَالَ: «بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ فِي يَوْمِ الْغَيْمِ , فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ»

حَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ بَحْرٍ الْأَهْوَازِيُّ , قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ الْأَصْبَهَانِيُّ , قَالَ: نا سُفْيَانُ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ , عَنْ مَكْحُولٍ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ عَامِدًا , فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى , قَالَ: نا وَكِيعٌ , قَالَ: نا الْمَسْعُودِيُّ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَالْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ , قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُكْثِرُ ذِكْرَ الصَّلَاةِ فِي الْقُرْآنِ: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: 23] , {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المؤمنون: 9] . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "ذَلِكَ عَلَى مَوَاقِيتِهَا , قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , مَا كُنَّا نَرَى ذَلِكَ إِلَّا عَلَى تَرْكِهَا , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: تَرْكُهَا الْكُفْرُ

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو الْحُسَيْنِ الْكَاذِيُّ , قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , قَالَ: نا ابْنُ جَابِرٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا , أَنَّ أُمَّ الدَّرْدَاءِ , حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا , سَمِعَتْ أَبَا الدَّرْدَاءِ , يَقُولُ: «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا صَلَاةَ لَهُ , وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ , قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ زِرٍّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: «مَنْ لَمْ يُصَلِّ فَلَا دِينَ لَهُ»

حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا سُفْيَانُ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ , وَرَسُولُ اللَّهِ جَالِسٌ فَصَلَّى , فَجَعَلَ يَنْقُرُ كَمَا يَنْقُرُ الْغُرَابُ , فَقَالَ: «لَوْ مَاتَ هَذَا مَاتَ عَلَى غَيْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ , قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ , قَالَ: نا ابْنُ نُمَيْرٍ , قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ , عَنْ مَعْقِلٍ الْخَثَعِيِّ , قَالَ: أَتَى رَجُلٌ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَهُوَ فِي الرَّحَبَةِ , فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا تَرَى فِي "الْمَرْأَةِ لَا تُصَلِّي؟ قَالَ: مَنْ لَمْ يُصَلِّ فَهُوَ كَافِرٌ "وَذَكَرَ الْحَدِيثَ

حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ , قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ: نا وَكِيعٌ، قَالَ: نا إِسْرَائِيلُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ , قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ , وَلَمْ يُؤَدِّ الزَّكَاةَ , فَلَا صَلَاةَ لَهُ»

حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ: نا وَكِيعٌ , قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ مُطَرِّفٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ , قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «مَا تَارِكُ الزَّكَاةِ بِمُسْلِمٍ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ السَّرَّاجُ , قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابَ , قَالَ: نا عَبْدُ الصَّمَدِ , قَالَ: نا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ , قَالَ: نا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ حُذَيْفَةَ , أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي لَا يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ , فَلَمَّا انْصَرَفَ دَعَاهُ , فَقَالَ: مُنْذُ كَمْ صَلَّيْتَ هَذِهِ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: صَلَّيْتُهَا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا قَالَ: مَا صَلَّيْتَ , أَوْ مَا صَلَّيْتَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ مَهْدِيٌّ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: لَوْ مُتَّ مُتَّ عَلَى غَيْرِ سَنَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ قَالَ: نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ الطَّائِيُّ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ أَخْبَرَنِي قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: «إِذَا قَالَ أُصَلِّي الْفَرِيضَةَ غَدًا فَهُوَ عِنْدِي أَكْفُرُ مِنَ الْحِمَارِ»

حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْمَحَامِلِيُّ , قَالَ: نا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ , قَالَ: نا أَبُو الْعَوَّامِ الْقَطَّانُ , قَالَ: نا قَتَادَةُ , وَأَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ , كِلَاهُمَا عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ , مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهِنَّ , وَرُكُوعِهِنَّ , وَسُجُودِهِنَّ , وَمَوَاقِيتِهِنَّ , وَأَعْطَى الزَّكَاةَ مِنْ مَالِهِ طَيِّبَ النَّفْسِ بِهَا» , قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: «وَايْمُ اللَّهِ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ , وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ , وَحَجَّ الْبَيْتَ , إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا , وَأَدَّى الْأَمَانَةَ» , قَالُوا: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ , وَمَا أَدَاءُ الْأَمَانَةِ؟ قَالَ: الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ , فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَأْمَنْ عَلَى ابْنِ آدَمَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ دِينِهِ غَيْرَهَا

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَسْكَرِيُّ , خَتَنُ زَكَرِيَّا قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ , قَالَ: نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ , قَالَ: حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ , عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ الصَّدَفِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا , فَقَالَ: مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ تَكُنْ لَهُ نُورًا وَلَا بُرْهَانًا وَلَا نَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ , وَفِرْعَوْنَ , وَهَامَانَ , وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ "

قَالَ الشَّيْخُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ:
فَهَذِهِ الْأَخْبَارُ وَالْآثَارُ وَالسُّنَنُ عَنِ النَّبِيِّ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كُلُّهَا تَدُلُّ الْعُقَلَاءَ وَمَنْ كَانَ بِقَلْبِهِ أَدْنَى حَيَاءٍ عَلَى تَكْفِيرِ تَارِكِ الصَّلَاةِ , وَجَاحِدِ الْفَرَائِضِ , وَإِخْرَاجِهِ مِنَ الْمِلَّةِ , وَحَسْبُكَ مِنْ ذَلِكَ مَا نَزَلَ بِهِ الْكِتَابُ , قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} [الحج: 31] . ثُمَّ وَصَفَ الْحُنَفَاءَ وَالَّذِينَ هُمْ غَيْرُ مُشْرِكِينَ بِهِ , فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5] . فَأَخْبَرَنَا جَلُّ ثَنَاؤُهُ , وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ أَنَّ الْحَنِيفَ الْمُسْلِمَ هُوَ عَلَى الدِّينِ الْقَيِّمِ , وَأَنَّ الدِّينَ الْقَيِّمَ هُوَ بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ , وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ , فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: 5] . وَقَالَ تَعَالَى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11] . فَأَيُّ بَيَانٍ رَحِمَكُمُ اللَّهُ يَكُونُ أَبْيَنَ مِنْ هَذَا , وَأَيُّ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ , وَأَنَّ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ مِنَ الْإِيمَانِ يَكُونُ أَدَلَّ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ , وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَإِجْمَاعِ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ , وَفُقَهَائِهِمُ الَّذِينَ لَا تَسْتَوْحِشُ الْقُلُوبُ مِنْ ذِكْرِهِمْ , بَلْ تَطْمَئِنُّ إِلَى اتِّبَاعِهِمْ , وَاقْتِفَاءِ آثَارِهِمْ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ , وَجَعَلْنَا مِنْ إِخْوَانِهِمْ

المختصر المفيد للعبد الفقير ابو شهاب السلمي

$
0
0

 Photo: ‎اضغط على مزيد لكي تقرأ الموضوع. ---------------------------------- المختصر المفيد المقطع الاول: http://tindeck.com/listen/hbqa او من هذا: https://docs.google.com/file/d/0B1TEPlIJRdLsLTNlYnZKRTMwcTA/edit?pli=1  ------------------------------------ تابعنا و انشر معنا الفائدة هداك الله. كتبه العبد الفقير.  نواصل:  الرد على شبه العاذرين: الرد على شبهة الرجل الذي أمر بتحريق نفسه: قال الإمام مسلم في صحيحه بسنده: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ حَسَنَةً قَطُّ، لِأَهْلِهِ: إِذَا مَاتَ فَحَرِّقُوهُ، ثُمَّ اذْرُوا نِصْفَهُ فِي الْبَرِّ وَنِصْفَهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَاللهِ لَئِنْ قَدَرَ اللهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَلَمَّا مَاتَ الرَّجُلُ فَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ، فَأَمَرَ اللهُ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ، يَا رَبِّ وَأَنْتَ أَعْلَمُ، فَغَفَرَ اللهُ لَهُ "  قلت في رسالة هذا بيان للناس: انقسم الكفار إلى طائفتين في فهم هذا الحديث: الأولى قالوا هذا الرجل الموحد رغم أنه نفى قدرة الله عليه و عذر بجهله. الثانية قالوا هذا دليل على أن من أول الصفات لا يكفر.  و سنرد على هؤلاء الجهلة بخير البيان إن شاء الله تعالى. أولا: لا يمكن حمل كلامه على أنه نفي لقدرة الله لأن هذا كفر عند المسلمين بل حتى الجهمية و الأشاعرة و المعتزلة و غيرهم ممن يدعون الإسلام لا يشكون في كفر من نفى قدرة الله. و مما يؤكد أن هذا الموحد لم ينفي قدرة الله الرواية الأخرى التي رواها مسلم: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَبْدِ الْغَافِرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّ رَجُلًا فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، رَاشَهُ اللهُ مَالًا وَوَلَدًا، فَقَالَ لِوَلَدِهِ: لَتَفْعَلُنَّ مَا آمُرُكُمْ بِهِ أَوْ لَأُوَلِّيَنَّ مِيرَاثِي غَيْرَكُمْ، إِذَا أَنَا مُتُّ، فَأَحْرِقُونِي - وَأَكْثَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ - ثُمَّ اسْحَقُونِي، وَاذْرُونِي فِي الرِّيحِ، فَإِنِّي لَمْ أَبْتَهِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا، وَإِنَّ اللهَ يَقْدِرُ عَلَيَّ أَنْ يُعَذِّبَنِي، قَالَ: فَأَخَذَ مِنْهُمْ مِيثَاقًا، فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، وَرَبِّي، فَقَالَ اللهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: مَخَافَتُكَ، قَالَ فَمَا تَلَافَاهُ غَيْرُهَا " فهداك الله للحق تأمل قوله رضي الله عنه: فَإِنِّي لَمْ أَبْتَهِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا، وَإِنَّ اللهَ يَقْدِرُ عَلَيَّ أَنْ يُعَذِّبَنِي.  ثانيا: من النقطة الأولى يفهم أنه من المستحيل أن نؤول كلامه كما أوله الكفرة في الرواية الأولى. خير ما يفسر به قوله لئن قدر علي العذاب أي ضيق . كقوله تعالى: (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ)  فال الإمام أبو جعفر: ومن ضيق عليه رزقه فلم يوسع عليه، فلينفق مما أعطاه الله على قدر ماله، وما أعطى منه. و قال ابن أبي زمنين: (وَمن قدر) قتر  ثالثا: إلى الذين يدعون أنه معذور بتأويل في صفة من الصفات التي تدرك فطرة و من نفاها كافر لا شك في كفره و كفر من لم يكفره. أريد أن أسألكم إذا فهمتم الحديث على نفي صفة القدرة. فأين التأويل؟؟ على فهمكم هو نفي أي تعطيل. و ليس تأويلا. فنعوذ بالله من كفركم. على فهمكم لم أرى أي دليل على عذر المتأول .أم أنكم تعذرون حتى النافي ؟؟؟ لم و لن يصح إستدلالكم بهذا الحديث. و لم يعذر عالم من أهل الحديث- أهل الإسلام – الجهمية و الأشاعرة أو غيرهم من فرق الضلال بتأويل و كتبهم في الرد على أهل الكلام تشهد على معتقدهم و كفى به شهيدا.و كان أهل العلم دائما يقولون في كتبهم على الجهمية و الأشاعرة و غيرهم تأولوا....فرحم الله المسلمين. انتهت المسالة.  الردعلى شبهة ذات انواط: عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ " و هناك من ضعفه بحجة ان سنان بن أبي سنان الدؤلي في الاسناد قالوا هو مجهول لكنه معلوم و و وثقه البخاري في تاريخه و اخرج له في صحيحه  و كذلك مسلم و غيرهما. و قد حدث عن ابي هريرة و غيره من الصحابة. و سبق ان ذكرنا طرق الحديث في رسالة هذا بيان للناس. فالجهلة من الناس زعموا أن الصحابة رضوان الله عليهم فعلوا كفرا و النبي عليه الصلاة و السلام عذرهم بجهل. سبق أن رددنا على هذه الشبهة  في كتاب التفصيل فقلنا فيه: أولا هذا مفتر على الصحابة و مفتر على نبي الله صلى الله عليه و سلم. و لقتله أحب للمسلمين من الدنيا و ما فيها. ثانيا الكاف تفيد التشبيه لا المماثلة في العمل.كقوله صلى الله عليه و سلم مدمن الخمر كعابد الوثن.و وجه الشبه أن بني إسرائيل طلبت أن تتشبه بالكفار لكن في الشرك.أما الصحابة رضوان الله عليهم طلبوا أن تكون لهم شجرة يعلقون عليها أسلحتهم. ثالثا قالوا للنبي عليه الصلاة و السلام اجعل لنا ذات أنواط على وجه الطلب لا الإعلام. رابعا لم يطلبوا في طلبهم شيئا مخرجا من الملة كما طلبت بنوا إسرائيل.  انتهى الكلام المنقول من كتاب التفصيل. اضيف و توسعنا في الاضافة في رسالة هذا بيان للناس. روى ابن ماجه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُدْمِنُ الْخَمْرِ، كَعَابِدِ وَثَنٍ» و روى البخاري: عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةً - يَعْنِي البَدْرَ - فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ  و من المعلوم أن التشبيه هنا في الرؤية والوضوح لا في الشكل والاستدارة فنعوذ بالله من كفر. إنما قال النبي صلى الله عليه و سلم ما قاله لأصحابه من باب التغليظ تشبيها لا مماثلة.  قال تعالى: كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ انتهت المسالة.  الرد على شبهة مهما يكتم الناس يعلمه الله: روى الامام مسلم في صحيحه بسنده عن عائشة:  قَالَتْ: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ، نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ، فَنَادَانِي... و نعم هنا تفيد التصديق و التقرير لا الشك. و من قال خلاف هذا فهو زنديق متكلم.  انتهت المسالة.  الرد على شبهة سجود معاذ: كل الاحاديث التي وردت في سجود معاذ فيها القاسم بن عوف الشيباني و هو ضعيف الحديث فبطل الاستدلال بهذا الحديث. و لا يرد على شيئ ضعيف. و لا نقول كما قال إمامهم الكافر المأول لصفات الله في كتابه نيل الاوطار: وفي هذا الحديث دليل على أن من سجد جاهلا لغير الله لم يكفر انتهت المسألة  الرد على شهبة ءاية المائدة: إِذۡ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ هَلۡ يَسۡتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيۡنَا مَآئِدَة مِّنَ ٱلسَّمَآءِ  قَالَ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ فزعموا انهم شكوا في قدرة الله عز و جل. لكنهم ارادوا بذلك زيادة الاطمئنان.  قالوا: قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأۡكُلَ مِنۡهَا وَتَطۡمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعۡلَمَ أَن قَدۡ صَدَقۡتَنَا وَنَكُونَ عَلَيۡهَا مِنَ ٱلشَّٰهِدِينَ  و ذلك كقول نبي الله: وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِ‍ۧمُ رَبِّ أَرِنِي كَيۡفَ تُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ  ۖ  قَالَ أَوَ لَمۡ تُؤۡمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِي انتهت المسألة  الرد على شبهة حديث الجارية: قال الإمام أبو عبد الله في صحيحه: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ المُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ بُنِيَ عَلَيَّ، فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، وَجُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ، يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِهِنَّ يَوْمَ بَدْرٍ، حَتَّى قَالَتْ جَارِيَةٌ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَقُولِي هَكَذَا وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ» قال تعالى: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا   قالت ذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ما في غد إذا اعلمه الله بذلك. و لكن نبي الله نهاها لأنها قالت قولا حمال اوجه لذلك نهاها صلى الله عليه و سلم.  و من كفرها أو قال أن نبي الله عذرها فهو كافر و من لم يكفره مثله بل من شك في هذا كفر.  الرد على شبهة حديث اربعة يمتحنون: عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ  قَالَ: " أَرْبَعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَصَمُّ لا يَسْمَعُ شَيْئًا، وَرَجُلٌ أَحْمَقُ، وَرَجُلٌ هَرَمٌ ، وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ، فَأَمَّا الأَصَمُّ فَيَقُولُ: رَبِّ، لَقَدْ جَاءَ الإِسْلامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا، وَأَمَّا الأَحْمَقُ فَيَقُولُ: رَبِّ، لَقَدْ جَاءَ الإِسْلامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ ، وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ: رَبِّ، لَقَدْ جَاءَ الإِسْلامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا، وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ  فَيَقُولُ: رَبِّ، مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ، فَيَأْخُذُ  مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ، فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنِ ادْخُلُوا النَّارَ، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ  بِيَدِهِ، لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلامًا رواه احمد و غيره. و هذا الحديث بكل طرقه ضعيف لا حجة له.  و هذا الحديث ضعيف لا يصح و سنتكلم فيه لما نتكلم على اهل الفترة و بيان الخلاف فيهم في المقطع الثالث ان شاء الله تعالى. و بينا في المقطع الاول اننا لسنا في فترة... و الاخرة دار جزاء لا تقديم اعذار. قال تعالى: يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لا تَعۡتَذِرُواْ ٱلۡيَوۡمَ ۖ إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ و لا دخل لنا في اهل الفترة.   الرد على شبهة الكفر ان صحابيا استحل شرب الخمر: من زعم ان الصحابي استحل الخمرة فهو كافر. راجعت كل الاحاديث التي وردت في هذا الباب ضعيفها و صحيحها. و لم اجد في صحيحها انه قال ان الخمرة حلال و لم اجد ان عمر عذره بتأويل و لم يقلم عليه حدا. فانسى كل ما قرأته و ما تعلمته من الكفار و ابحث و حقق. و الصحابي تاول انه لا ياثم ان شربها.لاية. و سيتبين انه لما قال له اني حادك استدل بالاية . و ساسرد القصة الان. روى ابوبكر اين ابي شيبة رحمه الله تعالى بسند صحيح: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، " اسْتَعْمَلَ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، وَهُوَ خَالُ حَفْصَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَدِمَ الْجَارُودُ سَيِّدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى عُمَرَ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ قُدَامَةَ شَرِبَ فَسَكِرَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ حَدًّا مِنْ حِدُودِ اللَّهِ، حَقًّا عَلَيَّ أَنْ أَرْفَعَهُ إِلَيْكَ، فَقَالَ عُمَرُ: " مَنْ يَشْهَدُ مَعَكَ "، قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ، فَدَعَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: بِمَ أَشْهَدُ؟ قَالَ: لَمْ أَرَهُ يَشْرَبُ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُهُ سَكْرَانَ، فَقَالَ عُمَرُ: " لَقَدْ تَنَطَّعْتَ فِي الشَّهَادَةِ، قَالَ: ثُمَّ كَتَبَ إِلَى قُدَامَةَ أَنْ يَقْدِمَ إِلَيْهِ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَقَالَ الْجَارُودُ لِعُمَرَ: أَقِمْ عَلَى هَذَا كِتَابَ اللَّهِ فَقَالَ عُمَرُ: " أَخَصْمٌ أَنْتَ أَمْ شَهِيدٌ؟ "، قَالَ: بَلْ شَهِيدٌ، قَالَ: " فَقَدْ أَدَّيْتَ شَهَادَتَكَ "، قَالَ: فَقَدْ صَمَتَ الْجَارُودُ حَتَّى غَدَا عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: أَقِمْ عَلَى هَذَا حَدَّ اللَّهِ، فَقَالَ عُمَرُ: " مَا أَرَاكَ إِلا خَصْمًا، وَمَا شَهِدَ مَعَكَ إِلا رَجُلٌ "، فَقَالَ الْجَارُودُ: إِنِّي أُنْشِدُكَ اللَّهَ، فَقَالَ عُمَرُ: " لَتُمْسِكَنَّ لِسَانَكَ، أَوْ لأسُوءَنَّكَ "، فَقَالَ الْجَارُودُ: أَمَّا وَاللَّهِ مَا ذَاكَ بِالْحَقِّ أَنْ شَرِبَ ابْنُ عَمِّكَ وَتَسُوءُنِي، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنْ كُنْتَ تَشُكَّ فِي شَهَادَتِنَا فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنَةِ الْوَلِيدِ فَسَلْهَا، وَهِيَ امْرَأَةُ قُدَامَةَ، فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى هِنْدَ ابْنَةِ الْوَلِيدِ يَنْشُدُهَا، فَأَقَامَتِ الشَّهَادَةَ عَلَى زَوْجِهَا، فَقَالَ عُمَرُ لِقُدَامَةَ: " إِنِّي حَادُّكَ "، فَقَالَ: لَوْ شَرِبْتَ كَمَا يَقُولُونَ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تَجْلُدُونِي، فَقَالَ عُمَرُ: " لِمَ؟ "، قَالَ قُدَامَةُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا الآيَةُ، فَقَالَ عُمَرُ: " أَخْطَأْتَ التَّأْوِيلَ، إِنَّكَ إِذَا اتَّقَيْتَ اجْتَنَبْتَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ "، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: " مَاذَا تَرَوْنَ فِي جَلْدِ قُدَامَةَ؟ "، قَالُوا: لا نَرَى أَنْ تَجْلِدَهُ مَا كَانَ مَرِيضًا، فَسَكَتَ عَنْ ذَلِكَ أَيَّامًا، وَأَصْبَحَ يَوْمًا وَقَدْ عَزَمَ عَلَى جَلْدِهِ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: " مَاذَا تَرَوْنَ فِي جَلْدِ قُدَامَةَ؟ "، قَالُوا: لا نَرَى أَنْ تَجْلِدَهُ مَا كَانَ ضَعِيفًا، فَقَالَ عُمَرُ: " لأَنْ يَلْقَى اللَّهَ تَحْتَ السِّيَاطِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ وَهُوَ فِي عُنُقِي، ائْتُونِي بِسَوْطٍ تَامٍّ "، فَأَمَرَ بِقُدَامَةَ فَجُلِدَ، فَغَاضَبَ عُمَرُ قُدَامَةَ، وَهَجَرَهُ، فَحَجَّ وَقُدَامَةُ مَعَهُ مُغَاضِبًا لَهُ، فَلَمَّا قَفَلا مِنْ حَجِّهِمَا، وَنَزَلَ عُمَرُ بِالسُّقْيَا، نَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ، قَالَ: " عَجِّلُوا عَلَيَّ بِقُدَامَةَ فَائْتُونِي بِهِ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَى آتٍ أَتَانِي "، فَقَالَ سَالِمْ: قُدَامَةَ فَإِنَّهُ أَخُوكَ، فَعَجِّلُوا إِلَيَّ بِهِ، فَلَمَّا أَتَوْهُ أَبَى أَنْ يَأْتِيَ، فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ إِنْ أَبَى إِنْ يَجُرُّوهُ إِلَيْهِ، فَكَلَّمَهُ عُمَرُ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ صُلْحِهِمَا  و رواه ابن شبة في تاريخ المدينة. جلد رغم انه كان ضعيفا بل جلده رغم ضعفه. و القصة واضحة بينة.  انتهت المسألة.‎
 غيرنا الرابط لعطب به في الأربع دقائق الأخيرة فحملته ثانية على الموقع مرة أخرى.
المقطع الغير معطب ينتهي بالسلام على من اتبع الهدى.
-----------------------------------------------------------------------------
بسم الله و الصلاة و السلام على ر...سول الله.
المقطع الاول من بيان المختصر المفيد للعبد الفقير أبو شهاب السلمي.
ملاحظات :
( انصح من سيسمع المقطع وكذلك في كل المقاطع ان يكتب كتابة لكي يستفيد مما تحدث فيه الاخ )
( قد يكون الصوت غير واضح لان الاخ صدقا سجل المقطع و هو مريض متعب فنسأل الله للمسلمين الشفاء من داء القلوب و الابدان)
(ذكر الاخ الاسم لكي يثبت النقيض لمن سمع من الناس انه من الغلاة المتنطعين من غير دليل)
(قراءة الايات بدوت ترتيل لاسباب)
(و قول الاخ النعمان بن بشر خطأ بل بن بشير و قوله متلبسا فيها و الاصح بها...لكن الاخ سجله في ظروف لا تلوموا في خطا لا يأثر )
(و الافضل سماع التسجيل بسماعات)
و قال العبد الفقير:
لا نبتغي من احد جزاء او شكورا. و لا نريد ردا علينا يملأ فسقا و فجورا.
إن وجد رد. فكل يلزم بما لديه.
إن شاء الله ننهي بقيت المقاطع و ننسحب من هذا الموقع الاجتماعي اذا لم يتغير قرارنا.

رابط التحميل او السماع (لكي تسمع بوضوح زد الصوت من المفتاح الصوتي في الموقع ):
http://tindeck.com/listen/hbqa

و إن شاء الله ننزل المقاطع الاخرى إذا احيانا الله.
فالله المعين.
اضغط على مزيد لكي تقرأ الموضوع.
----------------------------------
المختصر المفيد المقطع الاول:
http://tindeck.com/listen/hbqa
او من هذا:
https://docs.google.com/file/d/0B1TEPlIJRdLsLTNlYnZKRTMwcTA/edit?pli=1...

------------------------------------
تابعنا و انشر معنا الفائدة هداك الله.
كتبه العبد الفقير.

نواصل:

الرد على شبه العاذرين:
الرد على شبهة الرجل الذي أمر بتحريق نفسه:
قال الإمام مسلم في صحيحه بسنده:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ حَسَنَةً قَطُّ، لِأَهْلِهِ: إِذَا مَاتَ فَحَرِّقُوهُ، ثُمَّ اذْرُوا نِصْفَهُ فِي الْبَرِّ وَنِصْفَهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَاللهِ لَئِنْ قَدَرَ اللهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَلَمَّا مَاتَ الرَّجُلُ فَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ، فَأَمَرَ اللهُ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ، يَا رَبِّ وَأَنْتَ أَعْلَمُ، فَغَفَرَ اللهُ لَهُ "

قلت في رسالة هذا بيان للناس:
انقسم الكفار إلى طائفتين في فهم هذا الحديث:
الأولى قالوا هذا الرجل الموحد رغم أنه نفى قدرة الله عليه و عذر بجهله.
الثانية قالوا هذا دليل على أن من أول الصفات لا يكفر.

و سنرد على هؤلاء الجهلة بخير البيان إن شاء الله تعالى.
أولا: لا يمكن حمل كلامه على أنه نفي لقدرة الله لأن هذا كفر عند المسلمين بل حتى الجهمية و الأشاعرة و المعتزلة و غيرهم ممن يدعون الإسلام لا يشكون في كفر من نفى قدرة الله.
و مما يؤكد أن هذا الموحد لم ينفي قدرة الله الرواية الأخرى التي رواها مسلم:
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَبْدِ الْغَافِرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، "أَنَّ رَجُلًا فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، رَاشَهُ اللهُ مَالًا وَوَلَدًا، فَقَالَ لِوَلَدِهِ: لَتَفْعَلُنَّ مَا آمُرُكُمْ بِهِ أَوْ لَأُوَلِّيَنَّ مِيرَاثِي غَيْرَكُمْ، إِذَا أَنَا مُتُّ، فَأَحْرِقُونِي - وَأَكْثَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ - ثُمَّ اسْحَقُونِي، وَاذْرُونِي فِي الرِّيحِ، فَإِنِّي لَمْ أَبْتَهِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا، وَإِنَّ اللهَ يَقْدِرُ عَلَيَّ أَنْ يُعَذِّبَنِي، قَالَ: فَأَخَذَ مِنْهُمْ مِيثَاقًا، فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، وَرَبِّي، فَقَالَ اللهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: مَخَافَتُكَ، قَالَ فَمَا تَلَافَاهُ غَيْرُهَا "
فهداك الله للحق تأمل قوله رضي الله عنه: فَإِنِّي لَمْ أَبْتَهِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا، وَإِنَّ اللهَ يَقْدِرُ عَلَيَّ أَنْ يُعَذِّبَنِي.

ثانيا: من النقطة الأولى يفهم أنه من المستحيل أن نؤول كلامه كما أوله الكفرة في الرواية الأولى. خير ما يفسر به قوله لئن قدر علي العذاب أي ضيق .
كقوله تعالى: (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ)
فال الإمام أبو جعفر: ومن ضيق عليه رزقه فلم يوسع عليه، فلينفق مما أعطاه الله على قدر ماله، وما أعطى منه.
و قال ابن أبي زمنين: (وَمن قدر) قتر

ثالثا: إلى الذين يدعون أنه معذور بتأويل في صفة من الصفات التي تدرك فطرة و من نفاها كافر لا شك في كفره و كفر من لم يكفره.
أريد أن أسألكم إذا فهمتم الحديث على نفي صفة القدرة. فأين التأويل؟؟
على فهمكم هو نفي أي تعطيل. و ليس تأويلا.
فنعوذ بالله من كفركم.
على فهمكم لم أرى أي دليل على عذر المتأول .أم أنكم تعذرون حتى النافي ؟؟؟
لم و لن يصح إستدلالكم بهذا الحديث.
و لم يعذر عالم من أهل الحديث- أهل الإسلام – الجهمية و الأشاعرة أو غيرهم من فرق الضلال بتأويل و كتبهم في الرد على أهل الكلام تشهد على معتقدهم و كفى به شهيدا.و كان أهل العلم دائما يقولون في كتبهم على الجهمية و الأشاعرة و غيرهم تأولوا....فرحم الله المسلمين.
انتهت المسالة.

الردعلى شبهة ذات انواط:
عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ "
و هناك من ضعفه بحجة ان سنان بن أبي سنان الدؤلي في الاسناد قالوا هو مجهول لكنه معلوم و و وثقه البخاري في تاريخه و اخرج له في صحيحه و كذلك مسلم و غيرهما. و قد حدث عن ابي هريرة و غيره من الصحابة.
و سبق ان ذكرنا طرق الحديث في رسالة هذا بيان للناس.
فالجهلة من الناس زعموا أن الصحابة رضوان الله عليهم فعلوا كفرا و النبي عليه الصلاة و السلام عذرهم بجهل.
سبق أن رددنا على هذه الشبهة في كتاب التفصيل فقلنا فيه:
أولا هذا مفتر على الصحابة و مفتر على نبي الله صلى الله عليه و سلم. و لقتله أحب للمسلمين من الدنيا و ما فيها.
ثانيا الكاف تفيد التشبيه لا المماثلة في العمل.كقوله صلى الله عليه و سلم مدمن الخمر كعابد الوثن.و وجه الشبه أن بني إسرائيل طلبت أن تتشبه بالكفار لكن في الشرك.أما الصحابة رضوان الله عليهم طلبوا أن تكون لهم شجرة يعلقون عليها أسلحتهم.
ثالثا قالوا للنبي عليه الصلاة و السلام اجعل لنا ذات أنواط على وجه الطلب لا الإعلام.
رابعا لم يطلبوا في طلبهم شيئا مخرجا من الملة كما طلبت بنوا إسرائيل.

انتهى الكلام المنقول من كتاب التفصيل.
اضيف و توسعنا في الاضافة في رسالة هذا بيان للناس.
روى ابن ماجه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُدْمِنُ الْخَمْرِ، كَعَابِدِ وَثَنٍ»
و روى البخاري:
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةً - يَعْنِي البَدْرَ - فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ

و من المعلوم أن التشبيه هنا في الرؤية والوضوح لا في الشكل والاستدارة فنعوذ بالله من كفر. إنما قال النبي صلى الله عليه و سلم ما قاله لأصحابه من باب التغليظ تشبيها لا مماثلة.

قال تعالى: كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
انتهت المسالة.

الرد على شبهة مهما يكتم الناس يعلمه الله:
روى الامام مسلم في صحيحه بسنده عن عائشة:
قَالَتْ: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ، نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ، فَنَادَانِي...
و نعم هنا تفيد التصديق و التقرير لا الشك. و من قال خلاف هذا فهو زنديق متكلم.

انتهت المسالة.

الرد على شبهة سجود معاذ:
كل الاحاديث التي وردت في سجود معاذ فيها القاسم بن عوف الشيباني و هو ضعيف الحديث فبطل الاستدلال بهذا الحديث.
و لا يرد على شيئ ضعيف.
و لا نقول كما قال إمامهم الكافر المأول لصفات الله في كتابه نيل الاوطار: وفي هذا الحديث دليل على أن من سجد جاهلا لغير الله لم يكفر
انتهت المسألة

الرد على شهبة ءاية المائدة:
إِذۡ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ هَلۡ يَسۡتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيۡنَا مَآئِدَة مِّنَ ٱلسَّمَآءِ قَالَ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ
فزعموا انهم شكوا في قدرة الله عز و جل.
لكنهم ارادوا بذلك زيادة الاطمئنان.

قالوا:
قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأۡكُلَ مِنۡهَا وَتَطۡمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعۡلَمَ أَن قَدۡ صَدَقۡتَنَا وَنَكُونَ عَلَيۡهَا مِنَ ٱلشَّٰهِدِينَ

و ذلك كقول نبي الله:
وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِ‍ۧمُ رَبِّ أَرِنِي كَيۡفَ تُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ ۖ قَالَ أَوَ لَمۡ تُؤۡمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِي
انتهت المسألة

الرد على شبهة حديث الجارية:
قال الإمام أبو عبد الله في صحيحه: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ المُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ بُنِيَ عَلَيَّ، فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، وَجُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ، يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِهِنَّ يَوْمَ بَدْرٍ، حَتَّى قَالَتْ جَارِيَةٌ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَقُولِي هَكَذَا وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ»
قال تعالى: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا

قالت ذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ما في غد إذا اعلمه الله بذلك.
و لكن نبي الله نهاها لأنها قالت قولا حمال اوجه لذلك نهاها صلى الله عليه و سلم.

و من كفرها أو قال أن نبي الله عذرها فهو كافر و من لم يكفره مثله بل من شك في هذا كفر.

الرد على شبهة حديث اربعة يمتحنون:
عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ قَالَ: "أَرْبَعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَصَمُّ لا يَسْمَعُ شَيْئًا، وَرَجُلٌ أَحْمَقُ، وَرَجُلٌ هَرَمٌ ، وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ، فَأَمَّا الأَصَمُّ فَيَقُولُ: رَبِّ، لَقَدْ جَاءَ الإِسْلامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا، وَأَمَّا الأَحْمَقُ فَيَقُولُ: رَبِّ، لَقَدْ جَاءَ الإِسْلامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ ، وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ: رَبِّ، لَقَدْ جَاءَ الإِسْلامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا، وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ: رَبِّ، مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ، فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ، فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنِ ادْخُلُوا النَّارَ، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلامًا
رواه احمد و غيره. و هذا الحديث بكل طرقه ضعيف لا حجة له.
و هذا الحديث ضعيف لا يصح و سنتكلم فيه لما نتكلم على اهل الفترة و بيان الخلاف فيهم في المقطع الثالث ان شاء الله تعالى.
و بينا في المقطع الاول اننا لسنا في فترة...
و الاخرة دار جزاء لا تقديم اعذار.
قال تعالى:
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لا تَعۡتَذِرُواْ ٱلۡيَوۡمَ ۖ إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ
و لا دخل لنا في اهل الفترة.

الرد على شبهة الكفر ان صحابيا استحل شرب الخمر:
من زعم ان الصحابي استحل الخمرة فهو كافر.
راجعت كل الاحاديث التي وردت في هذا الباب ضعيفها و صحيحها. و لم اجد في صحيحها انه قال ان الخمرة حلال و لم اجد ان عمر عذره بتأويل و لم يقلم عليه حدا.
فانسى كل ما قرأته و ما تعلمته من الكفار و ابحث و حقق.
و الصحابي تاول انه لا ياثم ان شربها.لاية.
و سيتبين انه لما قال له اني حادك استدل بالاية .
و ساسرد القصة الان.
روى ابوبكر اين ابي شيبة رحمه الله تعالى بسند صحيح:
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، "اسْتَعْمَلَ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، وَهُوَ خَالُ حَفْصَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَدِمَ الْجَارُودُ سَيِّدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى عُمَرَ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ قُدَامَةَ شَرِبَ فَسَكِرَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ حَدًّا مِنْ حِدُودِ اللَّهِ، حَقًّا عَلَيَّ أَنْ أَرْفَعَهُ إِلَيْكَ، فَقَالَ عُمَرُ: "مَنْ يَشْهَدُ مَعَكَ "، قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ، فَدَعَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: بِمَ أَشْهَدُ؟ قَالَ: لَمْ أَرَهُ يَشْرَبُ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُهُ سَكْرَانَ، فَقَالَ عُمَرُ: "لَقَدْ تَنَطَّعْتَ فِي الشَّهَادَةِ، قَالَ: ثُمَّ كَتَبَ إِلَى قُدَامَةَ أَنْ يَقْدِمَ إِلَيْهِ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَقَالَ الْجَارُودُ لِعُمَرَ: أَقِمْ عَلَى هَذَا كِتَابَ اللَّهِ فَقَالَ عُمَرُ: "أَخَصْمٌ أَنْتَ أَمْ شَهِيدٌ؟ "، قَالَ: بَلْ شَهِيدٌ، قَالَ: "فَقَدْ أَدَّيْتَ شَهَادَتَكَ "، قَالَ: فَقَدْ صَمَتَ الْجَارُودُ حَتَّى غَدَا عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: أَقِمْ عَلَى هَذَا حَدَّ اللَّهِ، فَقَالَ عُمَرُ: "مَا أَرَاكَ إِلا خَصْمًا، وَمَا شَهِدَ مَعَكَ إِلا رَجُلٌ "، فَقَالَ الْجَارُودُ: إِنِّي أُنْشِدُكَ اللَّهَ، فَقَالَ عُمَرُ: "لَتُمْسِكَنَّ لِسَانَكَ، أَوْ لأسُوءَنَّكَ "، فَقَالَ الْجَارُودُ: أَمَّا وَاللَّهِ مَا ذَاكَ بِالْحَقِّ أَنْ شَرِبَ ابْنُ عَمِّكَ وَتَسُوءُنِي، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنْ كُنْتَ تَشُكَّ فِي شَهَادَتِنَا فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنَةِ الْوَلِيدِ فَسَلْهَا، وَهِيَ امْرَأَةُ قُدَامَةَ، فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى هِنْدَ ابْنَةِ الْوَلِيدِ يَنْشُدُهَا، فَأَقَامَتِ الشَّهَادَةَ عَلَى زَوْجِهَا، فَقَالَ عُمَرُ لِقُدَامَةَ: "إِنِّي حَادُّكَ "، فَقَالَ: لَوْ شَرِبْتَ كَمَا يَقُولُونَ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تَجْلُدُونِي، فَقَالَ عُمَرُ: "لِمَ؟ "، قَالَ قُدَامَةُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا الآيَةُ، فَقَالَ عُمَرُ: "أَخْطَأْتَ التَّأْوِيلَ، إِنَّكَ إِذَا اتَّقَيْتَ اجْتَنَبْتَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ "، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: "مَاذَا تَرَوْنَ فِي جَلْدِ قُدَامَةَ؟ "، قَالُوا: لا نَرَى أَنْ تَجْلِدَهُ مَا كَانَ مَرِيضًا، فَسَكَتَ عَنْ ذَلِكَ أَيَّامًا، وَأَصْبَحَ يَوْمًا وَقَدْ عَزَمَ عَلَى جَلْدِهِ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: "مَاذَا تَرَوْنَ فِي جَلْدِ قُدَامَةَ؟ "، قَالُوا: لا نَرَى أَنْ تَجْلِدَهُ مَا كَانَ ضَعِيفًا، فَقَالَ عُمَرُ: "لأَنْ يَلْقَى اللَّهَ تَحْتَ السِّيَاطِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ وَهُوَ فِي عُنُقِي، ائْتُونِي بِسَوْطٍ تَامٍّ "، فَأَمَرَ بِقُدَامَةَ فَجُلِدَ، فَغَاضَبَ عُمَرُ قُدَامَةَ، وَهَجَرَهُ، فَحَجَّ وَقُدَامَةُ مَعَهُ مُغَاضِبًا لَهُ، فَلَمَّا قَفَلا مِنْ حَجِّهِمَا، وَنَزَلَ عُمَرُ بِالسُّقْيَا، نَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ، قَالَ: "عَجِّلُوا عَلَيَّ بِقُدَامَةَ فَائْتُونِي بِهِ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَى آتٍ أَتَانِي "، فَقَالَ سَالِمْ: قُدَامَةَ فَإِنَّهُ أَخُوكَ، فَعَجِّلُوا إِلَيَّ بِهِ، فَلَمَّا أَتَوْهُ أَبَى أَنْ يَأْتِيَ، فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ إِنْ أَبَى إِنْ يَجُرُّوهُ إِلَيْهِ، فَكَلَّمَهُ عُمَرُ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ صُلْحِهِمَا

و رواه ابن شبة في تاريخ المدينة.
جلد رغم انه كان ضعيفا بل جلده رغم ضعفه. و القصة واضحة بينة.

انتهت المسألة.
 
Photo: ‎اضغط على مزيد لكي تقرأ الموضوع. ---------------------------------- المختصر المفيد المقطع الاول: http://tindeck.com/listen/hbqa او من هذا: https://docs.google.com/file/d/0B1TEPlIJRdLsLTNlYnZKRTMwcTA/edit?pli=1 ------------------------------------ مواصلة المختصر المفيد 1: https://www.facebook.com/262338447268135/photos/pb.262338447268135.-2207520000.1410768659./327142194121093/?type=1 -------------------------------------------- تابعنا و انشر معنا الفائدة هداك الله. كتبه العبد الفقير.  نواصل:  بيان وجوب الكفر  الكفر بالطاغوت و اهله:  الطاغوت هو كل معبود من دون الله.  لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  فتبين ان من لم يكفر بالطاغوت لم يستمسك بالعروة الوثقى.  اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وجوب البراءة من الطاغوت.  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا  الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا  قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ  فكل من عبد الطاغوت كافر وجب تكفيره. لقوله تعالى اولئك شر مكانا و اضل عن سواء السبيل كما جاء في الاية  وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ   وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ  فمن صرف لها أي نوع من العبادة لم يجتنبها.  أهله كما تبين لنا من الايات :  قوم يعبدونه. و قد قال تعالى: و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا.    قوم يتحاكمون إليه .  و قد قال تعالى: إن الحكم الا لله.    وجند ركنوا إليه و عملوا تحت سلطته و قاتلوا في سبيله .   و قد قال تعالى: إن فرعون و هامان و جنودهما كانوا خاطئين.  و هؤلاء سووا بين الله و غيره في العبادة. قال تعالى: فالذين كفروا بربهم يعدلون. قال تعالى: فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون  بيان أن الحاكم بغير ما انزل الله طاغوت: قال تعالى: و من لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون. قال تعالى: يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت و قد امروا ان يكفروا به. قال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ و كل دين لم يشرعه الله كفر اكبر. قال تعالى إن الدين عند الله الاسلام. و الاسلام تقطع فيه يد السارق و يجلد الزاني الخ من الاحكام... فمن شرع خلاف هذا كافر.  بيان أن التحاكم للطاغوت كفر: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا  دلت الاية على ان المتحاكم له لم يكفر به. بل مجرد الارادة كفر.فارادة الكفر كفر.و الدليل هذه الاية.  و قال تعالى: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب  و قال تعالى: فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله و الى الرسول ان كنتم تؤمنون بالله و اليوم الاخر.  و في هذا دلالة على انه لا يجوز رد التخاصم للطاغوت في المحكمة فمن اجاب القاضي بحرف كفر. بل مجرد الذهاب اجابة دعوة المحكمة كفر . و قال تعالى ايضا و لا يشرك في حكمه احدا. فمن اجاب دعوتهم فقد اشرك مع الله الها اخر.  فقد قال تعالى: وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون  وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين  أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون ان يحيف الله عليهم و رسوله بل اولئك هم الظالمون  فدلت الاية على ان من اعرض عن حكم الله كفر.  و دلت على ان من لم يعرض عن الطاغوت  و اتاه اثناء دعوته للتحاكم فهي اجابة لا اعراض و هي كفر. و لم يرد دليل على جواز الدفاع او غيره.انتهت المسالة  الرد على شبه الدفاع في المحكمة: قلنا في كتاب التفصيل نسأل الله ان يتم تنقيحه و ننشره: شبهة أن يوسف عليه الصلاة و السلام تحاكم للعزيز: قال تعالى: و استبقا إلى الباب و قدت قميصه من دبر و ألفيا سيدها لدا الباب قالت فما جزآء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم()قال هي راودتني عن نفسي و شهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت و هو من الكاذبين  أين التحاكم هنا؟ فهل كل خطاب تحاكم؟ فلو أن أبي اتهمني بالسرقة فقلت له لا لم أسرق.هل هذا تحاكم؟؟؟أو دفاع؟؟ فالعزيز حينما حكم على سيدنا يوسف عليه السلام بالسجن من باب الخصومة لأن المسألة تخص عرضه.لا من باب أن يوسف عليه السلام طلب حكما. و لم يصدر العزيز أي حكم كما جاء في الآية. بل امرأته هي التي قالت و ما جزآء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو له عذاب أليم. فيا من تستدل بهذه الآية أقول لك لا وجه للاستدلال بها البتة. فهذه القصة خطاب عادي بين عائلة  و ليس بتحاكم.و زوجة العزيز هي من أصدرت العقوبة و العزيز طبق. انتهى.  و استدل الكفرة ايضا بقصة ذهاب الصحابة رضي الله عنهم الى النجاشي لما طلبهم. و هذه القصة صحيحه رواها الحاكم ابن البيع في مستدركه بسند صحيح و عبد الله بن حميد شيخ الأئمة كمسلم و غيره في مسنده.  و روى ابوبكر ابن ابي شيبة الحافظ الفقيه شيخ الأئمة في مصفه: عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَنْ نَنْطَلِقَ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى أَرْضِ النَّجَاشِيِّ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ قَوْمَنَا، فَبَعَثُوا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَعُمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَجَمَعُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدِيَّةً، فَقَدِمْنَا وَقَدِمَا عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَأَتَوْهُ بِهَدِيَّتِهِ فَقَبِلَهَا، وَسَجَدُوا لَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: إِنَّ قَوْمًا مِنَّا رَغِبُوا عَنْ دِينِنَا وَهُمْ فِي أَرْضِكَ. فَقَالَ لَهُمُ النَّجَاشِيُّ: فِي أَرْضِي؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَبَعَثَ إِلَيْنَا، فَقَالَ لَنَا جَعْفَرٌ: لَا يَتَكَلَّمْ مِنْكُمْ أَحَدٌ، أَنَا خَطِيبُكُمُ الْيَوْمَ. قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ وَهُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِهِ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَنْ يَمِينِهِ، وَعُمَارَةُ عَنْ يَسَارِهِ، وَالْقِسِّيسُونَ وَالرُّهْبَانُ جُلُوسٌ سِمَاطَيْنِ، وَقَدْ قَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَعُمَارَةُ: إِنَّهُمْ لَا يَسْجُدُونَ لَكَ. قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ زَبَرَنَا مَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْقِسِّيسِينَ وَالرُّهْبَانِ: اسْجُدُوا لِلْمَلِكِ. فَقَالَ جَعْفَرٌ: لَا نَسْجُدُ إِلَّا لِلَّهِ. فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ، قَالَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَسْجُدَ؟ قَالَ: لَا نَسْجُدُ إِلَّا لِلَّهِ. قَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ فِينَا رَسُولَهُ، وَهُوَ الرَّسُولُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ:ف بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُق فَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَنُقِيمَ الصَّلَاةَ وَنُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرَنَا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَانَا عَنِ الْمُنْكَرِ. قَالَ: فَأَعْجَبَ النَّجَاشِيَّ قَوْلُهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْمَلِكَ، إِنَّهُمْ يُخَالِفُونَكَ فِي ابْنِ مَرْيَمَ. فَقَالَ النَّجَاشِيُّ لِجَعْفَرٍ: مَا يَقُولُ صَاحِبُكَ فِي ابْنِ مَرْيَمَ؟ قَالَ: يَقُولُ فِيهِ قَوْلَ اللَّهِ: هُوَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ، أَخْرَجَهُ مِنَ الْبَتُولِ الْعَذْرَاءِ الَّتِي لَمْ يَقْرَبْهَا بَشَرٌ. قَالَ: فَتَنَاوَلَ النَّجَاشِيُّ عُودًا مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْقِسِّيسِينَ وَالرُّهْبَانِ، مَا يَزِيدُ مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ عَلَى مَا تَقُولُونَ فِي ابْنِ مَرْيَمَ مَا يَزِنُ هَذِهِ ! مَرْحَبًا بِكُمْ وَبِمَنْ جِئْتُمْ مِنْ عِنْدِهِ، فَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَلَوْلَا مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الْمُلْكِ لَأَتَيْتُهُ حَتَّى أَحْمِلَ نَعْلَيْهِ، امْكُثُوا فِي أَرْضِي مَا شِئْتُمْ، وَأَمَرَ لَنَا بِطَعَامٍ وَكِسْوَةٍ، وَقَالَ: رُدُّوا عَلَى هَذَيْنِ هَدِيَّتَهُمَا. قَالَ: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَجُلًا قَصِيرًا، وَكَانَ عُمَارَةُ بْنُ الْوَلِيدِ رَجُلًا جَمِيلًا، قَالَ: فَأَقْبَلَا فِي الْبَحْرِ إِلَى النَّجَاشِيِّ، قَالَ: فَشَرِبُوا، قَالَ: وَمَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ امْرَأَتُهُ، فَلَمَّا شَرِبُوا الْخَمْرَ قَالَ عُمَارَةُ لِعَمْرٍو: مُرِ امْرَأَتَكَ فَلْتُقَبِّلْنِي. فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: أَلَا تَسْتَحْيِي؟ فَأَخَذَهُ عُمَارَةُ فَرَمَى بِهِ فِي الْبَحْرِ، فَجَعَلَ عَمْرٌو يُنَاشِدُهُ حَتَّى أَدْخَلَهُ السَّفِينَةَ، فَحَقَدَ عَلَيْهِ عَمْرٌو ذَلِكَ، فَقَالَ عَمْرٌو لِلنَّجَاشِيِّ: إِنَّك إِذَا خَرَجْتَ خَلَفَ عُمَارَةُ فِي أَهْلِكَ. قَالَ: فَدَعَا النَّجَاشِيُّ بِعُمَارَةَ، فَنَفَخَ فِي إِحْلِيلِهِ فَصَارَ مَعَ الْوَحْشِ "  لم ارى اي تحاكم في هذا.لا حجة في هذه القصة اصلا.  بيان أنه ليس كفرا ان لم تصرح بكفر القاضي في المحكمة:  لا نعلم دليلا على كفر من لم يصرح بكفر القاضي في المحكمة و هو قول باطل. المهم السكوت و عدم الاجابة في القضية و عدم السماع لهم و الطاعة و لو في الجلوس. كله كفر. و من صرح بتكفير القاضي في محكمة فله اجره.و من سكت فلا اثم عليه و لا كفر في ذلك.  بيان ان مولاة الكفار كفر: يجب على المسلم ان يتبرا من الكفار.و لا يكون البراء الا بالبغض و التكفير و التباعد. قال تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ كَـٰفِرِينَ  يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً  وَإِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَـٰدِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ  وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا  وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى ٱلأرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ  ٱتَّخَذُواْ أَحْبَـٰرَهُمْ وَرُهْبَـٰنَهُمْ أَرْبَاباً مّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـٰهاً وٰحِداً لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَـٰنَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ  لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواْ ءابَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوٰنَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ  وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ . إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ. وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ  قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى إِبْرٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤاْ مّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱلْعَدَاوَةُ وَٱلْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّىٰ تُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحْدَهُ  مَا كَانَ لِلنَّبِىّ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِى قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَـٰبُ ٱلْجَحِيمِ  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقّ  بيان أن من قاتل تحت لواء شرك فهو منهم و لو كان ضد قوم مشركين: فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين  ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا   فلم يفرق بين الامير و المتبوع و الجنود التي نزلت من السماء عذبت الذين كفروا و هم المقاتلون من القوم الكافرين و لم يفرق بين الجاهل و المتاول او غيرهم ....  بيان لا نستعين بمشرك: روى احمد في مسنده بسند صحيح عنْ عَائِشَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ، فَتَبِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَحِقَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ، فَقَالَ: إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَتْبَعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ، قَالَ: " تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " ارْجِعْ فَلَنْ نَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ ". قَالَ: ثُمَّ لَحِقَهُ عِنْدَ الشَّجَرَةِ، فَفَرِحَ بِذَاكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ وَكَانَ لَهُ قُوَّةٌ وَجَلَدٌ، فَقَالَ: جِئْتُ لِأَتْبَعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ. قَالَ: " تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " ارْجِعْ فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ ". قَالَ: ثُمَّ لَحِقَهُ حِينَ ظَهَرَ عَلَى الْبَيْدَاءِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: " تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَخَرَجَ بِهِ  و روى ابن أبي عاصم في الاحاد و المثاني بسند صحيح: عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن النَّبِيَّ خَرَجَ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى خَلَّفَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ، فَرَأَى كَتِيبَةً حَسْنَاءَ، فَقَالَ: " مَنْ هَؤُلاءِ؟ " قَالُوا: بَنِي قَيْنُقَاعٍ وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، وَهُوَ رَهْطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ، فَقَالَ: أَسْلَمُوا؟ قَالُوا: لا، قَالَ: " قُولُوا لَهُمُ ارْجِعُوا، فَإِنَّا لا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ "  انتهت المسألة.‎
اضغط على مزيد لكي تقرأ الموضوع.
----------------------------------
المختصر المفيد المقطع الاول:
http://tindeck.com/listen/hbqa
او من هذا:
https://docs.google.com/file/d/0B1TEPlIJRdLsLTNlYnZKRTMwcTA/edit?pli=1...
------------------------------------
مواصلة المختصر المفيد 1:
https://www.facebook.com/262338447268135/photos/pb.262338447268135.-2207520000.1410768659./327142194121093/?type=1
--------------------------------------------
تابعنا و انشر معنا الفائدة هداك الله.
كتبه العبد الفقير.

نواصل:

بيان وجوب الكفر الكفر بالطاغوت و اهله:

الطاغوت هو كل معبود من دون الله.

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
فتبين ان من لم يكفر بالطاغوت لم يستمسك بالعروة الوثقى.

اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
وجوب البراءة من الطاغوت.

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا

الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا

قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ

فكل من عبد الطاغوت كافر وجب تكفيره. لقوله تعالى اولئك شر مكانا و اضل عن سواء السبيل كما جاء في الاية

وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ

وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ
فمن صرف لها أي نوع من العبادة لم يجتنبها.

أهله كما تبين لنا من الايات :
قوم يعبدونه.
و قد قال تعالى: و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا.

قوم يتحاكمون إليه .
و قد قال تعالى: إن الحكم الا لله.

وجند ركنوا إليه و عملوا تحت سلطته و قاتلوا في سبيله .
و قد قال تعالى: إن فرعون و هامان و جنودهما كانوا خاطئين.

و هؤلاء سووا بين الله و غيره في العبادة.
قال تعالى: فالذين كفروا بربهم يعدلون.
قال تعالى: فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون

بيان أن الحاكم بغير ما انزل الله طاغوت:
قال تعالى: و من لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون.
قال تعالى: يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت و قد امروا ان يكفروا به.
قال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
و كل دين لم يشرعه الله كفر اكبر.
قال تعالى إن الدين عند الله الاسلام.
و الاسلام تقطع فيه يد السارق و يجلد الزاني الخ من الاحكام...
فمن شرع خلاف هذا كافر.

بيان أن التحاكم للطاغوت كفر:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا

دلت الاية على ان المتحاكم له لم يكفر به.
بل مجرد الارادة كفر.فارادة الكفر كفر.و الدليل هذه الاية.

و قال تعالى: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب

و قال تعالى: فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله و الى الرسول ان كنتم تؤمنون بالله و اليوم الاخر.

و في هذا دلالة على انه لا يجوز رد التخاصم للطاغوت في المحكمة فمن اجاب القاضي بحرف كفر.
بل مجرد الذهاب اجابة دعوة المحكمة كفر .
و قال تعالى ايضا و لا يشرك في حكمه احدا.
فمن اجاب دعوتهم فقد اشرك مع الله الها اخر.

فقد قال تعالى:
وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون ان يحيف الله عليهم و رسوله بل اولئك هم الظالمون

فدلت الاية على ان من اعرض عن حكم الله كفر.
و دلت على ان من لم يعرض عن الطاغوت و اتاه اثناء دعوته للتحاكم فهي اجابة لا اعراض و هي كفر.
و لم يرد دليل على جواز الدفاع او غيره.انتهت المسالة

الرد على شبه الدفاع في المحكمة:
قلنا في كتاب التفصيل نسأل الله ان يتم تنقيحه و ننشره:
شبهة أن يوسف عليه الصلاة و السلام تحاكم للعزيز:
قال تعالى: و استبقا إلى الباب و قدت قميصه من دبر و ألفيا سيدها لدا الباب قالت فما جزآء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم()قال هي راودتني عن نفسي و شهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت و هو من الكاذبين

أين التحاكم هنا؟
فهل كل خطاب تحاكم؟
فلو أن أبي اتهمني بالسرقة فقلت له لا لم أسرق.هل هذا تحاكم؟؟؟أو دفاع؟؟
فالعزيز حينما حكم على سيدنا يوسف عليه السلام بالسجن من باب الخصومة لأن المسألة تخص عرضه.لا من باب أن يوسف عليه السلام طلب حكما.
و لم يصدر العزيز أي حكم كما جاء في الآية.
بل امرأته هي التي قالت و ما جزآء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو له عذاب أليم.
فيا من تستدل بهذه الآية أقول لك لا وجه للاستدلال بها البتة.
فهذه القصة خطاب عادي بين عائلة و ليس بتحاكم.و زوجة العزيز هي من أصدرت العقوبة و العزيز طبق.
انتهى.

و استدل الكفرة ايضا بقصة ذهاب الصحابة رضي الله عنهم الى النجاشي لما طلبهم.
و هذه القصة صحيحه رواها الحاكم ابن البيع في مستدركه بسند صحيح و عبد الله بن حميد شيخ الأئمة كمسلم و غيره في مسنده.

و روى ابوبكر ابن ابي شيبة الحافظ الفقيه شيخ الأئمة في مصفه:
عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَنْ نَنْطَلِقَ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى أَرْضِ النَّجَاشِيِّ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ قَوْمَنَا، فَبَعَثُوا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَعُمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَجَمَعُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدِيَّةً، فَقَدِمْنَا وَقَدِمَا عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَأَتَوْهُ بِهَدِيَّتِهِ فَقَبِلَهَا، وَسَجَدُوا لَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: إِنَّ قَوْمًا مِنَّا رَغِبُوا عَنْ دِينِنَا وَهُمْ فِي أَرْضِكَ. فَقَالَ لَهُمُ النَّجَاشِيُّ: فِي أَرْضِي؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَبَعَثَ إِلَيْنَا، فَقَالَ لَنَا جَعْفَرٌ: لَا يَتَكَلَّمْ مِنْكُمْ أَحَدٌ، أَنَا خَطِيبُكُمُ الْيَوْمَ. قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ وَهُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِهِ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَنْ يَمِينِهِ، وَعُمَارَةُ عَنْ يَسَارِهِ، وَالْقِسِّيسُونَ وَالرُّهْبَانُ جُلُوسٌ سِمَاطَيْنِ، وَقَدْ قَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَعُمَارَةُ: إِنَّهُمْ لَا يَسْجُدُونَ لَكَ. قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ زَبَرَنَا مَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْقِسِّيسِينَ وَالرُّهْبَانِ: اسْجُدُوا لِلْمَلِكِ. فَقَالَ جَعْفَرٌ: لَا نَسْجُدُ إِلَّا لِلَّهِ. فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ، قَالَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَسْجُدَ؟ قَالَ: لَا نَسْجُدُ إِلَّا لِلَّهِ. قَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ فِينَا رَسُولَهُ، وَهُوَ الرَّسُولُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ:ف بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُق فَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَنُقِيمَ الصَّلَاةَ وَنُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرَنَا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَانَا عَنِ الْمُنْكَرِ. قَالَ: فَأَعْجَبَ النَّجَاشِيَّ قَوْلُهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْمَلِكَ، إِنَّهُمْ يُخَالِفُونَكَ فِي ابْنِ مَرْيَمَ. فَقَالَ النَّجَاشِيُّ لِجَعْفَرٍ: مَا يَقُولُ صَاحِبُكَ فِي ابْنِ مَرْيَمَ؟ قَالَ: يَقُولُ فِيهِ قَوْلَ اللَّهِ: هُوَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ، أَخْرَجَهُ مِنَ الْبَتُولِ الْعَذْرَاءِ الَّتِي لَمْ يَقْرَبْهَا بَشَرٌ. قَالَ: فَتَنَاوَلَ النَّجَاشِيُّ عُودًا مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْقِسِّيسِينَ وَالرُّهْبَانِ، مَا يَزِيدُ مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ عَلَى مَا تَقُولُونَ فِي ابْنِ مَرْيَمَ مَا يَزِنُ هَذِهِ ! مَرْحَبًا بِكُمْ وَبِمَنْ جِئْتُمْ مِنْ عِنْدِهِ، فَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَلَوْلَا مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الْمُلْكِ لَأَتَيْتُهُ حَتَّى أَحْمِلَ نَعْلَيْهِ، امْكُثُوا فِي أَرْضِي مَا شِئْتُمْ، وَأَمَرَ لَنَا بِطَعَامٍ وَكِسْوَةٍ، وَقَالَ: رُدُّوا عَلَى هَذَيْنِ هَدِيَّتَهُمَا. قَالَ: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَجُلًا قَصِيرًا، وَكَانَ عُمَارَةُ بْنُ الْوَلِيدِ رَجُلًا جَمِيلًا، قَالَ: فَأَقْبَلَا فِي الْبَحْرِ إِلَى النَّجَاشِيِّ، قَالَ: فَشَرِبُوا، قَالَ: وَمَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ امْرَأَتُهُ، فَلَمَّا شَرِبُوا الْخَمْرَ قَالَ عُمَارَةُ لِعَمْرٍو: مُرِ امْرَأَتَكَ فَلْتُقَبِّلْنِي. فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: أَلَا تَسْتَحْيِي؟ فَأَخَذَهُ عُمَارَةُ فَرَمَى بِهِ فِي الْبَحْرِ، فَجَعَلَ عَمْرٌو يُنَاشِدُهُ حَتَّى أَدْخَلَهُ السَّفِينَةَ، فَحَقَدَ عَلَيْهِ عَمْرٌو ذَلِكَ، فَقَالَ عَمْرٌو لِلنَّجَاشِيِّ: إِنَّك إِذَا خَرَجْتَ خَلَفَ عُمَارَةُ فِي أَهْلِكَ. قَالَ: فَدَعَا النَّجَاشِيُّ بِعُمَارَةَ، فَنَفَخَ فِي إِحْلِيلِهِ فَصَارَ مَعَ الْوَحْشِ "

لم ارى اي تحاكم في هذا.لا حجة في هذه القصة اصلا.

بيان أنه ليس كفرا ان لم تصرح بكفر القاضي في المحكمة:
لا نعلم دليلا على كفر من لم يصرح بكفر القاضي في المحكمة و هو قول باطل.
المهم السكوت و عدم الاجابة في القضية و عدم السماع لهم و الطاعة و لو في الجلوس. كله كفر.
و من صرح بتكفير القاضي في محكمة فله اجره.و من سكت فلا اثم عليه و لا كفر في ذلك.

بيان ان مولاة الكفار كفر:
يجب على المسلم ان يتبرا من الكفار.و لا يكون البراء الا بالبغض و التكفير و التباعد.
قال تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ كَـٰفِرِينَ

يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً

وَإِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَـٰدِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ

وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا

وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى ٱلأرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ

ٱتَّخَذُواْ أَحْبَـٰرَهُمْ وَرُهْبَـٰنَهُمْ أَرْبَاباً مّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـٰهاً وٰحِداً لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَـٰنَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ

لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواْ ءابَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوٰنَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ . إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ. وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى إِبْرٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤاْ مّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱلْعَدَاوَةُ وَٱلْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّىٰ تُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحْدَهُ

مَا كَانَ لِلنَّبِىّ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِى قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَـٰبُ ٱلْجَحِيمِ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقّ

بيان أن من قاتل تحت لواء شرك فهو منهم و لو كان ضد قوم مشركين:
فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين

ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا

فلم يفرق بين الامير و المتبوع و الجنود التي نزلت من السماء عذبت الذين كفروا و هم المقاتلون من القوم الكافرين و لم يفرق بين الجاهل و المتاول او غيرهم ....

بيان لا نستعين بمشرك:
روى احمد في مسنده بسند صحيح عنْ عَائِشَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ، فَتَبِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَحِقَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ، فَقَالَ: إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَتْبَعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ، قَالَ: "تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ "قَالَ: لَا، قَالَ: "ارْجِعْ فَلَنْ نَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ ". قَالَ: ثُمَّ لَحِقَهُ عِنْدَ الشَّجَرَةِ، فَفَرِحَ بِذَاكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ وَكَانَ لَهُ قُوَّةٌ وَجَلَدٌ، فَقَالَ: جِئْتُ لِأَتْبَعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ. قَالَ: "تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ "قَالَ: لَا، قَالَ: "ارْجِعْ فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ ". قَالَ: ثُمَّ لَحِقَهُ حِينَ ظَهَرَ عَلَى الْبَيْدَاءِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: "تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ "قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَخَرَجَ بِهِ

و روى ابن أبي عاصم في الاحاد و المثاني بسند صحيح:
عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن النَّبِيَّ خَرَجَ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى خَلَّفَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ، فَرَأَى كَتِيبَةً حَسْنَاءَ، فَقَالَ: "مَنْ هَؤُلاءِ؟ "قَالُوا: بَنِي قَيْنُقَاعٍ وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، وَهُوَ رَهْطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ، فَقَالَ: أَسْلَمُوا؟ قَالُوا: لا، قَالَ: "قُولُوا لَهُمُ ارْجِعُوا، فَإِنَّا لا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ "

انتهت المسألة.
Photo: ‎اضغط على مزيد لكي تقرأ الموضوع. ---------------------------------- المختصر المفيد المقطع الاول: http://tindeck.com/listen/hbqa او من هذا: https://docs.google.com/file/d/0B1TEPlIJRdLsLTNlYnZKRTMwcTA/edit?pli=1 ------------------------------------ مواصلة المختصر المفيد 1: https://www.facebook.com/262338447268135/photos/pb.262338447268135.-2207520000.1410768659./327142194121093/?type=1 -------------------------------------------- مواصلة المختصر المفيد 2: https://www.facebook.com/262338447268135/photos/a.262369097265070.1073741828.262338447268135/327475660754413/?type=1 --------------------------------------  تابعنا و انشر معنا الفائدة هداك الله. كتبه العبد الفقير.  نواصل:  بيان أن العمل تحت سلطة الطاغوت كفر: قال تعالى ربي بما انعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين.  قال ابن أبي حاتم في تفسيره :حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا محمد بن عبيد الله عن جويبر عن الضحاك فلن أكون ظهيرا للمجرمين قال معينا للمجرمين.  قال تعالى إن فرعون و هامان و جندهما كانوا خاطئين  قال تعالى قال فرعون يأيها الملاا ما علمت لكم من إله غيري فاوقد لي يا همان على الطين  العمال ايضا مخطئين..  و قال تعالى: و جعل اهلها شيعا اي اصنافا. قال تعالى و لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار قلت: فاي ركون بعد العمل تحت سلطتهم الديموقراطية؟ اي ركون بعد قبول التكليف منهم ؟  و العجيب انهم قالوا لنا لم يقل احد قبلكم ان خدم الطاغوت كفار. قلت: قال تعالى في سورة المائدة: و عبد الطاغوت قال ابن جرير الطبري و هو يذكر عن اختلاف قراءة كلمة و عبد : وقرأ ذلك جماعة من الكوفيين: (وَعَبُدَ الطَّاغُوتَ) بفتح"العين" من"عبد" وضم بائها، وخفض"الطاغوت" بإضافة"عَبُد" إليه. وعنوا بذلك: وخدَمَ الطاغوت.  هاهم جماعة من اهل الكوفة و اهل الكوفة هم اهل النحو.  و قال ابن ابي حاتم الرازي رحمه الله هو و ابوه و ابو زرعة اسود الري في تفسيره: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو غَسَّانَ قَالَ : قُلْتُ لابْنِ أَبِي لَيْلَى وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ فقال: فَخَدَمَ الطَّاغُوتَ.  أقول ختاما: جندي الطاغوت طبيبا كان او مقاتلا هو تابع للطاغوت و الطاغوت ولي امره فهو تحت سلطته و ذمته. قال تعالى: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ و قال تعالى لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين و قال تعالى : الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.  قال تعالى: اجعل لى وزيرا من اهلى هارون اخى اشدد به ازرى واشركه فى امرى  و العامل في سلطة الطاغوت يشد ازر الطاغوت.سوى كان وزيرا او غيره. و قال تعالى: وَفِرْعَوْنَ ذِي الاوتاد  و قال تعالى: و الجبال ذات الاوتاد قلت: لا تكن وتدا يشد به الطاغوت.  روى الإمام أبو يعلى الموصلي رحمه الله تعالى في مسنده بسند صحيح : عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ سُفَهَاءُ يُقَدِّمُونَ شِرَارَ النَّاسِ، وَيَظْهَرُونَ بِخِيَارِهِمْ، وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ، فَلا يَكُونَنَّ عَرِيفًا، وَلا شُرْطِيًّا، وَلا جَابِيًا، وَلا خَازِنًا "  الرد على شبه  المجوزين للعمل تحت سلطة الطاغوت: سانقل ما قلنا في كتابنا التفصيل: شبهة أن يوسف عليه الصلاة و السلام عمل تحت سلطة الطاغوت: هذا كلام كفري و ما أجرأ هذا الحيوان على التكلم بكلام كهذا. قال تعالى: و ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربي  إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ()   و قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين()قال اجعلني على خزآئن الأرض إني حفيظ عليم ()و كذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء و لا نضيع أجر المحسنين() و لأجر الأخرة خير للذين ءامنوا و كانوا يتقون فالأيات رد على إفترائكم. قال تعالى: كذلك مكنا ليوسف قال تعالى: إنك اليوم لدينا مكين أمين قال تعالى: يتبوأ منها حيث يشاء الأيات واضحة في أن يوسف عليه السلام ممكن. و إن كان وزيرا لأخبرنا الله عز و جل بذلك. و اضيف و انبه على قولهم. لم يكن يوسف عليه السلام منظف شارع او طباخا انما كانا وزيرا على قولكم.  فهل يمكن للمسلم أن يكون واليا او وزيرا و لا يكفر؟  شبهة أن  أم موسى عليه السلام  عملت تحت فرعون كمرضعة: عمل خاص لا في سلطة  الكفر.  و أما الماشطة  أقول انها كانت خادمة للعائلة في البيت و هذا مباح.  انتهت الشبهة. و انتهت المسألة.  بيان كفر الساحر : قال تعالى: و ما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر.  بيان كفر من عبد الأصنام و القبور و غيرها: قال تعالى: إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا قلت: كذلك اله الجهمية و الاشاعرة و غيرهم من فرق الكفر الاههم مثل الاصنام لا يسمع و لا يبصر. اما الهنا سميع بسمع و بصير ببصر.  الرد على بعض شبه القبوريين: انصح بمراجعة رسالتنا الدعاء عبادة. الرد على حديث مالك الدار: قالوا روى إمام الأئمة أبو بكر ابن أبي شيبة في مصنفه: عَنْ مَالِكِ الدَّارِ، قَالَ: وَكَانَ خَازِنَ عُمَرَ عَلَى الطَّعَامِ، قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ قَحْطٌ فِي زَمَنِ عُمَرَ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَسْقِ لِأُمَّتِكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا، فَأَتَى الرَّجُلَ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ: " ائْتِ عُمَرَ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّكُمْ مُسْتَقِيمُونَ وَقُلْ لَهُ: عَلَيْكَ الْكَيْسُ، عَلَيْكَ الْكَيْسُ "، فَأَتَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ فَبَكَى عُمَرُ ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ لَا آلُو إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ. قلنا  في الرسالة:  قلت مالك الدار مجهول. لم يوثقه الا ابن حبان الكافر كعادته في توثيق المجاهيل. و ابن حجر كافر لا دخل له في ما يخص المسلمين و ان تكلم في هذا الحديث. و وثقه ابن كثير و هو مخطأ كعادته في توثيق  مجاهيل التابعين.  قال البخاري في تاريخه:  مالك بْن عياض الدار أن عُمَر قَالَ فِي قحط يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه قَالَه علي عَنْ مُحَمَّد بْن خازم  عن أبى صالح عَنْ مالك الدار.  لم يذكر مجيء الرجل إلى القبر.و لم يقل شيئا في الرجل .  و سكوت البخاري على شخص في تاريخه إما أن يكون الشخص معروفا فلا يقول فيه شيئا. أو مجهولا أو ضعيفا.  كقوله: مُحَمَّد بْن إدريس أَبُو عَبْد اللَّه الشافعي الْقُرَشِيّ سكن مصر مات سنة أربع ومائتين سَمِعَ مالك بْن أنس، حجازي. و لم يزد على هذا الكلام شيئا.فسكوته على الشافعي لا يعني أنه يجهله أو جرحه إنما لأن كل  الناس  تعلم أن الشافعي ثقة.   وقوله: عطية بْن سعد العوفِي أبو الحسن، وقال عبيد بن يعيش كناه يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَعَبد وابْن عُمَر روى عنه فراس والفضيل ابن مرزوق.  و لم يزد شيئا.و قد أجمع الائمة في عللهم على تضعيف عطية العوفي. هل يعني أنه وثقه و هو متروك الحديث عند أهل الحديث؟ فهل سكوته على مالك الدار المجهول توثيق له أم ماذا؟ لا حجة في كلام من لا يفهم. و هذا الحديث معارض لما ذكرنا في الباب الأول في أن الدعاء عبادة و أمرنا بصرفها لله عز و جل. و أين الدليل على ان ذلك الرجل  -المجهول الذي أشرك- صحابي؟؟؟ و أين الدليل على أن عمر علم شركه؟؟؟  في متن هذا الحديث الضعيف.  لا يحل لأحد أن يستدل بهذا الحديث الضعيف...  الرد على شبهة قصة الاعرابي التي رواها العتبي: لا نعلم لها سندا و لو ضعيفا.  الرد على شبهة  حديث داودَ بن أبي صالح: قال الإمام أحمد ابن حنبل إمام الأئمة في مسنده: عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: أَقْبَلَ مَرْوَانُ يَوْمًا فَوَجَدَ رَجُلًا وَاضِعًا وَجْهَهُ عَلَى الْقَبْرِ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مَا تَصْنَعُ؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ أَبُو أَيُّوبَ، فَقَالَ: نَعَمْ، جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ آتِ الْحَجَرَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَبْكُوا عَلَى الدِّينِ إِذَا وَلِيَهُ أَهْلُهُ، وَلَكِنْ ابْكُوا عَلَيْهِ إِذَا وَلِيَهُ غَيْرُ أَهْلِهِ "  و رواه الحاكم في مستدركه و صححه. و الحاكم ابن البيع رحمه الله تعالى متساهل في التصحيح و هذا ظاهر في مستدركه.  و من الأمثلة المشهورة في مستدرك الشيخ رحمه الله تعالى:  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ عَنْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقَالَ: " هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ، وَمَا بَيْنَهُ، وَبَيْنَ اسْمِ اللَّهِ الأَكْبَرِ، إِلا كَمَا بَيْنَ سَوَّادِ الْعَيْنِ، وَبَيَاضِهَا مِنَ الْقُرْبِ ".  قال:هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.  و هذا الحديث شديد الضعف.لأن في سنده سَلامُ بْنُ وَهْبٍ الْجَنَدِيُّ و ابوه وهو منكر الحديث.و أبوه مجهول.  قال الإمام البخاري في صحيحه: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُفْيَانَ التَّمَّارِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، " أَنَّهُ رَأَى قَبْرَ النَّبِيِّ مُسَنَّمًا "  ثبت أن القبر مسنم -أي مسوا بالأرض- فهل يتخيل أن أبو أيوب الأنصاري سجد على القبر؟ نعوذ بالله من الكفر. و اقول ختاما في هذا الباب : دَاوُدَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ الحجازي مجهول لا يعرف له توثيق و لا ترجمة. و لم يروي عنه إلا كثير ابن زيد.  فلا حجة في هذا الحديث أصلا.  بيان أن الكافر حلال الدم و المال: روى الإمام البخاري في صحيحه بسنده: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ»  و لا نعلم تحريم دم و المال الا في هذه الحالات: ان يكون معاهدا. او مستأمنا  من قبل مسلم. او من اهل الذمة. هذا في بلد المسلمين.  و يحرم ماله في الامانة كالدين و الاستئمان على المال: قال تعالى: و الذين هم لامانتهم و عهدهم راعون. و لم تحدد لكافر او لمسلم و كان نبي الله عليه الصلاة و السلام امينا حتى مع الكفار.  و كذلك يحرم دم الطفل اي دون البلوغ. و دم المراة و دم الشيخ الهرم : و الهرم لا يعني الشيب في الرأس.   و لا يحل دم هؤلاء الا في حالة الحرب حين يرمي المسلمون الكفار في بيوتهم و الدليل حديث مصعب بن جثامة في البخاري.و الله اعلم هذا الحديث في الليل فقط. لا اعلم فقهه هل يجوز قصفهم في النهار ام لا. حتى شيخي الامام البخاري ذكره في: بَابُ أَهْلِ الدَّارِ يُبَيَّتُونَ، فَيُصَابُ الوِلْدَانُ وَالذَّرَارِيُّ {بَيَاتًا} [الأعراف: 4] : «لَيْلًا» ، {لَنُبَيِّتَنَّهُ} [النمل: 49] : «لَيْلًا» ، يُبَيَّتُ: «لَيْلًا»  و الله اعلم.  و اما قولهم انه لا يؤخذ مال الكافر غدرا و لا يقتل غدرا فهو قول باطل(يكون في الطريق فتقتله مثلا). فقتل كعب بن الاشرف و ابو الحقيق و نبي الله عليه الصلاة و السلام يعلم و لم ينكر.  و فعل أبو بصير و ابو جندل كاف. دليل على انه لا دخل لاعلان الحرب على الكافر و وجود امير الخ من الاقوال الباطلة لكي يستحل دمه و ماله.  بيان واقعنا اليوم: قال الامام البخاري رحمه الله تعالى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: " اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ "  روى الامام نعيم بن حماد رحمه الله تعالى في كتابه الفتن بسند صحيح : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " هَذِهِ فِتَنٌ قَدْ أَظَلَّتْ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، كُلَّمَا ذَهَبَ مِنْهَا رَسَلٌ بَدَا رَسَلٌ آخَرُ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ فِيهَا أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ "  و روى ايضا:  عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَأَنَّهَا قَطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ قَوْمٌ فِيهَا خَلاقَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا يَسِيرٍ، أَوْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ".  و روى ايضا : عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةِ هَكَذَا ".وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ الَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ وَالْوسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا . قلت: كإشارة لمن يهمه الحديث و أهله نعيم بن حماد رحمه الله تعالى شيخ البخاري متكلم فيه لا يأخذ منه الا بعد التثبت.و حتى كتابه الفتن لا يأخذ منه الا ما وافق الصحيحن ما لم يكن السند صحيحا و الله أعلم.  شعوبنا اليوم تحكمها طواغيت قال الله فيهم:  و من لم يحكم بغير بما انزل الله فاولئك هم الكافرون  شعوبنا اليوم تتحاكم للمحاكم الكفرية : قال تعالى و قد أمروا أن يكفروا به قال تعالى: أفحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون  شعوبنا اليوم استحلت الزنا و الخمور و المعازف و التبرج و المصافحة . شعبونا اليوم لا تعرف ما معنى تكفير.   شعوبنا اليوم ... شعوبنا اليوم أكفر من قريش . و لا يخفى كفرها الا على اعمى البصيرة.  لذلك هم كفار عندنا فردا فردا حتى يظهر لنا شيء مخالف. هم قوم كفار كقريش و  بني النظير و قينقاع و ثمود و نوح و عاد .  التكفير واحد يقني لا ظن فيه: لا يوجد شيء اسمه تكفير بغلبة الظن. و تكفير ظني. في القرءان يوجد شيء اسمه كافر فقط. و قوم كفار هم كفار يقينا. ديننا لا ظن فيه. و كل هذا ناتج عن بدعة اصول الفقه. و العجيب إسمها قواعد فقهية لا عقائدية فكيف يستدلون بها في العقيدة؟؟؟   قال تعالى: وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا  روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى بسنده في صحيحه: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث و لا تحسسوا و لا تجسسوا و لا تنافسوا و لا تحاسدوا و لا تباغضوا و لا تدابروا و كونوا عباد الله إخوانا.  و روى الإمام الحميدي عبد الله ابن الزبير في مسندهذ بسند صحيح : عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ عَامَ الأَوَّلِ مَقَامِيَ هَذَا، ثُمَّ بَكَى، فَقَالَ: " عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ وَإِنَّهُمَا فِي النَّارِ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ عَبْدٌ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْعَافِيَةِ " قَالَ: " وَلا تَقَاطَعُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا "   وسبق أن قلت في رسالة قلة الكلام و اتباع البيان:  باب نعت الكافر بكافر أمر يقيني لا ظن فيه: قال تعالى: وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى قال تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير فالسؤال هل الحكم على الذكر أنه ذكر أو الأنثى أنها أنثى أمر ظني أيضا ؟  وسبق أن قلت في كتاب التفصيل في ان التكفير واحد:  باب التكفير واحد و لا تقسيم له: إنتشرت بدعة كلمة هذه من أصل الدين. فالأفضل أن تقول هذه من التوحيد . فكل تكفير للمشركين من التوحيد و لم يثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم فرق بين التكفير بالنص و الدلالة و التبيعية. قال تعالى : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ هؤلاء الجهلة قالوا هذا التكفير أصل أي من التوحيد.(لأنه تكفيرنصي كما يقولون) أما  قوله تعالى: وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا قالوا هذه ليست بأصل لأنه تكفير بالتبعية.و التبعية حكم فقهي. و الله هذا هو الجهل بعينه.و هذه بدعة مكفرة فكل من أخرج شيئا من التوحيد كفر. فإذا كان حكما فقهيا فكيف علمه نوح ؟ بل حكم على أبنائهم الذين سيلدونهم فما بالك بالذين ولدوا. و كيف علمه يوسف عليه السلام لما كفر قومه؟ و إبراهيم عليه السلام لما كفر قومه؟ و لوط عليه السلام ؟ و كل الأنبياء؟؟ و كيف كفر زيد بن عمر بن نفيل كل قريش ؟ و كان النبي عليه الصلاة و السلام موجودا وقتها و نوفل بن ورقة ؟ و قال لا أعلم مسلما غيري فيكم يعني حتى أطفالهم فكيف كفر أبنائهم ؟؟ أم أن زيد بن عمرو بن نفيل  درس كتب الأصول البدعية و القواعد البدعية ؟؟؟  و الله هذا جهل. فاتضح أنه توحيد .فدين الأنبياء واحد. و كل الأنبياء كفروا بنص و دلالة و تبعية كما تقولون.  التكفير واحد لا نخرج منه شيئا. و لم نسمع بهذه البدعة المكفرة إلا في أيامنا هذه. فلم يكن السلف من أهل المراء و الكلام .بل كانوا أهل إتباع و فهم سليم. فالتكفير واحد عند المسلمين من ءادم عليه السلام إلى يومنا هذا. فمن جعل توحيده مبنيا على  قواعد بدعية فليعد لما أنزل الله. فلفظ نص أو دلالة أو تبعية ليست شرط صحة للإسلام  كلفظ مركب من حروف إنما وجب الإعتقاد و لو جهل اللفظ. و الكلام في هذه الامور بدعة.   و قولهم أن التكفير بالتبعية حكم فقهي تنبني عليه أحكام فقهية. نقول لهم كل تكفير تنبني عليه أحكام فقهية تعلم بالشرائع كالاسترقاق و أن المسلم لا يرث كافر الخ.. سوى كان نصا أم دلالة أم تبعية فكل تكفير سينبني عليه حكم فقهي . و نحن لم نقل أن الأحكام الفقهية من التوحيد إنما هذه أمور تعلم بالشرائع و من ردها بعد أن بلغته كفر. إذا من لم يكفر كافرا فعل الشرك كفر. و من لم يكفر أبناء المشركين كافر.و لو كان عمره ساعة. و تكفيرهم توحيد.و من لم يكفرهم لم يعلم الإسلام بعد.  انتهت المسالة.  بيان ان من لم يكفر الكافر كافر: قلنا لا نكفر من لم يكفر الكافر لقاعدة كتبها احدهم في كناقض و لدرر و  مجاميع كاذبة. العقيدة لا قواعد فيها.انما هي وحي.  قال تعالى:  وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا فتبين لنا ان الشاك كافر. و الدليل انه كفره.  قال تعالى: مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلإِيمَٰنِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَب مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيم   من انشرح صدره بالكفر فهو كافر لما ورد في الاية. فكل من ارتضى كفر المشركين و لم يكفرهم فهو من مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرا.  و قال تعالى: وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ فمجرد الشك في الكفر كفر.و ان لم يثبت عليه قلبه. فقد قال و ما اظن.  قالوا لنا عمر لم يكفر تارك الزكاة قلنا ما دليلكم؟؟؟  لم نجد اي حديث فيه ما ادعيتم انما خالفه عمر في مسألة قتالهم. فمن كان متكلما فهات دليلا.  و لم يقل شرح صدري للتكفير. او نعم هم مرتدون. قال في الحديث قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ.  قلت قتالهم لا تكفيرهم.  و اعتقد انه تردد في ذلك لما لديهم من ظروف و ضعف من الناحية العسكرية وقتها. و الله اعلم.  انتهت المسألة.  بيان ان الخوارج كفار لا خلاف فيهم:  الرواية التي رواه البيهقي صاحب السنن فيها ضعف في السند لكني لن اتكلم فيها لان ابو بكر البيهقي كافر.فهو مردود الحديث.  و ما رواه ابن كثير في البداية و النهاية عن الهيثم بن عدي الطائي ضعيف لا حجة له. اتهمه النسائي و البخاري بالكذب. و في سنده علقمة بن عامر مجهول.  اما ما رواه الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله تعالى في مصنفه : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ أَهْلِ الْجَمَلِ، قَالَ: قِيلَ: أَمُشْرِكُونَ هُمْ؟ قَالَ: " مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا "، قِيلَ: أَمُنَافِقُونَ هُمْ؟ قَالَ: " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا "، قِيلَ: فَمَا هُمْ؟ قَالَ: " إِخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا "  أبي العنبس مجهول لا يعرف من هو.و من اراد ان يراجع الكلام مفصلا ينظر في المنشور في صفحة الفهم السليم صفحة التوحيد.   و ابي البختري لم يدرك عليا. قال الإمام أحمد في علله: سَأَلت يحيى بن معِين قلت أَبُو البخْترِي الطَّائِي مَا اسْمه فَقَالَ سعيد قلت ليحيى بن من فَقَالَ يُسمى فَقلت سعيد بن أبي عمرَان فَقَالَ نعم قَالَ وَسمعت أبي يَقُول اسْم أبي البخْترِي سعد  و أبو البختري لم يدرك علي قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في علله حين سئل: سَأَلْتُ مُحَمَّدًا قُلْتُ لَهُ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ أَدْرَكَ سَلْمَانَ؟ قَالَ: لَا , لَمُ يُدْرِكْ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَلِيًّا , وَسَلْمَانُ مَاتَ قَبْلَ عَلِيٍّ.  و كذلك قال ابن أبي حاتم -رحمهما الله تعالى- في مراسيله عن شعبة و أبيه رحمهم الله: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ نَا أَحْمَدُ يَعْنِي ابْنُ حَنْبَلٍ نَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ كَانَ أَبُو إِسْحَق أَكْبَرُ مِنْ أَبِي الْبُخْتَرِيِّ وَلَمْ يُدْرِكْ عَلِيًّا وَلَمْ يَرَهُ  سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ أَبُو الْبَخْتَرَيِّ الطَّائِيِّ لَمْ يُدْرِكْ عَلِيًّا وَلَا أَبا ذَرٍّ وَلَا أَبا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَلَمْ يُدْرِكْ زَيدَ بْنَ ثَابِتٍ وَلَا رَافِعَ بْنَ خُدَيْجٍ  فالحديث ضعيف لا حجة له.  حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا مُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ حِينَ فَرَغَ مِنْ قِتَالِ أَهْلِ النَّهْرَوَانِ فَقِيلَ لَهُ: أَمُشْرِكُونَ هُمْ؟ قَالَ: «مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا» ، فَقِيلَ: مُنَافِقُونَ؟ قَالَ: «الْمُنَافِقُونَ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا» ، قِيلَ: فَمَا هُمْ؟ قَالَ: «قَوْمٌ بَغَوْا عَلَيْنَا فَقَاتَلْنَاهُمْ»  قلت هي ضعيفة ايضا لا يوجد لمفضل بن مهلهل شيخ يلقب الشيباني و لا يوجد تلميذ اسمه الشيباني لقيس بن مسلم. و ان كان كذلك فمن هو ؟  فلا يصح شيء منها .  الإمام علي رضي الله عنه يكفرهم روى الإمام عبد الرزاق في مصنفه بسند صحيح: عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: مَنِ الأَخْسَرُونَ أَعْمَالا؟ إِلَىف صُنْعًاق، قَالَ: " وَيْلَكَ مِنْهُمْ أَهْلُ حَرُورَاءَ "  و اخرج الامام ابن البيع في مستدركه و عبد الله ابن احمد في سنته و ابن ابي حاتم في تفسيره متابعات لهذا الحديث. فلم نجد في كتب اهل الحديث المسلمين الخلاف في تكفيرهم. فهم اكفر من الروافض اليوم.  بيان أن كتابة الكفر كفر: قال تعالى: فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم و ويل لهم مما يكسبون.  التحذير من مسائل كفرية معاصرة: تنصيب البرامج و الاشتراك في المواقع الاجتماعية او غيرها كفر. يجب ان يجتنب بطرقه فاسال أهل اختصاص في هذا المجال تعرفهم و لا تفعل شيء دون علم و بيان.لان هذه المشاكل حلت بتحريف الكفر .  احذر الكلمات العامية لا تقل كلمة الا و انت فاهم لمعناها.  و احذر كل الحذر في كل تعاملتك خاصة العقود كلها فيها كفر. فاحذر و اقرأ لكي تحرفها.  اختم الان.  في المواصلة الاخر سنتحدث عن حكم اطفال المسلمين و  المشركين  في الاخرة و حكم اهل الفترة بالتفصيل. و نقول القول الفصل فيهم و نذكر الخلاف فيهم بين القبلة. و نسال الله أن لا نكون أطلنا عليك ايها القارئ هداك الله ان كنت على كفر و ان كنت مسلما فثبتك الله على دينك. و صلى الله على نبيه. و السلام على من اتبع الهدى.‎ 

----------------------------------
المختصر المفيد المقطع الاول:
http://tindeck.com/listen/hbqa
او من هذا:
https://docs.google.com/file/d/0B1TEPlIJRdLsLTNlYnZKRTMwcTA/edit?pli=1...
------------------------------------
مواصلة المختصر المفيد 1:
https://www.facebook.com/262338447268135/photos/pb.262338447268135.-2207520000.1410768659./327142194121093/?type=1
--------------------------------------------
مواصلة المختصر المفيد 2:
https://www.facebook.com/262338447268135/photos/a.262369097265070.1073741828.262338447268135/327475660754413/?type=1
--------------------------------------

تابعنا و انشر معنا الفائدة هداك الله.
كتبه العبد الفقير.

نواصل:

بيان أن العمل تحت سلطة الطاغوت كفر:
قال تعالى ربي بما انعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين.

قال ابن أبي حاتم في تفسيره :حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا محمد بن عبيد الله عن جويبر عن الضحاك فلن أكون ظهيرا للمجرمين قال معينا للمجرمين.

قال تعالى إن فرعون و هامان و جندهما كانوا خاطئين

قال تعالى قال فرعون يأيها الملاا ما علمت لكم من إله غيري فاوقد لي يا همان على الطين

العمال ايضا مخطئين..

و قال تعالى: و جعل اهلها شيعا
اي اصنافا.
قال تعالى و لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار
قلت: فاي ركون بعد العمل تحت سلطتهم الديموقراطية؟ اي ركون بعد قبول التكليف منهم ؟

و العجيب انهم قالوا لنا لم يقل احد قبلكم ان خدم الطاغوت كفار.
قلت: قال تعالى في سورة المائدة: و عبد الطاغوت
قال ابن جرير الطبري و هو يذكر عن اختلاف قراءة كلمة و عبد :
وقرأ ذلك جماعة من الكوفيين: (وَعَبُدَ الطَّاغُوتَ) بفتح"العين"من"عبد"وضم بائها، وخفض"الطاغوت"بإضافة"عَبُد"إليه. وعنوا بذلك: وخدَمَ الطاغوت.

هاهم جماعة من اهل الكوفة و اهل الكوفة هم اهل النحو.

و قال ابن ابي حاتم الرازي رحمه الله هو و ابوه و ابو زرعة اسود الري في تفسيره:
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو غَسَّانَ قَالَ : قُلْتُ لابْنِ أَبِي لَيْلَى وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ فقال: فَخَدَمَ الطَّاغُوتَ.

أقول ختاما:
جندي الطاغوت طبيبا كان او مقاتلا هو تابع للطاغوت و الطاغوت ولي امره فهو تحت سلطته و ذمته.
قال تعالى: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ
و قال تعالى لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين
و قال تعالى : الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.

قال تعالى: اجعل لى وزيرا من اهلى هارون اخى اشدد به ازرى واشركه فى امرى
و العامل في سلطة الطاغوت يشد ازر الطاغوت.سوى كان وزيرا او غيره.
و قال تعالى: وَفِرْعَوْنَ ذِي الاوتاد
و قال تعالى: و الجبال ذات الاوتاد
قلت: لا تكن وتدا يشد به الطاغوت.

روى الإمام أبو يعلى الموصلي رحمه الله تعالى في مسنده بسند صحيح :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ سُفَهَاءُ يُقَدِّمُونَ شِرَارَ النَّاسِ، وَيَظْهَرُونَ بِخِيَارِهِمْ، وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ، فَلا يَكُونَنَّ عَرِيفًا، وَلا شُرْطِيًّا، وَلا جَابِيًا، وَلا خَازِنًا "

الرد على شبه المجوزين للعمل تحت سلطة الطاغوت:
سانقل ما قلنا في كتابنا التفصيل:
شبهة أن يوسف عليه الصلاة و السلام عمل تحت سلطة الطاغوت:
هذا كلام كفري و ما أجرأ هذا الحيوان على التكلم بكلام كهذا.
قال تعالى: و ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ() و قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين()قال اجعلني على خزآئن الأرض إني حفيظ عليم ()و كذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء و لا نضيع أجر المحسنين() و لأجر الأخرة خير للذين ءامنوا و كانوا يتقون
فالأيات رد على إفترائكم.
قال تعالى: كذلك مكنا ليوسف
قال تعالى: إنك اليوم لدينا مكين أمين
قال تعالى: يتبوأ منها حيث يشاء
الأيات واضحة في أن يوسف عليه السلام ممكن. و إن كان وزيرا لأخبرنا الله عز و جل بذلك.
و اضيف و انبه على قولهم. لم يكن يوسف عليه السلام منظف شارع او طباخا انما كانا وزيرا على قولكم.
فهل يمكن للمسلم أن يكون واليا او وزيرا و لا يكفر؟

شبهة أن أم موسى عليه السلام عملت تحت فرعون كمرضعة:
عمل خاص لا في سلطة الكفر.

و أما الماشطة أقول انها كانت خادمة للعائلة في البيت و هذا مباح.

انتهت الشبهة.
و انتهت المسألة.

بيان كفر الساحر :
قال تعالى: و ما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر.

بيان كفر من عبد الأصنام و القبور و غيرها:
قال تعالى: إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا
قلت: كذلك اله الجهمية و الاشاعرة و غيرهم من فرق الكفر الاههم مثل الاصنام لا يسمع و لا يبصر.
اما الهنا سميع بسمع و بصير ببصر.

الرد على بعض شبه القبوريين:
انصح بمراجعة رسالتنا الدعاء عبادة.
الرد على حديث مالك الدار:
قالوا روى إمام الأئمة أبو بكر ابن أبي شيبة في مصنفه:
عَنْ مَالِكِ الدَّارِ، قَالَ: وَكَانَ خَازِنَ عُمَرَ عَلَى الطَّعَامِ، قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ قَحْطٌ فِي زَمَنِ عُمَرَ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَسْقِ لِأُمَّتِكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا، فَأَتَى الرَّجُلَ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ: "ائْتِ عُمَرَ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّكُمْ مُسْتَقِيمُونَ وَقُلْ لَهُ: عَلَيْكَ الْكَيْسُ، عَلَيْكَ الْكَيْسُ "، فَأَتَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ فَبَكَى عُمَرُ ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ لَا آلُو إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ.
قلنا في الرسالة:

قلت مالك الدار مجهول. لم يوثقه الا ابن حبان الكافر كعادته في توثيق المجاهيل.
و ابن حجر كافر لا دخل له في ما يخص المسلمين و ان تكلم في هذا الحديث.
و وثقه ابن كثير و هو مخطأ كعادته في توثيق مجاهيل التابعين.

قال البخاري في تاريخه:
مالك بْن عياض الدار أن عُمَر قَالَ فِي قحط يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه قَالَه علي عَنْ مُحَمَّد بْن خازم عن أبى صالح عَنْ مالك الدار.

لم يذكر مجيء الرجل إلى القبر.و لم يقل شيئا في الرجل .

و سكوت البخاري على شخص في تاريخه إما أن يكون الشخص معروفا فلا يقول فيه شيئا.
أو مجهولا أو ضعيفا.

كقوله: مُحَمَّد بْن إدريس أَبُو عَبْد اللَّه الشافعي الْقُرَشِيّ سكن مصر مات سنة أربع ومائتين سَمِعَ مالك بْن أنس، حجازي.
و لم يزد على هذا الكلام شيئا.فسكوته على الشافعي لا يعني أنه يجهله أو جرحه إنما لأن كل الناس تعلم أن الشافعي ثقة.

وقوله:
عطية بْن سعد العوفِي أبو الحسن، وقال عبيد بن يعيش كناه يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَعَبد وابْن عُمَر روى عنه فراس والفضيل ابن مرزوق.

و لم يزد شيئا.و قد أجمع الائمة في عللهم على تضعيف عطية العوفي.
هل يعني أنه وثقه و هو متروك الحديث عند أهل الحديث؟
فهل سكوته على مالك الدار المجهول توثيق له أم ماذا؟ لا حجة في كلام من لا يفهم.
و هذا الحديث معارض لما ذكرنا في الباب الأول في أن الدعاء عبادة و أمرنا بصرفها لله عز و جل.
و أين الدليل على ان ذلك الرجل -المجهول الذي أشرك- صحابي؟؟؟
و أين الدليل على أن عمر علم شركه؟؟؟
في متن هذا الحديث الضعيف.

لا يحل لأحد أن يستدل بهذا الحديث الضعيف...

الرد على شبهة قصة الاعرابي التي رواها العتبي:
لا نعلم لها سندا و لو ضعيفا.

الرد على شبهة حديث داودَ بن أبي صالح:
قال الإمام أحمد ابن حنبل إمام الأئمة في مسنده:
عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: أَقْبَلَ مَرْوَانُ يَوْمًا فَوَجَدَ رَجُلًا وَاضِعًا وَجْهَهُ عَلَى الْقَبْرِ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مَا تَصْنَعُ؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ أَبُو أَيُّوبَ، فَقَالَ: نَعَمْ، جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ آتِ الْحَجَرَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لَا تَبْكُوا عَلَى الدِّينِ إِذَا وَلِيَهُ أَهْلُهُ، وَلَكِنْ ابْكُوا عَلَيْهِ إِذَا وَلِيَهُ غَيْرُ أَهْلِهِ "

و رواه الحاكم في مستدركه و صححه.
و الحاكم ابن البيع رحمه الله تعالى متساهل في التصحيح و هذا ظاهر في مستدركه.

و من الأمثلة المشهورة في مستدرك الشيخ رحمه الله تعالى:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ عَنْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقَالَ: "هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ، وَمَا بَيْنَهُ، وَبَيْنَ اسْمِ اللَّهِ الأَكْبَرِ، إِلا كَمَا بَيْنَ سَوَّادِ الْعَيْنِ، وَبَيَاضِهَا مِنَ الْقُرْبِ ".
قال:هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

و هذا الحديث شديد الضعف.لأن في سنده سَلامُ بْنُ وَهْبٍ الْجَنَدِيُّ و ابوه وهو منكر الحديث.و أبوه مجهول.

قال الإمام البخاري في صحيحه:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُفْيَانَ التَّمَّارِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، "أَنَّهُ رَأَى قَبْرَ النَّبِيِّ مُسَنَّمًا "

ثبت أن القبر مسنم -أي مسوا بالأرض- فهل يتخيل أن أبو أيوب الأنصاري سجد على القبر؟
نعوذ بالله من الكفر.
و اقول ختاما في هذا الباب :
دَاوُدَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ الحجازي مجهول لا يعرف له توثيق و لا ترجمة.
و لم يروي عنه إلا كثير ابن زيد.
فلا حجة في هذا الحديث أصلا.

بيان أن الكافر حلال الدم و المال:
روى الإمام البخاري في صحيحه بسنده:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ»

و لا نعلم تحريم دم و المال الا في هذه الحالات:
ان يكون معاهدا.
او مستأمنا من قبل مسلم.
او من اهل الذمة.
هذا في بلد المسلمين.

و يحرم ماله في الامانة كالدين و الاستئمان على المال:
قال تعالى: و الذين هم لامانتهم و عهدهم راعون.
و لم تحدد لكافر او لمسلم و كان نبي الله عليه الصلاة و السلام امينا حتى مع الكفار.

و كذلك يحرم دم الطفل اي دون البلوغ. و دم المراة و دم الشيخ الهرم :
و الهرم لا يعني الشيب في الرأس.

و لا يحل دم هؤلاء الا في حالة الحرب حين يرمي المسلمون الكفار في بيوتهم و الدليل حديث مصعب بن جثامة في البخاري.و الله اعلم هذا الحديث في الليل فقط. لا اعلم فقهه هل يجوز قصفهم في النهار ام لا.
حتى شيخي الامام البخاري ذكره في:
بَابُ أَهْلِ الدَّارِ يُبَيَّتُونَ، فَيُصَابُ الوِلْدَانُ وَالذَّرَارِيُّ
{بَيَاتًا} [الأعراف: 4] : «لَيْلًا» ، {لَنُبَيِّتَنَّهُ} [النمل: 49] : «لَيْلًا» ، يُبَيَّتُ: «لَيْلًا»

و الله اعلم.

و اما قولهم انه لا يؤخذ مال الكافر غدرا و لا يقتل غدرا فهو قول باطل(يكون في الطريق فتقتله مثلا).
فقتل كعب بن الاشرف و ابو الحقيق و نبي الله عليه الصلاة و السلام يعلم و لم ينكر.
و فعل أبو بصير و ابو جندل كاف. دليل على انه لا دخل لاعلان الحرب على الكافر و وجود امير الخ من الاقوال الباطلة لكي يستحل دمه و ماله.

بيان واقعنا اليوم:
قال الامام البخاري رحمه الله تعالى:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: "اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ "

روى الامام نعيم بن حماد رحمه الله تعالى في كتابه الفتن بسند صحيح :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "هَذِهِ فِتَنٌ قَدْ أَظَلَّتْ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، كُلَّمَا ذَهَبَ مِنْهَا رَسَلٌ بَدَا رَسَلٌ آخَرُ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ فِيهَا أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ "

و روى ايضا:
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَأَنَّهَا قَطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ قَوْمٌ فِيهَا خَلاقَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا يَسِيرٍ، أَوْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ".

و روى ايضا :
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةِ هَكَذَا ".وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ الَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ وَالْوسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا
.
قلت: كإشارة لمن يهمه الحديث و أهله نعيم بن حماد رحمه الله تعالى شيخ البخاري متكلم فيه لا يأخذ منه الا بعد التثبت.و حتى كتابه الفتن لا يأخذ منه الا ما وافق الصحيحن ما لم يكن السند صحيحا و الله أعلم.

شعوبنا اليوم تحكمها طواغيت قال الله فيهم:
و من لم يحكم بغير بما انزل الله فاولئك هم الكافرون

شعوبنا اليوم تتحاكم للمحاكم الكفرية :
قال تعالى و قد أمروا أن يكفروا به
قال تعالى: أفحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون

شعوبنا اليوم استحلت الزنا و الخمور و المعازف و التبرج و المصافحة .
شعبونا اليوم لا تعرف ما معنى تكفير.

شعوبنا اليوم ... شعوبنا اليوم أكفر من قريش .
و لا يخفى كفرها الا على اعمى البصيرة.

لذلك هم كفار عندنا فردا فردا حتى يظهر لنا شيء مخالف.
هم قوم كفار كقريش و بني النظير و قينقاع و ثمود و نوح و عاد .

التكفير واحد يقني لا ظن فيه:
لا يوجد شيء اسمه تكفير بغلبة الظن. و تكفير ظني. في القرءان يوجد شيء اسمه كافر فقط. و قوم كفار هم كفار يقينا.
ديننا لا ظن فيه. و كل هذا ناتج عن بدعة اصول الفقه. و العجيب إسمها قواعد فقهية لا عقائدية فكيف يستدلون بها في العقيدة؟؟؟

قال تعالى: وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا

روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى بسنده في صحيحه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث و لا تحسسوا و لا تجسسوا و لا تنافسوا و لا تحاسدوا و لا تباغضوا و لا تدابروا و كونوا عباد الله إخوانا.

و روى الإمام الحميدي عبد الله ابن الزبير في مسندهذ بسند صحيح :
عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ عَامَ الأَوَّلِ مَقَامِيَ هَذَا، ثُمَّ بَكَى، فَقَالَ: "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ وَإِنَّهُمَا فِي النَّارِ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ عَبْدٌ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْعَافِيَةِ "قَالَ: "وَلا تَقَاطَعُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا "

وسبق أن قلت في رسالة قلة الكلام و اتباع البيان:
باب نعت الكافر بكافر أمر يقيني لا ظن فيه:
قال تعالى: وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى
قال تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير
فالسؤال هل الحكم على الذكر أنه ذكر أو الأنثى أنها أنثى أمر ظني أيضا ؟

وسبق أن قلت في كتاب التفصيل في ان التكفير واحد:
باب التكفير واحد و لا تقسيم له:
إنتشرت بدعة كلمة هذه من أصل الدين.
فالأفضل أن تقول هذه من التوحيد .
فكل تكفير للمشركين من التوحيد و لم يثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم فرق بين التكفير بالنص و الدلالة و التبيعية.
قال تعالى : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ
هؤلاء الجهلة قالوا هذا التكفير أصل أي من التوحيد.(لأنه تكفيرنصي كما يقولون)
أما قوله تعالى: وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا
قالوا هذه ليست بأصل لأنه تكفير بالتبعية.و التبعية حكم فقهي.
و الله هذا هو الجهل بعينه.و هذه بدعة مكفرة فكل من أخرج شيئا من التوحيد كفر.
فإذا كان حكما فقهيا فكيف علمه نوح ؟ بل حكم على أبنائهم الذين سيلدونهم فما بالك بالذين ولدوا.
و كيف علمه يوسف عليه السلام لما كفر قومه؟
و إبراهيم عليه السلام لما كفر قومه؟
و لوط عليه السلام ؟ و كل الأنبياء؟؟
و كيف كفر زيد بن عمر بن نفيل كل قريش ؟ و كان النبي عليه الصلاة و السلام موجودا وقتها و نوفل بن ورقة ؟ و قال لا أعلم مسلما غيري فيكم يعني حتى أطفالهم فكيف كفر أبنائهم ؟؟
أم أن زيد بن عمرو بن نفيل درس كتب الأصول البدعية و القواعد البدعية ؟؟؟

و الله هذا جهل.
فاتضح أنه توحيد .فدين الأنبياء واحد.
و كل الأنبياء كفروا بنص و دلالة و تبعية كما تقولون.
التكفير واحد لا نخرج منه شيئا. و لم نسمع بهذه البدعة المكفرة إلا في أيامنا هذه.
فلم يكن السلف من أهل المراء و الكلام .بل كانوا أهل إتباع و فهم سليم.
فالتكفير واحد عند المسلمين من ءادم عليه السلام إلى يومنا هذا.
فمن جعل توحيده مبنيا على قواعد بدعية فليعد لما أنزل الله.
فلفظ نص أو دلالة أو تبعية ليست شرط صحة للإسلام كلفظ مركب من حروف إنما وجب الإعتقاد و لو جهل اللفظ. و الكلام في هذه الامور بدعة.
و قولهم أن التكفير بالتبعية حكم فقهي تنبني عليه أحكام فقهية.
نقول لهم كل تكفير تنبني عليه أحكام فقهية تعلم بالشرائع كالاسترقاق و أن المسلم لا يرث كافر الخ..
سوى كان نصا أم دلالة أم تبعية فكل تكفير سينبني عليه حكم فقهي .
و نحن لم نقل أن الأحكام الفقهية من التوحيد إنما هذه أمور تعلم بالشرائع و من ردها بعد أن بلغته كفر.
إذا من لم يكفر كافرا فعل الشرك كفر.
و من لم يكفر أبناء المشركين كافر.و لو كان عمره ساعة.
و تكفيرهم توحيد.و من لم يكفرهم لم يعلم الإسلام بعد.

انتهت المسالة.

بيان ان من لم يكفر الكافر كافر:
قلنا لا نكفر من لم يكفر الكافر لقاعدة كتبها احدهم في كناقض و لدرر و مجاميع كاذبة.
العقيدة لا قواعد فيها.انما هي وحي.

قال تعالى:
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا
فتبين لنا ان الشاك كافر. و الدليل انه كفره.

قال تعالى: مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلإِيمَٰنِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَب مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيم

من انشرح صدره بالكفر فهو كافر لما ورد في الاية. فكل من ارتضى كفر المشركين و لم يكفرهم فهو من مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرا.

و قال تعالى:
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ
فمجرد الشك في الكفر كفر.و ان لم يثبت عليه قلبه. فقد قال و ما اظن.

قالوا لنا عمر لم يكفر تارك الزكاة قلنا ما دليلكم؟؟؟
لم نجد اي حديث فيه ما ادعيتم انما خالفه عمر في مسألة قتالهم.
فمن كان متكلما فهات دليلا.
و لم يقل شرح صدري للتكفير. او نعم هم مرتدون.
قال في الحديث قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ.

قلت قتالهم لا تكفيرهم.

و اعتقد انه تردد في ذلك لما لديهم من ظروف و ضعف من الناحية العسكرية وقتها. و الله اعلم.

انتهت المسألة.

بيان ان الخوارج كفار لا خلاف فيهم:

الرواية التي رواه البيهقي صاحب السنن فيها ضعف في السند لكني لن اتكلم فيها لان ابو بكر البيهقي كافر.فهو مردود الحديث.

و ما رواه ابن كثير في البداية و النهاية عن الهيثم بن عدي الطائي ضعيف لا حجة له. اتهمه النسائي و البخاري بالكذب. و في سنده علقمة بن عامر مجهول.

اما ما رواه الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله تعالى في مصنفه :
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ أَهْلِ الْجَمَلِ، قَالَ: قِيلَ: أَمُشْرِكُونَ هُمْ؟ قَالَ: "مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا "، قِيلَ: أَمُنَافِقُونَ هُمْ؟ قَالَ: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا "، قِيلَ: فَمَا هُمْ؟ قَالَ: "إِخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا "

أبي العنبس مجهول لا يعرف من هو.و من اراد ان يراجع الكلام مفصلا ينظر في المنشور في صفحة الفهم السليم صفحة التوحيد.

و ابي البختري لم يدرك عليا.
قال الإمام أحمد في علله: سَأَلت يحيى بن معِين قلت أَبُو البخْترِي الطَّائِي مَا اسْمه فَقَالَ سعيد قلت ليحيى بن من فَقَالَ يُسمى فَقلت سعيد بن أبي عمرَان فَقَالَ نعم قَالَ وَسمعت أبي يَقُول اسْم أبي البخْترِي سعد

و أبو البختري لم يدرك علي قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في علله حين سئل:
سَأَلْتُ مُحَمَّدًا قُلْتُ لَهُ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ أَدْرَكَ سَلْمَانَ؟ قَالَ: لَا , لَمُ يُدْرِكْ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَلِيًّا , وَسَلْمَانُ مَاتَ قَبْلَ عَلِيٍّ.

و كذلك قال ابن أبي حاتم -رحمهما الله تعالى- في مراسيله عن شعبة و أبيه رحمهم الله:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ نَا أَحْمَدُ يَعْنِي ابْنُ حَنْبَلٍ نَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ كَانَ أَبُو إِسْحَق أَكْبَرُ مِنْ أَبِي الْبُخْتَرِيِّ وَلَمْ يُدْرِكْ عَلِيًّا وَلَمْ يَرَهُ

سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ أَبُو الْبَخْتَرَيِّ الطَّائِيِّ لَمْ يُدْرِكْ عَلِيًّا وَلَا أَبا ذَرٍّ وَلَا أَبا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَلَمْ يُدْرِكْ زَيدَ بْنَ ثَابِتٍ وَلَا رَافِعَ بْنَ خُدَيْجٍ

فالحديث ضعيف لا حجة له.

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا مُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: "كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ حِينَ فَرَغَ مِنْ قِتَالِ أَهْلِ النَّهْرَوَانِ فَقِيلَ لَهُ: أَمُشْرِكُونَ هُمْ؟ قَالَ: «مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا» ، فَقِيلَ: مُنَافِقُونَ؟ قَالَ: «الْمُنَافِقُونَ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا» ، قِيلَ: فَمَا هُمْ؟ قَالَ: «قَوْمٌ بَغَوْا عَلَيْنَا فَقَاتَلْنَاهُمْ»

قلت هي ضعيفة ايضا لا يوجد لمفضل بن مهلهل شيخ يلقب الشيباني و لا يوجد تلميذ اسمه الشيباني لقيس بن مسلم.
و ان كان كذلك فمن هو ؟
فلا يصح شيء منها .

الإمام علي رضي الله عنه يكفرهم روى الإمام عبد الرزاق في مصنفه بسند صحيح:
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: مَنِ الأَخْسَرُونَ أَعْمَالا؟ إِلَىف صُنْعًاق، قَالَ: "وَيْلَكَ مِنْهُمْ أَهْلُ حَرُورَاءَ "

و اخرج الامام ابن البيع في مستدركه و عبد الله ابن احمد في سنته و ابن ابي حاتم في تفسيره متابعات لهذا الحديث.
فلم نجد في كتب اهل الحديث المسلمين الخلاف في تكفيرهم.
فهم اكفر من الروافض اليوم.

بيان أن كتابة الكفر كفر:
قال تعالى: فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم و ويل لهم مما يكسبون.

التحذير من مسائل كفرية معاصرة:
تنصيب البرامج و الاشتراك في المواقع الاجتماعية او غيرها كفر.
يجب ان يجتنب بطرقه فاسال أهل اختصاص في هذا المجال تعرفهم و لا تفعل شيء دون علم و بيان.لان هذه المشاكل حلت بتحريف الكفر .

احذر الكلمات العامية لا تقل كلمة الا و انت فاهم لمعناها.

و احذر كل الحذر في كل تعاملتك خاصة العقود كلها فيها كفر.
فاحذر و اقرأ لكي تحرفها.

اختم الان.
في المواصلة الاخر سنتحدث عن حكم اطفال المسلمين و المشركين في الاخرة و حكم اهل الفترة بالتفصيل.
و نقول القول الفصل فيهم و نذكر الخلاف فيهم بين القبلة.
و نسال الله أن لا نكون أطلنا عليك ايها القارئ هداك الله ان كنت على كفر و ان كنت مسلما فثبتك الله على دينك.
و صلى الله على نبيه.
و السلام على من اتبع الهدى.
Photo: ‎اضغط على مزيد لكي تقرأ الموضوع. ---------------------------------- المختصر المفيد المقطع الاول: http://tindeck.com/listen/hbqa او من هذا: https://docs.google.com/file/d/0B1TEPlIJRdLsLTNlYnZKRTMwcTA/edit?pli=1 ------------------------------------ مواصلة المختصر المفيد 1: https://www.facebook.com/262338447268135/photos/pb.262338447268135.-2207520000.1410768659./327142194121093/?type=1 -------------------------------------------- مواصلة المختصر المفيد 2: https://www.facebook.com/262338447268135/photos/a.262369097265070.1073741828.262338447268135/327475660754413/?type=1 -------------------------------------- مواصلة المختصر المفيد 3: https://www.facebook.com/262338447268135/photos/a.262369097265070.1073741828.262338447268135/327990654036247/?type=1 ---------------------------------------------------  تابعنا و انشر معنا الفائدة هداك الله. كتبه العبد الفقير أبو شهاب السلمي..  نواصل:  السلام على من اتبع الهدى  سنبين  حكم ابناء المسلمين و المشركين و الخلاف فيهم و  القول الراجح عندنا و الصحيح في أهل الفترة. و  سنتحدث على اهل الفترة و الخلاف فيهم.  قصدت بحكمهم أي مالهم اما ابناء المسلمين مسلمين و ابناء الكفار كفار و من شهد لهم  بخلاف هذا كافر.  بيان ضعف حديث أربعة يمتحنون:  الحديث الأول: قال أبو يعلى الموصلي رحمه الله تعالى في مسنده: حدثنا أبو خيثمة زهير ابن حرب حدثنا جرير عن الليث عن عبد الوارث عن انس ابن مالك قال رسول الله صل الله عليه و سلم يؤتى باربعة يوم القيامة بالمولود و بالمعتوه و بمن مات في الفترة و الشيخ الفاني كلهم يتكلم بحجته فيقول الرب تبارك و تعالى لعنق من النار ابرز فيقول لهم إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من انفسهم و إني رسول نفسي إليكم ادخلوا هذه فيقول من كتب عليه الشقاء يا رب أين ندخلها و منها كنا نفر قال و من كتبت عليه السعادة يمضي فيقتحم فيها مسرعا قال فيقول تبارك و تعالى انتم لرسلي أشد تكذيبا و معصية فيدخل هؤلاء الجنة و هؤلاء النار.  قلت: الليث ابن أبي سليم رحمه الله ضعيف الحديث. قال عبد الله ابن احمد سمعت أبي يقول ليث ابن أبي سليم مضطرب الحديث و لكن حدث الناس عنه. وقال أيضا: سمعت أَبِي يَقُول: مَا رأيت يَحْيَى بْن سَعِيد، أسوأ رأيا في أحد منه في لَيْث، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق، وهمام لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم. و قال سمعت عثمان ابن أبي شيبة قال سألت جريرا عن الليث و عن عطاء بن السائب و عن يزيد بن أبي زياد فقال كان يزيد أحسنهم استقامة في الحديث ثم عطاء و كان الليث أكثر تخليطا قال عبد الله و سألت أبي عن هذا فقال  أقول كما قال جرير. و قال ابن أبي حاتم الرازي سمعت أبي و أبي زرعة ليث ابن سليم لين الحديث لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث. و قالا أيضا ليث لا يشتغل به هو مضطرب الحديث.  و عبد الوارث الأنصاري قال فيه الإمام البخاري مجهول و قال أبو زرعة منكر الحديث.  الحديث الثاني: قال الإمام الطبرني رحمه الله تعالى في المعجم الأوسط: حدثنا  موسى حدثنا محمد ابن مبارك حدثنا عمرو ابن واقد عن يونس عن أبي ادريس عن معاذ ابن جبل عن النبي صل الله عليه و سلم: يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلا و بالهالك في القترة و بالهالك صغيرا فيقول الممسوخ عقلا يا رب لو اتيتني عقلا ما كان من اتيته عقلا بأسعد بعقله مني و يقول الهالك في الفترة يا رب لو اتاني منك عهد ما كان من اتاه منك عهد باسعد بعهده مني و يقول الهالك الصغير لو اتيتني عمرا ما كان من اتيته عمرا باسعد بعمره مني فيقول الرب تبارك و تعالى إني امركم بأمر فتطيعوني فيقولون نعم و عزتك فيقول اذهبوا فادخلوا النار و لو دخلوها ما ضرتهم قال فتخرج عليهم قوابص يظنون انها قد اهلكت ما خلق الله من شيء فيرجعون سراعا قال يقولون  خرجنا يا رب و عزتك نريد دخولها فخرجت علينا قوابص ظننا أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء فيأمرهم ثانية فيرجعون كذلك يقولون مثل قولهم فيقول تبارك و تعالى قبل ان تخلقوا علمت ما انتم عاملون و على علمي خلقتكم و غلى عملي تصيرون فتأخذهم النار.  علة ضعف الحديث: موسى بن عيسى الحمصي ضعيف الحديث. قال فيه النسائي لا أحدث عنه شيئا، ليس هو شيء   و عمرو بن واقد القرشي متروك الحديث. قال فيه البخاري و الترمذي منكر الحديث.و قال النسائي و الدارقطني و ابو حاتم متروك الحديث.  الحديث الثالث: جاء في كتاب كشف الأستار عن زوائد البزار: حدثنا محمد بن عمر بن هياج الكوفي حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صل الله عليه و سلم أحسبه قال يؤتى بالهالك في الفترة و المعتوه و المولود فيقول الهالك في الفترة لم يأتني كتاب و لا رسول و يقول المعتوه أي رب لم تجعل لي عقلا أعقل به خيرا و لا شرا و يقول المولود لم يدرك العمل قال فترفع لهم النار فيقال لهم ردوها أو قال ادخلوها فيدخلها من كان في علم الله سعيدا إن لو أدرك العمل.قال و يمسك عنها من كان في علم الله شيقا إن لو أدرك العمل فيقول تبارك و تعالى إياي عصيتم فكيف برسلي.  قلت فيه عطية بن سعد العوفي المجمع على ضعفه.  الحديث الرابع: كذلك في كشف الاستار: حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن الليث عن عبد الوارث عن انس ابن مالك قال رسول الله صل الله عليه و سلم يؤتى باربعة يوم القيامة بالمولود و بالمعتوه و بمن مات في الفترة و الشيخ الفاني كلهم يتكلم بحجته فيقول الرب تبارك و تعالى لعنق من النار ابرزي فيقول لهم إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من انفسهم و إني رسول نفسي إليكم ادخلوا هذه فيقول من كتب عليه الشقاء يا رب أين ندخلها و منها كنا نفرق قال و من كتبت له السعادة  فيمضي  فيقتحم فيها مسرعا قال فيقول الله قد عصيتموني و انتم لرسلي أشد تكذيبا و معصية فيدخل هؤلاء الجنة و هؤلاء النار.  قلت: الليث ابن أبي سليم ضعيف الحديث. و عبد الوارث الأنصاري مجهول . و سبق أن ذكرناهما.  الحديث الخامس: قال الإمام احمد في مسنده: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا، وَرَجُلٌ أَحْمَقُ، وَرَجُلٌ هَرَمٌ، وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ، فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ: رَبِّ، لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا، وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ: رَبِّ، لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ، وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ: رَبِّ، لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا، وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ  فَيَقُولُ: رَبِّ، مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ، فَيَأْخُذُ  مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ، فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ  بِيَدِهِ، لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا. في سنده انقطاع بين قتادة و الأحنف ابن قيس. لأن قتادة رحمه الله تعالى ولد سنة 61 و الأحنف توفي سنة 67 و قيل 72 . فلم يثبت أن قتادة لقي أو سمع من الأحنف ابن القيس.  الحديث السادس: قال ابن ابي حاتم في تفسيره:حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابي سعيد الخدري قال رسول الله صل الله عليه و سلم الهالك في الفترة يقول رب لم يأتني كتاب و لا رسول ثم قرا هذه الاية ربنا لولا ارسلت إلينا رسولا فنتبع اياتك و نكون من المؤمنين. . فيه عطية العوفي ضعيف .سبق أن ذكرناه  أقول ختاما لهذا الباب: لا يوجد اي راوية صحيحة في هذا الباب. قلت و الدار الاخرة دار جزاء لا اعذار. قال تعالى: يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لا تَعۡتَذِرُواْ ٱلۡيَوۡمَ ۖ إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ  و سبق ان ذكرنا في المقطع الأول في بيان الحجة المقامة أحاديث صحيحة. تثبت أن اناس من اهل الجاهلية ماتوا و هم في النار و لا عذر لهم. إذا قول من قال ان اهل الفترة و الابناء يمتحنون قول باطل لا اصل و قد اخطا فيه كثير من اهل القبلة. و لا نكفر من اخطأ في هذا الباب.  فقولنا في أهل الفترة انهم في جهنم خالدون لا عذر لهم. لما ذكرنا من احاديث صحيحة في المقطع الاول الرجاء من السامع ان يعيد سماع المقطع الاول  ليسمع الاحاديث الصحيحة التي فيه اثبات ان اناسا ماتوا قبل بعثة محمد صلى الله عليه و سلم و اخبرنا انهم في نار جهنم خالدين. فقول ان هل الفترة يمتحنون قول باطل باطل. انتهت المسالة.  بيان الخلاف في ابناء المسلمين: القول الأول التوقف فيهم: روى الامام مسلم  في صحيحه بسنده: عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: " تُوُفِّيَ صَبِيٌّ؟ فَقُلْتُ: طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَوَ لَا تَدْرِينَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ النَّارَ، فَخَلَقَ لِهَذِهِ أَهْلًا، وَلِهَذِهِ أَهْلًا "  القول الثاني أنهم في الجنة: روى الامام مسلم  في صحيحه بسنده: عَنْ أَبِي حَسَّانَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّهُ قَدْ مَاتَ لِيَ ابْنَانِ فَمَا أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا قَالَ قَالَ نَعَمْ صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ أَوْ قَالَ بِيَدِهِ كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا فَلَا يَتَنَاهَى أَوْ قَالَ فَلَا يَنْتَهِي حَتَّى يُدْخِلَهُ اللَّهُ وَأَبَاهُ الْجَنَّةَ.  و لا ارجح فيها قولا.و الله أعلم. لكني أقول بالتوقف في مصيرهم.  بيان الخلاف في أبناء المشركين: القول الاول أنهم في النار: روى الإمام احمد في مسنده بسند صحيح: ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَخِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمَّنَا مُلَيْكَةَ كَانَتْ تَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ، هَلَكَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهَلْ ذَلِكَ نَافِعُهَا شَيْئًا؟ قَالَ: " لَا "، قَالَ: قُلْنَا: فَإِنَّهَا كَانَتْ وَأَدَتْ أُخْتًا لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهَلْ ذَلِكَ نَافِعُهَا شَيْئًا؟ قَالَ: " الْوَائِدَةُ وَالْمَوْءُودَةُ فِي النَّارِ إِلَّا أَنْ تُدْرِكَ الْوَائِدَةُ الْإِسْلَامَ، فَيَعْفُوَ اللَّهُ عَنْهَا "  القول الثاني انهم في الجنة: روى الإمام البخاري بسنده في صحيحه: عن سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ، فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ، فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، قَالَ: فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ، اختصرت الحديث فذكرت منه ما يهم من اراد ان يراجعه كتاب التعبير في صحيح البخاري بَاب تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ.  القول الثالث التوقف فيهم: روى البخاري رحمه الله تعالى:  حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: " سُئِلَ النَّبِيُّ عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ "  و هذا ما اخترناه التوقف فيهم.و كذلك اختاره كثير قبلنا كالشيخ أبو يعقوب اسحاق بن راهويه و روى ذلك عنه حرب الكرماني رحم الله تعالى في مسائله.  و القول الرابع :  و هذا قول اجتهادي لاحد المشركين هداه الله للحق هو محدث كبير و لازلت في تواصل معه و هو قريب من منهجنا يخالفنا في مسائل قليلة و نسأل الله أن يقتنع هداه الله.نواصل الحديث. و القول هو التفريق بين المميز من اطفال المشركين و بين الذي لم يميز. روى الإمام البخاري في صحيحه بسنده: عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: أَسْلِمْ، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ، وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ "  فدل الحديث على ان الغلام كان ماله النار. و قد عرض رسول الله صلى عليه و سلم على ابن الصياد الاسلام و هو غلام. روى البخاري في صحيحه بسنده. عن سالم أن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ: " أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ مَعَ النَّبِيِّ فِي رَهْطٍ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ الْحُلُمَ فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِ صَيَّادٍ: تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَرَفَضَهُ، وَقَالَ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَاذَا تَرَى؟، قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ، وَكَاذِبٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ: خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ: إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ، فَقَالَ: اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ: إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ " فدل هذا على التفريق بين المميزين و الغير مميز. فقال ان الطفل المشرك اذا مات قبل التمييز كان من اهل الجنة.و بعد التمييز في النار.  ختاما لهذا الباب. قلنا لا يكفر المخالف في هذا. اذا اختار قولا من الاقوال و قد بينت اننا نتوقف فيهم ارجح و احوط.اما كفرهم عندنا لا شك فيه من لم يكفرهم يكفر. لكننا تحدثنا على مالهم و ليس بهوى انما لنص صحيح. اما ما لم يرد فيه نص فهو كافر في الدنيا و في الاخرة في جهنم. قال تعالى: ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى فلا فرق بين أحكام الدنيا الدنيا و الاخرة. كذلك اهل الفترة لا يكفر المخالف فيهم. و القول الصحيح و لم اقل راجح انما الصحيح و ما سواه باطل انهم في جهنم .  بيان أن أبناء المشركين كفار تبعا لابائهم : قال تعالى: و لا يلدوا الا فاجرا كفارا. و الدليل عرض النبي صلى الله عليه و سلم على ابن الصياد الاسلام و هو لم يبلغ أي انه كافرا. لما رواه البخاري في صحيحه بسنده. عن سالم أن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ: " أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ مَعَ النَّبِيِّ فِي رَهْطٍ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ الْحُلُمَ فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِ صَيَّادٍ: تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَرَفَضَهُ، وَقَالَ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَاذَا تَرَى؟، قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ، وَكَاذِبٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ: خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ: إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ، فَقَالَ: اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ: إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ " و مما يدل على انهم كفار مثلهم. ما رواه الإمام البخاري في صحيحه بسنده: عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: أَسْلِمْ، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ، وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ " و من اوضح ما يدل. ما رواه البخاري في صحيحه: حدَّثَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ "، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فالصغير على دين اهله. ولم يختلف فيهم الا بعد الموت و ذكرنا الأقوال في مالهم فوق.  ختاما من لم يكفر ابناء المشركين كافر.  بينان معنى الفطرة لابن بطة الحنبلي رحمه الله تعالى: قال ابن بطة في الابانة الكبرى في ''بَابُ الْإِيمَانِ بِأَنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ وَذَرَارِيَّ الْمُشْرِكِينَ'': وَمَا أَكْثَرُ مَنْ عَشِيَتْ بَصِيرَتُهُ عَنْ فَهْمِ هَذَا الْحَدِيثِ فَتَاهَ قَلْبُهُ وَتَحَيَّرَ عَقْلُهُ، فَضَلَّ وَأَضَلَّ بِهِ خَلْقًا كَثِيرًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَتَأَوَّلُ الْخَبَرَ عَلَى مَا يَحْتَمِلُهُ عَقْلُهُ مِنْ ظَاهِرِهِ، فَيَظُنُّ أَنَّ مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ» ، أَرَادَ بِذَلِكَ أَنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ مُسْلِمًا مُؤْمِنًا، وَإِنَّمَا أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ، فَمَنْ قَالَ ذَلِكَ أَوْ تَوَهَّمَهُ، فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى رَسُولِهِ الْفِرْيَةَ، وَرَدَّ الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ وَخَالَفَ مَا عَلَيْهِ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ الْأُمَّةِ، وَزَعَمَ أَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُضِلُّونَ مَنْ هَدَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَوْلَادِهِمْ وَيُشْقُونَ مَنْ أَسْعَدَهُ، وَيَجْعَلُونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ مَنْ خَلَقَهُ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ، وَيَزْعُمُ أَنَّ مَشِيئَةَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ فِي أَوْلَادِهِمْ كَانَتْ أَغْلَبَ، وَإِرَادَتَهُمْ أَظْهَرُ وَأَقْدَرُ مِنْ مَشِيئَةِ اللَّهِ وَإِرَادَتِهِ وَقُوَّتِهِ فِي أَوْلَادِهِمْ، حَتَّى كَانَ مَا أَرَادَتْهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسُ، وَلَمْ يَكُنْ مَا أَرَادَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَمَّا تَقُولُهُ الْقَدَرِيَّةُ الْمُفْتَرِيَةُ عَلَى اللَّهِ عُلُوًّا كَبِيرًا فَأَمَّا هَذَا الْحَدِيثُ، فَإِنَّ بَيَانَ وَجْهِهِ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَفِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَ الْعُلَمَاءِ وَالْعُقَلَاءِ بَيَانٌ لَا يَخْتَلُّ عَلَى مَنْ وَهَبَ اللَّهُ لَهُ فَهْمَهُ وَفَتَحَ أَبْصَارَ قَلْبِهِ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتِهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا) ثُمَّ جَاءَتِ الْأَحَادِيثُ بِتَفْسِيرِ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخَذَهُمْ مِنْ صُلْبِ آدَمَ كَهَيْئَةِ الذَّرِّ، فَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ بِأَنَّهُ رَبَّهُمْ، فَأَقَرُّوا لَهُ بِذَلِكَ أَجْمَعُونَ، ثُمَّ رَدَّهُمْ فِي صُلْبِ آدَمَ، ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30] فَكَانَتِ الْبِدَايَةُ الَّتِي ابْتَدَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلْقَ بِهَا وَدَعَاهُمْ إِلَيْهَا، وَذَلِكَ أَنَّ بِدَايَةَ خَلْقِهِمُ الْإِقْرَارُ لَهُ بِأَنَّهُ رَبُّهُمْ وَهِيَ الْفِطْرَةُ، وَالْفِطْرَةُ هَاهُنَا ابْتِدَاءُ الْخَلْقِ، وَلَمْ يَعْنِ بِالْفِطْرَةِ الْإِسْلَامَ وَشَرَائِعَهُ وَسُنَنَهُ وَفَرَائِضَهُ، أَلَا تَرَاهُ يَقُولُ {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30] وَمِمَّا يَزِيدُكَ فِي بَيَانِ ذَلِكَ وَوُضُوحِهِ قَوْلُهُ تَعَالَى {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} يَعْنِي أَنَّهُ بَدَأَ خَلْقَهَا، فَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ» يَعْنِي: عَلَى تِلْكَ الْبِدَايَةِ الَّتِي ابْتَدَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقَهُ بِهَا وَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَيْهَا مِنَ الْإِقْرَارِ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، ثُمَّ يُعْرِبُ عَنْهُ لِسَانُهُ بِمَا يُلَقِّنُهُ أَبَوَاهُ مِنَ الشَّرَائِعِ وَالْأَدْيَانِ، فَيُعْرِبُ بِهَا وَيُنْسَبُ إِلَيْهَا، ثُمَّ هُوَ مِنْ بَعْدِ إِعْرَابِ لِسَانِهِ وَاعْتِقَادِهِ لِدِينِ آبَائِهِ رَاجِعٌ إِلَى عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ، وَمَا سَبَقَ لَهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ عِنْدَهُ إِنْ كَانَ مِمَّنْ سَبَقَهُ لَهُ الرَّحْمَةُ لَمْ تَضُرَّهْ أُبُوَّتُهُ، وَلَا مَا دَعَاهُ إِلَيْهِ وَعَلَّمَهُ أَبَوَاهُ مِنْ دِينِ الْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ وَالْمَجُوسِيَّةِ، فَمَا أَكْثَرُ مَنْ وَلَدَتْهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسُ وَنَشَأَ فِيهِمْ وَمَعَهُمْ وَعَلَى أَدْيَانِهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ، ثُمَّ رَاجِعَ بِدَايَتَهُ وَمَا سَبَقَ لَهُ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ عِنَايَتِهِ بِهِدَايَتِهِ، فَحَسُنَ إِسْلَامَهُ، وَظَهَرَ إِيمَانُهُ، وَشَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ بِالْإِسْلَامِ، وَطَهَّرَ قَلْبَهُ بِالْإِيمَانِ فَعَادَ بَعْدَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ مِنْ طَاعَتِهِ لِأَبَوَيْهِ عَاصِيًا، وَمَحَبَّتِهِ لَهُمَا بُغْضًا، وَسِلْمِهِ لَهُمَا وَذَبِّهِ عَنْهُمَا لَهُمَا حَرْبًا وَعَلَيْهِمَا عَذَابًا صَبًّا، وَلَوْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى مَا تَأَوَّلَتْهُ الزَّائِغُونَ أَنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ عَنَا دَينَ الْإِسْلَامِ وَشَرَائِعِهِ، لَكَانَ مِنْ سَبِيلِ الْمَوْلُودِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى إِذَا مَاتَ أَبَوَاهُ وَهُوَ طِفْلٌ أَلَّا يَرِثَهُمَا، وَكَذَلِكَ إِنْ مَاتَ لَمْ يَرِثَاهُ، لِمَا عَلَيْهِ الْأُمَّةُ مُجْمِعُونَ أَنَّهُ لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ، وَقَدْ كَانَ مِنْ سَبِيلِ الطِّفْلِ مِنْ أَوْلَادِ أَهْلِ الْكِتَابِ إِذَا مَاتَ فِي صِغَرِهِ أَنْ يَتَوَلَّاهُ الْمُسْلِمُونَ وَيُصَلُّوا عَلَيْهِ، وَلَا يُدْفَنُ إِلَّا مَعَهُمْ وَفِي مَقَابِرِهِمْ، فَإِنْ كَانَ الْحُكْمُ فِي مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ كَمَا تَأَوَّلَتْهُ الْقَدَرِيَّةُ وَلَيْسَ هُوَ كَذَلِكَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقَدْ ضَلَّتِ الْأُمَّةُ وَخَالَفَتِ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ حِينَ خَلَّتْ بَيْنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَبَيْنَ الْأَطْفَالِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يَأْخُذُونَ مَوَارِيثَهُمْ وَيَلُونَ غُسْلَهُمْ وَالصَّلَاةَ عَلَيْهِمْ، وَالدَّفْنَ لَهُمْ، لَكِنِ الْمُسْلِمُونَ مُجْمِعُونَ وَعَلَى إِجْمَاعِهِمْ مُصِيبُونَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ أَنَّ مَنْ مَاتَ مِنْ أَطْفَالِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ وَرِثَهُ أَبَوَاهُ وَوَرِثَ هُوَ أَبَوَيْهِ، وَوَلِيَا غُسْلَهُ وَدَفْنَهُ، وَأَنَّ أَطْفَالَهُمْ مِنْهُمْ وَمَعَهُمْ وَعَلَى أَدْيَانِهِمْ، وَإِنَّمَا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ» إِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُمْ يُولَدُونَ عَلَى تِلْكَ الْبِدَايَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي صُلْبِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْإِقْرَارِ لِلَّهِ بِالْمَعْرِفَةِ، ثُمَّ أَعْرَبَتْ عَنْهُمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَنُسِبُوا إِلَى آبَائِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ جَحَدَ بَعْدَ إِقْرَارِهِ الْأَوَّلِ مِنَ الزَّنَادِقَةِ الَّذِينَ لَا يَعْتَرِفُونَ بِاللَّهِ وَلَا يُقِرُّونَ بِهِ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ لَمْ يَبْلُغْهُ الْإِسْلَامُ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ الَّذِينَ لَا يَدِينُونَ دِينًا وَسَائِرِ الْمِلَلِ، فَمُقِرُّونَ بِتِلْكَ الْفِطْرَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي الْبِدَايَةِ، فَإِنَّكَ لَسْتَ تَلْقَى أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ وَإِنْ كَانَ كَافِرًا إِلَّا وَهُوَ مُقِرٌّ بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّهُ وَخَالِقُهُ وَرَازِقُهُ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ كَافِرٌ حِينَ خَالَفَ شَرِيعَةَ الْإِسْلَامِ.  انتهت المسائل. ارجوا ان تعينونا في نشر المختصر.انشر العلم ارجوك. نواصل في المنشور القادم ان شاء الله.‎ 
اضغط على مزيد لكي تقرأ الموضوع.
----------------------------------
المختصر المفيد المقطع الاول:
http://tindeck.com/listen/hbqa
او من هذا:
https://docs.google.com/file/d/0B1TEPlIJRdLsLTNlYnZKRTMwcTA/edit?pli=1...
------------------------------------
مواصلة المختصر المفيد 1:
https://www.facebook.com/262338447268135/photos/pb.262338447268135.-2207520000.1410768659./327142194121093/?type=1
--------------------------------------------
مواصلة المختصر المفيد 2:
https://www.facebook.com/262338447268135/photos/a.262369097265070.1073741828.262338447268135/327475660754413/?type=1
--------------------------------------
مواصلة المختصر المفيد 3:
https://www.facebook.com/262338447268135/photos/a.262369097265070.1073741828.262338447268135/327990654036247/?type=1
---------------------------------------------------

تابعنا و انشر معنا الفائدة هداك الله.
كتبه العبد الفقير أبو شهاب السلمي..

نواصل:

السلام على من اتبع الهدى

سنبين حكم ابناء المسلمين و المشركين و الخلاف فيهم و القول الراجح عندنا و الصحيح في أهل الفترة.
و سنتحدث على اهل الفترة و الخلاف فيهم.

قصدت بحكمهم أي مالهم اما ابناء المسلمين مسلمين و ابناء الكفار كفار و من شهد لهم بخلاف هذا كافر.

بيان ضعف حديث أربعة يمتحنون:

الحديث الأول:
قال أبو يعلى الموصلي رحمه الله تعالى في مسنده:
حدثنا أبو خيثمة زهير ابن حرب حدثنا جرير عن الليث عن عبد الوارث عن انس ابن مالك قال رسول الله صل الله عليه و سلم يؤتى باربعة يوم القيامة بالمولود و بالمعتوه و بمن مات في الفترة و الشيخ الفاني كلهم يتكلم بحجته فيقول الرب تبارك و تعالى لعنق من النار ابرز فيقول لهم إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من انفسهم و إني رسول نفسي إليكم ادخلوا هذه فيقول من كتب عليه الشقاء يا رب أين ندخلها و منها كنا نفر قال و من كتبت عليه السعادة يمضي فيقتحم فيها مسرعا قال فيقول تبارك و تعالى انتم لرسلي أشد تكذيبا و معصية فيدخل هؤلاء الجنة و هؤلاء النار.

قلت: الليث ابن أبي سليم رحمه الله ضعيف الحديث.
قال عبد الله ابن احمد سمعت أبي يقول ليث ابن أبي سليم مضطرب الحديث و لكن حدث الناس عنه.
وقال أيضا: سمعت أَبِي يَقُول: مَا رأيت يَحْيَى بْن سَعِيد، أسوأ رأيا في أحد منه في لَيْث، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق، وهمام لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم.
و قال سمعت عثمان ابن أبي شيبة قال سألت جريرا عن الليث و عن عطاء بن السائب و عن يزيد بن أبي زياد فقال كان يزيد أحسنهم استقامة في الحديث ثم عطاء و كان الليث أكثر تخليطا قال عبد الله و سألت أبي عن هذا فقال أقول كما قال جرير.
و قال ابن أبي حاتم الرازي سمعت أبي و أبي زرعة ليث ابن سليم لين الحديث لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث.
و قالا أيضا ليث لا يشتغل به هو مضطرب الحديث.

و عبد الوارث الأنصاري قال فيه الإمام البخاري مجهول و قال أبو زرعة منكر الحديث.

الحديث الثاني:
قال الإمام الطبرني رحمه الله تعالى في المعجم الأوسط:
حدثنا موسى حدثنا محمد ابن مبارك حدثنا عمرو ابن واقد عن يونس عن أبي ادريس عن معاذ ابن جبل عن النبي صل الله عليه و سلم: يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلا و بالهالك في القترة و بالهالك صغيرا فيقول الممسوخ عقلا يا رب لو اتيتني عقلا ما كان من اتيته عقلا بأسعد بعقله مني و يقول الهالك في الفترة يا رب لو اتاني منك عهد ما كان من اتاه منك عهد باسعد بعهده مني و يقول الهالك الصغير لو اتيتني عمرا ما كان من اتيته عمرا باسعد بعمره مني فيقول الرب تبارك و تعالى إني امركم بأمر فتطيعوني فيقولون نعم و عزتك فيقول اذهبوا فادخلوا النار و لو دخلوها ما ضرتهم قال فتخرج عليهم قوابص يظنون انها قد اهلكت ما خلق الله من شيء فيرجعون سراعا قال يقولون خرجنا يا رب و عزتك نريد دخولها فخرجت علينا قوابص ظننا أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء فيأمرهم ثانية فيرجعون كذلك يقولون مثل قولهم فيقول تبارك و تعالى قبل ان تخلقوا علمت ما انتم عاملون و على علمي خلقتكم و غلى عملي تصيرون فتأخذهم النار.

علة ضعف الحديث: موسى بن عيسى الحمصي ضعيف الحديث.
قال فيه النسائي لا أحدث عنه شيئا، ليس هو شيء

و عمرو بن واقد القرشي متروك الحديث.
قال فيه البخاري و الترمذي منكر الحديث.و قال النسائي و الدارقطني و ابو حاتم متروك الحديث.

الحديث الثالث:
جاء في كتاب كشف الأستار عن زوائد البزار:
حدثنا محمد بن عمر بن هياج الكوفي حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صل الله عليه و سلم أحسبه قال يؤتى بالهالك في الفترة و المعتوه و المولود فيقول الهالك في الفترة لم يأتني كتاب و لا رسول و يقول المعتوه أي رب لم تجعل لي عقلا أعقل به خيرا و لا شرا و يقول المولود لم يدرك العمل قال فترفع لهم النار فيقال لهم ردوها أو قال ادخلوها فيدخلها من كان في علم الله سعيدا إن لو أدرك العمل.قال و يمسك عنها من كان في علم الله شيقا إن لو أدرك العمل فيقول تبارك و تعالى إياي عصيتم فكيف برسلي.

قلت فيه عطية بن سعد العوفي المجمع على ضعفه.

الحديث الرابع:
كذلك في كشف الاستار:
حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن الليث عن عبد الوارث عن انس ابن مالك قال رسول الله صل الله عليه و سلم يؤتى باربعة يوم القيامة بالمولود و بالمعتوه و بمن مات في الفترة و الشيخ الفاني كلهم يتكلم بحجته فيقول الرب تبارك و تعالى لعنق من النار ابرزي فيقول لهم إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من انفسهم و إني رسول نفسي إليكم ادخلوا هذه فيقول من كتب عليه الشقاء يا رب أين ندخلها و منها كنا نفرق قال و من كتبت له السعادة فيمضي فيقتحم فيها مسرعا قال فيقول الله قد عصيتموني و انتم لرسلي أشد تكذيبا و معصية فيدخل هؤلاء الجنة و هؤلاء النار.
قلت: الليث ابن أبي سليم ضعيف الحديث.
و عبد الوارث الأنصاري مجهول .
و سبق أن ذكرناهما.

الحديث الخامس:
قال الإمام احمد في مسنده:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَرْبَعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا، وَرَجُلٌ أَحْمَقُ، وَرَجُلٌ هَرَمٌ، وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ، فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ: رَبِّ، لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا، وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ: رَبِّ، لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ، وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ: رَبِّ، لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا، وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ: رَبِّ، مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ، فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ، فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا.
في سنده انقطاع بين قتادة و الأحنف ابن قيس.
لأن قتادة رحمه الله تعالى ولد سنة 61 و الأحنف توفي سنة 67 و قيل 72 .
فلم يثبت أن قتادة لقي أو سمع من الأحنف ابن القيس.

الحديث السادس:
قال ابن ابي حاتم في تفسيره:حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابي سعيد الخدري قال رسول الله صل الله عليه و سلم الهالك في الفترة يقول رب لم يأتني كتاب و لا رسول ثم قرا هذه الاية ربنا لولا ارسلت إلينا رسولا فنتبع اياتك و نكون من المؤمنين.
.
فيه عطية العوفي ضعيف .سبق أن ذكرناه

أقول ختاما لهذا الباب: لا يوجد اي راوية صحيحة في هذا الباب.
قلت و الدار الاخرة دار جزاء لا اعذار.
قال تعالى:
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لا تَعۡتَذِرُواْ ٱلۡيَوۡمَ ۖ إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ

و سبق ان ذكرنا في المقطع الأول في بيان الحجة المقامة أحاديث صحيحة. تثبت أن اناس من اهل الجاهلية ماتوا و هم في النار و لا عذر لهم.
إذا قول من قال ان اهل الفترة و الابناء يمتحنون قول باطل لا اصل و قد اخطا فيه كثير من اهل القبلة. و لا نكفر من اخطأ في هذا الباب.

فقولنا في أهل الفترة انهم في جهنم خالدون لا عذر لهم. لما ذكرنا من احاديث صحيحة في المقطع الاول الرجاء من السامع ان يعيد سماع المقطع الاول ليسمع الاحاديث الصحيحة التي فيه اثبات ان اناسا ماتوا قبل بعثة محمد صلى الله عليه و سلم و اخبرنا انهم في نار جهنم خالدين.
فقول ان هل الفترة يمتحنون قول باطل باطل.
انتهت المسالة.

بيان الخلاف في ابناء المسلمين:
القول الأول التوقف فيهم:
روى الامام مسلم في صحيحه بسنده:
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: "تُوُفِّيَ صَبِيٌّ؟ فَقُلْتُ: طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَوَ لَا تَدْرِينَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ النَّارَ، فَخَلَقَ لِهَذِهِ أَهْلًا، وَلِهَذِهِ أَهْلًا "

القول الثاني أنهم في الجنة:
روى الامام مسلم في صحيحه بسنده:
عَنْ أَبِي حَسَّانَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّهُ قَدْ مَاتَ لِيَ ابْنَانِ فَمَا أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا قَالَ قَالَ نَعَمْ صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ أَوْ قَالَ بِيَدِهِ كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا فَلَا يَتَنَاهَى أَوْ قَالَ فَلَا يَنْتَهِي حَتَّى يُدْخِلَهُ اللَّهُ وَأَبَاهُ الْجَنَّةَ.

و لا ارجح فيها قولا.و الله أعلم. لكني أقول بالتوقف في مصيرهم.

بيان الخلاف في أبناء المشركين:
القول الاول أنهم في النار:
روى الإمام احمد في مسنده بسند صحيح: ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَخِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمَّنَا مُلَيْكَةَ كَانَتْ تَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ، هَلَكَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهَلْ ذَلِكَ نَافِعُهَا شَيْئًا؟ قَالَ: "لَا "، قَالَ: قُلْنَا: فَإِنَّهَا كَانَتْ وَأَدَتْ أُخْتًا لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهَلْ ذَلِكَ نَافِعُهَا شَيْئًا؟ قَالَ: "الْوَائِدَةُ وَالْمَوْءُودَةُ فِي النَّارِ إِلَّا أَنْ تُدْرِكَ الْوَائِدَةُ الْإِسْلَامَ، فَيَعْفُوَ اللَّهُ عَنْهَا "

القول الثاني انهم في الجنة:
روى الإمام البخاري بسنده في صحيحه:
عن سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ، فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ، فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، قَالَ: فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ،
اختصرت الحديث فذكرت منه ما يهم من اراد ان يراجعه كتاب التعبير في صحيح البخاري بَاب تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ.

القول الثالث التوقف فيهم:
روى البخاري رحمه الله تعالى:
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: "سُئِلَ النَّبِيُّ عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ "

و هذا ما اخترناه التوقف فيهم.و كذلك اختاره كثير قبلنا كالشيخ أبو يعقوب اسحاق بن راهويه و روى ذلك عنه حرب الكرماني رحم الله تعالى في مسائله.

و القول الرابع :
و هذا قول اجتهادي لاحد المشركين هداه الله للحق هو محدث كبير و لازلت في تواصل معه و هو قريب من منهجنا يخالفنا في مسائل قليلة و نسأل الله أن يقتنع هداه الله.نواصل الحديث.
و القول هو التفريق بين المميز من اطفال المشركين و بين الذي لم يميز.
روى الإمام البخاري في صحيحه بسنده:
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: أَسْلِمْ، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ، وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ "

فدل الحديث على ان الغلام كان ماله النار.
و قد عرض رسول الله صلى عليه و سلم على ابن الصياد الاسلام و هو غلام.
روى البخاري في صحيحه بسنده.
عن سالم أن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ: "أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ مَعَ النَّبِيِّ فِي رَهْطٍ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ الْحُلُمَ فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِ صَيَّادٍ: تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَرَفَضَهُ، وَقَالَ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَاذَا تَرَى؟، قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ، وَكَاذِبٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ: خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ: إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ، فَقَالَ: اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ: إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ "
فدل هذا على التفريق بين المميزين و الغير مميز.
فقال ان الطفل المشرك اذا مات قبل التمييز كان من اهل الجنة.و بعد التمييز في النار.

ختاما لهذا الباب.
قلنا لا يكفر المخالف في هذا. اذا اختار قولا من الاقوال و قد بينت اننا نتوقف فيهم ارجح و احوط.اما كفرهم عندنا لا شك فيه من لم يكفرهم يكفر.
لكننا تحدثنا على مالهم و ليس بهوى انما لنص صحيح.
اما ما لم يرد فيه نص فهو كافر في الدنيا و في الاخرة في جهنم.
قال تعالى: ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى
فلا فرق بين أحكام الدنيا الدنيا و الاخرة.
كذلك اهل الفترة لا يكفر المخالف فيهم. و القول الصحيح و لم اقل راجح انما الصحيح و ما سواه باطل انهم في جهنم .

بيان أن أبناء المشركين كفار تبعا لابائهم :
قال تعالى: و لا يلدوا الا فاجرا كفارا.
و الدليل عرض النبي صلى الله عليه و سلم على ابن الصياد الاسلام و هو لم يبلغ أي انه كافرا.
لما رواه البخاري في صحيحه بسنده.
عن سالم أن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ: "أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ مَعَ النَّبِيِّ فِي رَهْطٍ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ الْحُلُمَ فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِ صَيَّادٍ: تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَرَفَضَهُ، وَقَالَ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَاذَا تَرَى؟، قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ، وَكَاذِبٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ: خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ: إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ، فَقَالَ: اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ: إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ "
و مما يدل على انهم كفار مثلهم. ما رواه الإمام البخاري في صحيحه بسنده:
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: أَسْلِمْ، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ، وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ "
و من اوضح ما يدل.
ما رواه البخاري في صحيحه:
حدَّثَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ "، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
فالصغير على دين اهله.
ولم يختلف فيهم الا بعد الموت و ذكرنا الأقوال في مالهم فوق.
ختاما من لم يكفر ابناء المشركين كافر.

بينان معنى الفطرة لابن بطة الحنبلي رحمه الله تعالى:
قال ابن بطة في الابانة الكبرى في ''بَابُ الْإِيمَانِ بِأَنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ وَذَرَارِيَّ الْمُشْرِكِينَ'':
وَمَا أَكْثَرُ مَنْ عَشِيَتْ بَصِيرَتُهُ عَنْ فَهْمِ هَذَا الْحَدِيثِ فَتَاهَ قَلْبُهُ وَتَحَيَّرَ عَقْلُهُ، فَضَلَّ وَأَضَلَّ بِهِ خَلْقًا كَثِيرًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَتَأَوَّلُ الْخَبَرَ عَلَى مَا يَحْتَمِلُهُ عَقْلُهُ مِنْ ظَاهِرِهِ، فَيَظُنُّ أَنَّ مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ» ، أَرَادَ بِذَلِكَ أَنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ مُسْلِمًا مُؤْمِنًا، وَإِنَّمَا أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ، فَمَنْ قَالَ ذَلِكَ أَوْ تَوَهَّمَهُ، فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى رَسُولِهِ الْفِرْيَةَ، وَرَدَّ الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ وَخَالَفَ مَا عَلَيْهِ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ الْأُمَّةِ، وَزَعَمَ أَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُضِلُّونَ مَنْ هَدَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَوْلَادِهِمْ وَيُشْقُونَ مَنْ أَسْعَدَهُ، وَيَجْعَلُونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ مَنْ خَلَقَهُ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ، وَيَزْعُمُ أَنَّ مَشِيئَةَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ فِي أَوْلَادِهِمْ كَانَتْ أَغْلَبَ، وَإِرَادَتَهُمْ أَظْهَرُ وَأَقْدَرُ مِنْ مَشِيئَةِ اللَّهِ وَإِرَادَتِهِ وَقُوَّتِهِ فِي أَوْلَادِهِمْ، حَتَّى كَانَ مَا أَرَادَتْهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسُ، وَلَمْ يَكُنْ مَا أَرَادَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَمَّا تَقُولُهُ الْقَدَرِيَّةُ الْمُفْتَرِيَةُ عَلَى اللَّهِ عُلُوًّا كَبِيرًا فَأَمَّا هَذَا الْحَدِيثُ، فَإِنَّ بَيَانَ وَجْهِهِ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَفِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَ الْعُلَمَاءِ وَالْعُقَلَاءِ بَيَانٌ لَا يَخْتَلُّ عَلَى مَنْ وَهَبَ اللَّهُ لَهُ فَهْمَهُ وَفَتَحَ أَبْصَارَ قَلْبِهِ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتِهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا) ثُمَّ جَاءَتِ الْأَحَادِيثُ بِتَفْسِيرِ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخَذَهُمْ مِنْ صُلْبِ آدَمَ كَهَيْئَةِ الذَّرِّ، فَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ بِأَنَّهُ رَبَّهُمْ، فَأَقَرُّوا لَهُ بِذَلِكَ أَجْمَعُونَ، ثُمَّ رَدَّهُمْ فِي صُلْبِ آدَمَ، ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30] فَكَانَتِ الْبِدَايَةُ الَّتِي ابْتَدَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلْقَ بِهَا وَدَعَاهُمْ إِلَيْهَا، وَذَلِكَ أَنَّ بِدَايَةَ خَلْقِهِمُ الْإِقْرَارُ لَهُ بِأَنَّهُ رَبُّهُمْ وَهِيَ الْفِطْرَةُ، وَالْفِطْرَةُ هَاهُنَا ابْتِدَاءُ الْخَلْقِ، وَلَمْ يَعْنِ بِالْفِطْرَةِ الْإِسْلَامَ وَشَرَائِعَهُ وَسُنَنَهُ وَفَرَائِضَهُ، أَلَا تَرَاهُ يَقُولُ {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30] وَمِمَّا يَزِيدُكَ فِي بَيَانِ ذَلِكَ وَوُضُوحِهِ قَوْلُهُ تَعَالَى {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} يَعْنِي أَنَّهُ بَدَأَ خَلْقَهَا، فَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ» يَعْنِي: عَلَى تِلْكَ الْبِدَايَةِ الَّتِي ابْتَدَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقَهُ بِهَا وَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَيْهَا مِنَ الْإِقْرَارِ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، ثُمَّ يُعْرِبُ عَنْهُ لِسَانُهُ بِمَا يُلَقِّنُهُ أَبَوَاهُ مِنَ الشَّرَائِعِ وَالْأَدْيَانِ، فَيُعْرِبُ بِهَا وَيُنْسَبُ إِلَيْهَا، ثُمَّ هُوَ مِنْ بَعْدِ إِعْرَابِ لِسَانِهِ وَاعْتِقَادِهِ لِدِينِ آبَائِهِ رَاجِعٌ إِلَى عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ، وَمَا سَبَقَ لَهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ عِنْدَهُ إِنْ كَانَ مِمَّنْ سَبَقَهُ لَهُ الرَّحْمَةُ لَمْ تَضُرَّهْ أُبُوَّتُهُ، وَلَا مَا دَعَاهُ إِلَيْهِ وَعَلَّمَهُ أَبَوَاهُ مِنْ دِينِ الْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ وَالْمَجُوسِيَّةِ، فَمَا أَكْثَرُ مَنْ وَلَدَتْهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسُ وَنَشَأَ فِيهِمْ وَمَعَهُمْ وَعَلَى أَدْيَانِهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ، ثُمَّ رَاجِعَ بِدَايَتَهُ وَمَا سَبَقَ لَهُ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ عِنَايَتِهِ بِهِدَايَتِهِ، فَحَسُنَ إِسْلَامَهُ، وَظَهَرَ إِيمَانُهُ، وَشَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ بِالْإِسْلَامِ، وَطَهَّرَ قَلْبَهُ بِالْإِيمَانِ فَعَادَ بَعْدَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ مِنْ طَاعَتِهِ لِأَبَوَيْهِ عَاصِيًا، وَمَحَبَّتِهِ لَهُمَا بُغْضًا، وَسِلْمِهِ لَهُمَا وَذَبِّهِ عَنْهُمَا لَهُمَا حَرْبًا وَعَلَيْهِمَا عَذَابًا صَبًّا، وَلَوْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى مَا تَأَوَّلَتْهُ الزَّائِغُونَ أَنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ عَنَا دَينَ الْإِسْلَامِ وَشَرَائِعِهِ، لَكَانَ مِنْ سَبِيلِ الْمَوْلُودِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى إِذَا مَاتَ أَبَوَاهُ وَهُوَ طِفْلٌ أَلَّا يَرِثَهُمَا، وَكَذَلِكَ إِنْ مَاتَ لَمْ يَرِثَاهُ، لِمَا عَلَيْهِ الْأُمَّةُ مُجْمِعُونَ أَنَّهُ لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ، وَقَدْ كَانَ مِنْ سَبِيلِ الطِّفْلِ مِنْ أَوْلَادِ أَهْلِ الْكِتَابِ إِذَا مَاتَ فِي صِغَرِهِ أَنْ يَتَوَلَّاهُ الْمُسْلِمُونَ وَيُصَلُّوا عَلَيْهِ، وَلَا يُدْفَنُ إِلَّا مَعَهُمْ وَفِي مَقَابِرِهِمْ، فَإِنْ كَانَ الْحُكْمُ فِي مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ كَمَا تَأَوَّلَتْهُ الْقَدَرِيَّةُ وَلَيْسَ هُوَ كَذَلِكَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقَدْ ضَلَّتِ الْأُمَّةُ وَخَالَفَتِ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ حِينَ خَلَّتْ بَيْنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَبَيْنَ الْأَطْفَالِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يَأْخُذُونَ مَوَارِيثَهُمْ وَيَلُونَ غُسْلَهُمْ وَالصَّلَاةَ عَلَيْهِمْ، وَالدَّفْنَ لَهُمْ، لَكِنِ الْمُسْلِمُونَ مُجْمِعُونَ وَعَلَى إِجْمَاعِهِمْ مُصِيبُونَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ أَنَّ مَنْ مَاتَ مِنْ أَطْفَالِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ وَرِثَهُ أَبَوَاهُ وَوَرِثَ هُوَ أَبَوَيْهِ، وَوَلِيَا غُسْلَهُ وَدَفْنَهُ، وَأَنَّ أَطْفَالَهُمْ مِنْهُمْ وَمَعَهُمْ وَعَلَى أَدْيَانِهِمْ، وَإِنَّمَا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ» إِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُمْ يُولَدُونَ عَلَى تِلْكَ الْبِدَايَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي صُلْبِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْإِقْرَارِ لِلَّهِ بِالْمَعْرِفَةِ، ثُمَّ أَعْرَبَتْ عَنْهُمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَنُسِبُوا إِلَى آبَائِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ جَحَدَ بَعْدَ إِقْرَارِهِ الْأَوَّلِ مِنَ الزَّنَادِقَةِ الَّذِينَ لَا يَعْتَرِفُونَ بِاللَّهِ وَلَا يُقِرُّونَ بِهِ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ لَمْ يَبْلُغْهُ الْإِسْلَامُ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ الَّذِينَ لَا يَدِينُونَ دِينًا وَسَائِرِ الْمِلَلِ، فَمُقِرُّونَ بِتِلْكَ الْفِطْرَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي الْبِدَايَةِ، فَإِنَّكَ لَسْتَ تَلْقَى أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ وَإِنْ كَانَ كَافِرًا إِلَّا وَهُوَ مُقِرٌّ بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّهُ وَخَالِقُهُ وَرَازِقُهُ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ كَافِرٌ حِينَ خَالَفَ شَرِيعَةَ الْإِسْلَامِ.

انتهت المسائل.
ارجوا ان تعينونا في نشر المختصر.انشر العلم ارجوك.
نواصل في المنشور القادم ان شاء الله.
Photo: ‎اضغط على مزيد لكي تقرأ الموضوع. ---------------------------------- المختصر المفيد المقطع الاول: http://tindeck.com/listen/hbqa او من هذا: https://docs.google.com/file/d/0B1TEPlIJRdLsLTNlYnZKRTMwcTA/edit?pli=1 ------------------------------------ مواصلة المختصر المفيد 1: https://www.facebook.com/262338447268135/photos/pb.262338447268135.-2207520000.1410768659./327142194121093/?type=1 -------------------------------------------- مواصلة المختصر المفيد 2: https://www.facebook.com/262338447268135/photos/a.262369097265070.1073741828.262338447268135/327475660754413/?type=1 -------------------------------------- مواصلة المختصر المفيد 3: https://www.facebook.com/262338447268135/photos/a.262369097265070.1073741828.262338447268135/327990654036247/?type=1 --------------------------------------------------- مواصلة المختصر المفيد 4: https://www.facebook.com/262338447268135/photos/pb.262338447268135.-2207520000.1411312426./328402753995037/?type=1 ---------------------------------------------  تابعنا و انشر معنا الفائدة هداك الله. هذا المنشور كتبه العبد الفقير أبو شهاب السلمي و أحد أحبابه.  نواصل:  الإسلام في أصل مادته سلم وهو  السلامه من العيب ومعنى الإسلام شرعا : الإمتثال لأوامر الله ونواهيه. والخلق من إنس وجن  أمام هذا المعنى ينقسمون إلى إما مستسلم له  وإما كافر به  فالمسلم هو: المنقاد لأوامر الله الخالي من الإباء والإمتناع .  { أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون (83)} [ آل عمران / 83]  وأما الكفر في أصل مادته ستر النعمه و تغطيتها وجحودها ، وشرعا "إنكار ما عُلِم بالضرورة مجيءُ الرسول صلى الله عليه وسلم به ، ويتفرع من الكفر كفر أشد منه فإن كان الكفر هو الستر والتغطيه فإن النفاق هو تغطية الكفر وستره والنفاق هو فعل المنافق أما أصله فهو قيل : إنه مأخوذ من النفق ، وقيل إنه مأخوذ من نافقاء اليربوع أي جحره ، فإنه يخرق الأرض حتى إذا كاد أن يبلغ ظاهر الأرض ترك قشرة رقيقة حتى لا يعرف مكان هذا المخرج ، وترى ان الاثنين يؤديان الى نفس المعنى    فان المنافق يظهر الإسلام ولكن يبطن الكفر وهو في الدرك الأسفل من النار ولقد علمنا من الآيه إ(( ِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ))  (145) النساء الإ اننا لم نؤمر بشق الصدور في أحكام الدنيا فمن أظهر لنا الإسلام بحقيقته حكمنا له به ومن أظهر لنا الكفر عاملناه به ، وعذرنا الله إن انخدعنا بالمنافق وأجرينا عليه حكم الإسلام وعاملناه كمسلم ، من كان في قوم كافرين حكمنا له بالكفر لأن الله لم يكلفنا بشق صدره و نعامله مثلهم كذلك من كان ضمن قوم مسلمين لم نكلف بتفتيش قلبه. ومما ينبغي أن نؤكد عليه أن الحكم على الناس بالكفر أو الإسلام من أصل الدين ولا يخضع للهوى فلا ينجو من إطلاق حكم الكفر الأقربون مثلا لقرابتهم ولا يجوز لك أن ترمي أحدا بالكفر لأنك تكرهه مثلا ويخوف الرسول الذين أسلموا لله أن يرموا إخوانهم بالكفر بدون مكفر وإلا حار عليه روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه  حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا»  كيف يفهم حديث فقد باء بها احدهما ؟؟؟ روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه :  حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا»  السند صحيح و ان كان فيه اسماعيل بن ابي اويس المدني و هو ابن اخت الامام مالك رحمه الله تعالى. و قوله حدثني مالك اي مالك ابن انس صاحب الموطأ اي خاله.   و رواية اسماعيل بن ابي اويس المدني رحمه الله خارج الصحيح لا تساوي شيئا لكن البخاري تابع احاديث اسماعيل.  فقد روى الحديث عن محمد بن يحيى الذهلي و أحمد بن سعيد الدارمي. و بوب الامام البخاري الباب الذي ذكر فيه الحديث بعنوان: بَابُ مَنْ كَفَّرَ أَخَاهُ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ فَهُوَ كَمَا قَالَ و قد ورد أن الإمام أبو زرعة الرازي كفر الإمام البخاري لخبر كاذب  قد اتاه. و غيرها من القصص كثير. قال ابن ابي حاتم الرازي رحمه الله تعالى في الجرح و التعديل:  محمد بن اسمعيل البخاري أبو عبد الله قدم عليهم الرى سنة مائتين وخمسين روى عن عبدان المروزى وأبي همام الصلت بن محمد والفريابي وابن ابى اويس سمع منه أبي وأبو زرعة ثم تركا حديثه عندما كتب اليهما محمد ابن يحيى النيسابوري انه اظهر عندهم ان لفظه بالقرآن مخلوق.  و لكن المعنى هو كما قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:  بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ إِكْفَارَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ مُتَأَوِّلًا أَوْ جَاهِلًا وَقَالَ عُمَرُ لِحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا يُدْرِيكَ، لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " التعليق :كفر عمر حاطب رضي الله عنه.  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَادَةَ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَلِيمٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَأْتِي قَوْمَهُ فَيُصَلِّي بِهِمُ الصَّلاَةَ، فَقَرَأَ بِهِمُ البَقَرَةَ، قَالَ: فَتَجَوَّزَ رَجُلٌ فَصَلَّى صَلاَةً خَفِيفَةً، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا، فَقَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَوْمٌ نَعْمَلُ بِأَيْدِينَا، وَنَسْقِي بِنَوَاضِحِنَا، وَإِنَّ مُعَاذًا صَلَّى بِنَا البَارِحَةَ، فَقَرَأَ البَقَرَةَ، فَتَجَوَّزْتُ، فَزَعَمَ أَنِّي مُنَافِقٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مُعَاذُ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ - ثَلاَثًا - اقْرَأْ: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى وَنَحْوَهَا "  التعليق: كفر معاذ من لم يصلي خلفه و لم يقل له نبي الله عليه الصلاة و السلام كفرت.  و في صحيحه ايضا ثبت تكفير أسيد بن حضير لسعد بن عبادة و لم يقل فيه نبي الله شيئا كما جاء في الحديث الطويل - نكتفي بنقل المراد فقط- الذي رواه البخاري في صحيحه : حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،............. ... .. قَالَتْ: وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا، وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الحَمِيَّةُ، فَقَالَ لِسَعْدٍ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لاَ تَقْتُلُهُ، وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ، وَلَوْ كَانَ مِنْ رَهْطِكَ مَا أَحْبَبْتَ أَنْ يُقْتَلَ. فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدٍ، فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ المُنَافِقِينَ.  فالقول في هذا الحديث هناك فرق بين أن يكفره متأولا و بين أن يكفره بهواه أو لرده كلام شخص خلاف ما نطق به نبي الله عليه الصلاة و السلام.  انتهى.‎ 

تابعنا و انشر معنا الفائدة هداك الله.
هذا المنشور كتبه العبد الفقير أبو شهاب السلمي و أحد أحبابه.

نواصل:

الإسلام في أصل مادته سلم وهو السلامه من العيب ومعنى الإسلام شرعا : الإمتثال لأوامر الله ونواهيه.
والخلق من إنس وجن أمام هذا المعنى ينقسمون إلى إما مستسلم له وإما كافر به
فالمسلم هو: المنقاد لأوامر الله الخالي من الإباء والإمتناع . { أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون (83)} [ آل عمران / 83]
وأما الكفر في أصل مادته ستر النعمه و تغطيتها وجحودها ، وشرعا "إنكار ما عُلِم بالضرورة مجيءُ الرسول صلى الله عليه وسلم به ، ويتفرع من الكفر كفر أشد منه فإن كان الكفر هو الستر والتغطيه فإن النفاق هو تغطية الكفر وستره والنفاق هو فعل المنافق أما أصله فهو قيل : إنه مأخوذ من النفق ، وقيل إنه مأخوذ من نافقاء اليربوع أي جحره ، فإنه يخرق الأرض حتى إذا كاد أن يبلغ ظاهر الأرض ترك قشرة رقيقة حتى لا يعرف مكان هذا المخرج ، وترى ان الاثنين يؤديان الى نفس المعنى

فان المنافق يظهر الإسلام ولكن يبطن الكفر وهو في الدرك الأسفل من النار ولقد علمنا من الآيه إ(( ِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا )) (145) النساء الإ اننا لم نؤمر بشق الصدور في أحكام الدنيا فمن أظهر لنا الإسلام بحقيقته حكمنا له به ومن أظهر لنا الكفر عاملناه به ، وعذرنا الله إن انخدعنا بالمنافق وأجرينا عليه حكم الإسلام وعاملناه كمسلم ، من كان في قوم كافرين حكمنا له بالكفر لأن الله لم يكلفنا بشق صدره و نعامله مثلهم كذلك من كان ضمن قوم مسلمين لم نكلف بتفتيش قلبه.
ومما ينبغي أن نؤكد عليه أن الحكم على الناس بالكفر أو الإسلام من أصل الدين ولا يخضع للهوى فلا ينجو من إطلاق حكم الكفر الأقربون مثلا لقرابتهم ولا يجوز لك أن ترمي أحدا بالكفر لأنك تكرهه مثلا ويخوف الرسول الذين أسلموا لله أن يرموا إخوانهم بالكفر بدون مكفر وإلا حار عليه روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا»

كيف يفهم حديث فقد باء بها احدهما ؟؟؟
روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه :
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا»

السند صحيح و ان كان فيه اسماعيل بن ابي اويس المدني و هو ابن اخت الامام مالك رحمه الله تعالى.
و قوله حدثني مالك اي مالك ابن انس صاحب الموطأ اي خاله.

و رواية اسماعيل بن ابي اويس المدني رحمه الله خارج الصحيح لا تساوي شيئا لكن البخاري تابع احاديث اسماعيل.
فقد روى الحديث عن محمد بن يحيى الذهلي و أحمد بن سعيد الدارمي.
و بوب الامام البخاري الباب الذي ذكر فيه الحديث بعنوان: بَابُ مَنْ كَفَّرَ أَخَاهُ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ فَهُوَ كَمَا قَالَ
و قد ورد أن الإمام أبو زرعة الرازي كفر الإمام البخاري لخبر كاذب
قد اتاه.
و غيرها من القصص كثير.
قال ابن ابي حاتم الرازي رحمه الله تعالى في الجرح و التعديل:
محمد بن اسمعيل البخاري أبو عبد الله قدم عليهم الرى سنة مائتين وخمسين روى عن عبدان المروزى وأبي همام الصلت بن محمد والفريابي وابن ابى اويس سمع منه أبي وأبو زرعة ثم تركا حديثه عندما كتب اليهما محمد ابن يحيى النيسابوري انه اظهر عندهم ان لفظه بالقرآن مخلوق.

و لكن المعنى هو كما قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ إِكْفَارَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ مُتَأَوِّلًا أَوْ جَاهِلًا
وَقَالَ عُمَرُ لِحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَمَا يُدْرِيكَ، لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ "
التعليق :كفر عمر حاطب رضي الله عنه.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَادَةَ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَلِيمٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَأْتِي قَوْمَهُ فَيُصَلِّي بِهِمُ الصَّلاَةَ، فَقَرَأَ بِهِمُ البَقَرَةَ، قَالَ: فَتَجَوَّزَ رَجُلٌ فَصَلَّى صَلاَةً خَفِيفَةً، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا، فَقَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَوْمٌ نَعْمَلُ بِأَيْدِينَا، وَنَسْقِي بِنَوَاضِحِنَا، وَإِنَّ مُعَاذًا صَلَّى بِنَا البَارِحَةَ، فَقَرَأَ البَقَرَةَ، فَتَجَوَّزْتُ، فَزَعَمَ أَنِّي مُنَافِقٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا مُعَاذُ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ - ثَلاَثًا - اقْرَأْ: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى وَنَحْوَهَا "

التعليق: كفر معاذ من لم يصلي خلفه و لم يقل له نبي الله عليه الصلاة و السلام كفرت.

و في صحيحه ايضا ثبت تكفير أسيد بن حضير لسعد بن عبادة و لم يقل فيه نبي الله شيئا كما جاء في الحديث الطويل - نكتفي بنقل المراد فقط- الذي رواه البخاري في صحيحه :
حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،............. ... .. قَالَتْ: وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا، وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الحَمِيَّةُ، فَقَالَ لِسَعْدٍ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لاَ تَقْتُلُهُ، وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ، وَلَوْ كَانَ مِنْ رَهْطِكَ مَا أَحْبَبْتَ أَنْ يُقْتَلَ. فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدٍ، فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ المُنَافِقِينَ.

فالقول في هذا الحديث هناك فرق بين أن يكفره متأولا و بين أن يكفره بهواه أو لرده كلام شخص خلاف ما نطق به نبي الله عليه الصلاة و السلام.

انتهى.
===========================================================
===============================================================
العبد الفقير أبو شهاب السلمي: إن شاء الله نواصل تكملة المختصر المفيد متى شاء الله.نسأل الله أن ييسر لنا و أرجوا من كل مسلم أن لا ينسى اخوانه من الدعاء فقد قال صلى الله عليه و سلم : مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْ...بِ، إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ. و الحديث رواه مسلم بسنده عن أم الدراداء عن أبي الدراداء.
و من اهم الأشياء التي أوصي بها نفسي و غيري كن صاحب حديث.لا تتكلم الا بما تعلم صحة سنده لا تستدل باية الا و انت تعلم هل هي منسوخة ام لا الخ... و للحديث ناسخ و منسوخ ايضا اهتم به الإمام مسلم في صحيحه و بينه فعليك بكتابه يا باغي الخير... و كاشارة : و هذا مما جعل كتابه افضل من كتاب شيخه البخاري . و تميز عليه في ترتيب ابواب الكتب في صحيحه و تبيين ناسخ و منسوخ الحديث و ذكره الروايات مطولة على خلاف أبو عبد الله البخاري. هو أسهل من صحيح البخاي و اوضح لمن اراد التفقه. فالبخاري نابغة لم يكتب لنا اما مسلم بسط لنا و استفاد من كتاب شيخه ... يأتي الكلام في موضعه ان شاء الله ...
و لا تتكلم بغير علم و لا تتبع كل دكتور أو شيخ جهول. تعلم التثبت و استمسك و الا فلن تنجوا والله.
و صلى الله على نبيه.
روى أبو عبد الله الهمذاني الجورقاني رحمه الله تعالى في كتابه الإبطال و المناكير و الصحاح المشاهير :
أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ رَيْحَانَ الْأَمِيرُ، بِبُخَارَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، يَقُولُ: "كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ يَتَذَاكَرُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ لَيْسَ بَيْنَهُمْ رَأْيٌ وَلَا قِيَاسٌ "

اترككم مع بيان العقيدة لشيخي حرب رحمه الله تعالى.مع أن من الكلام ما يلزمه شرح فمن لم يفهم معنى شيئ ما أو أخطأ الفهم فليكتب في التعليقات سؤالها نجيبه ان شاء الله.
تتلمذ عند الكثير منهم: احمد بن حنبل , واسحاق بن راهويه , وأبو داود الطيالسي , وأبو بكر الحميدي، عبد الله بن الزبير ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وسعيد بن منصور،وعلي بن المديني , وسليمان بن حرب , وأبو داود السجستاني , وأحمد بن نصر النيسابوري, وأبو حاتم الرازي ,و أبو زرعة الدمشقي لا الرازي,....

كتاب مسائل حرب الكرماني:
باب: القول بالمذهب
قال أبو القاسم: حدثنا أبو محمد حرب بن إسماعيل قال: هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أوعاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق، وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد، وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور، وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم فكان من قولهم:

الإيمان قول وعمل ونية وتمسك بالسنة، والإيمان يزيد وينقص وسنتنا في الايمان سنة ماضية عن العلماء، وإذا سُئِلَ الرجل أمؤمن أنت؟ فإنه يقول أنا مؤمن إن شاء الله، أو مؤمن أرجو، أو يقول: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله، ومن زعم إن الإيمان قول بلا عمل فهو مرجي ومن زعم أن الإيمان هو القول والأعمال شرائع فهو مرجئ. وإن زعم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص فهو مرجئ وإن قال: إن الإيمان يزيد ولا ينقص فقد قال بقول المرجئة، ومن لم الإستثناء في الإيمان فهو مرجئ، ومن زعم أن إيمانه كإيمان جبريل أو الملائكة فهو مرجئ وأخبث من المرجئ فهو كاذب، ومن زعم أن الناس لا يتفاضلون في الإيمان فقد كذب ومن زعم إن المعرفة تنفع في القلب وإن لم يتكلم بها فهو جهمي، ومن زعم أنه مؤمن عند الله مستكمل الإيمان فهذا من أشنع قول المرجئة وأقبحه، والقدر خيره وشره، وقليله، وكثيره، وظاهره وباطنه، وحلوه ومره، ومحبوبه ومكروهه، وحسّنه وسيئه، وأوله وآخره من الله تبارك وتعالى قضاء قضاه على عباده، وقدر قدّره عليهم لا يعدو أحد منهم مشيئة الله، لا يجاوز قضاءه، بل هم كلهم صائرون إلى ما خلقهم له وواقعون في ما قدّر عليهم لا محالة، وهو عدل منه عز ربنا وجل.
والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس، وأكل مال الحرام، والشرك بالله، والذنوب والمعاصي كلها بقضاء وقدر من الله من غير إن يكون لأحد من الخلق على الله حجةٌ بل لله الحجة البالغة على خلقه ولا يُسأَل عما يفعل وهم يُسأَلون.
وعلم الله ماض في خلقه بمشيئة منه، قد علم من إبليس ومن غيره ممن عصاه من لدن أن عصى ربنا تبارك وتعالى إلى أن تقوم الساعة المعصية وخلقهم لها. وعلم الطاعة من أهل طاعته وخلقهم لها، فكل يعمل بما يخلق له وصائر إلى ما قضى عليه وعلم منه ولا يعدو أحد منهم قدر الله ومشيئته والله الفعال لما يريد.
فمن زعم أن الله تبارك وتعالى شاء لعباده الذين عصوه الخير والطاعة، وأن العباد شاءوا لأنفسهم الشر والمعصية فعملوا على مشيئتهم، فقد زعم أن مشيئة العباد أغلب من مشيئة الله تبارك وتعالى ذكره فأي افتراء على الله أكثر من هذا؟!
ومن زعم أن أحدًا من الخلق صائر إلى غير ما خلق له فقد نفى قدرة الله عن خلقه، وهذا إفك على الله وكذب عليه.
ومن زعم أن الزنا ليس بقدر قيل له: أرأيت هذه المرأة التي حملت من الزنا وجاءت بولد، هل شاء الله أن يخلق هذا الولد، وهل مضى هذا في سابق علمه؟ فإن قال: لا. فقد زعم أن مع الله خالقًا، وهذا قول يضارع الشرك بل هو الشرك، ومن زعم أن السرقة، وشرب الخمر، وأكل المال الحرام ليس بقضاء وقدر من الله فقد زعم أن هذا الإنسان قادر على إن يأكل برزق غيره، وهذا القول يضارع قول المجوسية والنصرانية، بل أكل رزقه وقضى الله له أن يأكله من الوجه الذي أكله.
ومن زعم أن قتل النفس ليس بقدر من الله فقد زعم أن المقتول مات بغير أجله فأي كفر بالله أوضح من هذا، بل ذلك كله بقضاء من الله وقدر، وكل ذلك بمشيئته في خلقه وتدبيره فيه، وما جرى في سابق علمه لهم
وهو الحق والعدل الحق بفعل ما يريد ومن أقر بالعلم لزمه الإقرار بالقدر والمشيئة على الصغر والعماة، والله الضار النافع المضل الهادي فتبارك الله أحسن الخالقين.
ولا نشهد على أحد من أهل القبلة أنه في النار لذنب عمله ولكبيرة أتى بها، إلا أن يكون في ذلك حديث فيروي الحديث كما جاء على ماروى ويصدق به ويقبل ويعلم أنه كما جاء، ولا ينصب الشهادة ولا يشهد على أحد أنه في الجنة لصلاح عمله أو لخير أتى به إلا إن يكون في ذلك حديث فيروى الحديث كما جاء على ما روي، يصدق به، ويقبل يعلم أنه كما جاء ولا تنصب الشهادة.
والخلافة في قريش ما بقي من الناس اثنان، ليس لأحد من الناس إن ينازعهم فيها، ولا يخرج عليهم، ولا يقر لغيرهم بها إلى قيام الساعة.
والجهاد ماض قائم مع الأئمة بروا أو فجروا، ولا يبطله جور جائر، ولا عدل عادل. والجمعة والعيدين والحج مع السلطان وإن لم يكونوا بررة عدولًا، ولا أتقياء.
ودفع الخراج والصدقات والأعشار والفيء والغنيمة إلى الأمراء عدلوا فيها أم جاروا. والانقياد لمن ولاه الله أمرك لا تنزع يدك من طاعة، ولا تخرج عليه بسيفك حتى يجعل الله لك فرجًا ومخرجًا وأن لا تخرج على السلطان وتسمع وتطيع لا تنكث بيعه فمن فعل ذلك فهو مبتدع مخارق مفارق للجماعة.
وإن أمرك السلطان بأمر هو لله معصية فليس لك إن تطيعه البتة، وليس لك أن تخرج عليه ولا تمنعه حقه.
والإمساك في الفتنة سنة ماضية واجب لزومها، فإن ابتليت فقدم نفسك ومالك دون دينك، ولا تعين على الفتنة بيد ولا لسان ولكن اكفف يدك ولسانك وهواك والله المفتن.
والكف عن أهل القبلة لا تكفر أحدًا منهم بذنب، ولا تخرجه من الإسلام بعمل، إلا إن يكون في ذلك حديث فيروى الحديث كما جاء وكما روي ويصدق به ويقبله ونعلم أنه كما روي نحو ترك الصلاة، وشرب الخمر، وما أشبه ذلك ولا بتبدع بدعة ينسب صاحبها إلى الكفر والخروج من الإسلام، واتبع الأثر في ذلك ولا تجاوزه.
ولا أحب الصلاة خلف أهل البدع، ولا الصلاة على من مات منهم. والأعور خارج لا شك في ذلك ولا ارتياب وهو أكذب الكاذبين.
وعذاب القبر حق، يسأل العبد عن ربه، وعن نبيه، وعن دينه، ويرى مقعده من الجنة أو النار.
ومنكر ونكير حق، وهما فتانا القبور نسأل الله الثبات.
وحوض محمد - صلى الله عليه وسلم حق، ترد عليه أمته وله آنية يشربون بها منه.
والصراط حق يوضع في سواء جهنم فيمر الناس عليه، والجنة من وراء ذلك نسأل الله السلامة والجواز.
والميزان حق يوزن به الحسنات والسيئات كما شاء الله أن يوزن به.
والصور حق ينفخ فيه إسرافيل فيموت الخلق، ثم ينفخ فيه فيقومون لرب العالمين للحساب والقضاء، والثواب والعقاب والجنة والنار.

واللوح المحفوظ حق يستنسخ منه أعمال العباد لما سبقت فيه من المقادير والقضاء.
والقلم حق كتب الله به مقادير كل شيء وأحصاه في الذكر فتبارك ربنا وتعالى. والشفاعة يوم القيامة حق يُشَّفعُ قوم في قوم فلا يصيرون إلى النارويخرج قوم من النار، بعدما دخلوها بشفاعة الشافعين، ويخرج قوم من النار برحمة الله بعد ما يلبثهم فيها ما شاء الله، وقوم يخلدون في النار أبدًا وهم أهل الشرك والتكذيب والجحود والكفر بالله. ويذبح الموت يوم القيامة بين الجنة والنار، وقد خُلِقَت الجنة وما فيها، وخُلِقَت والنار وما فيها خلقهما الله ثم خلق الخلق لهما لا يفنيان ولا يفنى من فيهما أبدًا، فإن احتج مبتدع زنديق بقول الله تبارك وتعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] وبنحو هذا فقل له: كل شيء ما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك، والجنة والنار خُلقتا للبقاء لا للفناء ولا للهلاك وهما من الآخرة لا من الدنيا، والحور العين لا يمتن عند قيام الساعة، ولا عند النفخة، ولا أبدًا لأن الله تبارك وتعالى خلقهن للبقاء لا للفناء ولم يكتب عليهن الموت، فمن قال بخلاف ذلك فهو مبتدع مخالف وقد ضل عن سواء السبيل.
وخلق الله سبع سماوات بعضها فوق بعض، وسبع أرضين بعضها أسفل من بعض وبين الأرض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمس مائة عام، وبين كل سماء بين مسيرة خمس مائة عام، والماء فوق السماء السابعة، وعرش الرحمن فوق الماء، والله تبارك وتعالى على العرش، والكرسي موضع قدميه، وهو يعلم ما في السماوات السبع، وما في الأرضين السبع، وما بينهن، وما تحتهن، وما تحت الثرى، وما في قعر البحار، ومنبت كل شعرة، وكل شجرة، وكل زرع، وكل نبت، ومسقط كل ورقة، وعدد ذلك كله، وعدد الحصا، والرمل والتراب، ومثاقيل الجبال، وقطر الأمطار، وأعمال العباد، وأثارهم، وكلامهم وأنفاسهم، وتمتمتهم، وما توسوس به صدورهم يعلم كل شيء لا يخفى عليه شيء من ذلك، وهو على العرش فوق السماء السابعة، ودونه حجب من نار ونور وظلمة وما هو أعلم بها، فإن احتج مبتدع أو مخالف أو زنديق بقول الله تبارك وتعالى اسمه: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16] ونحن أقرب إليه من حبل الوريد وبقوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [الحديد: 4] وبقوله: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] ونحو ذلك من متشابه القرآن فقل: إنما يعني بذلك العلم؛ لأن الله تبارك وتعالى على العرش فوق السماء السابعة العليا يعلم ذلك كله وهو بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان، ولله عرش، وللعرش حملة يحملونه، وله حدٌّ الله أعلم بحده، والله على عرشه عز ذكره، وتعالى جده، ولا إله غيره.
والله تبارك وتعالى سميع لا يشك، بصير لا يرتاب، عليم لا يجهل، جواد لا يبخل، حليم لا يعجل، حفيظ لا ينسى، يقظان لا يسهو، رقيب لا يغفل، يتكلم ويتحرك، ويسمع ويبصر وينظر، ويقبض ويبسط، ويفرح، ويحب ويكره ويبغض ويرضى، ويسخط ويغضب، ويرحم ويعفو ويغفر، ويعطي ويمنع، وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف شاء وكما شاء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ويرعيها ما أراد. وخلق آدم بيده على صورته، والسماوات والأرضون يوم القيامة في كفه وقبضته، ويضع قدمه في جهنم فتزوى، ويخرج قوم من النار بيده، وينظر أهل الجنة إلى وجهه يزورونه فيكرمهم، ويتجلى لهم فيعطيهم، ويُعرض عليه العباد يوم الفصل والدين فيتولى حسابهم بنفسه لا يولي ذلك غيره - عز ربنا وجل وهو على ما يشاء قدير -.
والقرآن كلام الله تكلم به ليس بمخلوق، فمن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر، ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أكفر من الأول وأخبث قولًا، ومن زعم إن ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي خبيث مبتدع.

ومن لم يكفرها ولا القوم ولا الجهمية كلهم فهو مثلهم، وكلم الله موسى وناوله التوراة من يده إلى يده، ولم يزل الله متكلمًا عالمًا فتبارك الله أحسن الخالقين.
والرؤيا من الله وهي حق إذا رأى صاحبها شيئًا في منامه مما ليس هو ضغث فقصها على عالم وصدق فيها وأولها العالم على أصل تأويلها الصحيح ولم يحرف فالرؤيا وتأويلها حينئذٍ حق، وقد كانت الرؤيا من النبيين وحيًا فأي جاهل بأجهل ممن يطعن في الرؤيا، ويزعم أنها ليست بشيء، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رؤيا المؤمن كلام يكلم الرب عبد هـ وقال ((الرؤيا من الله)) وبالله التوفيق.

ومن السنة الواضحة البينة الثابتة المعروفة ذكر محاسن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلهم أجمعين، والكف عن ذكر مساوئهم والذي شجر بينهم، فمن سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو أحدًا منهم، أو طعن عليهم، أو عرض بعيبهم أو عاب أحدًا منهم بقليل أوكثير، أو دق أو جل مما يتطرق إلى الوقيعة في أحد منهم فهو مبتدع رافضي خبيث مخالف لا قبل الله صرفه ولا عدله بل حبهم سنة، والدعاء لهم قربه، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة.
وخير الأمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر، وخيرهم بعد أبي بكر عمر، وخيرهم بعد عمر عثمان. وقال قوم من أهل العلم وأهل السنة: وخيرهم بعد عثمان علي ووقف قوم على عثمان وهم خلفاء راشدون مهديون، ثم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - بعد هؤلاء الأربعة خير الناس. لا يجوز لأحد إن يذكر شيئًا من مساوئهم، ولا يطعن على أحد منهم بعيب، ولا بنقص ولا وقيعة، فمن فعل ذلك فالواجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو بل يعاقبه ثم يستتيبه، فإن تاب قبل منه، وإن لم يتب أعاد عليه العقوبة ثم خلده الحبس حتى يتوب ويراجع فهذا السنة في أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -.
ويعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ويحبهم لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((حب العرب إيمان وبغضهم نفاق)) ولا يقول بقولالشعوبية وأراذل السؤال الذين لا يحبون العرب ولا يقرون لها بالفضل، فإن قولهم بدعة وخلاف.
ومن حرم المكاسب والتجارات وطلب المال من وجوهها فقد جهل وأخطأ وخالف، بل المكاسب من وجوهها حلال قد أحله الله ورسوله والعلماء من الأمة، فالرجل ينبغي له أن يسعى على نفسه وعياله، ويبتغي من فضل ربه، فإن ترك ذلك على أنه لا يرى الكسب فهو مخالف، وكل أحد أحق بماله الذي ورثه أو استفادة، أو أصابه أو اكتسبه لا كما يقول المتكلمون المخالفون.
والدين إنما هو كتاب الله وآثار وسنن وروايات صحاح عن الثقات بالأخبار الصحيحة القوية المعروفة المشهورة، يرويها الثقة الأول المعروف عن الثاني الثقة المعروف، يصدق بعضهم بعضًا حتى ينتهي ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو أصحاب النبي، أو التابعين، أو تابع التابعين، أو من بعدهم من الأئمة المعروفين المقتدى بهم، المتمسكين بالسنة، والمتعلقين بالأثر، الذين لا يُعرفون ببدعة، ولا يُطعَن عليهم بكذب، ولا يُرمَون بخلاف، وليسوا أصحاب قياس ولا رأي؛ لأن القياس في الدين باطل، والرأي كذلك وأبطل منه، وأصحاب الرأي والقياس في الدين مبتدعة جهلة ضُّلّال، إلا أن يكون في ذلك أثر عمن سلف من الأئمة الثقات، فالأخذ بالأثر أولى.

ومن زعم أنه لا يرى التقليد، ولا يقلد دينه أحدًا فهذا قول فاسق مبتدع عدوا لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولدينه، ولكتابه، ولسنة نبيه عليه السلام، إنما يريد بذلك إبطال الأثر، وتعطيل العلم، وإطفاء السنة، والتفرد بالرأي، والكلام، والبدعة والخلاف. فعلى قائل هذا القول لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. فهذا من أخبث قول المبتدعة، وأقربها إلى الضلالة والردى، بل هو ضلالة زعم أنه لا يرى التقليد وقد قلد دينه أبا حنيفة وبشر المريسي، وأصحابه، فأي عدو لدين الله أعدى ممن يريد أن يطفئ السنن، ويبطل الآثار والروايات، ويزعم أنه لا يرى التقليد وقد قلد دينه من قد سميت لك، وهم أئمة الضلال، ورءوس البدع، وقادة المخالفين فعلى قائل هذا القول غضب الله فهذه الأقاويل التي وصفت مذاهب أهل السنة والجماعة، والأثر، والجماعة، وأصحاب الروايات، وحملة العلم الذين أدركناهم وأخذنا عنهم الحديث وتعلمنا منهم السنن، وكانوا أئمة معروفين ثقات أهل صدق وأمانة يقتدى بهم ويؤخذ عنهم، ولم يكونوا أصحاب بدع ولا خلاف، ولا تخليط وهو قول أئمتهم وعلمائهم الذين كانوا قبلهم، فتمسكوا بذلك رحمكم الله، وتعلموه وعلموه وبالله التوفيق.

ولأصحاب البدع نبز وألقاب وأسماء لا تشبه أسماء الصالحين ولا الأئمة ولا العلماء من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فمن أسمائهم المرجئة: وهم الذين يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل، وأن الإيمان هو القول، والأعمال شرائع، وأن الإيمان مجرد، وأن الناس لا يتفاضلون في الإيمان، وأن إيمانهم وإيمان الملائكة والأنبياء واحد، وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وأن الإيمان ليس فيه استثناء، وأن من آمن بلسانه ولما يعمل فهو مؤمن حقًا، وأنهم مؤمنون عند الله بلا استثناء. هذا كله قول المرجئة وهو أخبث الأقاويل وأضله وأبعده من الهدى. والقدرية هم الذين يزعمون أن إليهم الاستطاعة والمشيئة والقدرة، وأنهم يملكون لأنفسهم الخير والشر والضر والنفع والطاعة والمعصية، والهدى والضلالة، وأن العباد يعملون بدئًا من أنفسهم من غير أن يكون سبق لهم ذلك في علم الله، وقولهم يضارع قول المجوسية والنصرانية وهو أصل الزندقة.
والمعتزلة: وهم يقولون قول القدرية ويدينون بدينهم، ويكذبون بعذاب القبر، والشفاعة، والحوض، ولا يرون الصلاة خلف أحد من أهل القبلة، ولا الجمعة إلا من كان على مثل رأيهم وهوائهم ويزعمون أن أعمال العباد ليست في اللوح المحفوظ.

والبكرية: وهم قدرية، وهم أصحاب الحبة والقيراط، والدانق يزعمون أن من أخذ حبة، أو قيراطًا، أو دانقًا حرامًا فهو كافر، وقولهم يضاهي قول الخوارج.
والجهمية أعداء الله: وهم الذين يزعمون أن القرآن مخلوق وأن الله لم يكلم موسى، وأن الله لا يتكلم، ولا يرى، ولا يعرف لله مكان، وليس لله عرش، ولا كرسي وكلام كثير أكره حكايته، وهم كفار زنادقة أعداء الله فاحذروهم. والواقفة: وهم الذين يزعمون أنا نقول إن القرآن كلام الله ولا نقول غير مخلوق وهم شر الأصناف وأخبثها.
واللفظية: وهم الذين يزعمون أنا نقول: إن القرآن كلام الله ولكن ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا وقراءتنا له مخلوقة، وهم جهمية فساق.
والرافضة: الذين يتبرأون من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ويسبونهم وينقصونهم، ويكّفرون الأمة إلا نفرًا يسيرًا، وليست الرافضة من الإسلام في شيء.

والمنصورية: وهم رافضة أخبث الروافض، وهم الذين يقولون من قتل أربعين رجلًا ممن خالفهم هواهم دخل الجنة، وهم الذين يخنقون الناس ويستحلون أموالهم، وهم الذين يقولون أخطأ جبريل الرسالة، وهذا الكفر الواضح الذي لا يشوبه إيمان فنعوذ بالله ونعوذ بالله.
والسبائية وهم رافضة كذابين، وهم قريب ممن ذكرت مخالفون للأئمة.
والرافضة أسوأ أثرًا في الإسلام من أهل الكفر من أهل الحرب، وصنف من الرافضة يقولون عليٌّ في السحاب، ويقولون عليٌّ يبعث قبل يوم القيامة وهذا كله كذب وزور وبهتان.
والزيدية: وهم رافضة، وهم الذين يتبرءون من عثمان وطلحة والزبير وعائشة، ويرون القتال مع كل من خرج من ولد علي برًا كان أو فاجرًا حتى يَغلب أو يُغلب.
والحسنية: وهم الذين يقولون قول الزيدية.
والشيعة: وهم في ما زعموا ينتحلون حب آل محمد دون الناس، وكذبوا، بل هم خاصة المبغضون لآل محمد دون الناس، إنما شيعة آل محمد المتقون أهل السنة والأثر، من كانوا وحيث كانوا الذين يحبون آل محمد وجميع أصحاب محمد، ولا يذكرون أحدًا منهم بسوء، ولا عيب، ولا منقصة، فمن ذكر أحدًا من أصحاب محمد عليه السلام بسوء أو طعن عليه بعيب أو تبرأ من أحد منهم، أو سبهم، أو عرض بسبهم وشتمهم فهو رافضي مخالف خبيث ضال.
وأما الخوارج فمرقوا من الدين، وفارقوا الملة، وشردوا على الإسلام، وشذوا عن الجماعة، وضلوا عن سبيل الهدى، وخرجوا على السلطان والأئمة، وسلوا السيف على الأمة، واستحلوا دماءهم وأموالهم، وكفروا من خالفهم إلا من قال بقولهم/173/ وكان على مثل رأيهم، وثبت معهم في دار ضلالتهم، وهم يشتمون أصحاب محمد عليه السلام وأصهاره وأحبائه، ويتبرءون منهم، ويرمونهم بالكفر والعظائم ويرون خلافهم في شرائع الدين وسنن الإسلام، ولا يؤمنون بعذاب القبر، ولا الحوض، ولا الشفاعة، ولا يخرجوا أحدًا من أهل النار، وهم يقولون من كذب كذبة، أو أتى صغيرة أو كبيرة من الذنوب فمات من غير توبة فهو كافر فهو في النار خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، وهم يقولون بقول البكرية في الحبة والقيراط، وهم قدرية جهمية مرجئة رافضة، ولا يرون جماعة إلا خلف إمامهم، وهم يرون تأخير الصلاة عن وقتها، ويرون الصوم قبل رؤيته، والفطر قبل رؤيته، وهم يرون النكاح بغير ولي ولا سلطان، ويرون المتعة في دينهم، ويرون الدرهم بالدرهمين يدًا بيد حلالًا، وهم لا يرون الصلاة في الخفاف، ولا المسح عليها، وهم لا يرون للسلطان عليهم طاعة، ولا لقريش خلافة، وأشياء كبيرة يخالفون فيها الإسلام وأهله، فكفى بقوم ضلالة يكون هذا رأيهم ومذهبهم ودينهم وليسوا من الإسلام في شيء، وهم المارقة،ومن أسمائهم الخوارج الحرورية، وهم أهل حرور أو الأزارقة وهم أصحاب نافع بن الأزرق، وقولهم أخبث الأقاويل وأبعدها من الإسلام والسُّنة.
والنجدية، وهم أصحاب نجد بن عامر، والأباضية، وهم أصحاب عبد الله بن إباض، والصفرية، وهم أصحاب داود بن النعمان حين قيل له: إنك صفر من العلم،والبهيسية، والميمونية، والخازمية كل هؤلاء خوارج فساق مخالفين للسنة خارجين من الملّة أهل بدعة وضلالة، وهم لصوص قطاع قد عرفناهم بذلك.
والشعوبية: وهم أصحاب بدعة يقولون: العرب والموالي عندنا واحد لا يرون للعرب حقًا ولا يعرفون لهم فضلًا، ولا يحبونهم، بل يبغضون العرب، ويضمرون لهم الغل والحسد والبغضة في قلوبهم. هذا قول قبيح ابتدعه رجل من أهل العراق وتابعه نفر يسير فقُتِلَ عليه.
وأصحاب الرأي: وهم مبتدعة ضُّلّال أعداء السّنة والأثر يرون الدين رأيًا وقياسًا واستحسانًا، وهم يخالفون الآثار، ويبطلون الحديث، ويردون على الرسول، ويتخذون/174/أبا حنيفة ومن قال بقوله إمامًا يدينون بدينهم، ويقولون بقولهم فأي ضلالة بأبين ممن قال بهذا أوكان على مثل هذا، يترك قول الرسول وأصحابه ويتبع رأي أبي حنيفة وأصحابه، فكفى بهذا غيًا وطغيانًا وردًا.

والولاية بدعة: والبراءة بدعة، وهم يقولون: نتولى فلان ونتبرأ من فلان. وهذا القول بدعة فاحذروه.
ومن قال بشيء من هذه الأقاويل، أو رآها، أو هويها، أو رضيها، أو أحبها فقد خالف السنة، وخرج من الجماعة، وترك الأثر، وقال بالخلاف، ودخل في البدعة، وزل عن الطريق، وما توفيقنا إلا بالله عليه توكلنا، وبه استعنا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد أحدث أهل الأهواء والبدع والخلاف أسماء شنيعة قبيحة فسموا بها أهل السنة يريدون بذلك عيبهم والطعن عليهم والوقيعة فيهم والازدراء بهم عند السفهاء والجهال، فأما المرجئة فأنهم يسمون أهل السنة شكاكًا وكذبت المرجئة بل هم أولى بالشك وبالتكذيب. وأما القدرية فأإنهم يسمون أهل السنة والإثبات مجبرة، وكذبت القدرية، بل هم أولى بالكذب والخلاف أنفوا قدرة الله عن خلقه، وقالوا له ما ليس بأهل له تبارك وتعالى.
وأما الجهمية: فأنهم يسمون أهل السنة مشبهة وكذبت الجهمية أعداء الله بل هم أولى بالتشبيه والتكذيب افتروا على الله الكذب وقالوا على الله الزور والإفك وكفروا في قولهم.
وأما الرافضة: فإنهم يسمون أهل السنة ناصبة، وكذبت الرافضة، بل هم أولى بهذا الاسم إذ ناصبوا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - الصب والشتم وقالوا فيهم غير الحق ونسبوهم إلى غير العدل كذبًا وظلمًا، وجرأة على الله واستخفافًا لحق الرسول، والله أولى بالتغيير والانتقام منهم.
وأما الخوارج فأنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة، وكذبت الخوارج، بل هم المرجئة يزعمون أنهم على إيمان دون الناس ومن خالفهم كفار. وأما أصحاب الرأي والقياس فأنهم يسمون أصحاب السنة نابتة وكذب أصحاب الرأي أعداء الله، بل هم النابتة تركوا أثر الرسول وحديثه وقالوا بالرأي، وقاسوا الدين بالاستحسان، وحكموا/175/بخلاف الكتاب والسنة، وهم أصحاب بدعة جهلة ضلال طلاب دنيا بالكذب والبهتان. فرحم الله عبد اقال بالحق، واتبع الأثر، وتمسك بالسنة، واقتدى بالصالحين، وجانب أهل البدع وترك مجالستهم ومحادثتهم احتسابًا وطلبًا للقربة من الله وإعزاز دينه، وما توفيقنا إلا بالله.
 

((البراءة من المشركين أصل الديّن))

$
0
0

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين..

إن البراءة من المشركين أصل من أصول هذا الدين وهو عقيدة المسلمين بل عقيدة الأنبياء والمرسلين كما جاء ذلك في كتاب الله عز وجل على لسان إبراهيم عليه السلام (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ )

وهذه هي ملة إبراهيم التي أوحي الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يتبعها بقوله (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) النحل/ 22

وبيّن سبحانه وتعالى على أنها أفضل الممل بقوله ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ) النساء / 125
وملة إبراهيم هي البراءة من المشركين ومن دينهم ماداموا على شركهم وكفرهم، فإن تابوا وأسلموا لله أصبحوا أخوةٌ لنا في الإسلام (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) كما قال سيد المرسلين أوثق عُرى الإيمان الحبُ في الله والبُغض في الله

أصل ديننا توحيد وولاء وبراء *** قد جاء في الكتاب والسنة الغراء
محــبة ونصــرة للمسلمين *** وبغض وعـداوة للكـافرين

إن البراءة من المشركين من معاني شهادة التوحيد فمن شهد أن الله معبوده الحق وشهد أن كل معبود سواه باطل والي من وافقه في ذلك وعادى من خالفه ، ومن يعبد غير الله أبغض ووالي في ذلك قال تعالى(وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) بل إنها من بديهيات العقول كما أرسلها بن نفيل في زمن الفترة بقوله (يا معشر قريش والله ما منكم أحد على ملة إبراهيم أحدٌ غيري) فكل صاحب ديّن يحبُ ويناصر من يُدين بدينه ويبغض ويعادي من يخالفه.

والبراءة من المشركين فرضٌ على المسلمين ونص عليها الله في كتابه الكريم بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً ) النساء : 144 بل نهانا الله عز وجل عن مولاة أبائنا وإخواننا إن كانوا على الكفر فقال :(يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) التوبة : 23

والبراءة من المشركين هي تكفيرهم واعتقاد بطلان دينهم ومعاداتهم وبغضهم فقدم سبحانه وتعالى البراءة منهم على البراءة مما يعبدون بقوله (إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ من دون الله) لأنهم هم الفاعلون للشرك والمتسببون في وجوده، فيتضح فساد بطلان قول أدعياء السلفية على أنه لا يجوز تكفيرهم والبراءة منهم.

ومن لوازم البراءة من المشركين عدم الصلاة خلفهم وبغضهم وعدم التشبه بهم وعدم الاحتفال بأعيادهم والركون والميل إليهم, فلا تجتمع محبة الله ومحبة المشركين في قلب امرئ فهما نقيضان يرتفع أحدهما بحلول الآخر(لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِالْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) وصدق من قال:

أتُحب أعداء الحبيب وتدعى *** حباً له ماذاك في إمـكان
وكذا تعادي جاهداً أحبـابه *** أين المحبة ياأخا الشيطان

فتولىّ المشركين كفرٌ بالله رب العالمين كما قال تعالى (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ) (آل عمران 28) فلنحذر أن نقع في شئ من مودتهم أو الركون إليهم ونحن لا ندري فلنجدد هذا الأصل الأصيل في كل حين حتى نفوز بالجنان وننجو من النيران.

والحمد لله رب العالمين

@الجديد@
Viewing all 472 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>