أحــكـام الديار
ـــــــــــــــــــ
معنى الدار :الديار جمع دار وتطلق الدار فى الغالب على شيئين، الأول البيت أو المسكن ،الثانى البلد أو الموطن
الدار بمعنى البلد أو الدولة هى:جماعة من الناس تسكن إقليما ولها حكومة أى أن للدار ثلاثة عناصر(الأفراد ،الحكومة،الإقليم )
أنواع الديار :تنقسم الديار قسمان دار إسلام ودار كفر
دار الإسلام هى كل دار غلب عليها المسلمون وعلتها أحكام الإسلام وإن وجد بها كفار
دار الكفر هى كل دار غلب عليها الكفار وعلتها أحكام الكفر وإن وجد بها مسلمون
يقول ابن مفلح الحنبلى (فكل دار غلب عليها أحكام المسلمين فدار الإسلام وإن غلب عليها أحكام الكفار فدار الكفر ولا دار لغيرهما) (الآداب الشرعية)
بعض الأحكام الشرعية المترتبة على اختلاف الدارين :
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
1 ـ وجوب الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام عند وجود دار الإسلام والقدرة علي ذلك وما إيجاب الشارع للهجرة من دار الكفر حتى لايعيش المسلم بين الكفار فيأخذ حكمهم وهو الكفر وهوقادر على التحول إلى إظهار الإيمان وأخذ حكم الإسلام فى دار الإسلام
2 ـ تحرم الإقامة بدار الكفر والسفر إليها لغير ضرورة كالتجارة أو الدعوة إلى الإسلام أو طلب العلم المادى الكفائى لمصلحة المسلمين أونحو ذلك
3ـ كره أكثر أهل العلم للمسلم الزواج فى دار الكفر صيانة للولد أن ينشأ على دين الكفار ويتخلق بأخلاقهم
4ـ لا تقام الحدود فى دار الحرب يقول ابن قدامة(: لا يقام الحد على مسلم في أرض العدو وتقام الحدود في الثغور)
5ـ استصحاب حكم الدار لمجهول الحال فيها أى الحكم عليه بالكفر بتبعيته للدار فيكون (كافرا حكما)
6- وجوب تميز أهل الذمة فى دار الإسلام حتى لايعاملوا معاملة المسلمين وهذا من أدل الدلائل على حكم تبعية الدار فمجهول الحال فى دار الإسلام يأخذ حكم الدار وهو الإسلام ولهذا الزم الذميين فيها بهيئة مخصوصة حتى لايعاملوا معاملة المسلمين (ويؤخذ أهل الذمة بالتميز عن المسلمين في زيهم ومراكبهم وسروجهم وقلانسهم)( الهداية علي شرح البداية)
7- يشرع للمسلم كتم إيمانه إذا خاف من المشركين والدليل قال تعالى: (وَقَالَ رَجُلٌ مّؤْمِنٌ مّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبّيَ اللّهُ) [غافر 28]
معنى كتم الإيمان
____________
كتمان الإيمان لا يعني ارتكاب الكفر قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (وكتمان الدين شيء وإظهار الدين الباطل شيء آخر فهذا لم يبحه الله قط إلا لمن أكره بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر والله تعالى قد فرق بين المنافق والمكره وفرق بين الكذب وبين الكتمان فكتمان ما في النفس يستعمله المؤمن حيث يعذره الله في الإظهار كمؤمن آل فرعون وأما الذي يتكلم بالكفر فلا يعذره إلا إذا أكره ) .أهـ)(منهاج السنة النبوية)
وكتم الإيمان يعنى عدم الجهر بالبراءة وعدم إظهار المخالفة فيحسبه الكفار على دينهم فيأمن شرهم ويعاملونه كواحد منهم، بل ربما رآه أخاه المسلم الكاتم لإيمانه أيضا وهو لا يعرفه فيعامله معاملة الكفار وهو يحسبه منهم ،وما إباحة الشارع لكتم الإيمان إلا إقرارا منه لصحة أخذ المسلم الكاتم لإيمانه حكم الدار ظاهرا وهو الكفر أما حقيقته فلا يعرفها إلا الله وبعض المسلمين ممن هم على شاكلته
الأدلة على أن مجهول الحال يأخذ حكم الدار
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
أولا :القرآن يطلق الإيمان والكفر على الدار والمراد أهلها
قال تعالى: (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاّ قَوْمَ يُونُسَ لَمّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدّنْيَا وَمَتّعْنَاهُمْ إِلَىَ حِينٍ) فنسب الإيمان إلى القرية والمراد أهلها
وقال تعالى: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) [سورة: النحل - الأية: 112] فنسب الكفر إلى القرية والمراد أهلها
ولذا وصف المؤمنون المستضعفون بمكة أهل مكة قبل الفتح بالكفر الشديد فى قوله تعالى (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرّجَالِ وَالنّسَآءِ وَالْوِلْدَانِ الّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هَـَذِهِ الْقَرْيَةِ الظّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لّنَا مِن لّدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لّنَا مِن لّدُنْكَ نَصِيراً) [سورة: النساء - الأية: 75] الظالم أهلها أى شديدى الكفر أى أن الظلم هنا هو المخرج من الملة فهم كفار أولا بشركهم بالله واشتد كفرهم بتعذيبهم المؤمنين وهذه الآية من أدل الدليل على أن حكم دار الكفر ينزل على الأفراد عامة
ثانيا : العقوبة الجماعية:
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
1- عن النبي أنه قال ( "يغزو هذا البيت جيش من الناس فبينما هم ببيداء من الارض إذ خسف بهم"فقيل يا رسول الله وفيهم المكره فقال "يبعثون على نياتهم")(متفق عليه). (فالله تعالى أهلك الجيش الذى أراد أن ينتهك حرماته المكره فيهم وغيره المكره مع قدرته على التمييز بينهم مع أنه يبعثهم على نياتهم فكيف يجب على المؤمنين المجاهدين أن يميزوا بين المكره وغيره وهم لا يعلمون ذلك (مجموع الفتاوى)
2ـ روى أن زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ قالت (يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ « نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ ». (رواه الشيخان)
(قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : فِيهِ الْبَيَان بِأَنَّ الْخَيِّر يَهْلِك بِهَلَاكِ الشِّرِّير ....ثُمَّ يُحْشَر كُلّ أَحَد عَلَى نِيَّته .(فتح البارى)
3 ـ قال تعالى: (وَاتّقُواْ فِتْنَةً لاّ تُصِيبَنّ الّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصّةً وَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (يحذر تعالى عباده المؤمنين { فِتْنَةً } أي: اختبارًا ومحنة، يعم بها المسيء وغيره، لا يخص بها أهل المعاصي ولا من باشر الذنب، بل يعمهما، حيث لم تدفع وترفع)(تفسير ابن كثير) فإذا كان المولى سبحانه ينزل عقوبته على الناس جميعا صالحهم وطالحهم إذا غلب الفساد وانتشر مع قدرته سبحانه على التمييز ، فمن باب أولى أن ننزل حكما لزمهم لكفر انتشر فيهم ونكل أمر المستخفين بإيمانهم إلى الله ،وهذا هو هدى الرسول أى تعميم الأحكام وتعميم العقوبة إذا انتشرت المخالفة وعمت
4ـ فعل النبي وهديه فى معاملة اليهود حين نقضوا العهد معه وهو العقوبة الجماعية لأهل البلد جميعا ساكتهم ومقرهم (قد قتل رسول الله جميع مقاتلة بني قريظة ولم يسأل عن كل رجل منهم : هل نقض العهد أم لا ؟ وكذلك أجلى بني النضير كلهم وإنما كان الذي هم بالقتل رجلان وكذلك فعل ببني قينقاع )(زاد المعاد)
(واستباح رسول الله سبي نسائهم وذراريهم وجعل نقض العهد ساريا في حق النساء والذرية وجعل حكم الساكت والمقر حكم الناقض والمحارب) (زاد المعاد) وكذلك اليوم لا نسأل الناس عن هل رضوا عن الكفر الموجود فى مجتمعاتهم أم لا
ثالثا : التبعية فى القواعد الفقهية
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
وهذه ثلاث قواعد فقهية مشهورة عند الفقهاء منتزعة من استقراء واسع وعميق لنصوص الشرع وعلله
1ـ التابع تابع 2ـ "يثبت تبعا مالا يثبت استقلالا ً" 3ـ "أن الحكم للأغلب و أما النادر فلا حكم له "
اقتضت حكمة الله أن تعطى الأشياء التابعة حكم المتبوعة والأشياء القليلة حكم الكثيرة إعمالا لأحكام الشارع وتيسيرا على الخلق فالماء الكثير لا تؤثر فيه النجاسة القليلة،والطفل تبع لأبويه ،والأشخاص تبع للدار فكيف لنا اليوم أن نتوقف فى الحكم على الناس بالكفر عامة لاحتمال أن يكون فيهم قلة مستضعفة مستخفية بإيمانها ،فنتوقف فى تكفير ألف ألف أظهروا انتشر فيه الكفر لاحتمال أن يكون فيهم فرد واحد من أهل التوحيد ؟ فما هذا إلا ورع بارد مخالف للقواعد العامة فى الشريعة
رابعا : الناس على دين ملوكهم
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
للحكام أثر بالغ فى حياة شعوبهم فقد يكونون سبب هدايتهم (لو هدانا الله لهديناكم ) أو سبب ضلا لهم (وأضل فرعون قومه وما هدى) قال ابن حجر(لأن الناس على دين ملوكهم فمن حاد من الأئمة عن الحال مال وامال)(فتح البارى) وقال عبد الله بن المبارك : وهل افسد الدين ألا الملوك . وأحبار سوء ورهبانها .
ولذا كان رسول الله يراسل الملوك ككسرى وقيصر ويدعوهم إلى الإسلام ويحملهم وزر رعيتهم إذا أبوا،ولو علم الله فى الرعية صلاحا لأبدلها بصالحين ولكن قال تعالى: (وَكَذَلِكَ نُوَلّي بَعْضَ الظّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [الأنعام 129]
والحكام فى زماننا مالوا وأمالوا الناس فشرعوا للناس فقبلوا منهم وتحاكموا إلى قانونهم وتعلموه واحترموه بل وشاركوا فى التشريع والقضاء والتنفيذ فاشترك الجميع فى الكفر ولم ينفرد به الحكام فعم الكفر الناس جميعا حكاما ومحكومين وهذا حال منذ مئات السنين ولا يخفى على مبصر فصدق فيهم قول الله (وأضل فرعون قومه وما هدى )
علاقة حكم الدار بأهلها
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
قلنا إن الدار قسمان دار كفر ودار إسلام يقول ابن مفلح الحنبلى (فكل دار غلب عليها أحكام المسلمين فدار الإسلام وإن غلب عليها أحكام الكفار فدار الكفر ولا دار لغيرهما) (الآداب الشرعية) هذا بالنسبة لحكم الدار أما بالنسبة للسكان فالأصل أن سكان دار الإسلام مسلمين ،والأصل أن سكان دار الكفر كفار،وهذا هو الأعم الغالب والمتواتر فى الحكم على سكان الدار منذ نزول القرآن إلى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة ،بل وقبل نزول القرآن ومنذ بداية خلق آدم وذريته ،فالدار تنسب إلى أهلها الغالبين عليها،ولكن قد يحدث أن يتغلب على بلد أناس من غير أهلها مخالفين لهم فى الدين فيخضعونها لسلطانهم ولحكمهم ويظل أهل البلد مستمسكين بدينهم وهنا يخالف حكم الدار حكم أفرادها
وهنا لابد من تفصيل للتمييز بين أهل البلد وبين الغالبين عليها ،ويصبح عندنا حالتان جديدتان فرعيتان وهما دار إسلام وغالب أهلها كفار ،ودار كفر وغالب أهلها مسلمون
أما دار الإسلام وغالب أهلها كفار كدور أهل الذمة حين يتغلب عليها المسلمون كما كان يحدث فى أزمنة الفتوحات فتصير دار إسلام وإن تمسك غالب أهلها بدينهم فيلزموا بالغيار وهو ملبس يميزهم عن المسلمين وهذا أمر مشهور ومعروف
أما دار الكفر وغالب أهلها مسلمون فحين يتغلب الكفار على بلد من بلدان المسلمين ويجرى فيها سلطانهم ويظل المسلمون مستمسكين بدينهم لا يتابعوا فيه حكامهم فهذه حالة لا يصح إنزال حكم الدار على أهلها والصواب فى مثل هذه الحالة التبين عملا بعموم قوله تعالى (فتبينوا) والتمييز بين المسلم والكافر وبين من تابع الحكام ورضى بدينهم وبين من برئ منهم ومن شركهم ومعاملة كل واحد بما يستحق وبذلك أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية حين سئل عن ماردين وهى بلدة للمسلمين غلب عليها الكفار وظل المسلمين فيها مستمسكين بدينهم فأجاب (وأما كونها دار حرب أو سلم فهي مركبة فيها المعنيان ليست بمنزلة دار السلم التي يجري عليها أحكام الإسلام لكون جندها مسلمين ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه) (الفتاوى الكبرى)
أما ديار أهل زماننا فليس حكامها متغلبين لأنهم من الناس جنسا ودينا ،كذلك فالرعية تابعة لهم على كفرهم وموالية لهم على دساتيرهم وقوانينهم ومشاركة لهم فى تشريعها والقضاء بها وتنفيذها وحراستها منذ ما يزيد على مائتى سنة وكل هذا بشهادة الحال
أصناف الناس اليوم جميعا(شهادة حال على أهل الأرض جميعا)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
يقول صاحب الظلال (إن البشرية اليوم بجملتها تزاول رجعية شاملة إلى الجاهلية التي أخرجها منها آخر رسول محمد صلى الله عليه وسلم وهي تتمثل في صور شتى :بعضها يتمثل في إلحاد بالله سبحانه ، وإنكار لوجوده فهي جاهلية اعتقاد وتصور ، كجاهلية الشيوعيين .وبعضها يتمثل في اعتراف مشوه بوجود الله سبحانه ، وانحراف في الشعائر التعبدية وفي الدينونة والاتباع والطاعة ، كجاهلية الوثنين من الهنود وغيرهم . . وكجاهلية اليهود والنصارى كذلك .وبعضها يتمثل في اعتراف صحيح بوجود الله سبحانه ، وأداء للشعائر التعبدية . مع انحراف خطير في تصور دلالة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . ومع شرك كامل في الدينونة والاتباع والطاعة . وذلك كجاهلية من يسمون أنفسهم « مسلمين » ويظنون أنهم أسلموا واكتسبوا صفة الإسلام وحقوقه بمجرد نطقهم بالشهادتين وأدائهم للشعائر التعبدية؛ مع سوء فهمهم لمعنى الشهادتين؛ ومع استسلامهم ودينونتهم لغير الله من العبيد!
وكلها جاهلية . وكلها كفر بالله كالأولين . أو شرك بالله كالآخرين . .إن رؤية واقع البشرية على هذا النحو الواضح؛ تؤكد لنا أن البشرية اليوم بجملتها قد ارتدت إلى جاهلية شاملة ، وأنها تعاني رجعية نكدة إلى الجاهلية التي أنقذها منها الإسلام مرات متعددة ، كان آخرها الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا بدوره يحدد طبيعة الدور الأساسي لطلائع البعث الإسلامي ، والمهمة الأساسية التي عليها أن تقوم بها للبشرية؛ ونقطة البدء الحاسمة في هذه المهمة .إن على هذه الطلائع أن تبدأ في دعوة البشرية من جديد إلى الدخول في الإسلام كرة أخرة ، والخروج من هذه الجاهلية النكدة التي ارتدت إليها )
أصناف المنتسبين إلى الاسلام ( شهادة حال علي واقعنا )
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
1- طائفة الحكام الطواغيت ووزرائهم ومحافظيهم وقضاة المحاكم الكفرية ومحاميها وموظفيها ومنفذى أحكامها ومعلموالقوانين الوضعية ومتعلموها فى كليات الحقوق وهؤلاء هم الملأ وعلية الناس وهؤلاء لوأحصو لبلغوا مئات الألوف
2- طائفة المتحاكمين إلى المحاكم الوضعية الكفرية يذهبون إليها جهارا نهارا ولا يرون إثما ما يفعلون ،وتعد قضاياهم فى المحاكم بمئات الألوف
3- طائفة الجيش والشرطة ويعدون بالملايين أيضا وهم جنود الطاغوت وأعوانه ونراهم فى كل مكان مجاهرين بأعمالهم فخورين بها
4- طائفة العلمانين الرافضين للدين تماما إلا داخل المساجد وهؤلاء ظاهرون معروفون مجاهرون بمعتقدهم فى وسائل الاعلام المختلفة بل ولهم أحزاب سياسية مشهرة ومعلنة ومعروفة وأعدادهم تصل إلى الملايين
5- طائفة الصوفية وهم عباد القبور وهؤلاء يعدون بالملايين،وأضرحتهم وأوثانهم لا تخلو منها قرية أو مدينة يؤمونها بلا حياء ولا نكير بل ويفخرون بأنهم صوفية من محبى آل البيت ويتهمون من يخالفهم بالزيغ وبغض آل البيت وقد زاد عددهم فى الآونة الأخيرة حتى بلغ الملايين ،والأدهى والأمر أن منهم كثير ممن يسمون علماء يتلقى الناس عنهم الدين
6- طائفة المتدينين وهم المنتسبون إلى جماعات دينية مشهورة ينتسب إليها ملايين الأشخاص مناهجهم معروفة ودعوتهم معلنة ومبادئهم مشهرة وليس فيها البراءة من الطاغوت أو اتباعه ، بل والأكبر أنهم لا يرون التحاكم إليه أونصرته كفرا ، بل والأطم أن منهم من يشارك الطاغوت فى كفره ،هذا حال الجماعات الدينية التى تزعم أنها تدعو إلى الله وتجدد مبادئ الاسلام فكيف بالأناس العاديين
7- طائفة المشاركين فى الانتخابات البرلمانية الكفرية والرئاسية الطاغوتية وهى أكبر الطوائف جميعها حيث يبلغون عشرات الملايين حسب الاحصائيات الرسمية
ـــــــــــــــــــ
معنى الدار :الديار جمع دار وتطلق الدار فى الغالب على شيئين، الأول البيت أو المسكن ،الثانى البلد أو الموطن
الدار بمعنى البلد أو الدولة هى:جماعة من الناس تسكن إقليما ولها حكومة أى أن للدار ثلاثة عناصر(الأفراد ،الحكومة،الإقليم )
أنواع الديار :تنقسم الديار قسمان دار إسلام ودار كفر
دار الإسلام هى كل دار غلب عليها المسلمون وعلتها أحكام الإسلام وإن وجد بها كفار
دار الكفر هى كل دار غلب عليها الكفار وعلتها أحكام الكفر وإن وجد بها مسلمون
يقول ابن مفلح الحنبلى (فكل دار غلب عليها أحكام المسلمين فدار الإسلام وإن غلب عليها أحكام الكفار فدار الكفر ولا دار لغيرهما) (الآداب الشرعية)
بعض الأحكام الشرعية المترتبة على اختلاف الدارين :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ وجوب الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام عند وجود دار الإسلام والقدرة علي ذلك وما إيجاب الشارع للهجرة من دار الكفر حتى لايعيش المسلم بين الكفار فيأخذ حكمهم وهو الكفر وهوقادر على التحول إلى إظهار الإيمان وأخذ حكم الإسلام فى دار الإسلام
2 ـ تحرم الإقامة بدار الكفر والسفر إليها لغير ضرورة كالتجارة أو الدعوة إلى الإسلام أو طلب العلم المادى الكفائى لمصلحة المسلمين أونحو ذلك
3ـ كره أكثر أهل العلم للمسلم الزواج فى دار الكفر صيانة للولد أن ينشأ على دين الكفار ويتخلق بأخلاقهم
4ـ لا تقام الحدود فى دار الحرب يقول ابن قدامة(: لا يقام الحد على مسلم في أرض العدو وتقام الحدود في الثغور)
5ـ استصحاب حكم الدار لمجهول الحال فيها أى الحكم عليه بالكفر بتبعيته للدار فيكون (كافرا حكما)
6- وجوب تميز أهل الذمة فى دار الإسلام حتى لايعاملوا معاملة المسلمين وهذا من أدل الدلائل على حكم تبعية الدار فمجهول الحال فى دار الإسلام يأخذ حكم الدار وهو الإسلام ولهذا الزم الذميين فيها بهيئة مخصوصة حتى لايعاملوا معاملة المسلمين (ويؤخذ أهل الذمة بالتميز عن المسلمين في زيهم ومراكبهم وسروجهم وقلانسهم)( الهداية علي شرح البداية)
7- يشرع للمسلم كتم إيمانه إذا خاف من المشركين والدليل قال تعالى: (وَقَالَ رَجُلٌ مّؤْمِنٌ مّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبّيَ اللّهُ) [غافر 28]
معنى كتم الإيمان
____________
كتمان الإيمان لا يعني ارتكاب الكفر قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (وكتمان الدين شيء وإظهار الدين الباطل شيء آخر فهذا لم يبحه الله قط إلا لمن أكره بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر والله تعالى قد فرق بين المنافق والمكره وفرق بين الكذب وبين الكتمان فكتمان ما في النفس يستعمله المؤمن حيث يعذره الله في الإظهار كمؤمن آل فرعون وأما الذي يتكلم بالكفر فلا يعذره إلا إذا أكره ) .أهـ)(منهاج السنة النبوية)
وكتم الإيمان يعنى عدم الجهر بالبراءة وعدم إظهار المخالفة فيحسبه الكفار على دينهم فيأمن شرهم ويعاملونه كواحد منهم، بل ربما رآه أخاه المسلم الكاتم لإيمانه أيضا وهو لا يعرفه فيعامله معاملة الكفار وهو يحسبه منهم ،وما إباحة الشارع لكتم الإيمان إلا إقرارا منه لصحة أخذ المسلم الكاتم لإيمانه حكم الدار ظاهرا وهو الكفر أما حقيقته فلا يعرفها إلا الله وبعض المسلمين ممن هم على شاكلته
الأدلة على أن مجهول الحال يأخذ حكم الدار
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أولا :القرآن يطلق الإيمان والكفر على الدار والمراد أهلها
قال تعالى: (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاّ قَوْمَ يُونُسَ لَمّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدّنْيَا وَمَتّعْنَاهُمْ إِلَىَ حِينٍ) فنسب الإيمان إلى القرية والمراد أهلها
وقال تعالى: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) [سورة: النحل - الأية: 112] فنسب الكفر إلى القرية والمراد أهلها
ولذا وصف المؤمنون المستضعفون بمكة أهل مكة قبل الفتح بالكفر الشديد فى قوله تعالى (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرّجَالِ وَالنّسَآءِ وَالْوِلْدَانِ الّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هَـَذِهِ الْقَرْيَةِ الظّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لّنَا مِن لّدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لّنَا مِن لّدُنْكَ نَصِيراً) [سورة: النساء - الأية: 75] الظالم أهلها أى شديدى الكفر أى أن الظلم هنا هو المخرج من الملة فهم كفار أولا بشركهم بالله واشتد كفرهم بتعذيبهم المؤمنين وهذه الآية من أدل الدليل على أن حكم دار الكفر ينزل على الأفراد عامة
ثانيا : العقوبة الجماعية:
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1- عن النبي أنه قال ( "يغزو هذا البيت جيش من الناس فبينما هم ببيداء من الارض إذ خسف بهم"فقيل يا رسول الله وفيهم المكره فقال "يبعثون على نياتهم")(متفق عليه). (فالله تعالى أهلك الجيش الذى أراد أن ينتهك حرماته المكره فيهم وغيره المكره مع قدرته على التمييز بينهم مع أنه يبعثهم على نياتهم فكيف يجب على المؤمنين المجاهدين أن يميزوا بين المكره وغيره وهم لا يعلمون ذلك (مجموع الفتاوى)
2ـ روى أن زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ قالت (يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ « نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ ». (رواه الشيخان)
(قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : فِيهِ الْبَيَان بِأَنَّ الْخَيِّر يَهْلِك بِهَلَاكِ الشِّرِّير ....ثُمَّ يُحْشَر كُلّ أَحَد عَلَى نِيَّته .(فتح البارى)
3 ـ قال تعالى: (وَاتّقُواْ فِتْنَةً لاّ تُصِيبَنّ الّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصّةً وَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (يحذر تعالى عباده المؤمنين { فِتْنَةً } أي: اختبارًا ومحنة، يعم بها المسيء وغيره، لا يخص بها أهل المعاصي ولا من باشر الذنب، بل يعمهما، حيث لم تدفع وترفع)(تفسير ابن كثير) فإذا كان المولى سبحانه ينزل عقوبته على الناس جميعا صالحهم وطالحهم إذا غلب الفساد وانتشر مع قدرته سبحانه على التمييز ، فمن باب أولى أن ننزل حكما لزمهم لكفر انتشر فيهم ونكل أمر المستخفين بإيمانهم إلى الله ،وهذا هو هدى الرسول أى تعميم الأحكام وتعميم العقوبة إذا انتشرت المخالفة وعمت
4ـ فعل النبي وهديه فى معاملة اليهود حين نقضوا العهد معه وهو العقوبة الجماعية لأهل البلد جميعا ساكتهم ومقرهم (قد قتل رسول الله جميع مقاتلة بني قريظة ولم يسأل عن كل رجل منهم : هل نقض العهد أم لا ؟ وكذلك أجلى بني النضير كلهم وإنما كان الذي هم بالقتل رجلان وكذلك فعل ببني قينقاع )(زاد المعاد)
(واستباح رسول الله سبي نسائهم وذراريهم وجعل نقض العهد ساريا في حق النساء والذرية وجعل حكم الساكت والمقر حكم الناقض والمحارب) (زاد المعاد) وكذلك اليوم لا نسأل الناس عن هل رضوا عن الكفر الموجود فى مجتمعاتهم أم لا
ثالثا : التبعية فى القواعد الفقهية
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذه ثلاث قواعد فقهية مشهورة عند الفقهاء منتزعة من استقراء واسع وعميق لنصوص الشرع وعلله
1ـ التابع تابع 2ـ "يثبت تبعا مالا يثبت استقلالا ً" 3ـ "أن الحكم للأغلب و أما النادر فلا حكم له "
اقتضت حكمة الله أن تعطى الأشياء التابعة حكم المتبوعة والأشياء القليلة حكم الكثيرة إعمالا لأحكام الشارع وتيسيرا على الخلق فالماء الكثير لا تؤثر فيه النجاسة القليلة،والطفل تبع لأبويه ،والأشخاص تبع للدار فكيف لنا اليوم أن نتوقف فى الحكم على الناس بالكفر عامة لاحتمال أن يكون فيهم قلة مستضعفة مستخفية بإيمانها ،فنتوقف فى تكفير ألف ألف أظهروا انتشر فيه الكفر لاحتمال أن يكون فيهم فرد واحد من أهل التوحيد ؟ فما هذا إلا ورع بارد مخالف للقواعد العامة فى الشريعة
رابعا : الناس على دين ملوكهم
ــــــــــــــــــــــــــــــ
للحكام أثر بالغ فى حياة شعوبهم فقد يكونون سبب هدايتهم (لو هدانا الله لهديناكم ) أو سبب ضلا لهم (وأضل فرعون قومه وما هدى) قال ابن حجر(لأن الناس على دين ملوكهم فمن حاد من الأئمة عن الحال مال وامال)(فتح البارى) وقال عبد الله بن المبارك : وهل افسد الدين ألا الملوك . وأحبار سوء ورهبانها .
ولذا كان رسول الله يراسل الملوك ككسرى وقيصر ويدعوهم إلى الإسلام ويحملهم وزر رعيتهم إذا أبوا،ولو علم الله فى الرعية صلاحا لأبدلها بصالحين ولكن قال تعالى: (وَكَذَلِكَ نُوَلّي بَعْضَ الظّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [الأنعام 129]
والحكام فى زماننا مالوا وأمالوا الناس فشرعوا للناس فقبلوا منهم وتحاكموا إلى قانونهم وتعلموه واحترموه بل وشاركوا فى التشريع والقضاء والتنفيذ فاشترك الجميع فى الكفر ولم ينفرد به الحكام فعم الكفر الناس جميعا حكاما ومحكومين وهذا حال منذ مئات السنين ولا يخفى على مبصر فصدق فيهم قول الله (وأضل فرعون قومه وما هدى )
علاقة حكم الدار بأهلها
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قلنا إن الدار قسمان دار كفر ودار إسلام يقول ابن مفلح الحنبلى (فكل دار غلب عليها أحكام المسلمين فدار الإسلام وإن غلب عليها أحكام الكفار فدار الكفر ولا دار لغيرهما) (الآداب الشرعية) هذا بالنسبة لحكم الدار أما بالنسبة للسكان فالأصل أن سكان دار الإسلام مسلمين ،والأصل أن سكان دار الكفر كفار،وهذا هو الأعم الغالب والمتواتر فى الحكم على سكان الدار منذ نزول القرآن إلى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة ،بل وقبل نزول القرآن ومنذ بداية خلق آدم وذريته ،فالدار تنسب إلى أهلها الغالبين عليها،ولكن قد يحدث أن يتغلب على بلد أناس من غير أهلها مخالفين لهم فى الدين فيخضعونها لسلطانهم ولحكمهم ويظل أهل البلد مستمسكين بدينهم وهنا يخالف حكم الدار حكم أفرادها
وهنا لابد من تفصيل للتمييز بين أهل البلد وبين الغالبين عليها ،ويصبح عندنا حالتان جديدتان فرعيتان وهما دار إسلام وغالب أهلها كفار ،ودار كفر وغالب أهلها مسلمون
أما دار الإسلام وغالب أهلها كفار كدور أهل الذمة حين يتغلب عليها المسلمون كما كان يحدث فى أزمنة الفتوحات فتصير دار إسلام وإن تمسك غالب أهلها بدينهم فيلزموا بالغيار وهو ملبس يميزهم عن المسلمين وهذا أمر مشهور ومعروف
أما دار الكفر وغالب أهلها مسلمون فحين يتغلب الكفار على بلد من بلدان المسلمين ويجرى فيها سلطانهم ويظل المسلمون مستمسكين بدينهم لا يتابعوا فيه حكامهم فهذه حالة لا يصح إنزال حكم الدار على أهلها والصواب فى مثل هذه الحالة التبين عملا بعموم قوله تعالى (فتبينوا) والتمييز بين المسلم والكافر وبين من تابع الحكام ورضى بدينهم وبين من برئ منهم ومن شركهم ومعاملة كل واحد بما يستحق وبذلك أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية حين سئل عن ماردين وهى بلدة للمسلمين غلب عليها الكفار وظل المسلمين فيها مستمسكين بدينهم فأجاب (وأما كونها دار حرب أو سلم فهي مركبة فيها المعنيان ليست بمنزلة دار السلم التي يجري عليها أحكام الإسلام لكون جندها مسلمين ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه) (الفتاوى الكبرى)
أما ديار أهل زماننا فليس حكامها متغلبين لأنهم من الناس جنسا ودينا ،كذلك فالرعية تابعة لهم على كفرهم وموالية لهم على دساتيرهم وقوانينهم ومشاركة لهم فى تشريعها والقضاء بها وتنفيذها وحراستها منذ ما يزيد على مائتى سنة وكل هذا بشهادة الحال
أصناف الناس اليوم جميعا(شهادة حال على أهل الأرض جميعا)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول صاحب الظلال (إن البشرية اليوم بجملتها تزاول رجعية شاملة إلى الجاهلية التي أخرجها منها آخر رسول محمد صلى الله عليه وسلم وهي تتمثل في صور شتى :بعضها يتمثل في إلحاد بالله سبحانه ، وإنكار لوجوده فهي جاهلية اعتقاد وتصور ، كجاهلية الشيوعيين .وبعضها يتمثل في اعتراف مشوه بوجود الله سبحانه ، وانحراف في الشعائر التعبدية وفي الدينونة والاتباع والطاعة ، كجاهلية الوثنين من الهنود وغيرهم . . وكجاهلية اليهود والنصارى كذلك .وبعضها يتمثل في اعتراف صحيح بوجود الله سبحانه ، وأداء للشعائر التعبدية . مع انحراف خطير في تصور دلالة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . ومع شرك كامل في الدينونة والاتباع والطاعة . وذلك كجاهلية من يسمون أنفسهم « مسلمين » ويظنون أنهم أسلموا واكتسبوا صفة الإسلام وحقوقه بمجرد نطقهم بالشهادتين وأدائهم للشعائر التعبدية؛ مع سوء فهمهم لمعنى الشهادتين؛ ومع استسلامهم ودينونتهم لغير الله من العبيد!
وكلها جاهلية . وكلها كفر بالله كالأولين . أو شرك بالله كالآخرين . .إن رؤية واقع البشرية على هذا النحو الواضح؛ تؤكد لنا أن البشرية اليوم بجملتها قد ارتدت إلى جاهلية شاملة ، وأنها تعاني رجعية نكدة إلى الجاهلية التي أنقذها منها الإسلام مرات متعددة ، كان آخرها الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا بدوره يحدد طبيعة الدور الأساسي لطلائع البعث الإسلامي ، والمهمة الأساسية التي عليها أن تقوم بها للبشرية؛ ونقطة البدء الحاسمة في هذه المهمة .إن على هذه الطلائع أن تبدأ في دعوة البشرية من جديد إلى الدخول في الإسلام كرة أخرة ، والخروج من هذه الجاهلية النكدة التي ارتدت إليها )
أصناف المنتسبين إلى الاسلام ( شهادة حال علي واقعنا )
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1- طائفة الحكام الطواغيت ووزرائهم ومحافظيهم وقضاة المحاكم الكفرية ومحاميها وموظفيها ومنفذى أحكامها ومعلموالقوانين الوضعية ومتعلموها فى كليات الحقوق وهؤلاء هم الملأ وعلية الناس وهؤلاء لوأحصو لبلغوا مئات الألوف
2- طائفة المتحاكمين إلى المحاكم الوضعية الكفرية يذهبون إليها جهارا نهارا ولا يرون إثما ما يفعلون ،وتعد قضاياهم فى المحاكم بمئات الألوف
3- طائفة الجيش والشرطة ويعدون بالملايين أيضا وهم جنود الطاغوت وأعوانه ونراهم فى كل مكان مجاهرين بأعمالهم فخورين بها
4- طائفة العلمانين الرافضين للدين تماما إلا داخل المساجد وهؤلاء ظاهرون معروفون مجاهرون بمعتقدهم فى وسائل الاعلام المختلفة بل ولهم أحزاب سياسية مشهرة ومعلنة ومعروفة وأعدادهم تصل إلى الملايين
5- طائفة الصوفية وهم عباد القبور وهؤلاء يعدون بالملايين،وأضرحتهم وأوثانهم لا تخلو منها قرية أو مدينة يؤمونها بلا حياء ولا نكير بل ويفخرون بأنهم صوفية من محبى آل البيت ويتهمون من يخالفهم بالزيغ وبغض آل البيت وقد زاد عددهم فى الآونة الأخيرة حتى بلغ الملايين ،والأدهى والأمر أن منهم كثير ممن يسمون علماء يتلقى الناس عنهم الدين
6- طائفة المتدينين وهم المنتسبون إلى جماعات دينية مشهورة ينتسب إليها ملايين الأشخاص مناهجهم معروفة ودعوتهم معلنة ومبادئهم مشهرة وليس فيها البراءة من الطاغوت أو اتباعه ، بل والأكبر أنهم لا يرون التحاكم إليه أونصرته كفرا ، بل والأطم أن منهم من يشارك الطاغوت فى كفره ،هذا حال الجماعات الدينية التى تزعم أنها تدعو إلى الله وتجدد مبادئ الاسلام فكيف بالأناس العاديين
7- طائفة المشاركين فى الانتخابات البرلمانية الكفرية والرئاسية الطاغوتية وهى أكبر الطوائف جميعها حيث يبلغون عشرات الملايين حسب الاحصائيات الرسمية
موضوع ذات صلة: