Quantcast
Channel: الخلافة الاسلامة على منهج المهدي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

كما تكونوا يولى عليكم

$
0
0

 كما تكونوا يولى عليكم .

رسالة إلى كل من يرى الشعوب على الإسلام و إلى الشعوب نفسها التى تظن أنها على الإسلام وليست منه فى شىء وهى تكابر وتعاند وتحب الكفر و العمى على الهدى و تفضل الدنيا و الإرتداد عن الدين على دين الله و الآخرة التى هى خير و أبقى .. وإن فكرت فى يوم تثور فهى لا تثور غيرة على دين الله ولكن على دنيا و ضيق المعيشة وغير ذلك .. وتناسوا أن من كان قبلهم كانوا مثلهم و أهلكهم الله بإبادتهم أجمعين وليس قوم عاد وثمود وغيرهم منكم ببعيد فإن شئتم اذهبوا للجزيرة العربية تجدوا أرض قوم ثمود ويكفيكم نظرة واحدة على هذه الأرض السوداء الخرقاء الميتة التى لا حياة فيها وكأن باطن الأرض أصبح ظاهرها .. وسنة الإبادة هذه كانت تسرى عقوبة من الله للشعوب الكافرة أو المرتدة عن الإسلام .. رجالا ونساءا و شيوخا (و حتى أطفالهم وحسابهم على الله ) .. حتى بعث سيدنا موسى و جعل الله سبحانه و تعالى عذاب الكفار على أيدى المجاهدين فى سبيله .. وهذا يسرى على الكفار الأصليين أو المرتدين عن الإسلام .. و فليراجع من شاء إرتداد العرب فى خلافة أبى بكر الصديق ض .. و إعتبار الصحابة جميعا جميع ديار المرتدين و شعوبها كفارا مرتدين إلا من خرج منهم أو أظهر براءته وقد لخصت السيدة عائشة ما حدث بقولها "إرتدت العرب ".. فلماذا إصرار البعض ولايزال يحكم لهذه الشعوب الكافرة كفر أصلى (بالاسلام ) ؟!! وهذا خطأ كبير لأنها لم تدخل الإسلام أصلا فى يوم من الأيام .. وهذا لأن هذه الشعوب عبارة عن أجيال متعاقبة تصل بك فى النهاية إلى أول جيل إرتد عن الإسلام كما حدث بالضبط فى خلافة الصديق ض .. ولأول مرة فى تاريخ الإسلام أنه يرتد من يرتد فرادى وجماعات ولا يقام عليهم حكم الردة وهذا لسبب بسيط أنه لا الديار و لا الحكام ولا الشعوب أصبحوا على الإسلام .. فهى الغربة التى تحدث عنها النبى ص .. كما بدأ الإسلام غريبا يعود غريبا كما بدأ .. أى نفس حال الشعوب أيام كفار قريش و العرب .. وحال الموحدين وسطهم حال النبى و صحابته الكرام وقتها من غربة فى مكة و العالم أجمع .. فلا يجب علينا أن ننسى أن هذه الشعوب هم أحفاد لجيل مرتد عن الإسلام وفقط الذى حدث أن هذا الجيل لم يجد له فئة مؤمنة موحدة مقاتلة تقاتله كما فعل الصديق ض .. فحقا إنها ردة ليس لها أبى بكر .. وهذا لكى نستبين سبيل المجرمين ونعرف على من تطبق قاعدة الولاء و البراء .. ولا أحب كل من يريد القتال و الجهاد أن يتمسح فى الشعوب لكى يجعل لنفسه أرضية و خط رجعة عند الضرورة .. فليعلم كل من أراد الجهاد فى سبيل الله أمرين هامين الأول : أن لا يعتمد على هذه الشعوب لنصرته بل يعتمد على الله فالله ناصر دينه وجنده هم الغالبون .. واما الثانى : ان سنة النبى ص تعلمنا انه ص قام فى مكة 13 سنة يعلم الناس التوحيد فقط لان هذا هو الاساس ثم بعد ذلك الجهاد و دار الاسلام و الأنصار .. فلن ينصر هذا الدين شعوب تجهل التوحيد فلا عذر بالجهل فيه و فى الشرك بالله .. ولكن ينصر الدين أفرادا وجماعات وشعوب تعتقد التوحيد ومنهج الأنبياء و المرسلين وتقوله وتعمل به كما فعله من قبل أنصار رسول الله بالمدينة المنورة .. وهذه نصيحة مخلص .. لكى نلقى الله جميعا ونحن لم نوالى عدوا له سبحانه سواء طاغوت فى صورة صنم او شجر او انسان او فى صورة شعب .. و الشعوب الآن أصبح الحكم لها وبها من دون الله فهى أصبحت هى الآن طاغوتا يعبد لحكم الشعب بالشعب .. ولأنه مصدر السلطات .. بالرغم أن الله هو مصدر السلطات .. وهو أحق بها لأنه خالقهم وخالق الكون ..

وأعتقد أيضا أن حال قومنا لا يختلف عن قوم قريش و العرب وقتها قبل البعثة النبوية من ناحية الشرك بالله فى أوجه كثيرة .. بالرغم من كون قريشا و العرب وقتها يدعون حب الله تعالى و التقرب منه .. و لكن القاعدة تقول "أن النية السليمة لا تصحح العمل الفاسد " .. مثال قول الله تعالى "ليقولن ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفا "و زلفا أى قربا و التزلف من التقرب .. و ليراجع أحدكم حالهم من إدعاء أنهم على حق وعلى ملة إبراهيم زورا و بهتانا .. و الدليل على ذلك قيامهم على أمور الحج و يحلفون بالله و التقرب الى الله ببعض من بقايا ملة إبراهيم عليه السلام .. من شعائر تعبدية متوارثة ولكن مشوهة .. وهذا هو وجه الشبه بينهم وبين قومنا فقد تشابهت قلوبهم و حالهم .. فالجاهلية صورتها واحدة .. ولا يعنينا هنا إلا إثبات أن الناس على دين ملوكهم .. فلا داعى من التمسح بالشعوب و إلتماس الأعذار لهم فلستم بأرحم من الله عليهم .. ولستم بأعذر من الله عليهم .. إن كان لهم حقا فى التعذر بأى شىء بعد أن أرسلت الرسل ويتلى عليهم القرآن آناء الليل و أطراف النهار .. فلا عذر بالجهل فى الشرك الأكبر .. و العياذ بالله .. و إليكم بيان ذلك من الأقوام الغابرة و الهالكة حكاما ومحكومين .
********************************************

يقول الأستاذ سيد قطب :

"موقف الكفار من الحق :
وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين . فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم , وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين . .
إنهم يتخذون موقف الإعراض عنادا واصرارا . فليس الذي ينقصهم هو الآيات الداعية إلى الإيمان , ولا العلامات الدالة على صدق الدعوة والداعية , ولا البراهين الناطقة بما وراء الدعوة والداعية من ألوهية حقة , هي التي يدعون إلى الإيمان بها والاستسلام لها . . ليس هذا هو الذي ينقصهم , إنما تنقصهم الرغبة في الاستجابة , ويمسك بهم العناد والإصرار , ويقعد بهم الإعراض عن النظر والتدبر:

فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (5)
(وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين). .
وحين يكون الأمر كذلك . حين يكون الإعراض متعمدا ومقصودا - مع توافر الأدلة , وتواتر الآيات ووضوح الحقائق - فإن التهديد بالبطش قد يحدث الهزة التي تفتح نوافذ الفطرة حين تسقط عنها حاجز الكبر والعناد:
(فقد كذبوا بالحق لما جاءهم . فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون). .
إنه الحق هذا الذي جاءهم من لدن خالق السماوات والأرض , وجاعل الظلمات والنور , وخالق الإنسان من طين , والإله في السماوات وفي الأرض الذي يعلم سرهم وجهرهم ويعلم ما يكسبون . . إنه الحق وقد كذبوا به , مصرين على التكذيب , معرضين عن الآيات , مستهزئين بالدعوة إلى الإيمان . . فليرتقبوا إذن أن يأتيهم الخبر اليقين عما كانوا به يستهزئون !
ويتركهم أمام هذا التهديد المجمل , الذي لا يعرفون نوعه ولا موعده . . يتركهم يتوقعون في كل لحظة أن تأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون ! حيث يتكشف لهم الحق أمام العذاب المرتقب المجهول !
وفي موقف التهديد يلفت أعناقهم وأنظارهم وقلوبهم وأعصابهم إلى مصارع المكذبين من قبلهم - وقد كانوا يعرفون بعضها في دور عاد بالأحقاف وثمود بالحجر , وكانت أطلالهم باقية يمر عليها العرب في رحلة الشتاء للجنوب وفي رحلة الصيف للشمال , كما كانوا يمرون بقرى لوط المخسوفة ويعرفون ما يتناقله المحيطون بها من أحاديث - فالسياق يلفتهم إلى هذه المصارع وبعضها منهم قريب .
(ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم , وأرسلنا السماء عليهم مدرارا , وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم . فأهلكناهم بذنوبهم , وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين). .
ألم يروا إلى مصارع الأجيال الغابرة . وقد مكنهم الله في الأرض , وأعطاهم من أسباب القوة والسلطان ما لم يعط مثله للمخاطبين من قريش في الجزيرة ; وأرسل المطر عليهم متتابعا ينشىء في حياتهم الخصب والنماء ويفيض عليهم من الأرزاق . . ثم ماذا ? ثم عصوا ربهم , فأخذهم الله بذنوبهم , وأنشأ من بعدهم جيلا آخر , ورث الأرض من بعدهم ; ومضوا هم لا تحفل بهم الأرض ! فقد ورثها قوم آخرون ! فما أهون المكذبين المعرضين أصحاب القوة والتمكين من البشر َ ! ما أهونهم على الله ; وما أهونهم على هذه الأرض أيضا ! لقد أهلكوا وغبروا فما أحست هذه الأرض بالخلاء والخواء ; إنما عمرها جيل آخر ; ومضت الأرض في دورتها كأن لم يكن هنا سكان ; ومضت الحياة في حركتها كأن لم يكن هنا أحياء !
وهي حقيقة ينساها البشر حين يمكن الله لهم في الأرض . ينسون أن هذا التمكين إنما تم بمشيئة الله , ليبلوهم فيه:أيقومون عليه بعهد الله وشرطه , من العبودية له وحده , والتلقي منه وحده - بما أنه هو صاحب الملك وهم مستخلفون فيه - أم يجعلون من أنفسهم طواغيت , تدعي حقوق الألوهية وخصائصها ; ويتصرفون فيما استخلفوا فيه تصرف المالك لا المستخلف .
إنها حقيقة ينساها البشر - إلا من عصم الله - وعندئذ ينحرفون عن عهد الله وعن شرط الاستخلاف ; ويمضون على غير سنة الله ; ولا يتبين لهم في أول الطريق عواقب هذا الانحراف , ويقع الفساد رويدا رويدا وهم ينزلقون ولا يشعرون . . حتى يستوفي الكتاب أجله ; ويحق وعد الله . . ثم تختلف أشكال النهاية:مرة يأخذهم الله بعذاب الاستئصال - بعذاب من فوقهم أو من تحت أرجلهم كما وقع لكثير من الأقوام - ومرة يأخذهم بالسنين ونقص الأنفس والثمرات كما حدث كذلك لأقوام - ومرة يأخذهم بأن يذيق بعضهم بأس بعض ; فيعذب بعضهم بعضا , ويدمر بعضهم بعضا , ويؤذي بعضهم بعضا , ولا يعود بعضهم يأمن بعضا ; فتضعف شوكتهم في النهاية ; ويسلط الله عليهم عبادا له - طائعين أو عصاة - يخضدون شوكتهم , ويقتلعونهم مما مكنوا فيه ; ثم يستخلف الله العباد الجدد ليبتليهم بما مكنهم . . وهكذا تمضي دورة السنة . . السعيد من وعى أنها السنة , ومن وعى أنه الابتلاء ; فعمل بعهد الله فيما استخلف فيه . والشقي من غفل عن هذه الحقيقة , وظن أنه أوتيها بعلمه , أو أوتيها بحيلته , أو أوتيها جزافا بلا تدبير !
وإنه لما يخدع الناس أن يروا الفاجر الطاغي , أو المستهتر الفاسد , أو الملحد الكافر , ممكنا له في الأرض , غير مأخوذ من الله . . ولكن الناس إنما يستعجلون . . إنهم يرون أول الطريق أو وسطه ; ولا يرون نهاية الطريق . . ونهاية الطريق لا ترى إلا بعد أن تجيء ! لا ترى إلا في مصارع الغابرين بعد أن يصبحوا أحاديث . . والقرآن الكريم يوجه إلى هذه المصارع ليتنبه المخدوعون الذين لا يرون - في حياتهم الفردية القصيرة - نهاية الطريق ; فيخدعهم ما يرون في حياتهم القصيرة ويحسبونه نهاية الطريق ! ..

Viewing all articles
Browse latest Browse all 472

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>